من النفاق الأعظم المخرج من الملة المسرّة بانخفاض دين الإسلام، وتشجيع المعادين له. وتهنئة أولاد زايد للمتطرف “مودي” بابتلاع كشمير المسلمة وتهديد أهلها بالمذابح..! من أظهر علامات النفاق.
الخبر
“تسلّم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أعلى وسام مدني في دولة الإمارات، خلال زيارة أبوظبي، اليوم السبت، مما يعزز العلاقات بين الدولتين، في الوقت الذي يسعى فيه إلى تجريد إقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة من استقلاله، وسط النزاع مع باكستان.
غير أنّ ناشطين انتقدوا منح الإمارات مودي “وسام زايد”، فيما يواصل حملة قمع على الإقليم الواقع في جبال الهيمالايا الذي تطالب به كل من باكستان والهند. ومن المقرر أن يتوجه مودي إلى البحرين ليصبح أول رئيس وزراء هندي يزور المنامة.
ووضع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، شخصياً الميدالية الذهبية حول رقبة مودي خلال فعالية مغلقة أمام الصحافة في العاصمة الإماراتية أبوظبي. وقال بن زايد، لمودي أثناء التقاط صور لهما “أنت تستحق ذلك”.
وفي اليوم التالي، الأحد 25/8/2019، تمت زيارته للبحرين ومنحه وساما رفيعا.
وقالت المديرة السابقة لمنظمة “العفو” الدولية بالشرق الأوسط، في تغريدة على “تويتر”، إنّه “في ظل الاحتضان الشديد لمودي من جانب العديد من دول الخليج، تم تجاهل حقوق الإنسان “ومصالح المسلمين” لصالح الفرص الاقتصادية”. (1موقع “العربي الجديد”، 24/8/2019، على الرابط:
مودي يتسلّم أرفع وسام مدني من الإمارات وسط حملة القمع في كشمير
موقع “عربي 21، 25/8/2019، على الرابط:
على خطى الإمارات.. البحرين تمنح رئيس وزراء الهند وساما رفيعا)
التعليق
للإيمان طبيعته ومجراه الذي يسلكه في القلوب والنفوس. كان أول ما يسلم المشرك يقول للنبي، صلى الله عليه وسلم، «ألسْنا على الحق» و«أليسوا على الباطل»..؟
وقوله “نحن” يقصد بها “المسلمين”، وقوله “هم” يقصد قومه الكافرين الذين تركهم منذ لحظات.
وبعض الناس أسلم والمعركة قائمة، فأسلم ثم انتصر لدينه ولأمته المسلمة في معركة فاصلة قد يكون أبناء عمومته من المشركين جزءا من الطرف المقابل.
إنها طبيعة الإيمان ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر﴾ (التوبة: 71)
وللنفاق طبيعة يسلكها في القلوب ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (التوبة: 67)
فموالاة الكافرين والمسرة بانتصارهم والسوء بانتصار المسلمين هي علاماتهم البارزة حتى اجتمعوا مع ملل الكفر ضد دينهم ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ..﴾ (المجادلة: 14)
إن المصالح الاقتصادية المزعومة تسقط عند كل مؤمن حتى ينتصر لدينه؛ فهي تأتي تاليةً لانتصار دينه وعقيدته ورفع الظلم عن المسلمين.
وبينما يتألم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها مما قامت به الهند الوثنية ضد المسلمين في كشمير، وبينما يتخوف المسلمون على إخوانهم؛ إذ بهؤلاء المنافقين يهنّؤون الوثنيين بما قاموا به، وكأنه تشجيع على الخطوة وتشجيع على المزيد..!
وهذا الموقف يوهن المسلمين في “كشمير” و”باكستان” سياسيا وهنا عظيما؛ فهو يجعل وثنيي الهند يقولون لهم إن “إخوانكم” المسلمين ـ فإنه يفترض ذلك خطأ..!! ـ يؤيدون خطواتنا بضم “كشمير” وحصار المسلمين وابتلاعهم ويشجعون على ذلك ويقفون في صفنا..!
وقد كانت الجائزة عقب أيام فقط من إعلان الهند ابتلاع كشمير المسلمة.
من يدرُس العقيدة أو يدرّسها قد يعوزه موقف للمثال والتطبيق، وهذا مثال مؤلم وصارخ. ومن تعلم العقيدة أو علّمها ولم ير فداحة الخطب وتطبيق ما تعلمه في مثل هذا هذا فلْيعلم أنه لم يتعلم شيئا وأن الوعاء ليس بنظيف أو أنه باع في سياق بقية من باعوا.
إن المخازي تملأ جنبات بلاد المسلمين من هؤلاء المنافقين الطواغيت ومن عدائهم للإسلام في كل مكان، وتصالحهم مع ملل الكفر جميعا؛ فثمة معبد هندوسي يُبنى، وثمة كنيسة للنصارى، ثم ثمة زيارة لبابا الفاتيكان يفخرون بها وبـ “روحانيتها..!!!” الى اليوم في إعلامهم. وفي المقابل ثمة قنابل تسقط على رؤوس المسلمين في اليمن ومالي وليبيا وسوريا ، وثمة رصاص ومحارق ومسالخ تعذيب للمسلمين في مصر وبلاد الحرمين بإشراف هؤلاء المرتدين ردة صريحة.
إن النفاق اليوم لا يتوارى بل يتطاول ويتبجح ويريد المزيد ﴿يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ﴾ (التوبة: 67) ﴿وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ (الممتحنة: 2)
لكن سنة الله تعالى أن يخزي الفاسقين ويكبت من حاد الله ورسوله. ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ (المجادلة: 5)
وهذا تكليف وقدَر. تكليف للمسلمين أن يقوموا بما أمر الله من نصر لدينه تعالى، وهو قدر الله أن يعين من عمل من أجله، وينصر من نصره. فالأول يوجب العبادة، والثاني يوجب التوكل. نسأل الله الفرَج لهذه الأمة، والنصر لهذا الدين.
……………………………
هوامش:
- موقع “العربي الجديد”، 24/8/2019، على الرابط:
مودي يتسلّم أرفع وسام مدني من الإمارات وسط حملة القمع في كشمير
موقع “عربي 21، 25/8/2019، على الرابط:
على خطى الإمارات.. البحرين تمنح رئيس وزراء الهند وساما رفيعا