تقترب مصر تحت قيادة العلمانيين العسكر الى الفشل والمخاطر الوجودية المهددة للوجود. للعسكر الطغاة تعاملٌ مضطرب حربا مع الداخل وصلحا مُذلّا مع الخارج..!

الخبر

” قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري المصري، محمد السباعي، إن مفاوضات سد النهضة قد وصلت إلى طريق مسدود، نتيجة لما وصفه بتشدد الجانب الإثيوبي ورفضه كافة الأطروحات التي تراعى مصالح مصر المائية، وتتجنب إحداث ضرر جسيم لمصر” (1موقع “عربي 21” 5/10/2019، على الرابط:
مصر تعلن وصول مفاوضات “سد النهضة” إلى طريق مسدود
)

“كما رفضت أثيوبيا مناقشة قواعد تشغيل سد النهضة، وأصرت على قصر التفاوض على مرحلة الملء وقواعد التشغيل أثناء مرحلة الملء، بما يخالف المادة الخامسة من نص اتفاق إعلان المبادئ الموقع في 23 مارس 2015، كما يتعارض مع الأعراف المتبعة دولياً للتعاون فى بناء وإدارة السدود على الأنهار المشتركة”. (2المصريون، 5/10/2019، على الرابط:
الري: مفاوضات سد النهضة وصلت لطريق مسدود
)

“قالت القاهرة، السبت (5/10/2019)، إنها تتطلع لدور أمريكي “فعّال” في مفاوضات سد النهضة، بعد إعلانها “أنها وصلت لطريق مسدود”.
جاء ذلك في بيان للرئاسة المصرية، وقال البيان، إن مصر “ترحب بالتصريح الصادر عن البيت الأبيض، بشأن المفاوضات الجارية حول سد النهضة، وتتطلع لقيام الولايات المتحدة بدور فعال (في مفاوضات السد)، خاصة على ضوء وصول المفاوضات بين الدول الثلاث إلى طريق مسدود”. (3موقع “الأناضول” 5/10/2019، على الرابط:
القاهرة تتطلع لدور أمريكي “فعّال” بعد وصول مفاوضات سد النهضة “لطريق مسدود”
)

التعليق

وقّع الطاغية على اتفاقية تعطي لإثيوبيا حق بناء السدود واستغلال مياه النيل وأنه شأن داخلي وليس مياها دولية. وهذه كانت مصيبة كبيرة إذ إن النهر هو نهر دولي وليس نهرا مَحليا، وهو خاضع لاتفاقيات دولية تمنع أي طرف من التعامل معه إلا باتفاق مع بقية الأطراف لئلا يقع على الآخرين ضرر.

لكن ما حدث هو إعطاؤها الحق على “بياض”  ـ آنذاك ـ لتفعل ما تشاء في مقابل أن تعترف إثيوبيا بشرعية الانقلاب العسكري، وقد فعلت فاشترى النظام وجوده ببيع موارد أمة؛ ومن ثَمَّ قررت إثيوبيا إكمال بناء سد النهضة دون أن تلتفت للأضرار اللاحقة بملايين الناس، ثم قررت أن تبني عشر سدود أخرى، ثم اندفعت دول الجوار (دول المنبع) لبناء سدود ـ بالمثل ـ لا حصر لها..!

هدف صليبي قديم

كان لأوروبا الصليبية هدف قديم ؛وهو تحويل مجرى النيل لتجفيف مصر، وإسقاط الدولة المملوكية. وهو هدف قامت بالمحاولة للوصول اليه “البرتغال” في أولى حملاتها الصليبية عقب سقوط الأندلس بأمر من رأس الكنيسة في الفاتيكان آنذاك؛ بتطويق الحبل حول العالم الإسلامي، وهي بداية حملات الاحتلال. وذلك عندما وصلوا الى شرق إفريقيا لكنهم فشلوا آنذاك.

وما يحدث اليوم هو تنفيذ لتلك الجريمة لما لبلاد مصر من ثقل ديني وجماهيري وقدرة على القيادة قد تغير موازين المعادلة في المنطقة بأسرها ـ بل وفي العالم ـ إن جاءت قيادة مسلمة مخلصة وأُعطيت فرصة مناسبة.

واليوم يقود الأثيوبيين روحٌ صهيونية ـ برغم وجود مسلم على راس السلطة..! ـ وتمويل غربي وصهيوني و”صهيوني خليجي” يقوم به عرب الخليج..! بحجة المشاركة في التنمية، يشترك فيه آل سعود وإمارات الشر وقطر كذلك..! وغيرهم. فأيّ روح شريرة جمعت كل هذا الغث والحطام المفسد..؟

قام بتمويل سد النهضة جميعياتٌ مسيحية أمريكية، وأوامر للخليج لتمويل التنمية المزعومة حوله، وقام بالعمل الاستشاري مكتب إيطالي متطوعا..! ثم اليوم وبعد التوقيع الذي يُضيع الحقوق، وبعد التفاوض الفاشل، وبعد العنف في الداخل والضعف أمام الخارج؛ وصلوا الى الفشل الذريع..!

صرح الهالك “شيمون بيريز ” الرئيس الصهيوني السابق قبل موته بأنه نصح “المصريين” ـ يقصد طاغية البلاد الموالي لهم ـ بعدم استخدام العنف في مواجهة موضوع “السد” ونصح أن يسلكوا طريق التفاهم. بينما اليد الصهيونية هي الفاعل في الحقيقة، كما فعلت في السودان وقسمته الى شطرين.

ثم يذهب الطاغية الى الأمريكيين ليطلب منهم الوساطة ـ وما تم الأمر بغيابهم بل بإشرافهم وتمويل جميعاتهم لتحقيق هدفا غربيا تاريخيا ـ وهذا إعلان فشل ووقع تحت رحمة الرغبة الأمريكية..!

تتعامل الدول بمنطق القوة والواقع والمزاحمة والتدافع؛ بينما تعامل الطغاة معه بمنطق أن يستحلف رئيس الوزراء الإثيوبي بلغة لا يفهمهما على أمر لا يكون مأخذه بالقَسَم..! بل بمنطق القوة ومنع التهاون من جانب المسلمين والتمادي من جانب الآخرين.

خاتمة

لقد أُطلقت رصاصات الجيوش الخائنة في بلاد المسلمين، نحو صدور أبناء الأمة. وامتدت يدها لكل عدو بترجيح مصالحه على مصالح بلادنا وشعوبنا وأمتنا، في مقابل ثمن يقبضه حفنة الطغاة في أيديهم؛ مُلكا أو رياسة، وأموالا معدودة في أيديهم هي بمنطق الأفراد ثروة، وبمنطق الأمم والدول ثمنٌ بخس يقبضه لص خائن فيبيع أمة بأكملها.

ما من قِسمة أظلم ولا أبخس من قسمةٍ توجه فيها الجيوش قوتها لقتل وقهر أبناء أمتهم، ويحاربون دينهم وعقيدتهم، وشريعتهم وهويتهم، ويجبرونهم على قبول التبعية للأمم الأخرى؛ في الوقت الذي تتعامل هذه الأنظمة ـ بجيوشها الفاشلة ـ مع العدو بنعومة بالغة، ومفاوضات لا تنتهي، وهزائم مروعة، وخطر عظيم.

لكن يوم أن تفيق هذه الشعوب ـ وقد دب فيها شيء من الحراك والحياة اليوم ـ فيجب ألا تثق في هذه الجيوش ويجب أن تعيد بناءها على عقيدة مختلفة وأهداف مختلفة. ولهذا حديث يأتي في حينه. والله الموفق.

………………………………………..

هوامش:

  1. موقع “عربي 21” 5/10/2019، على الرابط:
    مصر تعلن وصول مفاوضات “سد النهضة” إلى طريق مسدود
  2. المصريون، 5/10/2019، على الرابط:
    الري: مفاوضات سد النهضة وصلت لطريق مسدود
  3. موقع “الأناضول” 5/10/2019، على الرابط:
    القاهرة تتطلع لدور أمريكي “فعّال” بعد وصول مفاوضات سد النهضة “لطريق مسدود”

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة