كم يغفل الأنجاس والمبطلون عن حقيقتهم، حتى يتعدوا على أهل الحق وعلى دين الله تعالى. هكذا فعل المجرمون، وهكذا يتعدى (ماكرون) على الإسلام والمسلمين.

الخبر

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة، إن الدين الإسلامي يمر “بأزمة في كل مكان في العالم اليوم” مرتبطة بـ”التوترات مع الأصوليين”.

وأضاف في خطاب ألقاه في ليه موروه، أحد الأحياء الحساسة في ضاحية باريس، أن “الإسلام دين يمر اليوم بأزمة في جميع أنحاء العالم، ولا نراها في بلادنا فقط”، مشددًا على كونها “أزمة عميقة مرتبطة بالتوترات بين الأصولية والمشاريع الدينية والسياسية التي… تؤدي إلى تصلب شديد للغاية”.

وأشار ماكرون إلى أن على الدولة الفرنسية “التصدي للانعزالية الإسلامية”، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى “إقامة نظام مواز” و”إنكار الجمهورية”.

وأوضح ماكرون أن “هناك في هذا الإسلام الراديكالي، الذي هو صلب موضوعنا… إرادة علنية لإظهار تنظيم منهجي يهدف إلى الالتفاف على قوانين الجمهورية وخلق قانون موازٍ له قيم أخرى، وتطوير تنظيم آخر للمجتمع”، وفق وكالة “فرانس برس”. (1موقع “المصريون”: »ماكرون»: الإسلام يمر بأزمة في كل بقاع العالم اليوم)

التعليق

أولا) كثيرا ما يرمي المجرمون أدواءهم على الطاهرين الشرفاء، وكثيرا ما يتصور المريض أن أهل العافية هم من به المرض..

فقد رمى فرعونُ موسى أنه قد يسبب الفساد وتبديل الدين القويم..! هكذا رأى رأس الكفر يومئذ: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾.. (غافر: 26).

وقد استبعدت ثمود أن تصدر مثل هذه الدعوة ـ المستنكرة..! على مذهبم ـ من عاقل مثل صالح حيث كانوا ينتظرون منه أن يكون أحد قياداتهم أو يهيئونه لأمر كبير فإذا به يفاجئهم بـ  “أزمة” كما يقول عدوّ الله، القزم “ماكرون”: ﴿قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾ (هود: 26).

وقد اتهموا نوحا بالجنون، واتهموا هودا بالسفاهة..! واتهموا لوطا بشذوذ دعوته وغرابتها..!!

فشواذ اليوم وملاحدتهم لا يُستغرب منهم ذلك التعدي والتبجح والاتهام.

ثانيا) من المتكلم..؟

المتكلم ينعي على المسلمين في فرنسا وأوروبا حقهم أن يعيشوا قيم وأحكام دينهم، فيما بينهم وبين أُسرهم؛ فيرى هذا تهديدا له ولقومه..! ذلك لأنه أجوف فارغ من أي قيمة محترمة. وهو وقومه يخالفون مقررات علمانيتهم التي تضمن المساواة المزعومة فإذ بهم يلغون جلسة للبرلمان يسمعون فيها شكاوى الطلبة الجامعيين عندما رأوا رئيسة اتحاد الطلاب مسلمة محجبة رغم أنها فرنسية أبا عن جد..!

المتكلم هو من تبرأ هو وقومه من دينه ومقرراته وأحكامه، لأنه دين مزيف لو حكم الحياة أخرها وتخلفوا، كما تخلفوا قرونا طويلة. وهو يخاطب أهل دين لم يتأخروا إلا عندما نُحي دينهم.

والمتكلم لو التزم دينه فلا بد أن يلغي عقله، ولا يفرق به بين الخالق والمخلوق، ويعطي قيادَه وعقله الى أسرار وغنوصيات يسلمها بدوره الى رجال كنيسة فجرة وشواذ امتلأت الكنائس بشذوذهم وضجت أوروبا من تعديهم على أطفالهم، وهم أكفر الناس إذ بعدما يصلوا الى التعمق في أديانهم يقررون به مقررات فلاسفة الوثنيين..! ثم يفترون على رسول الله بالكذب والتشويه.

هذا المعتوه قد بُدل دينه في أول عمر هذا الدين حتى قال علماء مقارنة الأديان في قلب فرنسا وجامعاتها أن الدين الموجود اليوم ليس دين المسيح، ولكنه دين “بولس”. هكذا يقررون التحريف ويعترفون به.

المتكلم هو الذي يقرر مع قومه أنهم يعادون وجود دينهم (المزيف) في الحياة، فهم لا يحملون منه غير حقده وصليبيته.

والمتكلم هو من يعاني وأهله وأمته وقارّته ـ بامتداداتها الشرقية والغربية ـ من فراغ عميق من الدين، فإذا سمعوا عن الإسلام وجدوا إجاباته السلسة والفطرية والعميقة جدا، والشافية تماما والمستقيمة مع العقل والفطرة والخلُق.

المتكلم هو وقومه قتلوا سبعة ملايين جزائري وملايين أخرى في إفريقيا وغيرها، وهم يحملون الدين المزيف، وقتلوا في مصر ثلث أهلها، وعملوا حدائق حيوان خاصة بالإنسان الإفريقي يضعون فيها الأفارقة في أقفاص ليشاهدها أبناؤهم وقومهم على أنهم حيوانات..! وهم من كانوا يقطعون أيدي وأرجل الأبناء والبنات عقوبة لأهلهم إذا لم يُرضيهم المحصول المسروق في بلاد يحتلونها لنهب ثرواتها.

والمتكلم لا يفرق اليوم بين الزوجة والبغي، ولا يفرقون بين الذكر والأنثى، ولا بين التجارة والربا، ولا بين الظالم والمظلوم.. بل يقومون على الظلم الصارخ، وهم يقودون البشرية لهلاك محتم إذا بقيت قيادتهم لها؛ فتحْت قيادتهم يموت الملايين من الجوع، ومن الحروب التي يقيمونها، وتضيع الحقوق تحت الظلم الصارخ الذي يقودونه، وتشقى البشرية تحت الإلحاد والإباحية والشذوذ الذي ينشرونه.

هذا التائه يتكلم عن دين رب العالمين، الباقي المحفوظ. والذي لا يزال أهله يجاهدون لنشر دعوته وإقامته.

خاتمة

أما الثالثة والخاتمة..

فالإسلام ليس في أزمة، بل هو في حرب أقامتها الدنيا كلها في لحظة واحدة، حرب ظالمة مجحفة منذ قرنين، من الشيوعية الملحدة في الصين الى الوثنية الشرسة الحيوانية في شرق آسيا، الى الأرثوذكسية الروسية وغيرها والتي ترى البطولة في إبادة قرى المسلمين في الشام وغيرها وفي حروب أهلية في بلاد المسلمين ويبارك قساوستها ـ أو قُل ينجّسون ـ الطائرات الذاهبة لإفراغ قنابلها فوق رؤوس أطفال المسلمين ونسائهم ومدنهم؛ لإعلان رضاهم عن مهمتها القذرة.. وفي نصرانية أخرى في أوروبا وأمريكا بين كاثوليكية وبروتسنتانتية تبيد بلادا وتقتل بالملايين لا تحصيهم وتسرق مقدسات جهارا نهارا وتقيم طغاة يذبحون شعوبهم من أجل رضا هؤلاء النصارى الكفرة الفجرة..!

أمثال هذا المعتوه يجب أن يتذكروا جيدا حقيقة أن الإسلام هو الدين رقم واحد في سرعة الانتشار، وأن الناس تقبل عليه رغم التشويه والكذب الذي تقوم به الكنيسة ووسائل الإعلام الغربية التي تقوم بدور الشياطين التي أُمرنا أن نستعيذ بالله منها.

كما يجب أن يعلم المسلمون أن أمثال هذا المعتوه إنما يتبحبح في تصريحاته ولا يخشى أحدا ولا يتحفظ لأنه لم ير من المسلمين قوة. ولو رأى قوة لتغير كلامه وكبت مشاعره. وقريبا تتغير الأمور الى الخير إن شاء الله، ولينصرن الله دينه ويرفع راية هذه الأمة، بإذنه وقدرته ولطفه الكريم.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “المصريون”: »ماكرون»: الإسلام يمر بأزمة في كل بقاع العالم اليوم.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة