التجارب السياسية للمسلمين في ظل الأنظمةالعلمانية المرعية غربيا، تتلاعب بها امرأة نائبة، أو يُستدعى لإسقاطها أشخاص هامشيون؛ تمهيدا لانقلابات دموية يدفع ثمنها المسلمون؛ فهل من استيعاب ووعي لما أمر الله..؟

الخبر

“اتّهم “نور الدين البحيري”، رئيسُ الكتلة البرلمانية لحركة “النهضة” رئيسةَ كتلة الحزب “الدستوري الحرّ”، “عبير موسي” ونوابها، بأنهم يمهدون الطريق لقوى خارجية، هي “الإمارات ومصر”، للانقلاب على “الدولة التونسية المنتخبة”.

وأعلنت “موسي”، العلمانية خادمة الطغاة، اتخاذ قرار بتغيير مكان اعتصام كتلتها من مكتب مدير ديوان البرلمان وقاعة الجلسات العامة إلى أمام مكتب رئيس البرلمان، راشد الغنوشي (رئيس حركة النهضة).

وقال البحيري، للأناضول، إن “كتلة عبير موسي (16 نائبا) مصرّة على خيار الاعتداء على مؤسسات الدولة واقتحام مقراتها بالقوة والعنف وتعطيل عمل البرلمان وتهديد وثائقه ووثائق رئيس الديوان، التي تهم الأمن القومي”.

واعتبر أن “ما تقوم به عبير يأتي في إطار مخطط إقليمي يدفع للانقلاب على الدولة التونسية المنتخبة”.

وكثيرا ما أعلنت عبير، في تصريحات صحفية، أنها تناهض الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي.

وتابع: “هذا الحزب، وهو حزب عبير الإمارات و(ضاحي) خلفان”. (1موقع “الأناضول”، على الرابط:  النهضة: عبير موسي تمهد لقوى خارجية الانقلاب على الدولة التونسية
موقع الجزيرة على الرابط: النهضة تتهم “موسي” بتمهيد الطريق للانقلابيين.. قيس سعيد: تونس لن تكون مرتعا للعملاء والمتآمرين
)

التعليق

يستوقفك كثيرا هشاشة التجربة السياسية للمسلمين في مصر وفي تونس وفي الأردن وغيرها. تلك الهشاشة الكرتونية تعطي عدة رسائل ودلالات ولها مظاهر شتى:

التجربة الإجرامية واحدة

سلَّطت الأجهزة التي كانت تعدّ لانقلاب مصر، شخصا تافها من القضاة ،”الزند”؛ فقام بتعطيل جهاز القضاء كله، وملأ الإعلام صخبا، وحشد معه جموعا من نزقة الخلق، وكان العسكر الماكر قابعا يرقب من بعيد المشهدَ الذي صنعه خفية ويراه علانية وهو يسير في طريقه. وقام هذا الشخص بمساعدة الإعلام وبقية فاسدي جهاز القضاء بتعطيل البلاد وخلق حالة من الفوضى، وكان هذا تمهيدا للإنقلاب الدموي في حينه.

واليوم تتكرر التجربة في تونس حيث تُوقف امرأةٌ واحدة بتوجهاتها الإجرامية ومناصرتها للطغاة ـ توقف جهاز دولة بأكمله، وتجعل المشهد ساخرا فوضويا حتى وصل الأمر الى “التعارك” في البرلمان وكسر الأيدي والأرجل لأكثر من نائب ونائبة؛ وهذا المشهد الفوضوي مقصود ليكون محط سخرية ويمهد لمن صنعه أن يأتي بدمويته لـ “يضبط” الأمور ويعيد للدولة هيبتها..!

الخطة الإجرامية لا زالت كما هي.

حقيقة بالتجربة الديمقراطية..!

إن الحراك السياسي للمسلمين ـ بضوابطه الشرعية؛ والتي لا تلتزم بالكثير منها حركة النهضة، ولنا عليها ملاحظات أساسية ـ لا بد لهذا الحراك من هيبة تصحبه وقوة تحميه وتدافع عنه.

إن “التجربة الديمقراطية” كما يسميها أهلها ـ وهي لا تلزمنا فالتجربة المنشودة هي العبودية لله بالإسلام ونظامه وشوراه الشرعية ـ ولكن حتى ما يسميها أهلها بـ “التجربة الديمقراطية” ليست محلا للترحيب من الغرب ـ رغم شعاراته الكاذبة ـ  وهو لا يرضاها لأهل المنطقة؛ ولهذا فهو يفرض الأوضاع المستبدة عسكرية جمهورية أو ملكية استبدادية قمعية، ويسلط بعضها وأقواها على غيرها حتى يعم النموذج المراد على المنطقة.

إن احترام حرية الشعوب وإرادتها وكلمتها هو تتويج لقوة سابقة للشعوب نفسها ولأنظمتها الحقيقية التي تفرزها الشعوب لا التي تفرض عليها، بل الأنظمة التي تمثل الأمة. وبالتالي فتصور أن الغرب سيحترم إرادة شعوبنا وينتظر اختيارها لحكامها ومنهج حكمها ونوابها الذين يمثلونها؛ هذا وَهْم كبير. فهذا محل رفض قاطع ولهذا كان الانقلاب في مصر برعاية أوروبية وأمريكية، وكان قتل مليون مسلم في سوريا وتهجير نصف الشعب برعاية أوروبية وأمريكية وتنفيذ روسي، وكذا الحال في اليمن لكن بأيدي عربية، وفي ليبيا بأيدي الجميع..!

إن المفضَّل لدى الغرب والصهاينة هو “الاتفاق” مع نخبة فاسدة تحكم، هو يملي عليها وهي تملي على الشعوب.

شرطان لنجاح التجربة السياسية للمسلمين

ثمة عنصران لا بد من توافرهما ـ أو أحدهما واستكمال الآخر ـ بقوة لنجاح التجربة وتجنيبها الزلل الشرعي الناتج من الضعف ومن طلب المواءمة بالمداهنة المحرمة، ولتجنيبها الإخفاق تجربة بعد تجربة..

أولهما عنصر “القاعدة الصلبة” العقدية في الأمة، بأن تكون هناك قاعدة شعبية مؤمنة، على مفهوم التوحيد الصحيح ومقتضياته، تفهم دين الله وتنحاز اليه وقد تَربتْ عليه ومستعدة للتضحية من أجله والقتال دونه والذود عنه، كما تمتلك من الوعي بالمخاطر، واستيعاب حال القدرة.

والعنصر الثاني عنصر “القوة والشوكة” التي تحمي التجربة؛ فلا بد من انحيازٍ كافٍ من الأجهزة للإسلام وأهله، أو وجود بديلٍ من القوة تخشاه الأجهزة القذرة إن أرادت الالتفاف على الأمة ووأد تجربتها وكسر إرادتها.

إن القوم المنافقين في الداخل، والكافرين في الخارج؛ لا يفهمون غير لغة القوة والهيبة. وإن افتقاد الهيبة والقوة في تجارب المسلمين يجعلها عرضة لتلاعبِ تافهٍ وتافهةٍ، ونزِقٍ وامرأة..! ويجعل التجربة كلها محل سخرية العدو ووجيعة للمؤمن وهو يرى امرأة تصول وتجول تعطل دولة بأكملها ويصل صخبها للملايين وتستدعي الرابضين خلف الظلال لمحو المشهد الذي يوجد به مسلمون ليرسم مشهدا جديدا بدايته ومهره دماء المسلمين أنفسهم، ومن تبقى منهم تلقفته القيود..!

خاتمة

يجب أن يتوقف المسلمون عن الانخداع بشعارات الغرب وعن تعريض أهلهم وأمتهم للمخاطر والخداع. يجب أن يدركوا عظم الحمل، وأن يكفّوا عن توصيل رسائل الهزائم المتوالية للأمة، ويجب أن يأخذوا ما أمر الله به من جميع جوانبه؛ دعوة وقوة، رحمة وهيبة.

ولا ينسى القاريء أن النهضة تنازلت عن ثوابت شرعية طلبا للمواءمة والتوافق المزعوم؛ وبرغم ذلك لم تفلح ولم يرضوا عنها.. ولن يرضوا..! فإلى الله الملتجا؛ هو خير وأبقى.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “الأناضول”، على الرابط: النهضة: عبير موسي تمهد لقوى خارجية الانقلاب على الدولة التونسية.
    موقع الجزيرة على الرابط: النهضة تتهم “موسي” بتمهيد الطريق للانقلابيين.. قيس سعيد: تونس لن تكون مرتعا للعملاء والمتآمرين.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة