لا يريد رموز “القبيلة الفتحاوية” الاعتراف بأي إنجاز لـ”حماس”، فهي العدو برأيهم، وعداؤها مُقدّم على عداء الغُزاة.

تنهض معضلتهم أمام تحرير أسرى من “قبيلتهم”، فيضغطون على بعضهم كي يعبّروا عن أساهم بذريعة أن ثمن تحريرهم كان كبيرا، ويذهب حفنة منهم إلى القول إنهم كانوا يفضّلون البقاء في الأسر على تحريرهم بذلك الثمن.

ما يجب أن يُقال لهؤلاء، وقلناه من قبل، إن “الطوفان” كان “طوفان الأقصى”، وليس “طوفان الأسرى”، والأقصى هنا يحمل رمزية القضية برمّـتها، وليس قُدسية المسجد وحسب، فهو مبارك من ربه، ومعه ما حوله.

نعم يحمل رمزية القضية التي ضيّعها قادة “أوسلو”، وما زالوا في غيِّهم سادرون، تأخذهم العزّة بالإثم، وتحول بينهم وبين الاعتراف بفشل مسارهم الذي جرّبوه لعقدين في المرحلة الجديدة التي جاءت بعد شيطنة السابقة التي يحتفلون بها أيضا، ضمن منطق يكشف عُمق القبلية الحزبية.

“الطوفان” أحيا قضية فلسطين، وجعلها سيّدة العالم، وكتب بداية النهاية للمشروع الصهيوني، وصنّاعه مضوا إلى ربهم شهداء، وها إن الرجال من بعدهم يحرّرون الآلاف من خيرة أبناء شعبهم.

أما رموز العار، فلم يحرّروا أرضا ولا أسيرا. ألم تروا الاستيطان ينمو منذ عقود أمام أعينهم، فيما يحاربونه بالخطابة والبيانات؟! وها إن صوت الضمّ والتهجير يتعالى، بينما يواجهونه بالخطابة أيضا، ولتعلع ألسنتهم ضد الغُزاة، فيما أيديهم ملطّخة بعار “التنسيق الأمني” معه ضد أحرار شعبهم.

يا أحرار شعبنا، ويا بقايا الشرف في “القبيلة إياها”: لقد آن أن تصرخوا في وجوه أولئك قائلين: لستم منّا ولسنّا منكم، وقد آن أن تعترفوا بخطاياكم وتعودوا لشعبكم، أو تتركوه وشأنه بعد أن عرف ممثليه الحقيقيين، وليس أولئك الذين يعترف بهم عالم لا يريد لنا غير استمرار العبودية، أو تحسين شروطها في أحسن الأحوال.

المصدر

صفحة الأستاذ ياسر الزعاترة على منصة X.

اقرأ أيضا

أجهزة السلطة الفلسطينية: أمن مَن؟

ماذا قدم أبو مازن للقضية الفلسطينية

مهانة الترتيبات الأمنية مع المحتل .. ومنظور شرعي

المنافقون في فلسطين وحكمهم

من صفات المنافقين المسارعة في ولاء الكافرين

رسالة السلطة؛ لا يؤتمن علماني!

التعليقات غير متاحة