الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد:
فقد احتل اليهود الغاصبون فلسطين الجريحة، ودنسوا الأقصى الشريف، واغتصبوا المقدسات، وقتلوا الأبرياء، واعتدوا على النساء، وأسروا الأحرار، وهجروا المنكوبين، وعاثوا في الأرض فساداً، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد وقعت خلال المائة سنة الماضية معارك ومواجهات بين المسلمين واليهود، وما زالت رحى الحرب متجددة قائمة، وستستمر الحروب بيننا وبينهم إلى أن يتبعوا المسيح الدجال؛ فيقتلهم المسلمون وينادي الحجر والشجر: «يَا مُسلِم، يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيُّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلَهُ، إِلَّا الْغرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ»1(1). متفق عليه..
وهذا النصر المؤزر في آخر الدنيا لا ينفي وقوع معارك قبله، سواء كانت معارك تحرير كاملة لبيت المقدس ثم يعودون له في آخر الدنيا، أو كانت معارك تحرير وطرد لليهود من بعض الأماكن فقد خرجوا من سيناء وغزة ولبنان، أو كانت معارك صد ومنع لتقدمهم، أو معارك نكاية فيهم وردع لهم وإغاظة لقلوبهم.
ولليهود المعتدين طبائع تتوارثها أجيالهم جيلاً بعد جيل، وصفات تقترن بهم، وأحوال تتشابه بين أجداد اليهود الظالمين وأحفادهم، وقد ذكر القرآن الكريم عدداً من تلك الطبائع والصفات والأحوال التي تكشف حقيقة شخصية اليهود الضالين، ومن المهم معرفة تلك الأحوال خاصة المتعلقة بأحوالهم في الحرب، لاستغلالها في تحقيق النصر للإسلام والمسلمين وهزيمة اليهود المجرمين.
من أحوال اليهود عند القتال
أولاً: أحوال اليهود قبل القتال
ا. تفرق صفوفهم وموالاتهم أعداءهم
قال جل وعلا: (وألقينا بينَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) [المائدة: 64].
وقال تعالى: (بأسهم بينهم شَدِيدٌ تَحسبهم جميعًا وَقُلُوبهم شتى) [الحشر: 14].
وقال تعالى: (ثُمَّ أَنتُم هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [البقرة: ٨٥].
وقال جل وعلا: (تَرى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَقُولُونَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ الله عليهم وفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِي وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [المائدة: 80 – 81] .
2. يتخذون الحلفاء والأنصار والأتباع
قال تعالى: ضُرِبَتْ عليهِمُ الدِّلَّهُ أَيْنَ مَا يُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) [آل عمران: 112].
وقال تعالى: (ألم تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أَخْرِجْتُم لَنَخْرُجَنْ مَعَكُمْ وَلَا تُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْمْ تَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أَخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُم وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهم وَلَئِن نَصَرُوهُم ليوان الأدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ) [الحشر: 11 – 12].
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) [آل عمران: 100].
3- السعي لإشعال الحروب وكثرة الظلم والاعتداء
قال تعالى: (وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [المائدة: 62].
وقال تعالى: (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَونَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [المائدة: 64] .
وقال تعالى: (قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتَلُونَني) [الأعراف: 150].
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [آل عمران: 21].
وقال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بينهم) (ال عمران: 19].
4- الأصل فيهم الذلة والخوف الشديد من حرب من علموا قوته
قال تعالى: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ تَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) [المائدة: 22 – 24].
وقال تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِلَّهُ أَيْنَ مَا تُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَليم المسكنة) [آل عمران: 112].
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيْنَاهُمْ غَضَبُ من ربهم وذله في الحياةِ الدُّنْيا) [الأعراف: 152].
5- شدة عداوتهم للمسلمين وحقدهم عليهم
قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أشركوا) [المائدة: 82].
وقال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكثركم فَاسِقُونَ) [المائدة: 59].
وقال تعالى: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا المشركين أن ينزل عليكُم مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ) [البقرة: 105].
وقال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتى تَتَّبِعَ مِلتهم) [البقرة: 120].
وقال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكَابِ لَم تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجًا) [آل عمران: 99].
6- من أهم وسائلهم الكذب والغدر والخيانة ونقض العهود
قال تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لعناهُم وَجَعَلْنَا قُلُوبهمْ فَاسِيَةً يُعْرِفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَاصة مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ [المائدة: 13].
وقال جل وعلا: (أوكلما عَاهَدُوا عَهْدًا نَبدَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) [البقرة: 100].
7- الغرور بالحق الذي تركوه وبالباطل الذي يقترفونه
قال تعالى: (وَغَرْهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يفترون) [آل عمران: 24].
وقال تعالى: (وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعَنَةٌ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) [البقرة: 89].
وقال تعالى: (وَظَنُّوا أَنهم مَا نِعتهُمْ حُصُونَهُمْ مِنَ اللَّهِ) [الحشر: 2].
وقال تعالى: (وَيتعلمونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ) [البقرة: 102].
وقال تعالى: (ألم تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السبيل) [النساء:44].
وقال تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قتلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ) [النساء: 157].
وقال تعالى: (فَبِظُلْمٍ مِنَ اللَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتِ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا) [النساء: 160].
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُرُوا وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ) [المائدة: 57].
ثانيا: أحوال اليهود أثناء القتال
ا- امتلاء قلوبهم رعبا
قال تعالى: (وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهِرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِهِمْ وقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا) [الأحزاب: 26].
وقال تعالى: (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخرِبُونَ بيوتهم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبصار) [الحشر: 2].
2- الجبن والفرار من المعركة
قال تعالى: (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُولُوكُرُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا ينصرون) [آل عمران: 111].
وقال تعالى: (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَولُوا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) [الفتح: 22].
3- يحبون الحياة بشدة ويخافون الموت
قال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةٌ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوا الموتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يتقنوه أبدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَلَتَجِدَنَّهُم أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يَعْمُرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) [البقرة: الآيات 94 -96].
4– لا يتقيدون بتعليمات الحرب
قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِثْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ تَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَتَزيدُ الْمُحْسِنِينَ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قيل لهم فأنزَلْنَا عَلَى اللَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْرًا مِنَ السَّمَاءِ مَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) [البقرة: ٥٨ – ٥٩].
5- يحذرون من المواجهة في القتال
قال تعالى: لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرَى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جدر) [الحشر: 14].
٦. قلوبهم قاسية لا تعرف الرحمة
قال تعالى: (وَجَعَلْنَا قُلُوبهمْ قَاسِيَةً) [المائدة: 13].
وقال تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةٌ) [البقرة: 74].
7- لا تغني عنهم تحالفاتهم كثيرا
قال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) [آل عمران: 22] .
وقال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَولى لهم) [سورة محمد: 11].
ثالثا: أحوال اليهود بعد القتال
ا. الأصل أنهم ينهزمون
قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَى وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ) [آل عمران: 55].
وقال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيبعَنْ عَليهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُم سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأعراف: 167].
وقال تعالى: (أفلم يسيروا في الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَرَ اللهُ عَلَيهِمْ وَالْكَافِرِينَ أمثالها) [محمد: ١٠].
2- يهتمون بمفاداة أسراهم
قال تعالى: (وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أَسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ محرم عليكم إخراجهم) [البقرة: 85].
3- يستبيحون عدوهم ويهجرون مخالفيهم
قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سبيل) [آل عمران: 75].
وقال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَ كُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنتُم هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ والعدوان) [البقرة: 84 – 85] .
وختاماً:
فإن من تأمل في صفات اليهود وأحوالهم وطبائعهم، كتفرق صفوفهم، وذلتهم، وحقدهم، وخيانتهم، وإشعالهم الحروب ورعبهم عند وقوعها، وجبنهم، وحبهم للحياة، وتشتت أمرهم في الحرب وانهزامهم. ثم تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع يهود جزيرة العرب كبني النضير وبني قريظة وبني قينقاع ويهود خيبر، وأحوالهم عند قتال المسلمين. ثم تأمل تاريخ اليهود المعاصر وما حصل معهم من مواجهات وأحداث -علم أن نصر الله قريب ولكن لمن نصر الله، وأن تسلط اليهود على بعض الأمة هو عقوبة عليها بسبب الوهن الذي أصابها، قال صلى الله عليه وسلم: «يوشِكُ الأُمم أن تَداعَى عليكم كما تَداعَى الأَكله إلى قَصْعَتِها، فقال قائل: ومن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعَنَّ اللَّهُ مِن صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسُولَ الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت»2(2). رواه أبو داود..
والحمد لله رب العالمين.
الهوامش
(1). متفق عليه.
(2). رواه أبو داود.
المصدر
“مجلة أنصار النبي ﷺ” العدد:9،عبد الله الطبلوهي، باحث شرعي.
اقرأ أيضا
دروس ووصايا من ملحمة الإباء في طوفان الأقصى
فلسطين يا درّة في أيدي النخاسة
“طوفان الأقصى” في عيون الصهاينة