يتوالى تساقط طغاة بلاد المسلمين نحو التطبيع في مذلة تاريخية، وإقرارا بصفقة ضم الأراضي “صفقة ترامب” وموافقة على بيع القدس، طلبا لكرسي لن يلبثوا عليه إلا قليلا، لو كانوا يعقلون.
الخبر
“التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رئيس المجلس السيادي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في أوغندا الإثنين، واتفقا على إطلاق تعاون سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين الدولتين.
وقال نتنياهو عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر إنه التقى البرهان في العاصمة الأوغندية، إنتيبي، بدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، واتفق الجانبان على التعاون في سبيل تطبيع العلاقات بين الدولتين.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، مساء الإثنين، عن مصدر إسرائيلي لم تسمه، أن “لقاء نتنياهو والبرهان يمكن أن يقود لمرور الرحلات الجوية الإسرائيلية فوق السودان
واعترف الخائن “البرهان” بقوله “التقيت بنتنياهو من موقع مسؤوليتي بأهمية حفظ الأمن الوطني وتحقيق مصالح الشعب السوداني، وأؤكد على أن بحث وتطوير العلاقة بين السودان وإسرائيل مسؤولية المؤسسات المعنية بالأمر وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية”. وأضاف ليواري سوأته: “أؤكد على موقف السودان المبدئي من القضية الفلسطينية وحق شعبه في دولته المستقلة”. (1موقع “CNN بالعربية”،3/2/2020 ، على الرابط:
نتنياهو يلتقي البرهان في أوغندا ويؤكد: نتعاون في سبيل تطبيع العلاقات
موقع “الأناضول”، 3/2/2020، على الرابط:
نتنياهو والبرهان يتفقان على تعاون يقود لتطبيع علاقات إسرائيل والسودان
موقع “عربي21″، 4/2/2020، على الرابط:
البرهان يعلق على لقائه نتنياهو.. ويسوق المبررات)
التعليق
أولا: الخبر أعلاه يأتي في سياق تساقط وانكشاف مروّع وعميق، ينتظم في سلكه حفنةٌ المجرمين من عسكر الجمهوريات وأمراء الملَكيات؛ يدل بعضهم بعضا على الطريق للملك والمذلة المكفرة؛ إذ صاروا قرينين..!
ويبدو أنهم لا يأبون؛ بل هم كثرة متهالكون يقدمون أوراقهم لتنظر فيها إسرائيل والغرب وليختاروا من بينهم الأجرأ على المكفرات والأقوى في الفساد والأشد في الخيانة.
ثانيا: يجب على الأمة مراجعة حِراكها؛ فلا بد أم تتوقف المأساة ـ مأساة “الجهد الضائع” ـ حيث تبذل الأمة ويستشهد أبناؤها، ثم يصب الجهد والدم والعرق في جيب الصهيوني القابع في تل أبيب..! هذا حمق يجب الخرج منه ويجب معرفة أبعاد الحراك. والآن ـ من ثَم ـ يجب الحفاظ على ثورة الشعب المسلم هناك واستردادها وعدم السماح لأحد بالعبث بها.
ثالثا: دلالة الخبر على حالة الفراغ الذي يسمح بالعبث وتخطي المحرمات.. إنه عبث أشبه بالشيخ الزاني والفقير المستكبر والملك الكذاب؛ إذ لا حدود مشتركة بين السودان والصهاينة ولا أموال بترول يطمع فيها الصهاينة، ومن ثم فلا ضرورة للعمالة..! أضف لهذاحجم ضخم للسودان مقارنة بالكيان الصهيوني الغاصب؛ لكن يجرجر قادةُ الكيان القزمُ بلدا كبيرا كالسودان ـ وعلى غرارها مصر والسعودية ـ الى أقبية التطبيع وفراش الخيانة..!
وفي اليوم التالي يعلن “نتنياهو” أن السودان فتح له المجال الجوي لمرور طائراته..!!
إنها المهزلة العابثة حين نخسر كرامتنا ومقدراتنا وأحجامنا، ومن قبلها ديننا وعبوديتنا لله تعالى حين تصغر الأمة، وهي لا تصغر إلا حين تتخلى عن هذا الدين وعن القدرة على التجمع والحشد وإيقاف خطر الانهيار، وتُوْلي أمرها لمستبدين صغار؛ فإذا بشياطين الإمارات تتلاعب بالأمة، وإذا بطاغوت المملكة في بلاد الحرمين يستبيح المحرمات ويبيع المقدرات، وإذا بعسكري السودان يقتنع بكفر أخيه عسكري مصر فيتفانيان في خدمة الصهاينة ويعرّف بعضهم بعضا على طريق كرسي الحكم. وعلى الثمن المبذول والعملة المتعارف عليها.
تلك “الوصفة” يجب أن تتوقف؛ فمن أمِن العقوبة أساء الأدب. وإذا أمِنوا غضبة الأمة ولم يخافوا أن تقلب الطاولة على رؤوسهم وتضربهم على أيديهم ورؤوسهم؛ فلن يتوقفوا بل سيتمادون، ولن يكتفوا بل سيجرجرون وراءهم الملايين..!
إنها صرخة لأمتنا لعلها تستجيب..
أخيرا
لا تنس أن هذا التصافح جاء عقب الإعلان صفقة ضم أراضي المسلمين في فلسطين..! وهذا بمثابة موافقة على الجريمة من ناحية، وإعلان التسليم للغرب وأذنابه من ناحية.
ثم لا يفوتك أن بقية أعضاء المجلس العسكري ساندوه في ذلك وأعلنوا موافقتهم له وقرروا أن هذا من اختصاصاته..! وكأن الخيانة شرف يتسابقون اليه..!!
ثم أيده المجرم “حمدوك” رئيس الوزراء، ثم تراجع، ثم بقي يتراقص ويتذبذب بين تبرؤ وتبنٍ للموقف..!!
الى كل هؤلاء المجرمين.. إن الخوف والرعب والخسارة ليست إلا في الخيانة وعصيان أمر أمر الله ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (الأنعام: 15)
ولا أمان إلا في الاعتصام بالله ﴿فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ (الحج: 78) ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ (الأعراف: 196)
هذه هي الحقائق الكبرى… ثم ثمة حقيقة أخرى؛ وهي أنهم جميعا قريبون أن يتخطفهم الموت، وأنهم لن يلبثوا قليلا حتى يلاقوا ربهم.. أفلا يعقلون؟
……………………………..
هوامش:
- موقع “CNN بالعربية”،3/2/2020 ، على الرابط:
نتنياهو يلتقي البرهان في أوغندا ويؤكد: نتعاون في سبيل تطبيع العلاقات
موقع “الأناضول”، 3/2/2020، على الرابط:
نتنياهو والبرهان يتفقان على تعاون يقود لتطبيع علاقات إسرائيل والسودان