لا تزال الأمور تتكشف وما حذر منه العقلاء والملخصون منذ سنوات يصبح اليوم حقائق، في توصيل المياه للصهاينة عبر سيناء وابتزاز مصر وارتهانها بالعدو، وعجز المخلصين.

الخبر

” أثار بيان لمحافظة شمال سيناء صدر مؤخرا حول نقل مياه نهر النيل لمدن بالمحافظة للمرة الأولى مخاوف مصريين، ولا سيما أن ذلك يأتي وسط قلق متزايد على مياه النيل المهددة بسبب سد النهضة الإثيوبي، وحديث عن علاقة لإسرائيل بالأمر.

ويخشى مراقبون من أن تكون خطوة توصيل المياه لشمال سيناء ـ الأقرب جغرافيا لإسرائيل ـ هي تمهيد لتوصيله لإسرائيل نفسها، خضوعا لشروط غير معلنة مفادها أن توصيل المياه لمصر رهن بوصولها في النهاية لإسرائيل.

ويعتقد مراقبون أن مصر تتعرض لحصار مائي من دولة المنبع إثيوبيا، وداعمتها الرئيسية بالمعدات والخبرات والأسلحة الدفاعية إسرائيل.

ويعزز من هذه المخاوف أن النظام المصري أنشأ أنفاقا سرية تحت قناة السويس، ربما تستخدم لنقل المياه إلى طرف أجنبي. المشروع الذي تكلف مليارات الدولارات.

ويطالِب الناس قائد الانقلاب أن يجيب الشعب ويكشف عن الطرف الآخر الذي تذهب إليه المياه، عبر الأنفاق السرية.

وينفي خبراء المياه أن يكون للأمر علاقة بتنمية سيناء، فنصف سكان شمال سيناء قد تم تهجيرهم، والباقي يعيش ليلا ونهارا تحت نيران الطائرات الحربية سواء المصرية أو الإسرائيلية.

وتمثل ترعة السلام وترعة سرابيوم جزءا من الحل النهائي للمشكلة المائية بين مصر وإثيوبيا، وذلك بعد إكمال إثيوبيا سدودها الأربعة على النيل الأزرق، وإطلاق ما يسمى بالبنك الإثيوبي لتصدير مياه النيل الأزرق”.

وسيدار هذا البنك من خلال شركة إسرائيلية تشترط وصول المياه إلى إسرائيل حتى يُسمح بوصولها إلى مصر”. (1موقع “الجزيرة، 23/10/2019، على الرابط:
مياه النيل تصل سيناء.. ما علاقة إسرائيل وسد النهضة؟
)

التعليق

تحت سمع وبصر ملايين المسلمين في مصر، وبرغم إرادة شعب يرى أن الصهاينة عدو استراتجي له؛ برغم هذا تتحكم حفنة من العسكر مغرقة في الخيانة، يجري النيل تحت إشرافها الى العدو؛ حث يحملونه حملا الى جوار العدو. يعلنون زورا أنه لتنمية سيناء؛ بينما تم تهجير أهل سيناء، وقتلهم إما بدوريات مصرية “بإخباريات صهيونية” وإما بدوريات صهيونية “بتنسيق مصري”..!

لا تعمير لسيناء ولا تسكين للمصريين فيها؛ ولكن هناك تهجير لأهلها ومنطقة فراغ لتكون حماية للصهاينة كمنطقة عازلة، وليسهل لهم السيطرة عليها حينما يرغبون في ذلك..!

أضف الى ذلك أن الأوضاع الآن في الصعيد والدلتا أنها معرضة لمخاطر الجفاف وفقد ما يقرب من (3) مليون فدان؛ حسب الخبراء؛ فكيف سيعمرون سيناء وهم يخربون الوادي نفسه..؟! ثم هل يُصلح المفسدون شيئا في الحياة..؟

وعليه؛ فحجة التعمير غير واردة بل ثمة مآرب أخرى.

إن الحقيقة الواضحة أن المقصود هو توصيل المياه للصهاينة ليستعملوها في زراعة جنوب أرض فلسطين في صحراء النقب؛ فتروي لهم مصر ُجنوب ما اغتصبوه، ثم هم يغتصبون مياه الأردن ولبنان وسوريا لبقية مغتصباتهم، ولا رادع.

يسوؤك المشهد أن سطح أرض سيناء قاحل، وتدمره الآليات العسكرية للصهاينة على الجانبين في مصر وفي الكيان الصهيوني؛ بينما باطن سيناء تجري فيه أخاديد مصنوعة تم إنفاق مليارات من أموال هذه الأمة لتصل بالماء الى عدوها ليتضخم وينمو ويغتصب ويذبحنا..! فأين العقول وأين الضمير، وأنى تُسحرون..؟!

ليس هذا فحسب بل ستقع البلاد في حالة ابتزاز لا نهاية لها بين عدوين؛ إثيوبيا والكيان الصهيوني؛ وكلما طلب الصهاينة مزيدا من المياه ابتزك العدو الإثيوبي ذو الروح الصليبية والرئيس المرتد، لكي تعطي لحلفائه الصهاينة؛ وهنا تصبح الحرب العسكرية مع الصهاينة لتحرير الكلمة لبلادنا أو تحرير الأرض الإسلامية في فلسطين أمرا أصعب وأبعد؛ إذ إن العدو حينها لا يحتاج لإطلاق الرصاص والمدافع بل إغلاق صنبور مياه..!

ولهذا فترك العدو الإثيوبي يكمل هذا السد وينتهي منه آمنا؛ خيانة تاريخية تهدد بمحو أرض الكنانة من فوق الخريطة..!

لقد رقص الراقصون وأيد الحاقدون والطائفيون والملاحدة والفاسدون مجيء هذا النظام العسكري المتغلب على أرض الكنانة؛ لكن يبدو أن عقاب الله تعالى أسرع مما يظنون؛ فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

كما يبدو أن من ابتعد عن كلمات ربه وتوجيهه وما كشفه في كتابه وما أمر به؛ يأخذ وقتا طويلا في إدراك الحقائق على الأرض التي لو آمن بها من ربه بيقين واطمئنان لما لقي تلك التكلفة الباهظة ليفهم ما كان يمكن للإيمان بالله كتبه أن يُفهمه إياه؛ لكن ماذا نفعل في طبيعة البشر حين يلجّون في عتوّ ونفور..؟!

خاتمة

لكن أخيرا ثمة حقيقة أخرى ليكتمل المشهد.. وهي أن الله تعالى يملي للظالمين والكفار والفجرة حتى لَيظنوا أنهم ﴿قادورن عليها﴾ وحتى يظن المؤمنون أنهم أُحيط بهم، وانغلقت أبواب الأرض؛ حينها تُفتح أبواب السماء ويأتيهم الله من حيث لا يحتسبون؛ من فوقهم أو من تحت أرجلهم؛ فإما يرسل عليهم حسبانا من السماء أو يصبح ماؤهم غورا، أو يأتيهم من حيث لا يحتسبون.

كما أنه لا تزال، ولن تزال، القوة في «التقوى والصبر» ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ (آل عمران: 120). ومن التقوى والصبر الرباط على الثغور وتحيّن الفرصة واستمرار مواجهة الطغيان حتى يسقط فتسقط معه المشاريع الفاجرة وغيوم المؤامرات وينبلج للأمة فجر صادق.

……………………………

هوامش:

  1. موقع “الجزيرة، 23/10/2019، على الرابط:
    مياه النيل تصل سيناء.. ما علاقة إسرائيل وسد النهضة؟

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة