مات محمد آل الشيخ بعد صراع طويل مع الإسلام !! مات وبقيت غزة ..لم يترك محمد آل الشيخ لآل الشيخ معرة ولامنقصة إلا أتى بها.
“أنموذج المواطن الصالح” في نظر الدولة
تُوفّي الكاتب االسعودي محمد آل الشيخ، الثلاثاء، ونعاه زملاؤه ومحبّوه الذين أشادوا بوقوفه ضد “تجّار الدين” و “قوى السطوة الدينية” المتمثّلة في “الصحوة” و الإخوان المسلمين، بحسب تعبيرهم. وكذلك فعلت الدعاية الرسمية، فوصفته قناة mbc بـ “الكاتب والشاعر والمؤرّخ والأديب الصحافي”، “صاحب الفكر المستنير، ومن حارب التشدّد والتطرّف طوال مسيرته التي امتدّت لأكثر من عشرين عاماً”، وقام “بدور مؤثر في رحلة التنوير”، وكان حاجزاً منيعاً “ضدّ تجّار الفتن”، مدافعاً “عن قضايا بلده”، ومسخّراً “قلمه في محاربة الغلاة والمتطرّفين”.
وزير “الشؤون الإسلامية” يكيل المدح لعدو الله
كما أبّنته الدولة السعودية عبر وزيرين فيها هما وزير “الإعلام” الذي قال إنه تُوفّي “بعد رحلة عطاءٍ زاخرة”، ووزير “الشؤون الإسلامية” الذي أطال الثناء عليه، فوصفه بـ “المفكر الشجاع، وصاحب القلم المخلص، المحب لدينه ولوطنه وقيادته”، الذي وقف “سدّاً منيعاً وطوداً شامخاً أمام تجّار الفتن والإخوانيين الصحويين والغلاة والمتطرّفين الإرهابيين”، و “سخّر قلمه في محاربة أصحاب المناهج الفاسدة والأفكار الضالّة، بكلِّ قوّةٍ وشجاعةٍ وحجّةٍ وبرهان وفكر مستنير”، صادراً بذلك “عن إيمان عميق بأهمية الدفاع عن أمن الوطن وقيادته” (واضحٌ أن mbc استخدمت كلمات الوزير ونسبتها إلى نفسها).
ما ملامح ذلك الفكر والخطاب اللذيْن استحقّا صفات الوطنية والشجاعة والإخلاص والتنوير؟
إذن الكاتب الراحل ابن “المؤسّسة”، وهو من تقدّمه الدولة بصفته “المواطن الصالح” و “القدوة” و “المَثَل”، وتتبنّى فكره وخطابه.
ما ملامح ذلك الفكر والخطاب اللذيْن استحقّا صفات الوطنية والشجاعة والإخلاص والتنوير؟ فيما يلي أبرزها:
– قضية فلسطين ليست قضية السعودية الأولى، وإنما قضيّتها “التنمية” و “محاربة الإرهاب المتأسلم”، والمسؤولون عن فلسطين أهلها “لا نحن”، ويجب “فك الارتباط بيننا وبين فلسطين”، لأنّ السعوديين لم يلقَوا من أهلها عبر السنين سوى “الجحود والنكران”.
– ثمّةَ اختلاف حول موقع المسجد الأقصى، “ولا يُعقل أن تضيع دول بأكملها من أجل مسجدٍ مختَلَفٌ على موقعه”!
– أهل غزة “أقذر الشعوب على الإطلاق”، و “أذلّ خلق ﷲ على هذا الكوكب”، ومن يناصرهم من السعوديين “سَفَلة” و “يفتقدون الرجولة”، بل “خنازير نَجِسة”.
– حركة حماس إرهابية، متأسلمة، وصنيعة إيرانية، وقادتها “لصوص” و “عصابات” و “حشرات متأسلمة”، و “إخوان الشياطين”، وأصحاب “لحى مزوّرة”، ولا يسعون إلى تحرير فلسطين، وإنما إلى إقامة الخلافة، ويجب طرد من يتبرّع لها في السعودية لأنهم “عيال كلب”.
– كل من يدعم “حماس” إرهابي، ويجب تصنيفها وحركة “الجهاد الإسلامي” عدوّتين، وإعلان من يدعمهما مالياً أو عاطفياً مرتكبي خيانة عظمى، أما الفلسطينيون الداعمون لهما في المملكة، “فيجب ترحيلهم إلى غزّة فوراً، ومصادرة جميع أموالهم”.
– الإخوان المسلمون “أقذر من مشى على الأرض”، و هم “نَجَس” نجاسة أصليّة، و “خوارج”، و “ساسة يمتطون الدين”، و “حمير في هيئة بشر”، ومن يناضل لنصرتهم فإنما يناضل لنصرة “الإرهاب”، و “مشكلتنا” معهم “وجودية، فإما نحن وإمّا هم”، والرئيس مرسي كان “عدوَّنا”، ولم يكُ يحفظ القرآن، ولو بقي في حكم مصر لشيّد “لصنمِهم حسن البنّا ضريحاً لا يقلّ عن ضريح الخميني في إيران”، وبورقيبة باني المجتمع المدني في تونس الذي اجتثّ الإخوان قبل أن ينجحوا في أسلمته!
– شتائم وافتراءات ضدّ عدد من علماء الإسلام: ابن تيمية داعٍ إلى تطرّفٍ وإرهاب، محرّضٌ لأهل السّنّة على الشيعة، ومستسهلٌ “للقتل إلى درجة لا تُصدَّق”؛ حسن البنّا “فاسق”؛ سيّد قطب “خنزير” و “جرثومة” و “كلب النار”؛ المودودي “ضال” وداعية “إرهاب”؛ القرضاوي “إرهابي” و “ضال مُضِل” و “كلب” و “جوزيف”، و “مفتي الانتحاريين”؛ سلمان الندوي “متأسلم”؛ الدَّدَو ناكر للجميل، “مرتَشٍ ورخيص”، ويجب طرده من الحرم، ومنعه من دخوله.
– الابتهاج بارتكاب مذبحة رابعة التي فضّت “اعتصامات الإرهابيين”، واستأصلت “بقيّة الإخوان في مصر”.
– تحريض قادة الانقلاب في مصر على إكمال “الانتصار” بغزو غزة، ومحاصرة “ربيبة الإخوان، حماس”: “أنقذوا أهل غزة من إخونجيتهم”!
– الإشادة بمسلسل “الاختيار” الذي تبنّاه النظام في مصر لأنه “يضرب الإخوان في مقتل، ويعرّي جرائمهم الإرهابية في رابعة”.
– تحريض حكومة الكويت على استخدام العنف ضد شريحة واسعة من المجتمع الكويتي، وضرب “عملاء حسن البنّا بيدٍ من حديد”!
– الذين يهاجمون قناة العربية هم “الدواعش”، وهم بهجومهم عليها “يهاجمون المملكة”.
– الوقوع في أعراض بنات الوطن بالزعم أن في السعودية بطالةً نسائية أدّت إلى “انتشار دعارة السعوديات في دبي”!
– تمنّي أن تبتلع أميركا السعودية “كما ابتلعت اليابان، فالهُويّة ما بطعمي خبز”!
هذا هو “أنموذج المواطن الصالح” الذي تتبنّاه الدولة، وهذا هو الخطاب الذي تقدّمه بوصفه “تنويريّاً”، وهو غارق في التكفير والدموية والتوحش والاستئصال.
المصدر
صفحة الأستاذ أحمد بن راشد بن سعيّد، على منصة x، بتصرف يسير.
اقرأ أيضا
ماذا يجري في بلاد الحرمين؟(1)…ابن سلمان وجناياته على الدين
تاريخ السعودية الحقيقي .. بين رغبة الإنجليز وخيانة عبد العزيز
آل سعود والتعدي على شريعة الله .. مختارات من “المسلمون والحضارة الغربية” (7)