سُئِل أحدهم: متى سيعود الأقصى؟ فأجاب: عندما تعودون إلى الله سيعود إليكم الأقصى.
أسوار تعوق الوصول إلى الأقصى
حتى نُحطّم أسوار الوصول إلى الأقصى، هناك أصنام عديدة في أنفسنا لابد من تحطيمها:
– صنم الاستقرار ولو كان بالنأي عن التعاطي مع الواقع المؤلم ومواجهته..
– صنم الرضا بالحياة الدنيا وطول الأمل فيها..
– صنم الأنا وعشق الذات والعيش بمبدأ أنا ومن بعدي الطوفان.
– صنم الرايات التي لا تُسمن ولا تغني من جوع، -صنم التقوقع في الانتماء داخل حدود الجغرافيا.
– صنم الأهواء والهرولة خلف نداء الشهوات والملذات.
* كلها أصنام ينبغي أن نحطمها قبل أن نطمح إلى كسر أغلال الأقصى.
هناك من نزل فيهم القرآن {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [البقرة: 246].
*كانت أمنية أطلقوها في الهواء ونفوسهم خراب في خراب، يتخذون آلهتهم أهواءهم، الإيمان في قلوبهم هشّ، لم يتأهبوا لمثل هذا اليوم، لم تكن مواجهة الواقع سهلة كما كانت الأمنية.
في هذه المحنة حتما نُنادي بأن نبذل كل ما في وسعنا لنصرة إخواننا في فلسطين، لكن في الوقت نفسه لابُدّ من إعداد النفس وتهيئتها للأحداث الجسام، فمن الواضح أن السنوات القادمة ستكون عصيبة شديدة، واستهداف الأمة سيبلغ مبلغا لا نتخيل حجمه، ومع ذلك نُوقن بنصر الله وموعوده، إلا أن ما ينبغي الانتباه إليه أن نعد أنفسنا لهذه الأيام.
أهمية العلم في النهوض بالأمة
وخير عدّة للمسلم هي تقوى الله تعالى، والتسلح بالعلم، وأعني به:
– أولا: العلم الشرعي، العلم بالعقيدة الصافية وأحكام الحلال والحرام، فما أُتينا إلا من قبل الجهل بديننا، فراجت بيننا الدعاوى الكاذبة والدعوات الهدامة والأفكار الخبيثة الوافدة، -كما أعني به ..
– ثانيا: العلم الدنيوي، العلم الذي يبني الحضارة، لا العلم الذي يراد منه تزيين الجدران بالشهادات الجامعية والحصول على الألقاب اللامعة دون أن يكون لنا رصيد عملي قوي في الواقع بالبناء والإعمار والأخذ بأسباب التقدم والازدهار.
جيل العلم بِشقيْه هو الجيل الذي ينضج وعيه ويدرك علاقته بربه والكون، ويعيش من أجل المُهمّة التي وكلها الله إليه، مهمة الاستخلاف بتحقيق العبودية لله تعالى، وإعمار الأرض وفق المنهج الرباني.
وقارئ التاريخ يدرك أهمية العلم في النهوض بالأمة والسير بها في مسار الجهاد والتحرير، فالمدارس النظامية التي أنشأها الوزير نظام المُلك في بقاع شتى، كانت هي صُلب عملية التغيير التي هيأت العالم الإسلامي لإنقاذ بيت المقدس من أيدي الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبي.
وأما الحالة الراهنة، فالجهاد فيها له مسالك كثيرة، لا يقتصر على الجهاد بالنفس، فهناك جهاد بالمال، جهاد بالكلمة، جهاد بإنكار المنكر وعدم تأييد الظالمين.
فابذلوا أموالكم … في التعليم الشرعي والدنيوي والتوعية وصناعة إعلام بديل بلغات متعددة وتوصيل الدعم لإخوتكم.
ومن قرر الدعم المادي فلن يُعدم الوسيلة لتوصيل ما يستطيع إلى إخوته وبعيدا عن الجمعيات التي تستغل نزعة الخير لدى المسلمين فتختلس من تبرعاتهم ويبني أعضاؤها بتلك الأموال البيوت الفاخرة في البعيد.
لا تُخرج من ملكية الإسلام إلى ملكية الغرب قرشا واحدا
هناك جهاد آخر يسمى جهاد القرش يا معشر الأثرياء المسلمين، ” لا تدع القرش الواحد ينتقل من ملكية أبناء ملتك إلى ملكية أعدائك مهما كلفك ذلك من عناء تستطيعه .
إخراج القرش من ملكية أبناء ملتك إلى ملكية الغربيين له معنى واحد وهو تمكين الغرب من أن يزيد قوته على حسابنا ، وأن يزيد موقفه رسوخًا في أوطاننا عن رضى منا واختيار “.
لا تُخرج –ولو كان قرشا واحدا- من ملكية الإسلام إلى ملكية الغرب، فإذا كان هذا نهجا عاما للمسلمين، اجتمعت ملايين ومليارات لا يقدر أن يتصورها العقل، دون أن تذهب إلى الغرب الذي يقتلنا بأموالنا.
إذا كنت تريد أن تجاهد حقا ، وإذا كنت تريد الاستقلال عن الغرب فعلاً ، وإذا كنت قد مللت كل هذا الذل والهوان فطُرق الجهاد كثيرة وهي أمامك ، وأيسرها “جهاد القرش” هذا إذا وطنت نفسك عليه وهو إذا عم أعظمها تأثيرا وأسماها سلاحا”.
فحاولوا تمسكوا نفسكم ولو قليلا عن شهوة السفر لدول الغرب التي ترون الآن مواقفها المُخزية من كل قضية تعنيكم !
هذه تبصرة وددت أن أبذلها في تلك الظروف الحرجة، لئلا ننسى سنن التغيير.. (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المصدر
إحسان الفقيه .
اقرأ أيضا
الدور الوظيفي لـ”إسرائيل” هل يجرفه “الطوفان”؟