الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد…

فقد كثر اللغط والخوض في المعركة الدائرة في جنوب لبنان بين الرافضة واليهود ما بين شامت وفرح بتسلط الظالمين بعضهم على بعض وما بين مؤيد ومعجب بتصدي الرافضة لليهود وحزين على ما أصابهم ولا سيما بعد قتل أمين حزبهم وبعيداً عن العواطف والحماسات الفائرة أحببت أن أدون في هذه الورقة بعض الحقائق والمسلمات الشرعية المستلهمة من كتاب الله عز وجل المتضمن بيان حقيقة التوحيد والكفر وبيان مقاصد الشريعة وقواعدها الثابتة.

الحقيقة الأولي: ولو شاء ربك ما فعلوه

من قول الله عز وجل: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ) (السجده:5) ويقول سبحانه: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:112) ويقول تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (البقرة: 253) وحينما نفسر أحداث لبنان بل أي حدث يحدث في ملك الله عز وجل في ضوء الآيات الآنفة الذكر يتبين لنا حقيقة عظيمة ألا وهى: يقيننا أن الله عز وجل قد علم هذه الأحداث وكتبها في اللوح المحفوظ وأرادها وأذن بوقوعها ولو شاء سبحانه لم تقع، ثم إنه سبحانه قد حدد أوقاتها وأماكنها بدقه متناهية بعلمه وقدرته التي قد يظهر لنا بعضها ويغيب عنا أكثرها وبناء على إيماننا بهذه الحقيقة فإن أحداث لبنان والصراع بين اليهود والرافضة لم يكن عبثا أو أنها من صنع البشر استقلالا، بل إن الله عز وجل قد شاءه وأراده لحكم باهرة وبحكم معرفتنا بربنا سبحانه وأسمائه الحسني فإننا نحسن الظن بربنا وأنه قد أذن بهذه الأحداث لخير يريده بأوليائه من الموحدين، وبشر وسقوط لأعدائه من الرافضة واليهود ومن ساندهم.

فكلا طرفي المعركة عدوان للمسلمين السنة وبناء على ذلك فلا ناقة للإسلام ولا جمل في هذا الصراع وإنما هو صراع مصالح ومطامع. ولعل الله عز وجل قد قدر هذا الصراع بين عدوين لدودين للمسلمين السنه حتي ينهك بعضهم بعضاً ويدفع بعضهم بعضاً إرهاصاً لعلو الحق والتمكين له ولأهله حتى إذا قام سوق الجهاد بين أهل الحق وأهل الشرك والكفر إذا بالأعداء قد أنهك بعضهم بعضاً وسهل على أهل الحق غلبتهم. وقد حصل مثل هذا في صدر الإسلام حينما سبق فتح المسلمين لبلاد الفرس والروم صراع وحروب بين الروم والفرس لنهك بعضهم بعضاً فمرة تنتصر الفرس ومرة تنتصر الروم حتى ضعفت شوكتهم وهيأ الله عز وجل لانتصار المسلمين عليهم وسقوط امبراطورية الفرس والروم في بضع سنين.

[للمزيد اقرأ: بعض الحكم الإلهية في تقدير الصراع بين الحق والباطل ]

الحقيقة الثانية: من هم أعداء المسلمين؟

قول الله عز وجل: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (المائدة:82)

حدد الله عز وجل لنا في هذه الآية عدوين لدودين للمسلمين الموحدين، بل هما أشد الناس عداوة لنا وهما: اليهود والذين أشركوا. وحينما ننزل هذه الآية على واقعنا نجد أمة الإسلام والتوحيد تواجه اليوم أشد أعدائها الذين كشروا عن أنيابهم وأعلنوها حربا على الإسلام وأهله يريدون طمس هوية المسلمين واجتثاث الإسلام من جذوره، وأنى لهم ذلك فهو دين الله عز وجل الذي تكفل بحفظه وظهوره على الدين كله .

