“اتركوا التصوّر الخاطئ.. حماس ليست وكيلة لإيران.. يمكنها الاستمرار بدونها”..

أعلاه هو عنوان مقال البروفيسور دانيال فريدمان في “معاريف” اليوم، والكاتب وزير “عدل” سابق، وعميد كلية الحقوق بجامعة تل أبيب.. عمره (89) عاما.

النصر لا يزال بعيدا

قدّم تقييما بالغ الأهمية، وهنا بعض ما قاله:

” الحرب التي تُشنّ على حماس، مستمرّة منذ أكثر من عام وثمانية أشهر، وهي حربٌ بالغة السوء من وجهة نظر إسرائيل. إنها حربٌ منفصلة عن حرب إيران. إن تصوير حماس على أنها مبعوث أو “وكيل” لإيران هو تقييم خاطئ، وقد خلق وهْما بأن وقف إطلاق النار مع إيران سيُنهي الصراع في غزة”.

“الحرب مع حماس هي الأطول في تاريخ إسرائيل، والنصر لا يزال بعيدا. ولأول مرة في تاريخ البلاد، تضرّرت الجبهة الداخلية بهذا القدر”.

“في تقييم عام، وعند احتساب العوامل المادية فقط (عدد الصواريخ والأسلحة، والسيطرة على الأراضي، وحجم الخسائر، إلخ)، يبدو أن إسرائيل حقّقت تقدّما، لكنها دفعت ثمنا باهظا”.

“لقد تقوّضت مكانة إسرائيل السياسية تماما، لكن وضع الفلسطينيين لم يتضرّر، بل تعزّز. يُشكّل تحدي مكانة إسرائيل خطرا على العلم والثقافة والاقتصاد، بينما تتزايد الدعوات لمقاطعة إسرائيل في جميع المجالات. ويجدر التأكيد على أن الخطر يُهدّد الأمن أيضا، وقد يُودي بحياة بشر. على هذا الأساس، تجب دراسة استمرار الحرب في غزة”.

“الواقع المرير هو أن الضربات القاسية التي وجّهتها إسرائيل لأعدائها لم تمنع تجدّد القتال (أي أن الردع أثبت محدوديته)”.

“من منظور مصالح إسرائيل، يُمثّل استمرار القتال في غزة والإرهاب في الضفة الغربية كارثة وخطرا جسيما. كل يوم يستمر فيه هذا الوضع يُسهم في تدهور الوضع السياسي لإسرائيل، حيث لا يبقى لديها أي احتياطيات. علاوة على ذلك، لا يقتصر الضرر على الوضع الاقتصادي والثقافي للبلاد فحسب، بل يمتدّ إلى أمنها أيضا”. (انتهى).

رسالة “الطوفان” الكُبرى

هذا لعناية من يريدون تقييما حقيقيا لمسار الحرب منذ “الطوفان” ضمن إطار الصراع ككل، وليس كجولة منفصلة.

مسارنا في صعود، ومشروعهم في مرحلة أفول، وهذا هو التقييم المنطقي.

أما أحلام التوسّع والهيْمنة، فقد طاردوها من قبل، وفشلت، وهذه المرة سيكون فشلها أكبر، لأنها محكومة لغرور القوّة والغطرسة، وليس للحكمة والذكاء.

إنها رسالة “الطوفان” الكُبرى التي يتردّد صداها في أرجاء الكون: هذه الأرض لأهلها، من بحرها إلى نهرها، وهي لن تستكين للغُزاة، مهما أسرفوا في البطش، ومهما انحاز إليهم أكابر المجرمين في واشنطن، وعواصم أخرى.

العالم يحترم من يقاوم، والأحرار يبايعونهم، بينما يزدرون عصابة “إحمونا، ليش ما تحمونا” الفتحاوية، مهما تنعّمت بما يُسمّى الشرعية العربية والدولية.

المصدر

صفحة الأستاذ ياسر الزعاترة، على منصة X.

اقرأ أيضا

أوهام الصهاينة والحقيقة المؤلمة

من مصادرهم في يوم واحد

من معالم يأسهم بأقلامهم..

التعليقات غير متاحة