يهدد الإثيوبيون شريان النيل بالجفاف فيذهب طغاة مصر وعسكرُها لضرب المسلمين في ليبيا. ثمة حوَل استراتيجي وإهدار للقوة والمقدرات، وتوريط للأمة مستهدف ومقصود.

الخبر

“لوّح القزم المصري، عبد الفتاح السيسي، بقرب التدخل العسكري المصري المباشر في ليبيا، قائلا إن “أي تدخل مصري مباشر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية..”.

وركّز ، في أول كلمة له بعد فشل مفاوضات سد النهضة ولجوء مصر إلى مجلس الأمن، على الأزمة الليبية، واكتفى بإشارة مقتضبة إلى سد النهضة، قائلا “منذ اللحظة الأولى حرصنا على المسار التفاوضي، وعندما تحركنا إلى مجلس الأمن كان بهدف اتباع المسار الدبلوماسي والسياسي حتى نهايته.

وأشار الطاغية أن مصر تستعد لتدريب وتسليح أبناء القبائل تحت إشراف ممثلي القبائل، فقد تابع الطاغية القزم: “هاتوا أبناء القبائل الليبية الوطنية ندربهم ونسلحهم للدفاع عن ليبيا”. وذلك لعمل حرب أهلية بليبيا؛ حفظها الله.

ووصف الطاغية خط “سرت ـ الجفرة”، بأنه “خط أحمر بالنسبة لمصر” داعيا “إلى التزام القوى المتصارعة بالخطوط التي وصلت إليها.

وبحسب مصادر مصرية خاصة دشّن السيسي، العمل بقاعدة “جرجوب” البحرية العسكرية، أقصى غرب محافظة مرسى مطروح بالقرب من الحدود مع ليبيا، مؤكدة أن إحدى حاملات المروحيات “المسترال” ترابض هناك حاليا، إلى جانب عدد من الفرقاطات الحديثة التي استقدمتها مصر مؤخرا من فرنسا وألمانيا..”.​

وذكر الكاذب أن الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة ووصفه بأنه جيش رشيد يحمي ولا يهدد”. (1CNN بالعربية، على الرابط: السيسي: تجاوز سرت والجفرة “خط أحمر” لمصر.. وأي تدخل لنا في ليبيا تتوفر له شرعية دولية
موقع الجزيرة، على الرابط: السيسي: تدخل مصر المباشر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية
موقع “العربي الجديد”على الرابط: السيسي يلوّح بالتدخل عسكرياً في ليبيا: “سرت خط أحمر”
موقع عربي 21، على الرابط: السيسي يلوح بتدخل عسكري بليبيا.. ما احتمالات التنفيذ؟
)

التعليق

لا تزال أزمات الأمة كما هي تراوح مكانها، ولن تزال، تحت سيطرة هؤلاء الطواغيت أصحاب الحوَل الاستراتيجي في أحسن أحوالهم، والذين هم أصحاب مبضع الجراح الذي يقطّع في جسد الأمة ويُزيد محنتها.

انصرفت أذهان الناس حين وصل الى أسماعهم كلام طاغية مصر عن دور الجيش لحماية أرض الكنانة من الأخطار الخارجية؛ انصرفت أذهانهم الى مشكلة سد النهضة وإمكانية ضربه والأخذ على يد الإثيوبيين لردعهم عن المساس بأمن ومستقبل هذه البلاد حاضنة جزء كبير من الأمة الإسلامية وصاحبة التاريخ في حماية الإسلام ونشره ، والتي تكسرت عندها هجمات التتار والصليبيين، والتي هي مخزن بشري كبير مؤهل ومهيأ لعودة الإسلام لو رفعت عنها يد الطواغيت فتنطلق تقيم الدين وتحكم الشريعة وتُصلح موازين القوى في المنطقة بل وفي العالم..ظن الناس ـ بسطحية ـ هذا الظن؛ بما يَشي بعد العلم بطبيعة ووظيفة هؤلاء الطغاة ومن حكّمهم في الأمة وساندهم؛ ومن ثَم قام الخائن الفاجر ليفسر ما قصده بالتهديد فإذا هو زيادة آلام الأمة بتوجيه قوى الجيش في مصر الى أهلهم في ليبيا، ليقتتل الأخَوَان؛ فلماذا يريدهم أن يقتتلا..؟

ليس له إلا دورة جديدة من الشرور؛ فإما أن يفرض سيطرة مشروع طاغية جديد يخلف القذافي بطغيانه إذ هو من مدرسته الدموية والمعادية للإسلام، ويزامل طاغية مصر إذ هو مثله في الدموية والعمالة..

وإما أن يقسم ليبيا كما هو المشروع الغربي الى بلدين أو ثلاثة، والتقسيم الثلاثي هو المرجح عند طغاة مصر وفاسديها وصليبييها.

وتتراوح الأهداف الطاغوتية النصرانية من مصر في ليبيا في الرغبة الشهوانية في ثروة ليبيا النفطية، وفي إثبات النظام الطاغوتي جدارته في العمالة بتنفيذ أجندة أسيادهم الغربيين والرعاة الخليجيين للقابع في أبو ظبي والآخر القابع في الرياض.

يريد الطاغية أن يذهب الجيش الى ليبيا يحارب أهله ويموت في الصحراء ويقتل الأبرياء؛ بينما النيل يجف والصليبيون الإثيوبيون يهددون ويتوعدون، ويجهزون بعد السد لأكثر من عشرة سدود أخرى..! بلاد تجف وأحياء يذْوون وشعب ينتظر الموت بطيئا؛ يصرخ فيمن يحميه ولا يجد مجيبا بل يجد سجونا تفتح أفواهها لتقضم منهم من ينكر أو يصرخ أو يأمر بالخير أو يذكّر بالإخفاق ويشير الى علامات الفشل وأمارات المؤامرة.

وبعد أن تقضم السجون لقمة من هذا الشعب ـ وهي لا تشبع ـ إذ بمن بقي يستكمل حياته مريرة، ويخفي وجهه وينسى من تكلم وأوذي من أجله، ويخاف هو أن يتكلم؛ فإذا بالجميع اليوم في حالة انتظار واستسلام لما هو قادم، ولا أمل لهم يلوح..!

صرّخ الطاغية أن “جفرة” و”سرت” خط أحمر على حكومة الوفاق لما لها من تمثيل لشعبها ولما لها من ميول إسلامية؛ إذ هو معادٍ لرائحة الإسلام ولو من بعيد.. ومن ثم يتساءل الناس ماذا جعل “جفرة” و”سرت” خطا أحمر، وجعل النيل ومياهه وشريانه خطا أخضر..؟!!

يقول الطاغية القزم أن لتدخله في ليبيا شرعية؛ فهل لوجوده هو في مصر شرعية ليكون لتدخله في ليبيا تلك الشرعية المزعومة..؟!!

يقول الكاذب الدعي أن جيشه شريف ورشيد؛ وهذا كذب صراح فلا هو شريف إذ يقتل المسلمين ويحارب الإسلام ويحرق أبناء المسلمين ويحرق مساجدهم ويهدمها، ولا هو رشيد إذ يترك العدو الصهيوني ويتحالف معه، ويهادن الإثيوبي الذي يهدد وجود البلاد، ويتوجه بحسب المال والشهوة والحقد إما الى بيع الخضار في الداخل ووقوف القيادات على خطوط السمك والجمبري..! أو يتوجه لحرب المسلمين بحصار غزة في الشرق وتمزيق ليبيا في الغرب؛ ألا سحقا لهم.

الروح الصليبية

الحوَل الاستراتيجي هي حالة من انحراف البوصلة منبعها أن هذه أنظمة لا تنتمي لدين الله، ولا لهذا الشعب المسلم، ولا لهذه الأمة؛ بل هي مخلب قط للعدو الصليبي والكيان الصهيوني؛ ولذا فالروح الصليبية بادية في الإعلام والتعليم، وفي النخبة المختارة لتمثل البلاد؛ بل وفي اختيار المحللين السياسيين..! إذ يختارون النصارى ويقدّمونهم؛ فتكون روح المعاداة للإسلام أوضح..

تلك الروح الصليبية والصهيونية هي ما يغشى مصر اليوم، تجدها في حرب الإسلام والإنزعاج من اسمه، وكراهة شريعته، وفي البغضاء لأهله، وفي التوصية بقتل المسلمين والشدة عليهم والسخرية منهم وسبابهم علانية..

كما هي الروح البادية في الرغبة في حرب المسلمين وزيادة جراحهم، وفي الإهدار المتعمد لشريان الحياة في البلاد والسماح بوضع مصر رهينة لرغبة صليبي في إثيوبيا متحالف مع نصارى أوروبا وأمريكا ومع الصهاينة المتغلغلين في بلاده.

خاتمة

يبقى السؤال؛ متى تنتهي هذه المهزلة..؟ ومن يوقف هذا التهريج والعبث بالملايين وبالأجيال وبالمقدرات..؟

وهل يبقى التابعون بصوتهم المتضرع الخاضع للطغاة حتى يَهلَكوا في الدنيا ويتساءلون مع الطغاة في النار ﴿إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ (إبراهيم: 21).

……………………………..

هوامش:

  1. CNN بالعربية، على الرابط: السيسي: تجاوز سرت والجفرة “خط أحمر” لمصر.. وأي تدخل لنا في ليبيا تتوفر له شرعية دولية
    موقع الجزيرة، على الرابط: السيسي: تدخل مصر المباشر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية
    موقع “العربي الجديد”على الرابط: السيسي يلوّح بالتدخل عسكرياً في ليبيا: “سرت خط أحمر”
    موقع عربي 21، على الرابط: السيسي يلوح بتدخل عسكري بليبيا.. ما احتمالات التنفيذ؟

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة