تتسارع تصريحات الأمريكيين بما يوهم العرب الحالمين ما يوافق أوهامهم، ويبتز أموالهم، ويُلجئهم الى الكيان الصهيوني إلجاء وتلاحما وتنسيقا وبيعا للمقدسات، ودفعا للأموال والمقدرات..!!
الخبر
جاء على موقع “الأناضول” تحت عنوان “قيادة القوات المركزية الأمريكية: الحرب مع إيران لا تصب في مصلحتنا”
“قالت قيادة القوات المركزية الأمريكية (سنتكوم)، إن حربًا محتملة مع إيران لا تصب في المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة ولا مصلحة المجتمع الدولي.
جاء ذلك في بيان نشرته قيادة القوات المركزية الأمريكية بخصوص استهداف ناقلتي نفط في مياه خليج عُمان صباح الخميس.
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى إشعال فتيل صراع جديد في الشرق الأوسط، إلا أنها عازمة على حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
وأشار البيان إلى أن المدمرة الأمريكية “یو اس اس بینبريج” (USS Bainbridge) ، لا تزال قريبة من إحدى الناقلتين المستهدفتين وأن أي محاولة تعرض للمدمرة سيعقبه ردٌّ أمريكي”.
“كما وصف البيان استهداف ناقلتي النفط في خليج عُمان بأنه تهديد موجه ضد التجارة الدولية والنقل البحري.
يشار إلى أن مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، ألقى باللوم على إيران في الهجوم الذي استهدف ناقلتي النفط في خليج عُمان.
وصباح الخميس، تحدثت وسائل إعلام إيرانية وعُمانية، عن تعرض ناقلتي نفط لانفجارات في مياه خليج عمان.
وصعدت عقود النفط الخام بعد إعلان الهجوم، بأكثر من 4 بالمئة بالنسبة إلى خام برنت، قبل أن تتراجع الزيادة إلى 1.9 بالمئة”. (1موقع “الأناضول” بتاريخ 14/6/2019، على الرابط:
“قيادة القوات المركزية الأمريكية: الحرب مع إيران لا تصب في مصلحتنا“)
التعليق
إن الأمريكيين يمارسون الكذب بتبجح فريد، وهم يتقنون إطلاق التصريح وعكسه، وفي النهاية فهناك هندسة في إدارة الصراع، وإبقاء المنطقة مشتعلة، للحصول على مكاسب من جميع الأطراف، دون أن يتكبدوا أموالا ولا رجالا بعدما رأوا من بأس أفراد من المقاومة الإسلامية السنية في العراق مرّغت أنوفهم وأغْرت الرافضة أن ينسبوا هذا المكسب زورا لهم بينما كانوا موالين للأمريكيين..!
وما يدار في المنطقة اليوم أشبه بـ “هندسة لإدارة السخونة المطلوبة” والتي تجعل الجميع على صفيح ساخن، فإذا بأموال المسلمين ـ التي يتحكم فيها الطغاة ـ تُغدَق عليهم، وإذا بالثمن الأفدح وهو التقارب الإسلامي السني مع الصهاينة المجرمين فيما يسمى “إسرائيل”، تحت عداء مزعوم ومصطنع مع رافضة الصفويين في إيران. وهو ثمن أفدح من خسارة الأموال. وكلاهما خسارة ضخمة؛ هذا من رصيد الأمة المادي، وذاك من رصيدها العقدي والقيمي.
إنهم يصرحون بتصريحات معاكسة يوهمون بها أنهم مقْدمون على المواجهة أيا كانت حدودها، ثم في الوقت عينه يصرحون بهذه التصريحات ليقرروا آخر خطوطهم الحمراء وحقيقة موقفهم وحقيقة هذه الفقاعات الكاذبة.
هذه السخونة المصطنعة والمدارة تدمج الكيان الصهيوني في المنطقة وتجعل التلاحم معه علنا وبتبجح ودون حياء، تحت عنوان “عداء إيران” ومواجهة “الخطر الإيراني”. بينما كل من “إيران” و”أمريكا” يديرون الأمور بما لا يصل الى الحرب ولا يهبط الى الاستقرار.
إن الكذب والخبث جزء من الشخصية الغربية، وجزء من السياسة الغربية كذلك. ويجب على المسلمين أن يكونوا من الوعي بألا تبتز أموالهم، ولا يسثاروا لإنهاك قوتهم العقدية والقيمية، ولا أن تضيع مقدساتهم برغبتهم وتحت أعينهم لأنهم لا يستطيعون ـ عندئذ ـ أن يرفعوا عيونهم في “الكيان الصهيويني”..! لأنه يساندهم ويشاركهم العداء مع الخطر الإيراني..! وهو أمر مقزز ومرفوض.
ليس هناك تفضيل في هذا العداء؛ فالمشروع الصهيويني الصليبي خطر على الأمة، والمشروع الصفوي الروسي خطر آخر، وكلاهما متناغم مع أنظمة الاستبداد، ولكل ٍمنهم نصيب من الأنظمة يدعمه ضد “المشروع الإسلامي السني” الغائب والمنتظر والواجب أن يتكوّن الآن ويُدعم وتجتمع عليه الأمة ويأخذ دوره، ليغير هذه الأوضاع ولتخرج الأمة من ابتزاز كلا المشاريع الثلاثة، الصهيوني الأمريكي، والصفوي الرافضي، والفساد والاستبداد العسكري أو الملكي .
وعلى الله تعالى قصد السبيل، وفيه الرجاء سبحانه أن يهيء لنا أمر رشد، ويدبر لنا تدبيرا تخرج به أمتنا من مكر هؤلاء الماكرين، مَن علمنا منهم ومَن لا نعلم.
…………………………………
هوامش:
- موقع “الأناضول” بتاريخ 14/6/2019، على الرابط:
“قيادة القوات المركزية الأمريكية: الحرب مع إيران لا تصب في مصلحتنا“