وفى ضوء الآية الآنفة الذكر فإن أشد الناس عداوة للمسلمين الموحدين هم :

1- اليهود ومن يعاونهم من الغرب الصهيوصليبي.

2- المشركون بالله عز وجل في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ويمثلهم اليوم الرافضة الشيعة القائم دينهم على الشرك الأكبر وليس كما يراهم بعض الدعاة عفا الله عنهم من أنهم أصحاب بدعة وأنهم فرقة من فرق المسلمين.

وهناك عدوا ثالثا لا يقل عنهما خطراً إن لم يزد وهم المنافقون من بنى جلدتنا الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ويحكمون بغير ما أنزل الله ويظاهرون الكفار ويفرحون بانتصارهم على المسلمين.

وهؤلاء الأعداء الثلاثة قد وجهوا سهامهم لمسلمي السنة. هذا وإن اختلفوا في بعض الأحيان على بعض المصالح فهم متفقون جميعاُ على حرب أهل السنة.

وبناء على تصنيف هؤلاء الأعداء يمكن تقرير الحقائق التالية.

1- إن العداء بين المسلمين السنة واليهود والصهيوصليبية عداء حقيقي عقدي متجذر لا يغيره زمان ولا مكان وذلك حتى لا يأتي من يطرح السلام أو الإخاء معهم أو يطرح مشاريع وحدة أو تقارب الأديان أو الدين الإبراهيمي.

2- كما أن العداء بين المسلمين السنة والرافضة المشركين عداء حقيقي عقدي متجذر في قديم التاريخ وحديثة، وذلك حتى لا يأتي من يحسن الظن بالرافضة أو يراهم مبتدعة من فرق المسلمين وأن بالإمكان التقارب معهم والتعاون معهم في حرب اليهود والنصارى.

3- وأما العداء بين الرافضة المشركين واليهود ومن ورائهم من الصليبين فإنه عداء مصالح وأطماع وليس عداء عقدي حقيقي بدليل التخادم بين الفريقين في كثير من المشاريع ولا سيما مشاريع القضاء على أهل السنة واحتلال ديارهم. وقد يتجاوز أحد الفريقين حدوده مع الآخر ويسعى لفرض سيطرته وتوسعه الإقليمي على حساب الفريق الآخر وعندها تحصل حروب حقيقية بينهما سببها التفاني في التوسع والسيطرة على دول المنطقة كما هو الحاصل الآن في الصراع بين اليهود وإيران وأذرعتها في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

[للمزيد اقرأ: مخاطر ضعف البراءة من الكافرين ]

الحقيقة الثالثة: حدود أطماع هؤلاء الأعداء

من قوله تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) (البقرة:217) حيث تضيئ لنا هذه الآية وتوعينا أن الكفار من يهود ونصارى ورافضة لا يكتفون برقعة يحتلونها ويبدلون دين أهلها فيها، وإنما لا يزالون يتوسعون إن استطاعوا في مزيد من الاحتلال لأراضي المسلمين حتى يردوا أهلها عن دينهم. لذا فإن أطماع الرافضة وأطماع اليهود وأمريكا والغرب من ورائها لن يتوقف على جنوب لبنان وإنما هي بداية لمزيد من الاحتلال لبلدان المسلمين حيث أن أعينهم على بقية لبنان وسوريا والأردن والعراق والجزيرة العربية واليمن.

الحقيقة الرابعة: تسليط أشد الناس عداوة للمسلمين بعضهم على بعض

من قوله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأنعام : 129)، وقوله تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:251) وهذه سنة من سنن الله عز وجل التي لا تتبدل فإن ما يحصل في جنوب لبنان من حرب بين الرافضة المشركين واليهود والصليبيين الكفرة هو بقدر الله تعالى وحكمته ورحمته حيث سلط أشد الناس عداوة للمسلمين بعضهم على بعض وهذا رحمة منه للموحدين، حيث سلط أعداءه الذين قتلوا المؤمنين والمؤمنات وآذوهم ودفع بعضهم ببعض وهذا مما يفرح به المؤمنون حيث أن الله عز وجل انتقم لهم من أعدائهم، نسأل الله عز وجل أن يدفع بعضهم ببعض وأن ينهك بعضهم بعضاً ليكون ذلك إرهاصاً في التمكين لأهل الحق والسنة إن شاء الله تعالى.

[للمزيد اقرأ: الولاء والبراء بين النظرية والتطبيق في نازلة غزة المرابطة ]

الحقيقة الخامسة: العدل في معالجة أخطاء الدعاة والعلماء

من قوله تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (الإسراء:36). وقوله تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) (الانعام:52). وقوله سبحانه وتعالى: (وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات:9).

إن هذه الآيات ترسم لنا منهجاً راقياً ونظيفا في التعامل مع الأخبار والأحداث والطوائف والأشخاص، بحيث لا ينساق المرء مع الشائعات وكأنها حقائق، بل يجب عليه التثبت مما يسمع ويقول، لا سيما إذا كان الشأن يتعلق بآخرين ولو كانوا أعداء، فلا ينقل إلا ما يثبت عنده بالأدلة الواضحة، وبعد التثبت لابد من العدل في المواقف، ولا سيما العدل في معالجة أخطاء الدعاة والعلماء، حيث لا يجوز أن يجور المسلم في مواقفه مع المخالفين له من إخوانه المسلمين، بل لابد من العدل ووضع الخطأ في حجمه الطبيعي ومناصحة صاحب الخطأ واستحضار حسناته وبلائه إن كان من أهل الجهاد والبلاء الحسن، لعل خطأه ينغمر في بحر حسناته.

أقول هذا ونحن نلاحظ الاضطراب الحاصل اليوم من بعض رموز الدعوة الذين غلبت عليهم مشاعرهم وعواطفهم فحزنوا على مصاب الرافضة: فإن كان حزنهم على مصائب الرافضة من باب أنهم مسلمون وأنهم صادقون في نصرة المجاهدين في غزة فهذا خطأ شنيع لا يقبل الخلاف إذ كيف يصدق من به مسكة عقل أن الرافضة ينصرون أهل السنة في فلسطين وهو يرى ما فعلوا بأهل السنة في العراق وفى سوريا وفى لبنان واليمن وتاريخهم حافل بقتلهم لأهل السنة وتكفيرهم.

وإن كان حزنه على ما أصاب الرافضة من قتل وتدمير هو من باب أنهم يشاغلون اليهود في الشمال عن المجاهدين في غزة ويخففون عنهم مع اعتقاده بكفر الرافضة وحقدهم وتكفيرهم لأهل السنة فإن هذا الحزن مما يسعه الخلاف وهو من مواطن الاجتهاد.

شبهة وجوابها

وهنا سؤال أو شبهة تقول إذا كان الرافضة في إيران أو لبنان أو اليمن غير صادقين في نصرتهم للمجاهدين من أهل السنة في فلسطين، فلماذا هذه التضحيات والمصادمة مع اليهود وتبريرهم لذلك بمساندة المجاهدين في غزة وفك الحصار عنهم ؟؟

وللجواب على هذه الشبهة أقول وبالله التوفيق: إذا كنا مقتنعين بأن الرافضة أعداء لأهل السنة، والعدو لا ينصر عدوه، بل يحاول القضاء عليه كما هو الحال من العداء بين الرافضة والسنة في قديم الزمان وحديثه، فإن الجواب فى تعليل هذه النصرة لإخواننا في فلسطين سهل، ألا وهو خداع الروافض للشعوب المسلمة بأنهم حماة الأقصى والمساندين للمجاهدين في فلسطين بالعدة والعتاد وأنهم هم الوحيدون الذين انبروا لنصرة أهلنا في فلسطين، وفى هذا مكسب عظيم لهم وقد تحقق لهم ما أرادوا حيث يتعاطف اليوم معهم أكثر المسلمين ومنهم كثير من أهل السنة، ولا سيما وهم يرون الخذلان والخيانة من الأنظمة العربية والإسلامية لهم. وهذا مكسب عظيم لهم يبذلون فيه المال والعتاد والتضحيات، لأن هذا التعاطف يرفع أسهمهم في الأمة ويدخرونه لأوقات يزحفون فيها على دول أهل السنة ويحتلونها بعد أن يطمأنوا بأن الحاضنة الشعبية لدول أهل السنة معهم.

[للمزيد اقرأ: يا أهل السنة .. احذروا تلاعب الأعداء بكم ]

الحقيقة السادسة: قل هو من عند أنفسكم

من قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) (الشورى :30)

وهذه سنة عظيمة لا تتبدل ولا تتحول ولا يحابي الله عز وجل فيها أحد من خلقه ولو كانوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنزل عليهم بعد القرح الذى أصابهم في أحد قوله سبحانه: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران :165).

لذا ينبغي أن ننتبه الى هذه السنة وننبه إليها في زخم هذه الأحداث، لكي نعلم من أين أتينا وكيف نرفع ما حل بنا من المصائب. إن إغفال هذه السنة وإسقاط أسباب تسلط الأعداء علينا وعلى عدونا الخارجي فحسب، إن ذلك يؤخر نصر الله عز وجل عنا أما إذا اعترفنا بذنوبنا وأنها سبب المصائب وتسليط الأعداء أدركنا العلاج الذى يرفع الله به عنا المصائب وذلك بالتوبة ومحاسبة النفس وبتغيير ما بأنفسنا الى ما يحبه الله ويرضاه قال تعالى: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا) (الأنعام:43) وقال سبحانه وتعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41) وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (الرعد:11). كما أن في استحضار هذه السنة عبرة لمن لم يصبهم البلاء بعد أن يبادروا الى التوبة وتغيير الأحوال الى ما يحبه الله ويرضاه لدفع البلاء قبل وقوعه فالتوبة علاج لدفع البلاء قبل وقوعه ورفعه بعد حلوله.

الحقيقة السابعة: الفرح بما يصيب اليهود أو الرافضة

في قوله تعالى: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا) (آل عمران:120)، وقوله تعالى: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ) (الروم:4-5).

يصف الله تعالى حال أعدائنا من الكفار والمنافقين بأنهم: يفرحون بمصائبنا، ويحزنون لما يحل بنا من النصر والنعم، وكذلك حالنا ينبغي أن نفرح بما يصيب أعداء الله وأعداءنا الكفرة من القرح والذل والسقوط، ويحزننا انتصارهم وعلوهم وهذا من مقتضى عقيدة الولاء والبراء التي تفرض على المسلم معاداة أعداء الله، وإلحاق الهزيمة بهم، والفرح بذلك، وموالاة أولياء الله ونصرهم، والحزن على ما يصيبهم من الأذى، إذاً كيف لا نفرح بما يصيب اليهود أو الرافضة في ضرب بعضهم بعضاً وهم أعداء التوحيد وأهله.

الحقيقة الثامنة: الجزاء من جنس العمل

من قوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) (إبراهيم:42) وقوله سبحانه: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (الشعراء:227).

وعندما ننظر الى ما حل بالرافضة المجرمين وقياداتهم في لبنان من القتل والتهجير والدمار، نتذكر مثل هذه الآيات وأن الله عز وجل قد صدق وعده، وأوقع عليهم سنته، وجازاهم على ظلمهم وقتلهم لأهل السنة في سوريا ولبنان والعراق من جنس عملهم، فكما أنهم شاركوا مع الباطني بشار الأسد في قتل أهل السنة، وإلقاء البراميل المتفجرة على رؤوس النساء والأطفال والشيوخ، جازاهم الله بتفجير أجهزتهم اللاسلكية في جيوبهم، فمنهم من قتل، ومنهم من قطعت رجله أو يده ومنهم ومنهم… وجوزي القتله من قادتهم في سوريا بقتلهم في جنوب لبنان وعلى رأسهم رأس الإجرام والظلم أمين حزبهم في لبنان جزاء وفاقا.

الحقيقة التاسعة: الالتفاف حول مشروع سني واحد

من قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (الأنفال:73).

إن الله عز وجل يحذرنا في هذه الآية معاشر أهل السنة من التفرق وعدم الاجتماع لنصرة هذا الدين والنهوض بالأمة. وأننا إن لم نجتمع في هذه الظروف العصيبة فمتى نجتمع. إن لكل عدو من أعدائنا مشروعه التوسعي وكلهم يلتقون في مشاريعهم على حرب المسلمين ولا سيما أهل السنة، فأين مشروع أهل السنة لحماية أنفسهم، وإقامة دين الله عز وجل، وتكوين المرجعية العلمية والسياسية التي تصدر الأمة عنها وتهرع إليها في نوازلها وتحتمي بها من كيد الأعداء ومكرهم. وما هذا الاضطراب الحاصل اليوم في المواقف من الأحداث وتفسيرها إلا وسببه غياب هذا المشروع وغياب المرجعية . إن هذا هو واجب الوقت ولا خيار لنا في القيام به فهو من أوجب الواجبات وإلا نقم به تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.

[للمزيد اقرأ: المشروع السني.. أين.. وإلى أين..؟ ]

الحقيقة العاشرة: الإسلام قادم

من قوله تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) (غافر:51)، وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) (الأنفال:36)، وقوله تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) (النمل:50-51).

إن ما نراه اليوم من إرهاصات وعلامات على سقوط أئمة الكفر وفضائحهم، وأفول دولهم شاهد على ذلك في الوقت الذى نرى فيه علو الإسلام وأهله على ضعفهم ودخول الناس في دين الله أفواجاً، ولا سيما بعد طوفان الأقصى وما رأوه من عظمة هذا الدين وأثره في قلوب أهله، مما حداهم الى البحث عن الإسلام وشريعته وما فيها من المصالح العظيمة والأخلاق العالية، في الوقت الذى يرون فيه شريعة الغاب في دول الغرب والشرق وسقوط أخلاقهم وقيمهم، وازدواجية معاييرهم وكذبهم بما يدعونه من حقوق الإنسان والمرأه والطفل، وقتل المسلمين في ديارهم بحجة ممارسة الإرهاب الذي يكيلونه بمكيالهم، وغير ذلك من عوامل السقوط والانهيار وقرب أجلهم .

وبالجملة فإن العالم اليوم قد أفلس وكفر بكل العقائد والأديان الباطلة والقوانين التي لم تجلب له إلا الشقاء والعنت ولم يبق منقذاً للبشرية إلا دين الله الحق الإسلام، والذى تكفل الله بحفظه، وأن يظهره على الدين كله ولو كره المشركون. ولعل في هذه الأحداث الكبيرة وتسارعها ممهداً لصعود الإسلام وأهله، وسقوط الكفر وأهله، ولكن بالشرط الذى ذكره الله عز وجل في قوله: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (الرعد:11)، وقوله سبحانه: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7). وهذا ما نراه اليوم والحمد لله من رجوع المسلمين لدينهم وتغيير ما هم عليه من مفاهيم مغلوطة إلى مفاهيم نقية ومن سلوك مشين الى سلوك قويم ومن فرقة واختلاف الى اجتماع وألفة.

نسأل الله عز وجل أن يستعملنا في طاعته ونصرة دينه وأن يجمع كلمة أهل الحق ويؤلف بينهم ويوحد صفوفهم وينصرهم على القوم الكافرين….والحمد لله رب العالمين

اقرأ أيضا

من تاريخ الرافضة

لم يحسن الرافضة اللعبة هذه المرة

نقاط حاكمة في فهم أحداث المنطقة

الصف الإسلامي العام ..هل آن الأوان؟

التحالف غير المرئي بين الروم والعبيديين

الخطر الإيراني على الجهاد .. تفتيت واختراق

أحداث المنطقة .. رسائل ومعادلات زائفة

التعليقات غير متاحة