عندما يبدأ الغرب في فرض قوانين وممارسات لحرب الإسلام لا يجد فُحشا أو انحرافا عند المسلمين ليحاربه؛ بل يجد العفة والاحترام والزواج الكريم فيحاربه؛ فمَن صاحب الرسالة..؟ ولمن المستقبل..؟ ومن الأحق بقيادة العالَم..؟

الخبر

“تخطط الحكومة الفرنسية لطرح مشروع قانون ينص على أحكام بالسجن وغرامات على الأطباء الذين يقدمون ما يسمى بـ”شهادات العذرية” المثيرة للجدل اللازمة للزيجات الدينية، وهذا جزء من خطة تهدف إلى تعزيز القيم العلمانية الفرنسية ومحاربة ما يسميه الرئيس إيمانويل ماكرون بـ”الانفصالية الإسلامية”.

وحثَّ بيان للأمم المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، ـ وبتعبير منحرف للأمم المتحدة التي يسيطر عليها الصهاينة والنصارى والملاحدة ـ يقولون: “تحدي الخرافات المتعلقة بالعذرية والأعراف الجنسانية الضارة التي تركز على السيطرة على الحياة الجنسية للنساء والفتيات وأجسادهن”.

وقالت الوزيرة المسؤولة عن المواطنة الفرنسية، إن مشروع القانون يجب أن يشمل أيضا معاقبة أولئك الذين يطلبون “اختبارات العذرية”، مثل الأهل أو الخطيب.

وفي خطاب ألقاه يوم الجمعة، تحدث الرئيس ماكرون ضد التطرف لدى بعض المجتمعات المسلمة الفرنسية، قائلاً إن أقلية من مسلمي فرنسا الذين يقدر عددهم بنحو ستة ملايين نسمة معرضون لخطر تشكيل “مجتمع مضاد”.

بموجب القانون الفرنسي الحالي، يمكن رفض تمديد تصاريح الإقامة للأجانب إذا كانوا في زيجات متعددة، لكن الوزيرة الفرنسية قالت إن القانون الجديد سيذهب إلى أبعد من ذلك، ما يسمح بتخليص فرنسا من تعدد الزوجات “دون العلاقات الفاجرة..!”. (1موقع “BBC”: فرنسا تخطط لتجريم “اختبارات العذرية” والقضاء على تعدد الزوجات)

التعليق

بعد أيام قليلة من تطاول الرئيس الفرنسي على الإسلام، ومِن قبله بأيام أعادت مجلة “شارلي إيبدو” نشر رسوما مسيئة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصرح إبّانها هذا المجرم أنه لا يتدخل في حرية الصحافة..! بينما هو وأمثاله لا يقتربون من الهولوكوست اليهودي بالإنكار ويمنعون الصحف من ذلك ويعاقبونها..!!

لكن ما أعقب التطاول على رسول الله ـ بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ـ ثم التطاول على دين الإسلام صراحا جهارا نهارا، أعقبه بإجرءات للحد مما يراه هذا المعتوه وقومه “خطرا إسلاميا”؛ فماذا واجَه إذن..؟ وأي شهادة تؤديها تلك المواجهة..؟

إنه يحارب العفة، وقيام الزيجات الصالحة عليها، ويرى هو وقومه أن المرأة حرة في إقامة علاقات الزنا، وأن الحجر عليها بإلزامها بالعفة أو طلب الزوج عفة من يريد الزواج بها يعارض “حقوق” المرأة في حريتها المتمثلة في التصرف بجسدها كما تشاء وتهبه لمن تشاء، فتقيم علاقات المخادنة والسفاح تحت رعاية القانون الغربي..!

وفي هذا  السياق يدّعون الحرية بأن يقوم كل امريء بما يريد.. فلما ارتدت المسلمات حجابها على الشواطيء وفي المدارس وفي البرلمانات هاجوا وصرخوا؛ فهم يريدون حرية في اتجاه واحد فقط هو الانحطاط والفجور المخزي، وحرية الوقاع كالبهائم، وحرية أن تقذف الأرحام أبناءا لا تدري والدتهن أي من الفجار أبوه..! وتتوالى القصص العجيبة في الغرب كله عن أم تأخذ طفلها الذي اقترب من العاشرة وأصبح مميزا، وتقوم بتحاليل (DNA) لمعرفة من أبوه، والابن يشرف على إجراءات أمه العاهرة الملتزمة بالقانون..!! ثم يعود حزينا لأن التحاليل لم تثبت أن أحدا من هؤلاء الفجار الذين عاشروا أمه يكون أباه..! وعليه فيجب استمرار بحثها وتذكرها لمن عاشرها لعله يكون الأب..!!!

ثم يأتي ليحارب عبادا يطلبون العفة لزوجاتهم ومَن يحملون أعراضهم وأبناءهم. ثم يتمادى المجرمون لتحريم الزواج في حالة التعدد، بعد جهدهم في التزهيد من قيمة الزواج ولو بزوجة واحدة ويعتبرونه قيدا على الحريات..!

وفي حال كونهم يحرّمون تعدد الزوجات يبيحون بل ويشجعون على تعدد الخليلات والنزوات العابرة..!

دلالة المواجهة

وهنا نلفت النظر الى أمرين:

الأول) من يراقب الوضع من بقية العالم حينما يرى أمة ترغب في العفة ويصبح هذا عنوانا لحرب دينها؛ هل هذه سُبة للإسلام أم رفعا لشأنه وبيانا للعالم أن هذا دين طاهر وأن محاربيه أنجاس..؟

ثانيا) أن الذي يحارب المسلمين فيصرّ على تعرية نسائهم وعلى إباحة الفواحش، ومنع الزواج الكريم المحترم.. هل هؤلاء يحملون رسالة أو حضارة..؟ وهل لهم مستقبل..؟ أم هم يسلكون سبيل قوم لوط وعاد وثمود وأمم كثيرة جاءت تترى كلما كذبت منهم أمة وتمردت على الله أهلكها، ثم جاءت أمم مثل الفرنسيين والغرب عموما، فينتظرون دورهم: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا * فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..﴾ (الطلاق: 8-11)

وعليه؛ فالإسلام الذي يحاربونه فيحاربون العفة، هو الدين صاحب الرسالة وصاحب الحضارة، وهو صاحب المستقبل، وهو ملجأ البشرية التائهة والحائرة والشقية، وأنه مهما تعثرت أمته واحتشد عليها العالم فهي أعراض حياة وقوة في أمة يظنونها ماتت ويُمنّون أنفسهم أنها لا قومة لها. ولو كانت كذلك لما اشتكى منها رؤساء دول، واحتشدت مخططات العالم عليها، وخاف الغربيون على مجتمعاتهم أن ترى الطهر فتشعر بنجاستها وترى العفة فتشعر بفواحشها..!

[للمزيد: حماة الفضيلة وحلف الرذيلة (2-3) علاقة الفضائل بالعقيدة]

خاتمة

نشير في الخاتمة أن الفرنسيين يخصصون حمامات سباحة لليهوديات المتدينات، ويحترمون رغبة اليهود في الفصل بين الجنسين، في حين يصرون على أن تلبس بنات المسلمين المايوهات في حمامات سباحة المدارس في حمامات مختلطة مع الذكور، ويجبرونهن على ممارسة هذا النشاط..!

وواضح افتراق المعاملة حيث يتحالف اليهود مع النصارى، ولا يرى النصارى خطورة في توجهات اليهود حيث أنه دين لا خطر منه على العقائد أو الأخلاق النصرانية حيث لا عقائد ولا أخلاق محترمة بل إلحاد وإباحية، كما أنه دين قومي ذو أثرة وأنانية وتعصب لجنس ونسل..!! كما أن مراد اليهود منهم هو الانهيار الأخلاقي؛ ولهذا يرحبون بهم..!

بينما الإسلام دين ينشد إنقاذ البشرية وهو صاحب دعوة ورسالة، ومجال عمله هو الكرة الأرضية وغايته استنقاذ الجنس البشري كله.

في حربهم تظهر عظمة الإسلام، وعلى يد عَدائهم يوصلون للعالم جوانب من عظمة هذا الدين، وهذا من مكر الله بهم.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “BBC”: فرنسا تخطط لتجريم “اختبارات العذرية” والقضاء على تعدد الزوجات.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة