تسريبات وإرهاصات وتحضيرات لتهيئة “الأمة” و”العالم” لمقتل علماء ودعاة أمروا بالقسط وكانوا ربانيين يؤثرون في الناس ويدلّونهم على الخير، يجهز الطغاة لقتلهم ثمنا لسلطة لا تدوم.

الخبر

تحضير لفاجعة

جاء على موقع “عربي 21” بتاريخ 21/5/2019، تحت عنوان: “MEE: الرياض ستُعدم العودة والقرني والعمري بعد رمضان”

“قال موقع بريطاني بارز، الثلاثاء، إن السلطات السعودية ستصدر أحكاما بالإعدام على كل من الداعية والمفكر السعودي “سلمان العودة” والداعيتين “عوض القرني” و”علي العمري”، الذين تم اعتقالهم ضمن حملة واسعة شملت مفكرين ونشطاء.

وقال الصحفي البريطاني “ديفيد هيرست” في تقرير بموقع “ميدل إيست آي” ـ ترجمته “عربي21” إن مصدرين حكوميين سعوديين أبلغاه أن الأحكام “ستصدر عليهم بتهم متعددة تتعلق بالإرهاب وسيتم إعدامهم بعد وقت قصير من شهر رمضان”.

وأضاف أن المصدرين الحكوميين أكدا التوجه لإصدار أحكام الإعدام على الدعاة الثلاثة”

“ويقول أحد المصدرين إن السلطات لن تنتظر كثيرا، مضيفا “بمجرد صدور الحكم سيتم إعدام هؤلاء الرجال”.

وتابع المصدر: “يجري تشجيع السعوديين على القيام بذلك، خاصة في ظل التوتر في الخليج، فواشنطن تريد إرضاء السعوديين في الوقت الحالي”.

وينقل “ميدل إيست آي” عن أحد أفراد عائلة واحد من الدعاة ـ دون تسميته ـ القول إن “عمليات الإعدام إذا استمرت، فستكون خطيرة للغاية ويمكن أن تمثل نقطة تحول خطيرة”.

وكانت السلطات السعودية اعتقلت الثلاثة ضمن حملة على العلماء والدعاة وقادة الرأي في أيلول، سبتمبر (2017)، وشرعت في محاكمتهم في جلسات سرية”.  (1موقع “عربي 21” بتاريخ 21/5/2019، على الرابط:
MEE: الرياض ستُعدم العودة والقرني والعمري بعد رمضان
وراجع أيضا:
موقع “الجزيرة، على الرابط:
ميدل إيست آي: السعودية تُحضّر لإعدام العودة والقرني والعمري بعد رمضان
وموقع :فرانس 24″ على الرابط:
ميدل إيست آي: السعودية ستعدم 3 علماء دين بعد رمضان!!
)

صهيونية قابعة خلف الإعدام

تحزن كثيرا وتتساءل أين تذهب المملكة..؟ وفي أي طريق تسلك..؟

فقد جاء على الموقع نفسه، بتاريخ 22/5/2019، تحت عنوان: “الذباب الإلكتروني” ينشط للتحريض على إعدام العودة وآخرين”

“ظهرت ردود سعودية صادمة على تقرير تناول أنباء من مصادر حكومية بأن الرياض تنوي إصدار حكم الإعدام على ثلاثة علماء بعد رمضان وتنفيذ الحكم بعدها بوقت قصير”.

وتناقل الخبر المحررة والكاتبة الصحفية في “واشنطن بوست” الأمريكية، كارين عطية، التي كانت زميلة للصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، الذي قتل بشكل بشع في قنصلية السعودية في إسطنبول التركية وأثارت قضيته الرأي العام العالمي.

وبحسب ما رصدته “عربي21″، فقد جاءت الردود صادمة على تغريدة لعطية، بشأن إعدام الدعاة الثلاثة، إذ ظهرت الردود السعودية محرضة عليهم، ومتشفية، ومؤيدة للأمر، على الرغم من أنه لا يزال مجرد تسريبات، ولم ينف أحد التعليقات الخبر، أو اعتباره محاولة للإساءة للسلطات السعودية، بل اكتفت جميعها بالتحريض.

بل جاءت التعليقات بشكل ممنهج وباللغتين العربية والإنجليزية، في الرد على “عطية”، والتحريض على الدعاة الثلاثة، واتهامهم بـ”خيانة وطنهم” ووصفهم بأنهم “أصوليون ومتطرفون”.

وكان لافتا استخدامهم لتغريدات الدعاة التي يدعون فيها من أجل تحرير الأقصى وسائر فلسطين وزوال إسرائيل، للإشارة إلى أنهم “إرهابيون ومجرمون”، لاعتبارهم أن هذا الأمر “إرهاب”. (2موقع “عربي21″، بتاريخ 22/5/2019، على الرابط:
الذباب الإلكتروني” ينشط للتحريض على إعدام العودة وآخرين
)

تعليق

في صور الراحلين رسالة

يعلق حكام “بلاد الحرمين” صور الآباء والأجداد الراحلين على جدران القصور؛ تأتي صورهم متراتبة تاريخيا. يقولون هؤلاء كانوا هنا؛ حكموا ورحلوا. حملوا ما حملوا من خير وشر، أوزار وآثام، عدالة ومظالم، خبايا وظواهر.. ثم رحلوا.

وبرغم الرسالة الواضحة أن من يأتي هنا لا بد يوما للرحيل؛ فإن الحي اليوم لا يرتدع ولا يتعظ، تأخذه حلاوة الإقبال على الدنيا وحلاوة إقبالها عليه، ولسان حاله أنه خالد فيها ما له من زوال..! رغم أنه تبين له رحيل من قبله وانهدام جسده وتحطم دنياه..!

الآمر صليبي غربي

الدماء المراد إراقتها هي ثمن يدفعه الطاغية لسيده الغربي، ليسمح له بالسلطة ويقوده اليها ويبارك عمله في الإعلام الغربي ويفسح له الطريق ويمهد له بالقبول في الأوساط الغربية.

إنهم يعلمون أن “أجهزة” الغرب تصنع هؤلاء الزعماء، وأنها تستطيع أن تشيطنهم؛ فهم يسَلّمون أولا أن القرار يبدأ من هناك، وليس من أمتهم ولا شعوبهم ولا دينهم.

كان لهؤلاء الحكام عرّابون مثل “توماس فريدمان” الذي يشرف على التغيير القيمي والديني والتعليمي والإعلامي وفي مجالات القضاء، وكان يشرف على مخططات هؤلاء الراغبين في الحكم؛ ثم يقدم تقريره لوسائل الإعلام الغربية، ومقصودُه الأجهزة الغربية، وبالفعل تم لهم ذلك.

الآمر بالقتل هو ذلك العراب وأمثاله، والمباشر هو ذلك الطامع في الدنيا الحاقد على الدين المستهتر بالدماء.

لم يغب الأمريكيون ومجرموهم وأذنابهم عن الأمر.

مآرب الفجرة من قتل البررة

يختار الطغاة رؤوسا من أهل العلم والدعاة يتميزون بالشهرة وذيوع الصيت وعموم القبول ـ يتابع الشيخ سلمان العودة (14) مليون على حسابه على موقع (تويتر) ـ ولهم في هذا مآرب:

  • الأول اعتماد نظام الصدمات؛ وتوصيل رسالة للأمة أنه لا احترام لأحد، ولا شهرة ولا جماهير المسلمين، وأن الطاغية القادم لن يقف له أحد. (هذا تقديره لكن للعزيز العليم تقديره).
    والمقصود إيصال رسالة تخويف وإرجاف لبقية العلماء والدعاة والخيرين في الأمة عموما.
  • إسقاط هيبة الدين وأنه لا احترام للعلماء ولا للدعاة. وكونهم متميزين في العلم ولهم قبول وجماهير وتأثير بالخير في الناس؛ فإنه لا احترام لهذا ولا يمنع من القتل.
  • تعمد من لهم ذيوع هو إبعاد لأي شخص يكون له تأثير وشعبية وجماهيرية، لتخلو الساحة سوى من الطاغية القادم، المربَّى في الخدور. فطبيعة الطواغيت النفسية المريضة تمنع وجود سواهم ممن يكون له قبول وصيت.
  • كذلك هو تجفيف لمنابع العوة وبث القيم، لتخلو الساحة للتأثير التغريبي الوافد والمخطط له، تحت عنوان “الترفيه”.
  • إيصال رسالة للغرب أنه خليق بالمكان وجدير به؛ وأن لديه مقاسات ومواصفات “السفاح” المطلوب لقهر الأمة وإحداث تغيير عنيف في العقائد والقيم والأخلاق. وهو المطلوب غربيا؛ صليبيا وصهيونيا.

الهلاك في وصفة “الظلم”

علّق سبحانه بوصف “الظلم” خسارة الدارين، وتحطم الآمال وانهدام الرجاء.

فقد توعّد ربنا تعالى من جاءه يحمل ظلما ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا﴾ (طه: 111)

وأدخل الله تعالى أهل النار دار البوار بوصف الظلم ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ﴾ (الزخرف: 76)

وتوعّد تعالى من جمع الكفر والظلم ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا..﴾ (النساء: 168 -169)

وذكر تعالى هلاك القرى والأمم بوصف الظلم ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ * فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ﴾ (الأنبياء: 11 – 15)

﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ..﴾ (هود: 100 -101)

وتوعّد تعالى بحجارة السجيل التي أنزلها على قوم لوط أنها قريبة من كل ظالم ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ (هود:82 – 83)

وكما أن للبغي عقوبة معجلة، فإنهم أيضا مؤخرَّون للعقوبة المؤجلة ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ الى قوله تعالى ﴿وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ﴾ (إبراهيم: 42 – 44)

أجَلان .. لا يستويان

يبقى سابقوا الطغاة يورثون من بعدهم وكأنهم يوصونهم بالغفلة.! فيسلكون نفس السبيل؛ شهوة جارفة وحقدا طاغيا وهوى شرسا، وإقبالا على الدنيا يُعمي عن الحق ويُغلف القلب ويصرفه عن الطريق.

تبقى العبر قائمة وهم لا يتذكرون. والمصير معروف وهم لا يرعوون. بهائم ترتع ثم تنفَق مع أخواتها.

لكن ما يؤلم هو من يجرّونهم معهم وما يحدثونه من انحرافات وبلاء في الأمة، وما يفتنون من النفوس الضعيفة، وما يشرئب بسببهم من النفاق، فيفتن الكثير، وتهلك من بعدهم ذراري.

إن عاقبة الظلم وخيمة ومقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا، وغضب الله يتنزل على القتلة. وما يؤمّن الساكتين؛ فضلا عن الراضين والمستهترين؛ فضلا عن المشجعين والفرِحين أن تنزل عليهم عقوبة عاجلة وتلحقهم لعنات تلازمهم الى القبور..؟

كتب الله لهؤلاء العلماء والدعاة أجلا، هم بالغوه. ولكن يغفل القاتل أنه له أجلا كذلك. وأن القتلتين لا تستويان. وأنهما سيلتقيان ﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ (القصص: 61)

هذا حال الدعاة، لكن أين الأمة.

وفي الخاتمة .. أين الأمة

من الخطورة أن تسلّم الأمة عقلها لاختيارات طارئة لساسة التقطوا أقوالا لمنافقين تردد منذ زمن؛ يقولها ليبراليون وعلمانيون. ويقومون باجتيال الأمة عن دينها وثوابتها وبدهيات الإسلام وأصوله، ولا يحتاج الناس جهدا لمعرفة الباطل وأهله من الحق وأهله.

ليس عذرا أمام الله، وليس مقبولا أمام الأمة وأمام أنفسنا وأمام التاريخ وأمام أجيالنا القادمة؛ أن نستسلم لرؤية حفنة مجرمة، ولا أن ننخدع أنْ طبّل لهم منتسبون للعلم الشرعي نعلم يقينا أنهم يخالفون ما أنزل الله وأنهم يقولون هو من عند الله، ولكن ما هو من عند الله.

ليس للطغاة قوة أمام الأمة، ولو جدوا رفضا وقوة في المسلمين لهابوا وامتنعوا، ولو اجتمع الناس يرفضون ويعلنون إباءهم السكوت وأنهم يمنعون الطغاة من قتل العلماء والدعاة ويأخذون على أيديهم لمنْع الظلم والانحراف؛ لما اجترأ المجرمون؛ فأين الأمة..؟ وأين علماؤها ورجالها ..؟ أين أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض..؟

ألا فلتستدرك الأمة أمرها قبل فوات الأوان، وحلول اللعنات وتنزل العقوبات، و..﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾.

………………………………..

هوامش:

  1. موقع “عربي 21” بتاريخ 21/5/2019، على الرابط:
    MEE: الرياض ستُعدم العودة والقرني والعمري بعد رمضان
    وراجع أيضا:
    موقع “الجزيرة”، على الرابط:
    ميدل إيست آي: السعودية تُحضّر لإعدام العودة والقرني والعمري بعد رمضان
    وموقع :فرانس 24″ على الرابط:
    ميدل إيست آي: السعودية ستعدم 3 علماء دين بعد رمضان!!
  1. موقع “عربي21″، بتاريخ 22/5/2019، على الرابط:
    الذباب الإلكتروني” ينشط للتحريض على إعدام العودة وآخريْن

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة