يرسل منافقوا حكام بلاد الحرمين تارة صحفيا، وتارة دبلوماسيا؛ ليهدد ثوابت الأمة وبتلاعب بعقيدتها، ويخلط الأوراق، ويتقرب للغرب بقربان إرضاء الصهاينة؛ هذا تمهيدا للخطوات القادمة ولتغيير توجه الجماهير.

الخبر

“قال دبلوماسي سعودي إن “الأجواء السائدة في العالم العربي والسعودية تجاه إسرائيل تتسم بالإعجاب، رغم كراهيتها من قبل الكثيرين، وأن عهد الحروب انتهى بين الجانبين”.

وزعم الدبلوماسي السعودي الذي أخفى هويته، في لقاء خاص مع مجلة “غلوبس”  الاقتصادية الإسرائيلية، ترجمته “عربي21″، أن “هناك حملة موجهة ضد السعودية عموما، وضد ولي العهد محمد بن سلمان خصوصا، من قبل أطراف منافسة وخصوم للمملكة في المنطقة وعلى رأسها إيران وحلفائها.

وأكد أن “الحملة التي تستهدف الأمير ابن سلمان مرتبطة بكم أنتم الإسرائيليون، هناك في العالم العربي من ينظرون بعين سيئة للمصالح المشتركة بين السعودية وإسرائيل، ويسعون للمس بنا بسبب ذلك”.

المراسل الإسرائيلي سأل الدبلوماسي السعودي عن موعد خروج العلاقة الإسرائيلية السعودية إلى النور، وزيارة وفد إسرائيلي رسمي للسعودية، كما حصل مع دولة الإمارات العربية المتحدة وعمان والبحرين وغيرها من الدول، فأجاب الدبلوماسي السعودي: “هذه مسألة وقت ليس أكثر. على الإسرائيليين أن يفهموا أن السعودية لديها مسؤولية تجاه الفلسطينيين”.

“متبنيا في الوقت نفسه المنطق الأميركي في الدفاع عن خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلامياً بـ”صفقة القرن”.

لكن المسؤول السعودي، ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ لم يكتف أيضاً بانتقاد الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة، والمقاطع لورشة المنامة المقررة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين للترويج للشق الاقتصادي من الخطة؛ بل أكد أيضاً الضغوط السعودية على الفلسطينيين”. (1موقع “عربي 21” بتاريخ 22/6/2019، على الرابط:
دبلوماسي سعودي: زمن الحروب مع إسرائيل انتهى بلا رجعة
وانظر أيضا:
موقع “العربي الجديد” بتاريخ 22/6/2019، على الرابط:
دبلوماسي سعودي لموقع إسرائيلي: دعوة مسؤولين من تل أبيب للرياض مسألة وقت
)

التعليق

1) هذا هو حقيقة الاتجاه الذي يسلكه حكام بلاد الحرمين اليوم، وهو اتجاه بيّن واضح، لا لبس فيه ولا خفاء. لا يوجد من الأحداث أو المواقف ما يكذبه أو يشكك فيه؛ بل تتواتر الأخبار في الاتجاه عينه كل يوم، وكذا تؤكد التحالفات والتسريات، كما تؤكده المبادرات التي تبدو فردية أحيانا أو طائشة أحيانا، وهي ليست كذلك بل هي مقصودة ومدروسة لكسر جدار المقاطعة ولزحزحة الموقف العقدي والتاريخي والبدهي الفطري للأمة، والتلاعب به وبها.

2) وهذا الاتجاه هو الذي تصب فيه مواقف المداخلة والجامية وعلماء السوء والمبالغين في طاعة من يسمونه “ولي الأمر” بينما هو مبدل للشرائع مُوالٍ للكافرين.

وفي الوقت نفسه هذا هو السبب والدافع الحقيقي لسجن وقتل وتغييب علماء الحق ودعاة الخير؛ فهو ثمن يقدمون فيه أنفس ما في الأمة قربانا لشياطين الصهاينة وأباطرة الغرب طلبا لكرسي؛ ظنا منهم أنه سيدوم؛ وهيهات..!

3) بحساب الدنيا وموازينها؛ فهذا الاتجاه يدفع الى انهيار ملك من يتحكم في بلاد الحرمين اليوم، في مقابل أن الرافضة في إيران يعرفون أن هذا الاتجاه مسقط للممالك وستلفظه الأمة ويخلق حاجزا بين الأمة وبين أصحاب هذه المواقف؛ ولهذا أخذوا اتجاه إعلان الرفض لهذا الاتجاه فخَدعوا من خدعوا بمواقفهم المزيفة بينما هم في الحقيقة على غير ذلك تنسيقا وتحالفا وأجندات موحدة مع الغرب..!

أفلا يعقل هؤلاء الطواغيت الحمقى أين رضا ربهم وأين ملكهم المروم..؟ إنهما في اتجاه واحد أيها الغافلون..

أفلا يعقلون قول ربهم ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ (النساء: 134)

وأفلا يعقلون قول ربهم ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ (غافر: 51)

وقول ربهم ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾ (فاطر: 10)

إن الطريق الى الملك والمجد الدنيوي أقرب مما يتصورون، وله مأخذه الرباني، هو الطريق نفسه للجمع بين الدارين.

لقد طلب الأولون الدار الآخرة، فجاءتهم الدار الدنيا خاضعة فأقاموا فيها دين الله ووصلوا الى ربهم كراما.

وطلب الآخِرون الدنيا بمعارضة الدين وبيعه وطرْحه في سوق العرض والطلب وجعلوه موضع مفاوضة؛ فخسروا الآخرة ابتداءا ثم كانت الدنيا نكدة عليهم؛ عانوا خزيها وحملوا عارها ولفظهم المؤمنون، ويوما قريبا ستركلهم الأقدام إن شاء الله. ولكل وعْد ميقات، وإن ما توعدون لآتٍ.

خاتمة

إن المسلم يجد نفسه مدفوعا أن يحمد ربه على حكمته البالغة؛ فسبحان العليم الحكيم الذي يقدّر أحداثا ليميز فيها الخبيث من الطيب، وليتعرى فيها أهل الردة والنفاق، ولينفصلوا بها عن جسد الأمة التي أثقلوا كاهلها حينا من الدهر .. ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة؛ والحمد لله رب العالمين.

………………………………

هوامش:

  1. موقع “عربي 21” بتاريخ 22/6/2019، على الرابط:
    دبلوماسي سعودي: زمن الحروب مع إسرائيل انتهى بلا رجعة   
    وانظر أيضا:
    موقع “العربي الجديد” بتاريخ 22/6/2019، على الرابط:
    دبلوماسي سعودي لموقع إسرائيلي: دعوة مسؤولين من تل أبيب للرياض مسألة وقت

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة