تتوالى خسائر الأمة المسلمة في بلاد الحرمين ويتساقط شبابها وتبدد أموالها في حرب اليمن، على شاكلة ما بدّدوه على الثورات المضادة وعلى حرب الإسلام في أماكن شتى.

الخبر

“أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، على لسان المتحدث باسم قواتهم المسلحة، يحيى سريع، السبت (28/9/2019)، سقوط (3) ألوية عسكرية تابعة لقوات التحالف الذي تقوده السعودية، وأسْر الآلاف على حد وصفه، من بينهم مئات السعوديين في عملية عسكرية للحوثيين تحت اسم “نصر من الله”.

وقال الحوثيون، الموالون لإيران، حسبما أوردت قناة المسيرة التابعة لهم، إن العملية العسكرية جرت في “محور نجران”، وأسفرت عن “سقوط 3 ألوية بكامل عتادها”، و”اغتنام كميات كبيرة من الأسلحة تضم مئات الآليات والمدرعات”، وأسر الآلاف من قوات التحالف من بينهم المئات من السعوديين.

ولم يعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن والذي تقوده السعودية، أي تفاصيل أو بيانات حول هذه العملية العسكرية، حتى الآن.

وأضاف، بيان الرافضة الحوثيون،  قد تم استسلام الآلاف من قوات التحالف..”. (1موقع “CNN” بالعربية، 28/9/2019، على الرابط:
الحوثيون يعلنون سقوط 3 ألوية لقوات التحالف وأسر مئات العسكريين السعوديين
)

التعليق

يتساقط رجال أهل السنة وجنود المسلمين تحت أهواء طغاة يرفعون شعارات دينية ـ كذبا ـ لتغطية مآزقهم ونزقهم..! فتدفع الأمة من أبنائها ثمن الطيش والتهور والاندفاع غير المحسوب.

ما كان الله تعالى لينصر من خرج ﴿بطرا ورئاء الناس﴾ يحشد خلفه دولا وجيوشها في وجود رسمي تحت ضغط المال ـ كما تبين من محاكمات “حسن البشير” الرئيس السوداني السابق اعترافه بحصوله على رشوة مالية بالملايين مباشرة خارج ميزانة الدولة من ولي العهد السعودي ليرسل جنوده من أجل الموت في معارك لا يقودها أصحاب بصيرة ولا إخلاص ولا تدبير حسَن.

أو خرجوا تحت الإكراه؛ ثم انسحبوا لاحقا كالباكستانيين وغيرهم.

كما أن خروج الناس تحت شعارات ادعاءات كاذبة حول القوة والقدرة على الانتصار في الحرب؛ في فخر تحته فراغ وضعف وصبيانية سفيهة ومندفعة.

كما أنه لا ينتظر الناس النصر على حساب تجويع أمة وحصارها “أهل اليمن الكرام”، وقتل أبنائها ونسائها، وهي أمة فيها من الحفاظ على القيم والأخلاق ما يفوق غيرها من شعوب العرب والمسلمين.

وقد ظن أهل اليمن أن هؤلاء جاؤوا ليخلّصوهم من ميليشيا الحوثي وأفاعيها المندوبة عن الإيرانيين؛ فإذا بهم يتآمرون في اتجاهات مختلفة تماما بين تجويع وحصار أهل اليمن، وتدمير بنيتها الأساسية، ثم العمل على تمزيقها الى عدة دول بعدد قبائلها..! وإبداء الطمع في جُزرها وثرواتها وشراء بعض أهلها ضد بعض، وكلما سألهم الناس لماذا لم تدخلوا صنعاء منذ أكثر من أربع سنوات وتنهوا الحرب وتقطعوا رأس العدو في صعدة لم يكن هناك جواب؛ بل ما سُرِّب عن العسكريين في التحالف العربي نفسه يبدون شكواهم أنهم مُنعوا من التقدم وإنهاء الحرب. وكأن ثمة إرادة ليبقى اليمن في نزاع متوازن، لا ينتهي؛ ليتم تدميره.

وهذا النزاع بدوره يظن فيه الحكام الطواغيت أنهم يستطيعون إبقاء اللعب بأطراف اللعبة في أيديهم، كما فعلوا في البداية بالتلاعب بميليشيا الحوثي لمواجهة ثورة أهل اليمن الذين ثاروا آنذاك على الطاغية الفاسد الموالي للغرب الصليبي. تلاعبوا على الشعب المسلم بقوته وطوائفه المجتمعة على هدف واحد بسيط وشريف يتمثل في التخلص من طاغية.. فتآمروا آنذاك على هذا الشعب بتلك الميليشيا فتحولت من ميليشيا الى “دولة..!!” والسيطرة على شمال اليمن، ثم مع التلاعب في الحرب نفسها وعدم حسمها أصبحت ليست خطرا على اليمن فقط بل أصبحت خطرا على بلاد الحرمين نفسها وتحولت بلاد الحرمين من الهجوم الى الدفاع.

وظهر أن حكام بلاد الحرمين ليسوا فقط عاجزين عن تصحيح الأوضاع باليمن بل أصبحوا عاجزين عن الحفاظ على أمن بلادهم نفسها وعلى حدودهم “المصطنعة”.

إن هؤلاء الجند الذين أهانهم الطغاة من جانب، وأذنابُ الرافضة من جانب آخر؛ هم من فتحوا الدنيا سابقا حينا استقاموا على هذه العقيدة واحتضنوا هذا الدين؛ إنهم من خاض بهم قادة المسلمين ممالك الكفر فدكّوا حصونها؛ وأسمعوا العالم تكبيرا مجلجلا وصوتا داويا وأهدوا الدنيا نورا هاديا وكتابا مرشدا ومنهجا حاكما وقيما ربانية ظللت الدنيا. وإن مقتل المئات وأَسْر الآلاف بهذه الإهانة، كل هذا جرح غائر لا في نفوسهم فقط بل في نفوس الأمة.

إننا أمام رعونة وسفاهة صبيان، وأموال تُغدق بلا حساب وتحالفات مجرمة ضد إرادة شعوب الأمة في مصر واليمن وليبيا وتونس بل والتلاعب كذلك بأهل سوريا حتى نفذت إرادة السفاح المجرم  على حساب الملايين التي لم يَصْدُق من أبدى لهم المساعدة في حمايتهم أو إمدادهم.

وبالتالي نحن أمام خسارة فادحة ونزيف مستمر ومؤلم، آثاره أكثر فداحة من الخسارة نفسها.

وأمام معادلة مغلوطة يتقدم فيها الرافضة جولة بعد جولة ويحصدون مكسبا بعد آخر بينما المسلمون ـ أهل السنة ـ في خسائر متتالية تحت شَدْو أنغام وطنية كاذبة، وتراتيل عن طاعة ولي الأمر لا تنتهي ولا تعرف الحدود الشرعية للطاعة التي أمر الله بها حتى ضربوا كتاب الله بعضه ببعض.

ألا من قومة لعلماء الأمة وأُولي أمرها من العقلاء وأولي الألباب فيها؛ ينهون عن الفساد والنزق، والطيش والتهور، ويوقفون نزيفا وخسارة يدفعها عموم المسلمين وبسطاؤهم المقهورون أو محسنوا الظن بمن زجهم في صراع لا يبتغي منه قادته إلا التلاعب بالأمة والمقامرة بها في صبيانية يتم تحت مقامراتهم وخياناتهم ضياعُ أمة ومقدراتها وتضاعف خسائرها بلا ضابط.

ألا يوقف علماء الأمة وأولوا الألباب فيها جرائم ولاء الكافرين، وتبديل الشرائع والأحكام، وتبديل القيم وتجفيف منابع الدين، وغلّ يد المصلحين..؟

ثمة واجبات ملحّة وعاجلة تستلزم أيدٍ شريفة وقلوب متوكلة. ﴿ولينصرن الله من ينصره﴾.

……………………………….

هوامش:

  1. موقع “CNN” بالعربية، 28/9/2019، على الرابط:
    الحوثيون يعلنون سقوط 3 ألوية لقوات التحالف وأسر مئات العسكريين السعوديين

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة