يمنع حكام تونس “النقاب” الشرعي للمسلمة في الهيئات الرسمية والمصالح الحكومية. لم تفلح حكوماتهم في تنمية أو خروج من التبعية أو إقامة للدين..! بل في حربه فقط. تلك أحلام العلماني وإنجازاته..!

الخبر

“قررت الحكومة التونسية، الجمعة، منع ارتداء النقاب في المؤسسات الرسمية والإدارات الحكومية.

وبحسب المرسوم الموقع من رئيس الحكومة يوسف الشاهد والموجه إلى الوزراء وكتاب الدولة والولاة ورؤوساء الجماعات المحلية والمؤسسات والمنشآت الحكومية، فإنه يجب “منع أي شخص غير مكشوف الوجه من دخول المقرات الحكومية”، وذلك في إطار الحفاظ على الأمن العام واتباع إجراءات السلامة، حسبما ورد في القرار الحكومي”. (1CNN العربية، 5/7/2019، على الرابط:
تونس تقرر منع ارتداء النقاب في المؤسسات والإدارات الحكومية
)

تعليق

لم يفلح حكام تونس العلمانيون ـ المتحالفون مع بعض الإسلاميين على مضض ـ في الخروج بالبلاد من أزمة البطالة، ولا تبديد الثروات، ولا منع الاستبداد والتعذيب، ولا الانعتاق من التبعية للخارج، ولا في إيقاف حرب هوية الإسلام، والعودة الى الإسلام.

لم ينجحوا في عمل شيء محترم يرضاه الله، وتحترمه شعوبهم، ولكن ما فتئوا أن يستضيفوا اليهود الصهاينة للبلاد، ويسترضون الكيان الصهيوني، ويفتحون وسائل الإعلام للسخرية من أحكام الله والاعتراض عليها، ومفاجأة الأمة وإيذائها كل حين بالطعن في أحكام الله، ومن قريب يصدر حاكمها قانونا بتبديل حكم الله في الميراث، واليوم يستكمل السياق نفسه بمنع النقاب في المؤسسات الحكومية والهيئات الرسمية.

يتحججون بضرورة التعرف على هوية الشخص، وهو تذرع سمِج؛ إذ ليست هناك مشكلة في هذا فيمكن تكليف النساء بالتأكد من شخصيات المنتقبات. لكنهم لا يرضون حلا مستقيما؛ فالحقيقة أنها تذرعات لتنفيث أحقاد العلمانيين والملاحدة والمغتربين المتشربين للثقافة الفرانكوفونية “الفرنسية”.

حكم العلمانيون بلاد المسلمين قرنا بل قرنين، في وجود المستعمر الصليبي، ثم نيابة عنه. ولم يجنِ الناس منهم خيرا لا في الدين ولا في الدنيا. إنما يراوحون مكانهم من الوقوع في ذيل الأمم والتبعية الحضارية والتخلف الثقافي والأخلاقي، والتهاوي العلمي والتقني.

غاية ما ينجز العلمانيون “الرطانة” بلغات الغرب للتكبر على عموم المسلمين، والفخر بشهادات الجامعات الغربية، ثم الانسلاخ من هويتهم. وعند التعري من الإسلام لا يفلح المرء في شيء.

يا أيها الخونة.. من يستحيي من دينه، وينافق، ويخلف عدوه في حرب دينه؛ لن يفلح في شيء في الدارين.

وأما شعوبنا وأمتنا المسلمة فاعلموا أنه لا خير إلا في دوْركم وهويتكم. الإسلام هو مبرر وجودكم ومحور هذا الوجود. به يتحقق التقدم والانعتاق والقفزات الحضارية، وليست حرب الإسلام طريقا للخير؛ وهل في حرب الله ورسوله خير..؟ وهل في تتبع الإسلام بالمحاربة إلا الشؤم..؟

وأما الإسلاميون المشاركون لهؤلاء فقد أخذوا طريقا عجيبا، يتضمن استرضاء الغرب بكل طريق، وعيب كل ما هو إسلامي، والانسلاخ من أحكام الله، وتأييد العلمانيين في تبديل أحكام الله، واستقدام الصهاينة ومقابلتهم بمحبة، والثناء على الراقصات والموافقة على “الباليه المائي” والاعتزاز بالفائزة التونسية في مسابقاته..!

فماذا تبقى بعد هذه المرونة..؟! ماذا تبقى من الثوابت والأحكام..؟ إن كان في “النقاب” خلاف فقهي فهو بين الفرضية والسنية، وليس الإنكار والمنع، وإن كان فيه هذا الخلاف ففي الأمثلة السابقة قواطع قد تخلوا عنها.

إنه طريق التنازل وافتقاد القوة. وبعد عمرٍ يجد المرء نفسه عاريا لم يصبح هو الفتى الأول، ولا صاحب النضال بهذا الدين، إنه ليس ركونا شيئا قليلا فقد حرم الله الركون القليل، وقد علم تعالى أنه سيفضي الى الكثير. ﴿وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا﴾ (الإسراء: 47 ـ 75)

يجب على الإسلاميين المراجعة كما تجب التوبة. لا سبيل إلا بالحفاظ والتمسك بهذا الدين بالنواجذ.

كما يجب بيان حكم الله تعالى فيمن اعترض على حكمه أو طعن فيه أو أبى الانقياد له، أو ردّه؛ بأن هذه الأفعال أفعال ردة وخروج من الدين وخلعٌ لربقة الإسلام وانسلاخ منه.

إن هذا حكم الله فيهم، يجب بيانه لئلا ينخدع الناس بخطاب المرجئة والمنافقين الذين يتهمون بيان حكم الله فيمن رد شريعته بأنه قول “الخوارج” في تزوير لدين الله وأحكامه وتضليل للناس وتلبيس لدين الله تعالى.

هذا واجب على العلماء وعلى الحركة الإسلامية ورموزها. ولا إسقاط للعلمانية إلا بهذا الطريق؛ استبانة سبيل المجرمين.

……………………………………

هوامش:

  1. CNN العربية، 5/7/2019، على الرابط:
    تونس تقرر منع ارتداء النقاب في المؤسسات والإدارات الحكومية

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة