يشتبه على البعض الدور الإيراني في الجهاد الفلسطيني “المقاومة” مع تشابكه مع أدوار الرافضة في لبنان وسوريا والعراق. وينبغي الحذر فهو اختراق وتفتيت.

الحدث

اختراق الفصائل وتمزيقها

جاء على “مدونات الجزيرة”، تحت عنوان “إيران تريد تحرير فلسطين بالتجسّس على أهلها.. هشام سالم نموذجاً”

“قبل أسابيع قليلة، اعتقلت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، التابعة لحركة حماس، أمين عام حركة الصابرين هشام سالم وعدد من قياديي الحركة المدعومة من وزارة الأمن الإيرانية.

اعتقال سالم ورفاقه، لم يدم أكثر من أسبوعين، ليطلق بعدها سراحهم، بالتزامن مع حلّ حركة الصابرين ومصادرة سلاحها، وإغلاق مراكزها، والمؤسسات التابعة لها. صحيح أن حماس، كانت مستاءة من أداء حركة الصابرين الإيرانية، فضيّقت على مؤسساتها، ولاحقت قياداتها، ولكن الأمور لم تكن تصل حد اعتقال أمينها العام وحلّ الحركة .. فما الذي حصل؟

لم يأتِ اعتقال هشام سالم، وحلّ حركته، بسبب أداء سياسي أو عسكري خاطئ، بل بسبب جريمة أخلاقية وشرعية وأمنية، ارتكبتها حركة الصابرين، ومن ورائها إيران بحق حركة حماس، حيث اكتشفت الأجهزة الأمنية في غزة جاسوساً في مكتب قوى الأمن الداخلي، يعمل لصالح هشام سالم.

وقد تبيّن أن هذا الجاسوس، كان يزوّد سالم بكل ما تقع عليه يده وعينه وأذنه، من مستندات ومعلومات خاصة بوزارة الداخلية، وأن سالم كان يقوم بدوره بإرسال ما يصله إلى طهران. سالم اعترف بعد اعتقاله بزرع الجاسوس، وأقرّ أن ذلك كان بعلم “إخواننا في إيران”(؟!).

أصيبت طهران بالارتباك، وحاولت التخفيف من وِزر ما قامت به، وضغطت لإطلاق سراح هشام سالم ورفاقه. فالتقى السفير الإيراني في بيروت وفداً من حماس طلب منهم إطلاق سراح سالم، وكذلك فعل مسؤولون إيرانيون ولبنانيون شيعة، ليفرج عن هشام سالم بعد أسبوعين، ويتم حلّ الحركة، وتسليم سلاحها.

ليست المرّة الأولى التي تحاول فيها إيران اختراق الساحة الفلسطينية”. (1مدونات الجزيرة، 20/4/2019، على الرابط:
إيران تريد تحرير فلسطين بالتجسّس على أهلها.. هشام سالم نموذجاً
)

وحول محاولات اختراق الساحة الفسلطينية:

“كان المطلوب من حركة الجهاد، أن تكون يد إيران في فلسطين، فأغدقت عليها بالمال والسلاح والتدريب، لكن الأمور لم تكن كما أرادت طهران. فرغم تأثّر الحركة بالمشروع الإيراني إلا أن قراراتها السياسية كانت مستقلة، وهو ما لم يكن يلبّي تطلعات الحرس الثوري، فتم العمل على إحداث انشقاق داخل صفوفها، وتجنيد بعض قياداتها لإنشاء تنظيم جديد أطلقت عليه حينها اسم “حزب الله الفلسطيني” تيمّناً بحزب الله اللبناني.

لم ينجح “حزب الله الفلسطيني باختراق الساحة الفلسطينية”، ولم يلقَ ترحيباً من الفصائل الفلسطينية، خصوصاً بعد موقف الشقاقي الحازم والقاطع، فتمّت تصفية الحزب بهدوء. ولكن الطبع الإيراني لم يتغيّر، وقاسم سليماني لم ييأس من اختراق الساحة الفلسطينية”. (2المصدر السابق)

وجاء أيضا حول محاولات اختراف الفصائل:

“لم تترك إيران فصيلاً فلسطينياً، إلا وحاولت التسلّل من خلاله، أو إحداث شرخ داخل صفوفه. حتى حركة حماس لم تسلم منها، حيث سعت طهران ـ وما زالت ـ لاستمالة بعض قياداتها وكوادرها البارزة، ومحاولة الفصل بين قيادة غزة والضفة الغربية من جانب، وقيادة الخارج من جانب آخر، وتحاول بناء علاقة مستقلّة مع جهات بعينها في الحركة، بعيداً عن الجهات الأخرى، ومن وراء ظهرها، علّ ذلك يفتح لها كوّة تمكّنها من التسلل إلى صفوف الحركة، وهو ما أخفقت في تحقيقه حتى الآن.

السلوك الإيراني تجاه القضية الفلسطينية، مستغرب، ومستهجن. فمن ناحية ترفع طهران لواء تحرير فلسطين ودعم حركات المقاومة، ومن ناحية أخرى تعمل على شق الصف الفلسطيني والتجسّس عليه، وإحداث اختراقات في صفوفه!” (3المصدر نفسه)

التعليق

1) إيران ليست “حضنا” للمقاومة.

هذه حقيقة؛ وعليه فيجب إدراك حقيقة أن تكون المواقف السياسية للمسلمين أهل السنة تابعة للعقائد الصحيحة التي حباهم الله بها وهداهم اليها. ويجب أن يكون تصورهم للخنادق المختلفة أيضا نابعا وتابعا لهذه الرؤية العقدية.

كما ينبغي ألا يسمحوا باختلاط العقائد والمواقف بسبب ظروف آنية تبدو كمساعدات مؤقتة، ومشبوهة المقصد، وذات أغراض تخص هؤلاء المجرمين.

وكذلك موقف البراء من العقائد المنحرفة ينبغي أن يكون واضحا لدى فصائل الجهاد ولدى الأمة؛ فهو في نفسه أمر واجب، ومبارك التبعة والأثر.

أما أن تأتي المواقف السياسية على حساب الحسم العقدي وتجنب إدانة السفاح “بشار” والمواقف المضطربة من الأمة في سوريا، ومن الحرس الثوري وجرائمه؛ فلهذا قبحه وشؤم أثره.

2) كما ينبغي عدم التعامي عن مواقف الرافضة في العراق ومذابحهم لأهل السنة ـ أكثر من مليون قتيل ـ ومواقفهم في سوريا مع سفاح دمشق ـ مليون قتيل و8 مليون مهاجر ـ ودورهم في لبنان واليمن وشمال إفريقيا وقلب إفريقيا وتتبع أهل السنة هناك بعد جهدهم في إدخال الناس في الإسلام فيقومون هم بإخراجهم الى التشيع وخزعبلاته وتخريفاته.

3) ينبغي إدراك حقيقة مهمة، كما ينبغي عدم نقضها بما يخافها؛ وتلك الحقيقة هي أن دخول المسجد الأقصى الموعود به لن يدخله إلا جند كمثل الجند الأولين الذين فتحوا الشام. والأولون كانوا جند عمر؛ فهل يجوز نقض هذه الحقيقة البسيطة بموالاة من يلعن عمر رضي الله عنه..؟ وهل يتصور عندهم خير..؟ وهل يجوز تعليق آمال الأمة بـ “طهران” و”قم” و”مشهد أبي لؤلؤة المجوسي”..؟؟ سبحان الله العظيم..!!

وكيف يستقيم هذا مع شعارات الإسلاميين والمقاومة السنية وهي تهتف على لسان المسجد الأقصى:

“لا مؤتمر لا مؤتمر .. أنا لا أريد سوى عمر”

فهل يتفق هذا وذاك..؟

4) ينبغي لزوم الحذر من أهل الكفر ومن أهل البدع الكفرية، مهما كان الحكم العقدي عليهم والاختلاف في شأنهم؛ فهذا لا ينفي التاريخ، وتاريخهم هو عداء الأمة وأهل السنة، وموالاة اليهود والنصارى والتتر وسائر المشركين لعلهم ـ في اعتقادهم ـ يفوزون في خسائر الأمة بمكاسب رديّة قذرة..! فمن لم يحذر منهم فلا يلومن إلا نفسه.

5) كما يتضح وجوب عدم ترجية الأمة في هؤلاء؛ بل ينبغي حسم الطمع فيهم، وصرف الوجوه عنهم. وما كان من توافق عارض أمام عدو مشترك فلا يأخذ أكبر من حجمه؛ فالعارض المؤقت ينفض سريعا.

والواجب هو تولية الوجه شطر الأمة، مع التوكل على الله تعالى. وفي الأمة خير كثير لو أحسن المجاهدون استخراجه من النفوس لفعلوا الأعاجيب ولوجدوا في أمتهم غنية وكفاية بإذن ربهم تعالى.

6) ما بين المقرَرات العقدية وبين السياسة الشرعية ينبغي حفظ الخطوط العقدية “الحمراء” فهي هداية مانعة من الإنزلاق وليست قيودا مثقلة. هكذا ينبغي أخذ الأمور.. والله المستعان.

…………………………..

هوامش:

  1. مدونات الجزيرة، 20/4/2019، على الرابط:
    إيران تريد تحرير فلسطين بالتجسّس على أهلها.. هشام سالم نموذجاً
  2. المصدر السابق.
  3. المصدر نفسه.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة