المرحلة الصامتة قد تكون أخطرمن مرحلة الصخب والعراك؛ والآن تعيش مصر مرحلة الخطر الصامت الذي يهيء لجرائم يصعب استدراكها.

الخبر

“قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء (18/2/2020) إن “الأمر قد يستغرق أشهرا لحل الخلاف بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة الذي يتم تشييده على نهر النيل” والذي يهدد حصة مصر التاريخية من مياه النهر.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا”: يبقى أمامنا الكثير من العمل، لكني متفائل أنه في الأشهر المقبلة بإمكاننا التوصل إلى حل.

بدوره، قال وزير الخارجية الإثيوبي “غيدو إندرغاتشو”: إن “هناك أمورا عالقة تحتاج إلى مفاوضات”. ولم يعط “إندرغاتشو” تفاصيل أكثر، لكن نقاطا عدة تبقى عالقة وتشمل ملء خزان السد الذي تخشى مصر أن يخفض من تدفق مياه النيل، خصوصا إذا تم على مدى سنوات قليلة”. (1موقع “الجزيرة”، 19/2/2020، على الرابط:
بومبيو: حل الخلاف بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة قد يستغرق أشهرا
)

التعليق

في ظل سيطرة الطغاة؛ إما غائبي العقول والغارقين في شهوات النفوس الفردية والفئوية، أو منعدمي الهمم والعزائم؛ تسير مخططات العدو كالسِكين في الجبن، بلا مقاومة ولا وعي عقلاء؛ بل يتنادى كلاب الأرض لينهشوا في جسد الأمة جزءا جزءا؛ من العراق والخليج الى سويا والشام،  الى مصر والسودان، الى أقاصي الغرب الإسلامي.

بل ويصبح التنبيه على الجرائم والتحذير من الاتجاه الحقيق لسير  الأحداث جريمة، ويصبح المحذّرون متهمين بأنهم يثيرون الفوضى ويبثّون الأخبار الكاذبة..! بينما يرى العالم كله خطورة الأحداث ومهلكة المآل..!!

يقوم الصليبيون في أمريكا وإثيوبيا، والصهاينة من ورائهم ﴿شياطينهم﴾، بتخدير الحكومات الطاغوتية الفاسدة؛ كي تنام وتمرر جرائم يصعب تلافيها؛ بل إن سكوت هذه النظم على هذا التخدير واكتساب الوقت لصالح الإثيوبيين ومخططاتهم الإجرامية، محل شك بأن هذه النظم غير المنتمية إلا لذاتها وفئاتها وأفرادها وحساباتها البنكية أو لميولها الصهوينية؛ أنها تتعمد هذا التمرير وتتعمد وضع أرض الكنانة تحت المقصلة.

إن الوقت الذي أعلنه عدو الله والمسلمين “بومبيو” وزير الخارجية الأمريكي، والذي كان سابقا رئيسا لجهاز المخابرات الأمريكي (CIA).. إن هذا الوقت يعدّ خسارة عظيمة فالمعركة نفسها معركة وقت واستدراك الأمر قبل وقوعه؛ وإلا فلو أقاموا السد واستكملوا بناءه فقد وقعت مصر تحت المقصلة أو بين المطرقة والسندان؛ بين الجفاف والإغراق لها وللسودان.

والآن قد تجاوز بناء السد حاجز (80%) بل (85%) كما يدعي الإثيوبيون في آخر تصريحاتهم منذ بضعة أيام، وقد يكونون كذابين في هذا من أجل تيئيس أهل مصر وإيهامهم أن الأمر قد اكتمل وأنهم لا يستطيعون منعه ليضعوهم أمام الأمر الواقع؛ ومن هنا يضمن لهم “بومبيو” وفريقه ـ بل ودولته ـ مزيدا من الوقت ليتكلم المتسكعون من المفاوضين عن مصر وأمريكا وإثيوبيا والسودان على المصاطب والطرقات والمقاهي، يتسلّون ويتلهّون باجتماعات وانفضاضات تافهة؛ بينما الخطر الداهم يحدث على هذا السد..!

هذا هو ما يحدث وهذا هو المطلوب.. وسيترك لهم طاغية مصر الوقت والماء؛ فقد تفرغ لاستهداف الدين وقمع الحريات وقتل أهل سيناء وقتل خيرة أهل مصر في الميادين والسجون والمساجد؛ بل وتعدى على المساجد وأحرقها وأحرق جثث المسلمين ومصابيهم أحياءا وضرب المساجد بالرصاص، ومؤخرا يتعمد إهانة العقيدة وإفساد الأخلاق.. ثم الآن يتم إهدار الأمن المائي للبلاد.

لا تنشغل هذه الأنظمة إلا لتحقيق الغنى والمكاسب لفئة فاسدة من العسكر، وفئة العلمانيين والليبراليين، ومجموعة الفاسدين حولهم، والكنيسة المتآمرة في مصر، والكيان الصهيوني في فلسطين. هذا اتجاه بوصلتهم وليس الاهتمام بهذه الأمة ولا بهذا الشعب المسلم.

أما مصر وأهلها؛ فلهم الله تعالى. هم غائبون ومغيَبون، ومن يفهم منهم الدين والدنيا مُقصَوْن عن الوجود والفاعلية وممنوعون من القرار والمشاركة والتحذير، وهم محل الاتهام. ولسان لحالهم:

بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوا .. فلم يسبينوا النصح إلا في ضحى الغد

خاتمة

المرحلة الصامتة قد تكون أخطرمن مرحلة الصخب والعراك؛ والآن تعيش مصر مرحلة الخطر الصامت الذي يهيء لجرائم يصعب استدراكها.

إن تصريح بومبيو جريمة، وقبوله جريمة، والسكوت عنه خطة دمار لأمة؛ فاللهم أنقذ بلاد المسلمين وسلِّم عبادك في دينهم ودنياهم.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “الجزيرة”، 19/2/2020، على الرابط:
    بومبيو: حل الخلاف بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة قد يستغرق أشهرا

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة