يدعو وزير الخارجية الصهيوني حكام الخليج لخطوة جديدة بعد ذبحهم للمسلمين وإنهاكهم لدولهم للاستسلام في سياق انهيار عام.

الخبر

“أكد وزير الخارجية الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، الأحد (6/10/2019)، أنه طرح مبادرة، وصفها بـ”التاريخية”، بهدف توقيع اتفاق يقضي بـ”عدم الاقتتال” بين إسرائيل ودول الخليج العربية، في خطوة قد تمهد لـ”تطبيع” العلاقات مع تل أبيب.

وأنه طرح مبادرته للمرة الأولى على وزراء الخارجية العرب على هامش انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي.

وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أنها علمت بأنه تم الاتفاق مع دول الخليج على تشكيل طواقم مشتركة لدفع المبادرة قدمًا. ونشرت  بنود المبادرة التي قالت إنها تتألف من 12 بندًا، أبرزهم ما يلي:

  1. تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين الدول تماشيا مع المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية.
  2. اتخاذ الخطوات اللازمة والناجعة لضمان عدم تخطيط أو توجيه أو تمويل أعمال عدوانية أو أعمال عنف وتهديدات والتحريض ضد الطرف الآخر من أراضي الدول الموقعة.
  3. الامتناع عن الانضمام أو تقديم المساعدة لأي تحالف أو تنظيم أو لمعاهدة ذات طابع عسكري أو أمني مع طرف ثالث.
  4. تسوية الخلافات التي قد تترتب عن هذه المعاهدة ستتم عن طريق الاستشارات بين الأطراف الموقعة”. (1موقع ” CNN” بالعربية، 6/10/2019، على الرابط:
    إسرائيل تؤكد عرض مبادرة “تاريخية” على دول الخليج العربية لإنهاء الصراع.. ما أبرز بنودها؟
    )

التعليق

1) لا يخفى سبب اختيار توقيت هذه الدعوة وطرح هذه المبادرة؛ فالتوقيت هو حالة انهيار عام عربي وإسلامي، وضعف شديد، وإعلان العمالة بفجاجة لا تنقصها الوقاحة؛ فبعضهم يسمي الجهاد ضد الصهاينة إرهابا، وآخر يتقدم للملك بثمن مقابِل هو أن يضغط على “الفلسطينيين” ليقبلوا بالتنازل عن القدس، وآخر يحاصر الفلسطيين تقربا للصهاينة ليتوسطوا له عند الغرب ليسوّقوا انقلابه العسكري.. وهكذا في حالة من الهبوط بل الانهيار الديني والقومي ـ المزعوم ـ والقيمي الأخلاقي.

2) هذه ليست “مبادرة” بل هي دعوة لأخذ خطوات جديدة، وهي صادرة من قائد، وموجهَة الى مقودٍ تابِع. لا أكثر.

وقد تم قبل هذه المبادة تمهيد الأجواء؛ فقتَل سفاح سوريا شعبه، وأهان وقمَع طاغية مصر الأمة هناك، ووأَد الخليجيون مبادرات الإصلاح ومحاولاته، ووضعوا العلماء في السجون وقتلوا منهم تحت التعذيب والحبس والمرض من قتلوا. واتهموا المسلمين بل والإسلام نفسه بالإرهاب والمجاهدين  خصوصا، وهم المنوط بهم استجلاب العزة للأمة ورفع المذلة عنها. ثم فرضوا الانحلال ليفرح به ويلهو فساق الناس ويدعموا من أجله الطغاة وهم يسيرون نحو الهاوية..!

3) قد لا يكون الصهيوني مُطلِق المبادرة يتصور تطبيقها كاملة ولكنه يريد أمرين:

أولهما: طرق مسامع العرب والخليجيين بوقاحة الطلب، وتمهيد نفسية الشعوب لتلقي مثل هذه المبادرات ورؤية مثل هذه الاتفاقيات وتطاول الزمن بتكرار الأمر حتى تحين لحظة مناسبة. وقد لا تكون بعيدة.

وثانيهما: الجزء المعجل من المبادرة هو ما تمثله البنود المرفقة، وهو حصار المجاهدين “المقاومة” ومنع دعمهم بالمال والكلمة والمواقف السياسية. والمساهمة في حصار أهل غزة وفلسطين عموما.. حصار أمة من المسلمين..! والدعم الإعلامي للصهاينة بحقهم (المشروع..!) في (الدفاع) عن النفس..(!!) من المجاهدين الذين يدافعون عن دينهم وأرواحهم وأعراضهم ومقدساتهم..! وفي استجابة مجرم البحرين “وزير الخارجية” بهذا وإدلائه بتصريحات مماثلة تماما مثال على هذا.

فالمراد هو تحقيق التخلي عن ولاء المسلمين، وتحقيق وقوع جريمة ولاء الكافرين والتآمر معهم ودعمهم ضد قضايا المسلمين.

وأما الصورة المثلى التي يطلبها الصهاينة فهي تتمثل عسكريا يوم يقومون بمناورات مشتركة مع الخليجيين لعدو مصطنع إيراني والوجود الصهيوني الرسمي والعسكري في الخليج، وسياسيا بالاعتراف المتبادل وتبادل السفارات، وأما اجتماعيا فقد سبق ورُفعت أعلامهم ـ رياضيا ـ وعُزف نشيدهم في الخليج في “قطر” و”الإمارات”، ورقصوا في البحرين..!

وإن اليهود مطمئنون أن لهم إخوانا في الخليج وفي كل قُطر به منافقون ﴿أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ..﴾ (الحشر: 11)

خاتمة

إن الطواغيت “سفهاء” بكل ما تحمل الكلمة من معنى. والسفيه لا يُؤمَن ولا يؤتمن. وستجد الأمة منهم شرورا لا تنتهي إلا أن تضرب على أيديهم وتفرض كلمتها وتسترد إرادتها وتحمي مصالحها؛ وإلا فلا يلومن المسلمون إلا أنفسهم. والله تعالى العاصم.

…………………………………….

هوامش:

  1. موقع ” CNN” بالعربية، 6/10/2019، على الرابط:
    إسرائيل تؤكد عرض مبادرة “تاريخية” على دول الخليج العربية لإنهاء الصراع.. ما أبرز بنودها؟

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة