هذه المعركة تعنينا، هذه معركة الأمة لا يحق لأحد أن يختزلها عنده، لا يحل لأحد أن يقول للأمة أأذن لكم أو لا أأذن لكم…

ضرورة الفهم حتى لا تتوه الحقيقة

لماذا يا حماس قاتلتم اليهود وهيجتموهم على غزة حتى أبادوها؟

أليس الأولى يا حماس أن تبقوا محاصرين خانعين لليهود حتى لا يقصفوا الناس؟!

أليس الأولى بكم أن تجعلوا اليهود يحكموا أرضكم وبلادكم وينتهكوا أعراضكم ولا يقصفوا البلاد والعباد؟ّ

هذا سؤال بعض المسلمين الذين لم يفهموا حقيقة الصراع في فلسطين، الذين لا يعلمون أن اليهود يريدون أن يستسلم المسلمون ويحكموهم ويذلوهم كما فعلوا في أماكن اخرى في فلسطين.

ولو لم يبدأ المجاهدون بتحرير أرضنا من اليهود لازداد اليهود في طغيانهم، يريدونك أن تقتنع الناس أن المعركة بين حماس وإسرائيل.

يريدونك أن تقتنع بأن أناس قد تخاصموا على قطعة أرض ولكل منهم حق فيها، كما أقنعوك في السابق أنها قضية سورين بين حاكمهم وبين شعبه لا علاقة لك بهم.

كما أقنعوك في السابق أنها قضية عراقيين طائفية ليست غزو كافر غاشم..

كما أقنعوك في السابق أنها قضية ليبيين مع بعضهم.

كما أقنعوك في السابق أنها قضية تونسين لا علاقة لك بهم…

وهكذا حتى ينفردوا بالمجتمعات المسلمة بلدا بلدا ولا تستطيع أن تحرك ساكنا، بحجة “خلليك في بلدك ومالك علاقة”.

لا يريدونك أن تفهم أنها معركة عقدية وجودية..

التحالف الصليبي الصهيوني يتجلى في حرب غزة

اجتمع الغرب في هذه المعركة في صف الصهاينة، تكالبت الكلاب على غزة، حتى قال رئيس أمريكا لو لم تكن هناك إسرائيل لأنشأنها ولأوجدناها، وأرسل لهم شحنات من الأسلحة المدمرة وألفي جندي مساند لإسرائيل..

وكذلك الدول الغربية: ألمانيا وفرنسا وبريطانيا استعدت لمساندة إسرائيل عسكريا وسياسيا واقتصاديا وإعلاميا، حتى أنهم لم يبالوا بالضحايا من النساء والأطفال والمرضى، وما مشفى المعمداني منا ببعيد، لم يبالوا بالضحايا من النساء والأطفال والمرضى مع قدوم كلابهم للاجتماع في تل أبيب…

الأنظمة الغربية عرفت حقيقة الصراع وتأهبت للمواجهة، هذه أنظمتهم وهذا فعل حكامهم..

وأنظمتنا وحكامنا وقادتنا وجيوشنا ماذا فعلوا في هذه المواجهة؟

الجريء منهم من خرج في بيان يندد ويستنكر على إسرائيل، هذا الشجاع أخرج بيانا، وقالوا نستعد لعقد مؤتمر لمباحثة القضية.

أي مؤتمر تتحدثون عنه؟!

المؤتمر الذي أرجع بشار للجامعة العربية..أم المؤتمر  الذي حاصر أهلنا في الشمال السوري المحاصر وخاصة في إدلب.

الذين خذلوا المسلمين في غزة وقبلها في سوريا لا يهتموا إلا بمصالحهم، وستدور الدوائر عليهم ولا يجدون في وقت الشدة ناصرا لهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب نصرته»، إذا جبنتم ولم تستطيعوا نصرة إخواننا في غزة فافسحوا المجال لمن أراد نصرتهم، إذا خارت قواكم وخشيتم على مناصبكم فهناك من الشعوب من يحمل روحه بين كفيه فدعوهم يذهبوا..

معركة غزة معركة الأمة

هذه المعركة تعنينا، هذه معركة الأمة لا يحق لأحد أن يختزلها عنده، لا يحل لأحد أن يقول للأمة أأذن لكم أو لا أأذن لكم…

نرى الأعراض تنتهك ونرى الناس والنساء يستصرخون بنا، ونرى المشافي تقصف، ونرى أشلاء الأطفال..

فاليوم يوم الملحمة لا رأفة بالمجرمين ولا مرحمة

قسما برب الكون من خلق الورى لن نستكين ولن نهين سنثأرا

نار الحروب تسعرت وتلهبت وقلوبنا من غيظها تتسعرا

دول النفاق تجمعت في حربنا ولسانهم نحن القوى لن نقهرا

قد أجمعوا بسلاحهم وعتادهم من كل فوج كافرا متجبرا

قتلوا النساء ولم يراعوا حرمة قتلوا الصغار وهذا أمر منكرا

يا أمة المليار كم صاحت بنا أخت لنا من بينهم تستنصرا

هاتوا سلاحي لا بينات ولا خطب ستجدي عند قوم كبرا

قوموا إلى جنات عدن إنها قد فتحت وتزينت بالعنبرا

أوما قد عقلت آي ربي متنزلا من باع نفسه للإله قد اشترى

نحن الذين بايعنا محمدا على الجهاد فوق حبات الثرى

بعنا النفوس لأجل نصرة ديننا ما خاب شعب في الوغى قد كبرا

اليوم الفراغ الداخلي بين الصهاينة كبير والخلاف بينهم عظيم (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ).

ها هي جثثهم تملأ الطرقات، ها هم جراحهم يبكون كالنساء، ها هم جنودهم يتخبطون كالبهائم (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) .

واجبنا اليوم

الواجب اليوم عل كل قادر من أهل فلسطين خاصة أن ينفروا للجهاد في سبيل الله ويدفع العدو الصائل.

الواجب على كل مسلم خارج فلسطين أن ينصر إخوانه بما يستطيع، وأن يخذل عنهم ولا يخذلهم، فينصرهم بنفسه، فإن لم يستطع فبماله، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلمه وبيانه، فإن لم يستطع فبدعائه وحمل القضية.

ولا تستصغروا المظاهرات فهي رسائل للدول الكبرى المجرمة، وللدول المسلمة المتخاذلة أن الشعوب عزيزة لا ترضى الهوان.

المصدر

خطبة مفرغة للشيخ مصلح العلياني بتصرف يسير.

اقرأ أيضا

طوفان الأقصى

غزة الصابرة والسنن الإلهية

نقاط حاكمة في فهم أحداث المنطقة

الأحداث الجارية .. اسرائيل وحكام المملكة

“طوفان الأقصى” في عيون الصهاينة

التعليقات غير متاحة