تبدو الأحداث كاذبة المعطيات والنواتج؛ فالرافضة تواجه الغرب فيما يبدو، والمنتسبون للسنة زورا يوالون العدو وينفقون المال في تبعية ذليلة؛ في رسالة خطيرة للأمة وللأجيال.

مقدمة

وضعَنا طواغيت الأمة في معادلات مقززة وكاذبة..

ففي المواجهات الأخيرة بين إيران وحلفائها وميليشياتها من جانب، وبين أمريكا وحلفائها العرب ..! المنتسبين للإسلام والسنة، من جانب آخر؛ تبدو الأمور معوجة والمعادلات زائفة ومقلوبة، والمعطيات ضارة جدا على الأمة وعلى الأجيال القادمة.

لا تستطيع أن تصل الى قناعات الناس بشرح المخططات، والروابط بين الغرب وإيران، ولا بأن المنتسبين للإسلام من حكام اليوم ليسوا سُنة وليسوا مسلمين بل هم أدنى عدو للإسلام.

فبيان هذه الأمور يواجَه بمعتقدات الناس الإرجائية، وبتلبيس هؤلاء الحكام واستتارهم بعلماء السوء وتمسحهم بخدمة الحرمين واعتمادهم بعض المظاهر الخداعة لاحترام الإسلام بينما هم يمحون آثاره ويحاربون معتقداته وقيمه وينشرون الفساد والخنا بانتظام ووقاحة.

كما أن لرسائل الواقع قوة ومصداقية أمام الجماهير التي يتأخر اكتشافها لحقيقة الدوافع وسيرها.

دلالة الواقع المنظور

ففي دلالة الأحداث ورسائلها من القوة ما يخدع الكثير من الناس إذ يرون “إيران” دولة تزداد قوة وتماسكا، وقدرة على المناورة والتهديد، ثم التراجع الأمريكي بعد الظاهرة الصوتية الجوفاء.

على إثرها أصبح الرافضة، الموالون لليهود والنصارى والوثنيين، في القديم والحديث؛ أصبحوا من يواجهون أمريكا، ويناطحونها، ويحافظون على قوتهم وشرفهم وكرامتهم وبلادهم؛ بينما أصبح المنتسبون للإسلام والسنة زورا ـ علمانيو الأنظمة ـ داعمين للغرب ومؤلبين له للحرب والاعتداء..! وأصبحوا دافعين أموال وسماسرة بُلَهاء، لتقوم حروب يتوهمونها. فيدفعون المال في بلاهة ويقفون مواقف يحسبها التاريخ عليهم، وتنخدع الأمة والعالم بالصورة المقلوبة ـ والزائفة ـ وكأن العزة في موقف إيران.

ومهما تشرح للجماهير فالفتنة يصعب شرحها للناس. إنها المعادلة المقلوبة.

كما أصبحت المعادلة أن الرافضة تواجه الصهاينة وتدعم من يواجههم في الكيان الصهيوني؛ في حين تتآمر حكومات الدول “السنية..!” على المقاومة وتحاصر الفلسطينيين وتركّعهم للعدو وتجوعهم وتذلهم وتمنع عنهم ما يدفعون به عن أنفسهم.

مهما تشرح للناس؛ فهي فتنة ومعادلة مقلوبة يصعب شرحها. إنها المعادلة الزائفة.

يرفع الحوثيون “الموت لأمريكا” “الموت لإسرائيل” “الموت للشيطان الأكبر” ومهما تشرح للناس أنها شعارات فارغة وكاذبة؛ لكنهم على الأرض يبنون قوة ذاتية ويستقلون بقرارهم ـ وهو ما تحلم به الأمة ـ بينما من ينتسب للإسلام والسنة يعلن مظاهرة الكافرين والانبطاح للخط الدولي الذي يقوده الصهاينة والنصارى والملاحدة.

كيف تشرح للناس انقلاب الأوضاع..؟ إنها فتنة المعادلة الموهومة.

بل تجرأ “الحشد الشعبي” الشيعي المجرم في العراق والذي ذبح المسلمين ذبحا ـ أكثر من (2) مليون قتيل من أهل السنة مع إقصائهم ـ ومع أن التنسيق مع “الشيطان الأكبر ..!”على أشدِّه، والشيطان الأكبر “الأمريكي” يمهد لهم بالضربات الجوية، وهم يدخلون على إثرها ليذبحوا ما تبقى من الأحياء على الأرض..!

في مقابل ذلك يقف المنتسبون زورا من الأنظمة العلمانية الحاكمة، مع أمريكا، ببلاهة وتبعية وانمعاء تام وتنكر للذات واعتذارٍ عن التاريخ والشعور بالإحراج من العدو التاريخي..!

فإلى من تنجذب الأمة ومع من تقف..؟

إنها المعادلة المقلوبة في سياق مقزز وكذب يملأ أركان منطقتنا وسياساتنا وأوضاعنا.

خاتمة .. وأمل مأمول

يبقى بعد المعادلات الزائفة حقيقة أخرى، وهي أن “ما تحت الأنظمة” من الجماهير المحشورة تحت القهر والتزييف والتغييب؛ توجد أمة تبحث عن بقية أنفاس تتنفسها وتلملم ثوابتها لئلا تتيه عن نفسها ومحورها وتاريخها.

عندما تجد المعادلات مقلوبة، والسياق كاذبا مزيفا؛ فهي فتنة؛ وإسقاطها ضروري لصحة الرؤية ومعرفة الطريق، ومتزامن مع أي أمل ممكن قادم، بل ضروري.

فهذا واجب، واجب التصحيح والبيان، سواء البيان العقدي الذي يفضح الطوىغيت ويوضح زيف انتسابهم للإسلام، بل وحربهم له، وواجب البيان للواقع وتجليته للأمة لمعرفة حقيقة الروافض البشعة، حقيقة الأنظمة القبيحة، والمخاطر التي تستوجب اليقظة وأخذ المبادرة.

يجب أن يأخذ أهل السنة دورهم فهم الأمة، وهم أصحاب القضية وأصحاب الجرح ومحل التآمر، وهم أصحاب المخرج المأمول بإذن الله؛ فعليهم ـ بعد الله ـ يعوّل التاريخ كعادته، ولم يكذب أهل السنة ما أُمل منهم. والله المستعان.

…………………………………..

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة