يبني طغاة مصر جدارا ثالثا بعد الجدار الشائك والجدار الصخري، لحصار جزء من الأمة، وتسليمها للعدو ليركّعهم لعدوهم وتمضي عليهم خطته..!

الخبر

“تتسارع أعمال بناء الجدار الجديد على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، بعد وصول فريق هندسي مصري إلى مكان العمل، قادماً عبر معبر بيت حانون “إيرز” الفاصل بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، بالتوازي مع مواصلة البناء في الحاجز البحري بين الحدود المائية للقطاع وسيناء، وسط إجراءات أمنية جديدة يتخذها الجيش المصري، ترافقت مع إعلان خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً بـ”صفقة القرن”، التي لسيناء حصة اقتصادية فيها، في المرحلة المقبلة.

توضح الصور أعمال البناء في الجدار الخرساني الجديد الذي سيفصل بين سيناء وغزة بشكل كامل. وسيبلغ ارتفاع الجدار ستة أمتار، بطول 14 كيلومتراً، من كرم أبو سالم جنوباً، وحتى ساحل البحر شمالاً.

وتظهر الصور آليات ثقيلة وعاملين في الجدار، وسط حراسة مشددة من قبل قوات الجيش. ويتضح من الصور وجود جدارين سابقين، أحدهما صخري، والآخر أسلاك شائكة، بالإضافة إلى الأبراج العسكرية.

كذلك أُنشئت منطقة عازلة بمسافة 300 متر على الحدود، مع إضافة أبراج مراقبة وكمائن عسكرية لا يمكن اختراقها إلا في حالات نادرة جداً”. (1موقع “العربي الجديد”،13/2/2020، على الرابط:
تسارع أعمال بناء الجدار بين سيناء وغزة وسط حراسة مشددة
)

التعليق

يبني المجرمون تلك الجُدر؛ جدارا خلف آخر لتصل الى ثلاث جُدر للتأكد أنهم فصلوا أهل قرية مستضعفة وجزءا من الأمة يُعزل ليُذبح، ولينفرد به العدو فيجوّعه ويُذله ويركّعه؛ لتجري عليه خطة الذل، وليسلّم مجاهدوه سلاحهم ويكفّوا عن مقاومة الكافرين ليسكتوا عن مطالب العزة؛ ولينضوي أهل القطاع الى جانب بقية أقطار المسلمين تحت حكم الطغاة فيسلمون للعدو وتجري عليهم ترتيباته.

في دين الله الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه وفرضه على الأولين والآخرين، يحرُم على المسلم تسليم أخيه لعدوه الكافر، فضلا عن تقييده وتجويعه وتكبيله ومحاصرته في مصادر رزقه وإفساد المياه التي يشربها من باطن الأرض بتمليحها وضخ مياه البحر فيها وإفساد معايشه عليه، ثم بضربه بالرصاص إن طلب رزقه في المياه..

ثم بالجَسّ عليه ومراقبته وتقديم معلومات للعدو عنه، ثم التآمر مع العدو عليه بين الترهيب والإغواء..

ثم أخيرا بسجنه بجدار من وراء جدار من وراء آخر؛ حتى يتأكد أنه لن يخرج من سجنه هو وأولاده وعرضه وذريته ومن يلمح فيه بقايا من العزة أو الكرامة أو التأبي على الركوع؛ لكي ينعم هذا الطاغوت برؤية غيره يركع مثله؛ فإن أبى اشتد غضبه وتمادى سخطه إذ يشعر بالإهانة كيف لا يركع غيره مع فقره وضعف إمكانياته؛ بينما خضع هو وهو يملك إمكانيات ضخمة بأضعاف مضاعفة أمام كيان قزم تافه..! يقول المثل “ودَّت الزانية لو زنت جميع النساء”؛ وذلك كي لا تشعر بالعار.. أما هؤلاء فلا شعور ولا ارعواء ولا حياء بل يقومون بوظيفة أن يَرْكعوا ويُركّعوا شعوبهم ويُركّعوا الشعوب المجاورة؛ بئست الوظيفة وبئست الهاوية.

المسلمون أمة واحدة من دون الناس، بينما هؤلاء أمة مع الكافرين دون المسلمين..

المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يُسلمه؛ بينما هؤلاء يظلمونهم ظلما فاحشا، ويخذلونهم بما يأباه ضمير بعض الكافرين..! ويُسلمونهم للعدو لينفرد بهم هو وخلفه أمم الكافرين.

أما الداخل المسلم فبين الانصراف عن قضايا أمتهم والانشغال بالشهوات المفتوحة علهم والتي يغرقها فيها الكافرون، وبين تصديق الطغاة فيما يدّعون على المستضعفين من المسلمين في غزة فيجعلونهم مجرمين مهددين للوطن..! وخطرا على الأمن القومي..!! وأنهم هم العدو الخطِر بينما “إسرائيل” الكيان الدولة الحمَل الوديع المتقدم …الخ

وقد صدَّق إبليس ظنه على كثير من الناس فصدّقوا الباطل وعادوا إخوانهم ووالوا عدوهم؛ فخسروا الدين والعقيدة، وخسروا الدنيا. والآخرة أدهي وأمر.

خاتمة

بلغ العار على الناس أن يُمنع المسلم من الدخول الى البلاد بأوراقه وجواز سفره ـ ولو من أجل العلاج ـ هذا مع إهانته وحبسه على المعابر لإذلاله وإرهاقه.. بينما يدخل اليهودي من الكيان الصهيوني المحارب للأمة بأسرها، والمفسد لمن له معه علاقة “سلام” والذي لا يكف عن التآمر؛ فيدخل بلاد مصر ببطاقته أو أوراقه مرحَبا به ويكون محل احترام..!

اللهم من حبس مسلما فاحبسه عن أحبته، وحُل بينه الطغاة وبين ما يشتهون من ظلم وباطل وجور، وأيقِظِ اللهم هذه الأمة، ودبرِّ للسلمين أمر رشد يُعز فيه أولياؤك ويُذل فيه أعداؤك.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “العربي الجديد”،13/2/2020، على الرابط:
    تسارع أعمال بناء الجدار بين سيناء وغزة وسط حراسة مشددة

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة