مصر بعد مؤامرة (30) يونيه، مختلفة تماما عما رغبه أبناؤها. وفي سقوط أقوام واستشهاد آخرين وأزمات تلم بالأمة دروس يجب استيعابها.

مقدمة

يمر على مصر هذه الأيام ذكرى الانقلاب العسكري العلماني المجرم، الذي قام به عسكر مصر بتنسيق صهيوصليبي، وبأموال شياطين الخليج؛ ليئدوا طموح أمة، بعدما عرقلوا خطواتها في فترة حكم من أراد لها الخير.

حال مصر بعد (30) يونية

لقد أعقب تلك الحادثة المدبَرة سجنُ المسلمين، وقتل من رفض الانقلاب حتى اعتاد الناس مناظر دماء المسلمين ورؤوسهم المتفجرة، وتم ترسيخ الاستبداد، وقهر شعب وأمة. ورقَص السفهاء واحتفى الجهلة والمغرضون. وتراجع دور مصر وأصبحت مهدَدة ومبيعة في ثرواتها وحدودها ومياهها، وعمَّقت تحالفها مع الصهاينة، ثم ازداد شعب مصر فقرا وقهر وإذلالا واستخفافا. وشاعت مظاهر الانهيار الأخلاقي فيما يخص المرأة أو علاقات الجنسين أو العلاقات البينية بين المجتمع من التباغض والتشرذم وشيوع أسوأ الأخلاق وأبشع الجرائم.. كما تسلق المنافقون وفاز الانتهازيون. وازداد أصحاب الغنى بالأسباب المحرَّمة والجشع أضعافا مضاعفة، وازداد عدد الفقراء واتسعت طبقتهم وازدادوا فقرا مع العجز عن الرفض..

كما اتسع نطاق السفاهة الإعلامية والتطبيل لشخص واحد تقف وراءه الأجهزة الأمنية التي خانت البلاد والأمة لصالح طبقة معينة وفئة من العسكر ومن والاهم.

تحكمت الكنيسة وصار لها دورا سياسيا، وأهين الأزهر وتراجع دوره، ويراد تنحية شيخه الذي شارك في الجريمة سابقا لكنهم يريدون مرحلة أخرى قد يرفضها الرجل، مرحلة لا يبقى فيها أي ملامح موروثة من الإسلام لتغيير طبيعة الإسلام الذي يشاع بين الناس؛ ليصبح دينا يترحم على الملحدين ويقرّ الفواحش ويشجع الربا وينسحب من الحياة ويصفق للظالمين والطغاة ويرحب باغتصاب اليهود للبلاد ولسيطرة النصارى عليها.

صار التهديد يطاول الأجيال الصغيرة والشابة التي جُففت ينابيع الخير لهم وحيل بينهم وبين أن يسمعوا كلمة طيبة أو دعوة لدينهم أو تعليما يُخرج نشئا مسلما؛ بل صار استهداف إخراج نشء مسلم جريمة! وأصبح تحفيظ القرآن تفريخا للإرهاب، ويدعو كل داعٍ من المنافقين لإغلاق دور تحفيظ القرآن للأطفال..! بل ويصرح فنانونهم في المقابلات الإعلامية أنه ينبغي الحيلولة بين الأطفال وبين القرآن لأن هناك آيات تحض على العنف ويُخشى عليهم منها..!

يموت المسلمون في السجون، وما على السلطات إلا تسليم جثثهم لذويهم يوما بعد يوم؛ تُصَب عليهم التهم المختلَقة ويبهتهم العدو بإلصاقه بهم تُهما هو من يمارسها صباح مساء..

وهذا كله غيض من فيض مما تعيشه البلاد؛ إن صح تعبير أنها “تعيش”.

دروس للتاريخ

وهنا نتوقف أمام هذا الحدث للإشارة الى دروس مهمة في طريق عمل الحركة الإسلامية والمسلمين عموما، في حراك الأمة التي تبتغي الخروج من النفق المظلم.

كراهتهم للإسلام

تفاجأ البعض بمدى كراهة العلمانيين والملحدين ومبدلي الشرائع للإسلام وأهله ورموزه، وانضم إليهم الفاسدون. وهنا تتبدى طبيعة النفاق وتلاحم أهله بمشاعرهم بأحقادهم مع الكفار الأصليين. كما وصل الفساد إلى ما يشبه الاعتقاد في مواقفه.

