500 طفل في الشمال أكثر مناطق القطاع تضررا، يسردون كتاب الله تعالى غيبا في يوم واحد، حيث لا يكاد يوجد مسجد قائم …

“حجّة الإمكان” لا تنفك عن “حجة البيان”

لا يخفى على أهل الشريعة أن من لوازم بقاء الخطاب الشرعي منوطا بالمكلّفين يساوي بقاء قائم لله العظيم بالحجة على خلقه، وهم “مجتهدو الإسلام المعرّفون للخلق حكم الحقّ سبحانه” .

إلا أنّ أكثر الناس يغفلون عن “حجّة الإمكان” وهي لا تنفك عن “حجة البيان” إلا أنّ هذه من خطاب التكليف والأخرى يمكن جعلها من “خطاب الوضع” …

هاك مثالا: مجريات العادة التي تكشف عن مسببات المرض – مثلا – وعوامل زيادته وما يؤخّر برأه، هي ما يحدد طبيعة الرخصة ومقدارها بالنسبة إلى مريض ما، وشيوع عدم تأثير “عوامل” ما، في مرضه، هو “حجّة” على المريض، تضيّق عليه رخصته .

غزة حجّة على باقي المسلمين في الأرض

كلّما تأمّلت في حجم التضحيات التي تتحمّلها غـزة في سبيل “قضية الأقصى”، تأكّدت أنّ تلك “القطعة الأسيرة المحرّرة” ما هي إلا حجّة على باقي المسلمين في الأرض، تثبت “الإمكان” وتقطع علائق “الغثّ من الرخص” التي يستتر بها “المخلّفون”… فارق القوّة الهائل بين الفسطاطين، وفارق نوعية الدعم، وحجم الخسائر التي يتكبدها كل فريق زائد الإصرار على خيار اڷـجـهاد، يفضح حقيقة المصالح التي اختارها باقي المسلمين، ويكشف طبيعتها الدنيوية الخالصة، وأنّ باعثها الوحيد هو “البخل بقطرة الـدم” حب الدنيا وكراهية الأخرى …

بل “الحسم العسكري”

أهل غـزة يمكنهم الآن أن يختاروا العيش في سلام، كما يعرض عليهم العدو، عندهم مساجدهم يقيمون الجمعة، الجماعات، ويحيون الأعياد ويظهرون الشعائر، كما يفعل جميع المسلمين في العالم، لكنّ ثمن ذلك هو قضيتهم الوجودية، سيعيشون حياتهم الدنيا.. لكن “دون قضيتهم الدينية والتاريخية”… التي بها يكون معنى وجودهم، إذ هي أمانة الله عندهم …

غزة لم يكن ينبغي لها “قدرا” إلا أن ترفض “السلام”، فيبعث الله العظيم رجلا لا يعرفه أكثر الخلق، يختار “الحسم العسكري” سنة 2007، وقد شارفت غزة على أن تصير ضفة جديدة… لكنّ الله اختار لها أن تحسم مصيرها بسلاحها، ليبقيها القدر “حجّة” للإمكان على سائر المسلمين، كلّما تعلّق “مزوّر” برخصة غثة، صاحت غزة في وجهه: “لكني جريحة أقاوم”…

“التصفية والتربية” أنتجت الثبات الأسطوري

ما تراه اليوم من ثبات أسطوري، هو نتيجة ما كنا نقرؤه في أدبياتنا الإسلامية ونبشر به: (وأعدوا لهم ما استطعتم)،  “العلم قبل القول والعمل”، “التصفية والتربية” … هو أثر شعب التربية ومحاضن القرآن التي هي مادة العمل الإسلامي… والمعامل المنتجة لحملة الدين … الارتباط العجيب بين المرابطين صغيرهم وكبيرهم بالقرآن العظيم هو أثر التربية.. وقلة أعداد المخذلين والضعفاء من مجموع الشعب المرابط هو أظهر آثار “التصفية” … القطعة الأسيرة المحررة، نموذج لما يمكن أن يصنعه حملة الدين العظيم… هي نموذج ” للإمكان ” .. قاطع للحجة فاضح لزيف المصالح …

غزة تفضح السياسيين وتفضح الفقهاء وتفضح أرباب الأموال وتفضح الشعوب نفسها … كلّكم تركنون إلى الدنيا فلو أردتم نصرتي لكفاكم ما كفاني وعندكم أضعافه… المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه… فما أكذب شعاراتكم …

سدّد الله رمي المجاهدين ونصرهم على عدونا وعدوهم…

المصدر

أبو عبد الرزاق فتح الله دبوزة.

اقرأ أيضا

لماذا يا حماس؟!

الشعب الفلسطيني يصوِّت للمقاومة …

الجهاد مستمر في فلسطين

لماذا لا تقبل المقاومة بإلقاء السلاح؟..

التعليقات غير متاحة