لا يستطيع الداعي الى الهبوط أن يحدد السفح الذي سيرسو به وبمن دعاه؛ ولهذا يفجؤك الغرب الذي يقود البشرية التعيسة اليوم بمراحل من الهبوط تتجاوز الجاهلية الأولى بكثير.

الغرب الكافر في أزمة!

نظرة سريعة إلى ما يعيشه الكفار في مجتمعاتهم ودولهم وسيما ما يسمى بالحضارة الغربية؛ تطلعك على قطيع من البهائم؛ بل البهائم أحسن حالاً منهم؛ حيث نرى مصداق قوله تعالى: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾ [الفرقان:٤٤]. وقوله عز وجل: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى﴾ [طه:٢٤ – ٢٥].

فلا هدفا ساميا، ولا غايةً شريفة يعيشون من أجلها، ولا طهارة ولا نقاء؛ بل هم في وحل  النجاسات والأقذار والظلم والأهواء؛ فأي الفريقين يعيش في أزمة..؟؟

وبنظرة الى حياة الغرب الكافر وما فيه من الإلحاد، وغياب الهدف، والحيرة والشقاء، والعهر والقاذورات والعري، والظلم، والتكالب على المال من أي مصدر؛ تري أنهم يعيشون في أزمة خانقة ومعيشةٍ ضنكٍ؛ يحاولون الفرارمنها بمقارفة الفواحش، والخمور والمخدرات، والتعري والمجون، والشذوذ، التي لا تزيدهم إلا شقاء وقلقا واكتئابا وانتحارا؛ فأي الفريقين أحق بكونه يعيش في أزمة..؟؟1(1) “ماكْرون” .. كلب الروم – ناصحون (nasehoon.org).

مضطربة أوروبا بين الإباحية والعلمانية من جانب، وبين إرثٍ في جيناتهم الوراثية يعادي الإسلام ويراه العدو التاريخي.

أولمبياد باريس 2024

خرجت علينا فرنسا بأعظم حدث رياضي في العالم؛ وهو «أولمبياد باريس 2024» بتنظيم انحدر من السيئ إلى الأسوأ في تاريخ المناسبات الرياضية، بل إنهم وبكل وقاحة تحدوا العالم أجمع بالافتتاح الذي مثَّل سيدنا عيسى عليه السلام براعي ما يسمى بالمثلية وعَلَمهم! وسط صمت مطبق من اللجنة الأولمبية الدولية، بل وصمت بابا الفاتيكان؛ ونحن كمسلمين، في الحقيقة، لا نستغرب فعلهم هذا، وإنما نستغرب من عدم استنكار الدول والمنظمات الإسلامية، وأقله تقديم احتجاج رسمي والانسحاب من هذا الأولمبياد، فعيسى عليه السلام نبي الله ورسوله، بل من أولي العزم من الرسل، ولا نرضى أن يمثَّل بهذه الطريقة المهينة2(2) مجلة المجتمع، سعد النشوان..أولمبياد باريس 2024.. وانتكاس الفطرة!،..

التمثيل القبيح للمسيح عليه السلام في اولمبياد باريس بواسطة حثالة من الشواذ والمتحولين ليس إساءة للمسيحية فقط، بل هو إساءة للإسلام أيضا. فنحن المسلمين نوقر جميع أنبياء الله تعالى،  و”لا نفرّق بين أحد من رسله”. وللمسيح مكانة عالية عندنا لأن الله تعالى جعله وأمه “آية للعالمين” .

النخبة النيوليبرالية الإلحادية!!

النخبة التي وضعت فكرة وفلسفة الافتتاح لأولمبياد باريس ليست “أقلية” في الغرب كما يحاول البعض تصوريها..

إنها النخبة التي تسيطر على الموضة والإعلام والترفيه وبيوتات الخبرة والسياسة.. وهي التي تضع سياسات الناتو.. والاتحاد الأوروبي..

وهي التي تسيطر على ديزني ونيتفليكس وهوليود، وأغلب مراكز صناعة الثقافة والأدب في الغرب..

أي أنها منتجة لنمط الحياة والثقافة والعلاقات الاجتماعية، وسياسات الأمن والدفاع.. وأنماط الترفيه والمتعة..

ويتم انتخاب نخبها السياسية دوما لرئاسة الحكومات والدول..

هذه ليست أقلية بالمعنى التقليدي.. هذه أقلية مسيطرة.. ويخضع لها الغرب في خطوطه العامة واتجاهاته الثقافية والسياسية،  خاصة في كياناته الكبرى3(3) صفحة الأستاذ أنس حسن على منصة x..

حاجة العالم اليوم إلى الإسلام

ما أحوج العالم إلى الإسلام اليوم، كما كان في حاجة إليه قبل ألف وثلاثمائة عام، لينقذه من العبودية للشهوة، ويطلق طاقته الحيوية إلى آفاقها العليا، لتنشر الخير، وتصبح جديرة بما كرمها الله به..!

فالإسلام هو الدين صاحب الرسالة وصاحب الحضارة، وهو صاحب المستقبل، وهو ملجأ البشرية التائهة والحائرة والشقية، وأنه مهما تعثرت أمته واحتشد عليها العالم فهي أعراض حياة وقوة في أمة يظنونها ماتت ويُمنّون أنفسهم أنها لا قومة لها. ولو كانت كذلك لما اشتكى منها رؤساء دول، واحتشدت مخططات العالم عليها، وخاف الغربيون على مجتمعاتهم أن ترى الطهر فتشعر بنجاستها وترى العفة فتشعر بفواحشها..!

لا تصدقوا الأكاذيب، تعرفوا على الإســلام وأنقذوا العالم!

يقول الصحفي البريطاني روبرت كارتر تعليقًا على افتتاحية أولمبياد باريس: “الحقيقة أن الأيديولوجيات العلــمانية المناهضة للــدين هي التهـديد الحقيقي للغرب.. لا تصدقوا الأكاذيب، تعرفوا على الإســلام وأنقذوا العالم!”.

عندما تترك رسالتك يتقدم اليهود يحملون الفكرة الصهيونية المدمرة والحارقة للعالم..

أو يتقدم الأمريكيون يحملون الرسالة الأمريكية بقيم الإلحاد والإباحية التي يحملونها للعالم.

أو تتقدم الفكرة الصفوية الشيعية التي تفرض نفسها على المنطقة.

ويسمي الجميع من عاداهم إرهابا أو وهابية أو تطرفا، بينما هم الممثلون الحقيقيون للإرهاب والتطرف والفساد الماحق.

إن العالم تجوبه رسالات وتخترقه أفكار. فإن لم يكن الدين الحق، ظن كل مبطل أن ما معه هو الحق وانخدع به ثم أضل به الناس.

بينما يجب أن يفرض المسلمون مكانهم بين الأمم ويوصلوا رسالة الله تعالى الى خلقه.. تلك الرسالة التي تجهلها اليوم أجيال، ويتنكر لها المنافقون، وتحاربها رايات كثيرة من أجل عقائد خادعة أو دنيا سيرحلون عنها قريبا..

لكنها رسالة هذا الدين، وسيجدها كل من يقرأ كتاب الله تعالى بثقة ويقين وقبول واطمئنان4(4) تحرج أصحاب الحق .. ووقاحة أهل الباطل – ناصحون (nasehoon.org).

الهوامش

(1) “ماكْرون” .. كلب الروم – ناصحون (nasehoon.org)

(2) مجلة المجتمع، سعد النشوان..أولمبياد باريس 2024.. وانتكاس الفطرة!،.

(3) صفحة الأستاذ أنس حسن على منصة x.

(4) تحرج أصحاب الحق .. ووقاحة أهل الباطل – ناصحون (nasehoon.org)

اقرأ أيضا

حريات الغرب تسقط عند الإسلام

الفُسّاق .. أدوات الغرب وطمع الملحدين

حاجة البشرية إلى الإيمان

أثر الإيمان في بناء الأمم

بمنطق الغرب؛ الفساد في البر والبحر والطير..!

التعليقات غير متاحة