كان زفير اللادينيين “العلمانيين” نارَ حقْدٍ متقدة أثناء فترة وجود الإسلاميين في السلطة ولو وجودا رمزيا غير فاعل على الحقيقة.. وكان صراخهم لا يكف رفضا للإسلام ولرائحته؛ حتى دعوا إلى حمل السلاح جهارا وأعلنوا أنه سيكون سلاحا حقيقيا وسنقتُل المسلمين في الشوارع وسيكون هناك دماء نملأ بها الشوارع وسنقاتل عن البلاد حتى لا تتغير هويتها بوجود ملامح للإسلام في الحياة السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية، فضلا عن المجال التشريعي أو وجودهم في الأجهزة التي تمثل شوكةً في الأمة.

من الخطأ أن يتفاجأ أرباب الحركة الإسلامية وقادتها بهذا الحقد والحنق، وأن يظنوا أن الطريق مفروش بالورود. ومن الخطأ والسذاجة القاتلة أن يظن المسلمون أن العدو سيحترم ما يطلق عليه (ديمقراطية) أو أنه سيحترم اختيار الشعب المسلم لقيادة مسلمة. الشعارات شيء والحقيقة شيء آخر؛ فآباؤهم من قبل عبدوا أصناما من العجوة إذا جاعوا أكلوها، وأبناؤهم اليوم ينقُضون جميع عهودهم ومبادئهم إذ لا مبادئ لهم في الحقيقة؛ وفي الجميع يقول تعالى: ﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ﴾ (الأعراف: 102).

استكشاف مراكز القوة في المجتمع والعالم

ثمة ضرورة للحركة الإسلامية أن تمتلك المعلومات التي تكشف بها مجتمعها وواقعها والأرض التي تعيش عليها، وأن تعرف وتحدد طبيعة القوى المتحكمة والمؤثرة في بلادنا ومجتمعاتنا؛ فلا تحارب بعيدا عن مراكز التأثير؛ وهو ما حدث.

وحتى وجد المسلمون أنفسهم يواجهون شخصا بلا قيمة يمثل القضاء فيؤزّم لهم الموقف، أو أتفه منه يمثل الإعلام فيشيع لهم الأكاذيب فينبرون لردود على أشخاص تافهين، يوجد في جعبة من يحرك الأمور منهم كثير وكثير، وإن فُضح أحدهم أو تعرى دوره وانكشف أخرجوا آخر كما يُخرج السحرة الأرانب من بطون القبعات..!

وهذا ناتج من عدم معرفة وكشف وتحديد مراكز التأثير والقوة، والتي كان يجب أن يكون للمسلمين وجودهم الحاسم بها أو مواجهتها أو تحييدها؛ بدلا من صرف الجهد والأموال والأعمار في معارك بالونات واختبارات يطلقها آخرون بعيدا عن بؤرة الصراع والسيطرة.

بل وبدلا من أن يُخدع المسلمون في المؤسسة العسكرية حتى أمِنوها وكانت تخدعهم من جانب وتشعل البلاد من جانب آخر؛ فهي المسؤولة عن حركة “تمرد” و”البلاك بلوك” وعن تأزيم القضاء وامتناع الشرطة عن العمل وعن هجوم الإعلام وعن توريط القيادة في مطبات سياسية..! لقد أصبح المسلمون مثار سخرية الجميع حيث خدعهم من أمنوهم بينما هم الذئاب في الحقيقة. (1فيديو: نائب رئيس أمن الدوله يعترف: لم نتعاون مع محمد مرسى ولم نعطه أى معلومات عن حركة تمرد)

غياب القاعدة الصلبة

ظهر جليا قصور الحركة الإسلامية في البيان للناس..

فكانت الجماهير بين متعاطف متذبذب وبين علماني الباطن والنزعة وإن كان تدينه بالفروع أمرا اجتماعيا عارضا؛ فوجدنا محجبات بل ومنتقبات ومصلين وأصحاب لحى متدينة!! ممن يسارعون في الباطل ويوردون شبهاته ويُبدون بغضا لراية الإسلام وهويته وشريعته أمرا عجيبا، ومنهم من بارك إراقة دماء المسلمين وبررها ودافع عنها.

إلى هذه اللحظة لم تدرك أغلبية الجماهير حقيقة الصراع وأنه صراع رايتين، راية الإسلام وراية العلمانية التي تقف وراءها الصليبية والصهيونية، وأنه صراع تاريخي، وأن ثمة فرقا بين تقصير المسلمين واختلافاتهم البينية الفروعية والإجرائية؛ فهذا شأن، وبين اختلاف التضاد بل الاختلاف الوجودي بين الإسلام وعدوه.

وإلى هذه اللحظة لم تدرك الجماهير على نطاق واسع معنى لا إله إلا الله، ومقتضيات العقيدة، ولم تدرك تاريخ الصراع، ولا ماهية وجودها ولا هويتها، ولا دورها في البشرية ولا دورها كأمة.

وإلى هذه اللحظة لم تدرك الصورة المطلوبة للوجود السياسي للإسلام ولا أهميته ومحوريته وأنه طوق النجاة للأمة، ولم تدرك إلى هذه اللحظة حقيقة التبعية التي تعيشها بلادنا وخطورتها على دينها ومقدراتها، ثم على أجيالها، ثم على وجودها المادي نفسه.

كثير من الحقائق غائب. ولم تزرع الحركة الإسلامية زرعا كافيا لتجنيه؛ بل بعضها افتقد للخطاب الدعوي، وبعضها افتقد لبيان الأصول الشرعية. وهذه النقطة التالية.

الخلل في المأخذ العلمي

بينما أحالت بعض الحركات الإسلامية بل كبرياتها على الخطاب الرسمي للأزهر بكل ما فيه من تشوهات، وبما فيه من سقوط قياداته في براثن السلطة والحزب الوطني والعمالة المباشرة للأجهزة الأمنية، وبما مارس كثير من رموزها بيع الدين وتمرير تبديل الشريعة وإقرار التغلغل العلماني في بلادنا ومجتمعاتنا..

بينما يحدث هذا إذ بطائفة منتسبة زورا للسلف أصبحت مدارس علمية لتعليم قضايا الفقه، وبعض قضايا العقيدة التي يشتبكون فيها مع الموتى ويتركون فيها الأحياء بلا نكير..!

وفي النهاية وقعوا في خيانة تاريخية عظمى إذ بهم يظاهرون العدو العلماني الملحد  الصراح والذي أحال كتابة الدستور لقوم ملحدين يقولون إن شعب مصر علماني بطبعه، ويصرحون أنه لإقرار العلمانية في مصر لا بد من جرعات الدماء جرعة بعد أخرى حتى تستقر العلمانية.. فساندت هذه المدارس ورموزُها المنفردة والحزبية هؤلاء الملحدين والعسكر العلماني وتحالفوا مع الكنيسة المصرية التي تعاظم دورها.. وأبدوا من كراهة التيار الإسلام والساعين لراية الإسلام وحرية هذه الأمة، ما هو محل عجب وتساؤلات..

بل وجدنا ظاهرة أعجب وأخطر وتستحق الوقوف أمامها كثيرا؛ إذ وجدنا من المنتسبين للسلفية المزوَرة من يردد شبهات عتاة الملاحدة بل واليهود في طعن المسلمين بنفس الطريقة وبنفس الإلتواء والتهرب وتبادل التهم واستخراج تهمة بعد أخرى؛ فإن أخفى الناس القيادات الإسلامية عن أن تُقتل صاحوا إنهم قدموا الناس للقتل وهربوا بأنفسهم وبأبنائهم؛ فإذا علموا أن قيادات المسلمين كانت موجودة وأنهم قدموا أبناءهم شهداء صاحوا لقد قتلوا أبناءهم الأبرياء وورطوهم..!!

واليوم تتراجع ثوابت الإسلام التي كان عليها عموم الناس ويتم التشكيك بها ونشر الإلحاد والشذوذ والسقوط الأخلاقي والعلاقات بين الجنسين والتبرج الفاحش والدور السياسي والمريب للكنيسة التي تكاد تتسلم البلاد من العسكر ولا يردون لها أمرا بل ولا أمنية حتى إنهم ليهدمون المساجد، ويقرون بناء الكنائس الضخمة على أراضٍ مغتصَبة تقر الكنيسة نفسها أنهم أخذوها بنظام “وضع يد”.. هذا يتم برعاية هذه التيارات التي يبدو أن انتسابها للإسلام محل استفهام وتعجب وتساؤل وهم يعيشون ويتكلمون بأريحية شديدة مع المخاطر التي تحيط بالبلاد وبالإسلام وبالعقيدة.

واليوم يعطون لهذه الأنظمة المجرمة شرعية للقبول في الأمة ويأمرون أتباعهم بدعمها تضييعا للدين والدنيا..!

خطورة سقوط القيادات

يجب الوقوف كثيرا أمام سقوط القيادات الدعوية والعلمية..

فكثير من الشبهات الملقاة لا تروج على الصبيان فضلا عن أصحاب العقول؛ وغالب ما يقف خلفها ليست شبهة علمية ولا غيرة على الدين..!! بل هو سقوط تلك القيادات وملفاتها في يد العدو يبتزهم بها ويُسقطهم ويحفظ وجودهم الصوري لأنه بهم يسقط ملايين أخرى من الناس ألغت عقولها واتبعت مَن تُحسن بهم الظن..! وكم هلك قوم من باب إحسان الظن.

ولو توقف الأتباع قليلا وأعملوا عقولهم بدون الهالة والألقاب التي تحوط بهؤلاء القوم لتبيّنَت لهم الأمور.

مدافعة مكافئة

غاب المسلمون عن الوجود السياسي الإسلامي الشرعي لقرنين من الزمان. وللعودة لا بد من مدافعة مرحلة بعد أخرى، ولابد من حاكم مسلم يكمل مَن بعده مراحل حتى تكتمل الصورة ويعود المسلمون؛ إذ قد بعُدت المسافة. ولهذا وأد المجرمون أول محاولة ولو كانت لن تسفر إلا عن حرية الدعوة .. فقد صرح مسؤولوا  الأجهزة الأمنية بعد (30) يونية أنهم لم يقدموا للرئيس مرسي رحمه الله تقارير صحيحة بل أخفوها عنه وأعطوه تقارير مزورة ومغلوطة. وصرحوا أنه طلب منهم ترك الحركة الإسلامية على حريتها بدون متابعة ولا تضييق وأن يتابعوا الشيوعيين والشيعة وأنصار الأنظمة المجرمة التي كانت قائمة؛ فقد أمر بمتابعة من يضر المسلمين وترك الحرية للإسلام. (2فيديو: “مرسى طلب من رئيس جهاز أمن الدولة عدم متابعة ما يخص الاسلام السياسى و متابعة 3 ملفات فقط)

حتى لو لم يتحقق للناس إلا هذا فقد كانت هناك فوائد أخرى كثيرة من أهمها أن تأخذ التيارات المجتمعية حجمها الحقيقي؛ فالمسلمون لهم وجودهم والأمة تميل إليهم والاستحقاقات أثبتت أن من (75) إلى (80) في المائة من الناس يختارون المسلمين كقيادات تنفيذية لهم، وأن العلمانيين مع الملاحدة مع الفاسدين مع الكنيسة لا يمثلون أكثر من النسبة البقية من (20) إلى (25) في المائة. ولو تجلّت الأمور أكثر مع التجربة الصحيحة لكانت نسبة اختيار المسلمين أكبر.

ومن ثَم كان أمر إقامة الشريعة سيكون له مساندته الشعبية ودعمه بما يمكّن له.

ولكن هذا أيضا غير كافٍ؛ فثمة شوكة لا بد منها للمسلمين؛ فقد أراد المسلمون غير ذات الشوكة، فكانت الأمور إلى غير ما أرادوا؛ مئات الآلاف من الدماء في ربوع بلاد المسلمين ومئات الآلاف من الأسرى وحملات إعلامية سوداء.

إن الدرس الكبير أنه لا بد من “القوة” و”ذات الشوكة” وأن تنحاز للمسلمين قوى مؤثرة وأن يستطيعوا حسم أمورهم عندما يصلوا إلى طريق مسدود؛ وإلا فيكون تأخرهم مقصودا ولهم فيه عذر، فقد يُحجمون عن الإقدام في أتون أمر لا يدان لهم به ما داموا يعرفون الأرض حولهم وتوزيع القوى إلى أن يقدروا على التقدم فلا يتراجعون؛ فالمسلمون بين ﴿فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا..﴾ ﴿وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ..﴾ وبين حالة أخرى ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ..﴾ ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ..﴾ وعليهم الاختيار عن علم وحكمة وقوة.

خاتمة

ثمة أمور كثيرة على المسلمين تدراكها ودروس عليهم استيعابها، ولْيعلموا أن الطريق شاق وطويل، وأن التجربة التي يخفقون فيها ثمنها فادح؛ فعدوّهم شرس والمعركة ضارية؛ ولذا عليهم دراسة تجاربهم جيدا، التجارب الماضية، وعليهم دراسة تجاربهم المستقبلية ليعلموا أين يضعون أقدامهم والأدوات اللازمة لهم.

ولْيعلموا أن العاقبة لهم ولو استغرقت جيلا آخر يستوعب إخفاقاتهم. لقد بعُدت مسافة البعد فكان للرجوع مشقته. وليستبشروا فالله تعالى يصنع لهم. فقد تنهار أمور يظنونها تستغرق أجيالا، فيهدمها ربهم في لحظات؛ فقط فليصدُقوا مع ربهم وليثبُتوا على الطريق ولا يتركوا الراية.

………………………

هوامش:

  1. فيديو: “نائب رئيس امن الدوله يعترف لم نتعاون مع محمد مرسى ولم نعطيه أى معلومات عن حركة تمرد“.
  2. فيديو: “مرسى طلب من رئيس جهاز أمن الدولة عدم متابعة ما يخص الاسلام السياسى و متابعة 3 ملفات فقط“.

اقرأ ايضا:

التعليقات غير متاحة