يضحك الباكي، ويبكي الضاحك من ألمٍ. يحقق الصهاينة مع ذي أربعة أعوام خشية أن تنمو عزيمته فيجاهدهم هو وجيلُه كبارا؛ فأين رجال الأمة عن مواجهتهم وقد بان خوارهم..؟

الخبر

“بلباس جديد، وكيس صغير به حلوى، توجه الطفل الفلسطيني محمد ربيع عليان ذو الأربع سنوات من بلدة العيسوية باتجاه مركز شرطة صلاح الدين بالقدس المحتلة، بعدما استدعاه الاحتلال للتحقيق صباح ، الثلاثاء (30/7/2019).

وكان الاحتلال وجّه أمس الاثنين استدعاء للطفل محمد للتحقيق معه في تهمة إلقاء حجارة على سيارة شرطة إسرائيلية أثناء اقتحامها البلدة. وبحسب شهود عيان، فإن الطفل محمد عندما كان متوجها مع أبيه لمركز الشرطة، كان يجيب من يسأله عن وجهته قائلا: أنا متوجه إلى دار جدي!

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن قوات الاحتلال اقتحمت ليل الأربعاء/الخميس (31/7/2019) مدينة الخليل وسلمت الطفلة ملاك شادي سدر (8 سنوات) بلاغا للتحقيق معها. واستدعت قوات الاحتلال في وقت سابق أيضا الطفل قيس فراس عبيد (6 سنوات) من العيسوية أيضا بحجة إلقاء عبوة عصير كرتون صغيرة زعم الجنود أنها ألقيت نحوهم.

وأصدرت محاكم إسرائيلية ـ خلال السنوات الثلاث الماضية ـ أحكامًا ضد نحو عشرين طفلاً، أغلبهم من القدس. ومن بين هؤلاء الطفل أحمد مناصرة، الذي حُكم عليه بالسجن الفعلي تسع سنوات ونصف السنة، وفق هيئة الأسرى”. (1موقع الجزيرة/ 30/7/2019، على الرابط: إسرائيل تستدعي طفلا عمره 4 سنوات للتحقيق!
موقع “الأناضول” 30/7/2019، على الرابط: استدعاء طفل فلسطيني للتحقيق يكشف معاناة الأطفال بالقدس
موقع عربي 21، 1/8/2019، على الرابط: بعد طفلين بالقدس.. الاحتلال يستدعي طفلة في الخليل للتحقيق
)

التعليق

يبدو التساؤل المُلح والكبير.. هذا موقف الصهاينة مع طفل ذي أربعة أعوام، يحْبوا أو ترك الحبو قريبا فيُلقي على العدو حجرا؛ فيخشون أن يتركوه فتمتد العدوى الى بقية “الأطفال” فيأتي جيل ليقاوم، ولو اهتدى للطريق لَلِحقَ بالمجاهدين فلا تزال الأمة تلد مجاهدين منذ الصغر.

يَرهب العدو فيقوم بما يتواصى به إخوانه من الطواغيت في بلادنا؛ حيث قاموا بالخطة نفسها فألقوا القبض على أطفال حتى لا يرفضوا انقلابات العسكر العلماني. والصهيوني يقوم بالأمر نفسه ﴿أتواصوا به؟ بل هم قوم طاغون﴾.

يقطع الصهاينة ـ المدجنون بأحدث الأسلحة ـ الطريق على الأجيال القادمة للتفكير في الجهاد فيقومون بأمر يُحدث ضجيجا إعلاميا وشعبيا وهزة مجتمعية يتجاوزون فيها حدود العقل والمنطق فيستدعون ـ للتحقيق ـ طفلا بهذا العمر؛ لكن الدلالة قائمة رغم ما أرادوا؛ فالله تعالى يأيتهم من حيث لا يحتسبون، فكما أرادوا إحداث ضجيج صاخِبٍ غير متوقع فكذلك أوصلوا رسالة أن رعبا يملأ قلوبهم وفزعا يملأ أركانهم.

لكن السؤال الكبير هنا أين الرجال؟ إذا كان هذا موقفهم من حجر بيد طفل؛ فما موقفهم من سلاح بيد رجل مسلم..؟

وهما يبرز السؤل الأهم؛ وهو من يُخضع أمة برجالها وفرسانها ومجاهديها الذين يعشقون الموت في سبيل الله ويبكون حرقة وشوقا اليه ورغبة في الاصطفاء به؛ من يُخضعها لهؤلاء الأوغاد..؟!

والإجابة على هذا تمثل الاقتراب من ملامسة حقيقة الحال وحقيقة دور الطواغيت وحقيقة انتفاخ الإعلام بسلاح العدو وخطره وهيمنته والتحذير المبالع منه إرهابا للأمة منه على منهج ﴿الشيطان يخوف أولياءه﴾ أي يخوفكم أولياءه؛ حيث ينفخ فيهم ليُرهب أولياء الله تعالى؛ والحقيقة على خلاف هذا.

عدو سافل الطباع ضرب الله له مثلا بالقردة والخنازير، ومسخه على هذه الطباع والأخلاق. جبان ينتهز فرصة غفلة عارضة بالأمة؛ فخرج كالفويسقة من الجحور. فأرهبهم طفل وأرعبهم مجاهد، ولولا الخونة لكان للمجاهدين شأن آخر. وسيكون بإذن الله.

يجب ألا تتردد الأمة في معرفة “دور” الطواغيت في خدمة العدو الصليبي والصهيوني، ويجب ألا تتردد أيضا في معرفة “حكم” هؤلاء المبدلين للشرائع المتنكرين للهوية الموالين للعدو والمعادين للأمة؛ فالنصر يبدأ من تعريتهم ومعرفة طريق إسقاطهم.

ويجب على الأمة ألا تفقد ثقتها في نفسها ولا تصدق تخويف الطواغيت من عدوٍ فارغ المحتوى خاوٍ من القوة الحقيقية فإنه لا يستطيع القيام أمام من يقول “لا إله إلا الله”.

والله غالب على أمره.

………………………………..

هوامش:

  1. موقع الجزيرة/ 30/7/2019، على الرابط:
    إسرائيل تستدعي طفلا عمره 4 سنوات للتحقيق!
    موق “الأناضول” 30/7/2019، على الرابط:
    استدعاء طفل فلسطيني للتحقيق يكشف معاناة الأطفال بالقدس
    موقع عربي 21، 1/8/2019، على الرابط:
    بعد طفلين بالقدس.. الاحتلال يستدعي طفلة في الخليل للتحقيق

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة