إن من أخطر وسائل المبدلين للدين استخدامهم لبعض المنتسبين إلى العلم والمشيخة في تمرير وتبرير هذا التبديل، بليّ أعناق النصوص وتأويلها لتوافق غرض المبدلين الذين يقومون بتوظيف أقوالهم في إقناع الناس بمشروعهم التبديلي، فهل يوجد أضر على الإسلام والمسلمين من أنظمة تأبى التزام حكم الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وتلتزم بنقيض ذلك من كل وجه؟!
صالح الفوزان أمره عجب
يُنزل حُكم إعطاء المال للكفار لدفع شرهم عن المسلمين1(1) https://ar.alnahj.net/audio/692 -وهو أمر مقرر في الشريعة الحكيمة- على إعطائهم أموال الأمة لدفع شرهم عن العائلات الحاكمة وكأنه غاب عنه أن شر تلك العائلات -التي ينافح دونها – على الأمة قريب من شر الكفار. فهو ينزل الحكم على غير مناطه وهذا من جنس التحريف لمصلحة تلك العائلات، ثم ينفي جازما أن يكون ذلك الإمداد المالي -الذي هو في نهاية المطاف إمداد للحربيين كإسرائيل وحلفائها- من الموالاة المنهي عنها.
الدعم المالي من أصرح أنواع الموالاة
ولا شك أن تبرع تلك العائلات بمليارات الدولارات لأمريكا وهي حاملة لواء الحرب على الإسلام هو أصرح أنواع الموالاة وليس من المداراة المرخص فيها كما يزعم صالح الفوزان بدليل طاعتهم لأمريكا فيما هو أعظم من بذل الأموال:
– كتغيير دين المسلمين في الجزيرة .
– ونشر الخلاعة والاباحية .
– وتغيير مناهج التعليم .
– وسجن العلماء الأحرار .
– وتمكين اليهود والنصارى من دخول جزيرة العرب والبقاع المقدسة .
– ومحاربة الجماعات الإسلامية في العالم .
– ومظاهرة أعدائها عليها .
وغيرها من صور التولي والموالاة التي يصعب حصرها.
فلا يوجد أضر على الإسلام والمسلمين من أنظمة تأبى التزام حكم الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وتلتزم بنقيض ذلك من كل وجه. فلا يعلم من عطل مصالح المسلمين وجلب لهم المفاسد في الدين والدنيا مثل الأنظمة التي تحكمهم بغير الحق.
مصيبة العلماء
كان على صالح الفوزان أن يعلم أن عقائد السلف إذا لم تترجم إلى واقع عملي أضرت أصحابها. فعندما ندرسها نظريا ثم نخالفها عمليا فإن هذا يشي بأنها عقائد غير جديرة بنفخ الروح في الأمة وبعثها من جديد.
فإذا كان العلم بالعقائد النظرية غير راجح أضرت أصحابها والأمة معهم. فإن نفس هذه العقائد قد اعتقدها السلف وغيروا بها واقع الجاهليات التي عاصروها وقد مكنتهم من فتح نصف الأرض في نصف قرن. فما بال المتأخرين جعلوها متونا ومختصرات وحوشي وتقريرات ومماحكات ومناظرات ووقفوا بها عند ذلك. والله المستعان.
الهوامش
(1) https://ar.alnahj.net/audio/692
المصدر
صفحة الدكتور الدكتور سليم سرار على منصة ميتا.
اقرأ أيضا
إلى علماء الأمة ودعاتها .. اتقوا اللَّهَ وكونوا مع الصّادقين
ملوك فوق الملوك .. “المسلمون والحضارة الغربية” (3) قراءة في نصح العلماء
علماء السلاطين.. بأي فكر يحيا هؤلاء؟
القنديل والمنديل .. وما يجري على الدين من تبديل (1-4) بيان الجريمة