ظهر مصطلح “التطبيع” في العلاقة مع الكيان الصهيوني، إخفاءا وتدليسا لمخاطر عقدية وجرائم خيانة، ومفاسد جمة. للشرع بيان وحكم في هذه الجريمة. وردود لشبهات المغرضين.

عن الكتاب

المؤلف: ناصر بن حمد الفهد

الناشر: بدون دار نشر “طبعة إليكترونية”

الطبعة: 1423 هـ

عدد الأجزاء: 1

عدد الصفحات: 138

خلاصة التبيين لمخاطر التطبيع على المسلمين

بدأ الكاتب ببيان خلاصة عاجلة ومهمة في حقيقة “التطبيع”، وظروف اختراع هذا المصطلح ومخاطره.

  • أن قاعدة الدين وملة إبراهيم وأصل دين الإسلام ومقتضى شهادة التوحيد؛ موالاة الإسلام وأهله ومحبتهم، والبراءة من الكفر وأهله ومعاداتهم.
  • أن اليهود من أعظم أعداء الإسلام وأهله؛ وقد وصفهم الله سبحانه في كتابه بأنهم يقتلون الأنبياء، والذين يأمرون بالقسط من الناس، وأنهم سَمّاعون للكذب، أكالون للسحت ، يأخذون الربا وقد نُهوا عنه، ينقضون المواثيق، ويحكمون بالطواغيت، ويصفون الله تعالى بالنقائص، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، وغير هذا مما هو مشهور عنهم.
  • تاريخ اليهود مليء بالمؤامرات والدسائس.
  • مطامع اليهود ليس لها حد، فهم لا يقيمون وزناً لعهد ولا لميثاق. وأرض (إسرائيل الكبرى) التي يحلمون بها ـ والتي وضعوا رايتهم على أساسها ـ من النيل غرباً حتى الفرات شرقاً، ومن شمال الجزيرة العربية جنوباً حتى جنوب تركيا شمالاً.
  • وقد علموا جيداً أنه لا بقاء لهم ما دام للعقيدة الإسلامية ـ القائمة على الولاء والبراء والجهاد في سبيل الله ـ وجود بين الشعوب، حتى لو طال مقامهم، وأنه سيأتي اليوم الذي يُطردون فيه كما طرد المسلمون سلفهم من الصليبين.
  • من أجل هذا اخترعوا مصطلح “التطبيع” و”السلام الدائم” و”الشامل”؛ والذي يريدون من خلاله اختراق صفوف الشعوب المسلمة ومحاولة كسر الحاجز النفسي بين المسلمين واليهود وإذابة عقيدة “البراء” و”معاداة الكافرين” من خلال “التطبيع الثقافي والتعليمي والإعلامي” ونشر ما يسمى بـ “حوار الحضارات” و”حوار الأديان في سبيل السلام” ونحوها.. بالإضافة إلى إفساد أخلاقيات المسلمين.
  • ويهدف اليهود من خلال هذه العملية ـ بالإضافة إلى تغيير عقلية المسلمين ـ إلى تأمين بلادهم من ضربات المجاهدين، وتعزيز اقتصادهم المنهار، وتهجير بقية اليهود إلى فلسطين، وإكمال بناء المستوطنات؛ تمهيداً لإكمال الهيمنة على المنطقة بأسرها.
  • لذلك فالتصور الصحيح لهذا السلام المزعوم كافٍ في معرفة حكمه الشرعي، إذ هو مشتمل على منكرات كثيرة محرمة بإجماع المسلمين؛ منها التحاكم إلى الطواغيت، وهدم أصل البراء في الإسلام، وإلغاء شريعة الجهاد في سبيل الله، وتسليط اليهود على المسلمين، وغيرها من العظائم.
  • اعلمْ أن مدار شبهات من أجاز هذا السلام المزعوم إنما هي قائمة على جواز “الهدنة” و”الصلح” مع “الكافرين”، وهذا الأمر لا نزاع فيه؛ فالهدنة جائزة بشروطها، والأمر هنا ليس هدنة؛ فالهدنة قائمة أصلاً منذ القِدم بين هذه الأطراف؛ إذ لا قتال بينهم، وإنما المراد من هذا أمر آخر وراء الهدنة؛ وهو موالاة اليهود، والركون إليهم، وتطبيع العلاقات معهم، ونبذ معاداتهم وبغضهم؛ فهذا شيء، والصلح الشرعي شيء آخر.
  • أن ما يسمى بمساعي السلام ومؤتمراته ستفشل، ولو نجحت فنجاحها سيكون مؤقتاً.

محتوى الكتاب

يشتمل الكتاب على مقدمة وثلاثة فصول:

المقدمة

يقول المؤلف أن المراقب للساحة في السنوات الأخيرة يلحظ تتابع المصائب والنكبات التي تحل بالأمة الإسلامية في الشرق والغرب، ولا شك أن ما يحل بالأمة الإسلامية هو من العقوبات الإلهية العاجلة؛ فإن كثيراً من المسلمين قد ابتعدوا عن الدين، ووالوا الكافرين، وعدلوا عن الحكم بما أنزل الله إلى الحكم بزبالات أذهان البشر من القوانين الوضعية والأحكام الجاهلية، فحصل البلاء على الأمة، ولن يُرفع هذا البلاء إلا بتوبة صادقة، نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين، وأن يعجل بنصر الإسلام وأهله.

الفصل الأول: خطر اليهود

قد اتفقت ملل الكفر ـ من غير اليهود ـ مع المسلمين على فساد اليهود وإفسادهم في الأرض، وكثرت الكتب التي تبيّن ذلك، حتى كان هذا من أشهر الأمور.

ولن أذكر في هذا الفصل تفصيلاً لمؤامرات اليهود، وسعيهم للإفساد في الأرض؛ فإن هذا يطول، وقد أَلَّفَ فيه كثير، ولكني سأقتصر على أمرين في مبحثين:

المبحث الأول: دورهم في إثارة الفتن وإسقاط الدول

إن الناظر في تاريخ العالم في ما يتعلق بإثارة الفتن وسقوط الدول يرى أثر اليهود في كثير من أحداثه، وسوف أذكر نماذج تكفي العاقل لمعرفة ما يسببه اليهود من الفتن:

فمن ذلك أن اليهود وراء أعظم فتنة في صدر الإسلام، وأعظم فتنة في العصر الحديث..

أما في صدر الإسلام؛ فكانت الفتنة التي أحدثها “عبد الله بن سبأ اليهودي”.

وأما في العصر الحديث؛ فمن أعظم الفتن فيها استيلاء اليهود على المسجد الأقصى وأرض فلسطين مع قتلهم المسلمين واستباحتهم الأعراض ، وما يفعلونه من مخازي هناك منذ أكثر من خمسين عاماً.

وبين هاتين الفتنتين ـ وقبلها وبعدها ـ فتن كثيرة في العالم الإسلامي كان اليهود وراءها.

المبحث الثاني: مطامع اليهود في جزيرة العرب

إن لليهود مطامع قديمة في “جزيرة العرب”، وتعود هذه المطامع إلى ثلاثة أمور؛ عقدي، وأمني، واقتصادي.

أما الأمر الأول: وهو العقدي

فيرجع إلى عقيدة اليهود في أرض الميعاد و”إسرائيل الكبرى”، فالصهاينة يعتقدون ـ ديانة أو سياسة ـ أن أرض “فلسطين” هي أرضهم التي أورثها الله لهم، وهي قاعدة ملكهم، ويجعلون حدود مملكتهم الكبرى من نهر “النيل” غرباً إلى نهر “الفرات” شرقاً وما بين ذلك، ويدخل في هذا شمال جزيرة العرب.

وأما الأمر الثاني: وهو متعلق بأمن “الكيان الصهيوني”

فأرض الجزيرة معروفة بأنها بلاد الحرمين، ومهد دعوة الإسلام، وفيها خرج نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، وفيها غزواته وسراياه، وفيها مات، ومنها انتشر الإسلام في أرجاء المعمورة.. ثم منّ الله عليها في القرون الأخيرة بدعوة شيخ الإسلام المجدد “محمد بن عبد الوهاب” رحمه الله تعالى (ت 1206)؛ وكانت لدعوته الأثر الكبير في نشر الإسلام السلفي ـ أو كما يسميه أعداء الدعوة “الوهابي” ـ ولا يزال كثير من العلماء وطلبة العلم وأهل الخير في الجزيرة متأثرين بدعوته، وهذا أخطر ما يخشاه الكفار؛ لأنه إسلام قائم على أصل ملة إبراهيم في تحقيق التوحيد والولاء والبراء وجهاد الأعداء؛ وهذا الأمر هو ما يقلق اليهود ويخشون من انتشاره بين المسلمين.

وأما الأمر الثالث: وهو ما يتعلق بالاقتصاد

فالأرض التي احتلها اليهود في “فلسطين” تفتقر إلى الثروات الطبيعية والتي يقوم عليها اقتصاد الدولة؛ فدولة اليهود تستورد (99) بالمائة من النفط والغاز من الخارج؛ ومن المعروف أن أرض الجزيرة تحوي حوالي ثلث مخزون العالم من النفط.

الفصل الثاني: التطبيع وآثاره

المبحث الأول: المراد بالتطبيع

أدرك الصهاينة أنهم ما لم يقضوا على هذين الأمرين عند المسلمين “الجهاد، والبراء” فإن مصيرهم سيكون كمصير أسلافهم من الصليبيين؛ فاخترعوا مصطلح “التطبيع” بينهم وبين جيرانهم لتحقيق القضاء على مكمن الخطر الذي يهددهم.

فـ “التطبيع” مصطلح يهودي يراد منه أن تُقبل “إسرائيل” في المنطقة بكيان مستقل معترف به، وأن يكون لها الحق في العيش بسلام وأمن، مع إزالة روح العداء لهم من جيرانهم؛ ولا يكون هذا إلا عن طريق إحداث تغيير “نفسي وعقلي” جذري عند المسلمين، عن طريق القضاء على عقيدة الولاء والبراء وروح الجهاد، أو إضعاف تأثير ذلك عليهم.

المبحث الثاني: آثار التطبيع

ويذكرالكاتب في هذا المبحث بعض مكاسب اليهود من ورائه؛ مثل اكتساب ما يسمونه بـ “الشرعية”، تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي، القضاء على الجهاد الإسلامي والمجاهدين عن طريق التعاون الإقليمي في مكافحة ما يسمونه بـ “الإرهاب”، القدرة على تهجير اليهود، التفرغ لبناء المستوطنات الإسرائيلية…

ثم يذكر بعض مفاسده على المسلمين مثل: إفساد الدين، التجسس، إفساد الاقتصاد، ترويج المخدرات، إفساد المزروعات، إفساد الثروة الحيوانية…

الفصل الثالث: حكم التطبيع

وتحته أربعة مباحث

المبحث الأول: فضل المسجد الأقصى وفلسطين

إن بلاد فلسطين والشام بلاد مباركة، ورد في فضلها نصوص كثيرة، وفيها أولى القبلتين، وثالث المسجدين، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم.. وقد افتتحها الفاروق “عمر” رضي الله عنه، وحررها “صلاح الدين” رحمه الله، وسترجع رغم أنوف الكفار والمنافقين إلى المسلمين.

ثم يذكر في هذا المبحث بعض النصوص الدالة على فضل بيت المقدس وفلسطين والشام.

المبحث الثاني: حكم التطبيع

إن المتأمل في اتفاقيات ما يسمى بالسلام التي عقدها اليهود مع غيرهم، وفي تصريحات المسئولين اليهود، وما ورد من ذكر حقيقة المراد من “التطبيع” من أهل الاختصاص، على ما سبق تفصيله في الفصل الثاني؛ يعلم جيداً أن “التطبيع” هو في الاصطلاح الشرعي “موالاة اليهود”، فهذه هي التسمية الشرعية لهذا الأمر إذا أتي الأمر من بابه.

والكلام على حكم هذا الأمر سأعرضه على وجهين: إجمالي، وتفصيلي..

أما الوجه الإجمالي أنه موالاة للكفار وركون اليهم وإلقاء بالمودة المحرمة اليهم.

ويذكر في الوجه التفصيلي بعض المنكرات في هذه الاتفاقيات..

المنكر الأول: أن التحاكم في هذه الاتفاقات إلى الطاغوت.

المنكر الثاني: أن هذه الاتفاقات تملّك اليهود أرض الإسلام.

المنكر الثالث: أن هذه الاتفاقات تلغي الجهاد في سبيل الله

المنكر الرابع: أن هذه الاتفاقات تولٍّ لأعداء الله ومظاهرة لهم على المجاهدين.

المنكر الخامس: أن هذه الاتفاقات تهدم أصل البراء من الكفار.

المنكر السادس: أن في هذه الاتفاقات تسليطاً لليهود على المسلمين.

المبحث الثالث: شبهات وردود

اعلم أن أصحاب هذه الاتفاقات لم يثيروا شبهات يجيزون بها عملهم؛ لسببٍ واحد؛  وهو أنهم لا يلتفتون إلى الشرع أصلاً، ولا ينظرون في عملهم إذا كانوا موافقين للحق أو مخالفين له..!!

ولكن هناك من يثير ـ على سبيل التبرع منه ـ شبهات يحاول من خلالها إجازة مثل هذا العمل، ومَن أجازه على قسمين:

الأول: من لم يتصور الأمر من كل جوانبه، بل ظن أن الأمر لا يتجاوز “الصلح” و”الهدنة” ونحو ذلك؛ فأفتى بناء على هذا، ولم يعرف حقيقة هذا “الصلح المزعوم” وتبعاته.

والثاني: متزلفون لا هَمّ لهم سوى تسويغ ما يفعله الحكام، والبحث لهم عن مخارج وتأويلات شرعية..!!

والمقصود أن عدداً من الشبه قد أثيرت في هذا الباب، وهي متشابهة، وأهمها شبهات ست هي:

الشبهة الأولى: الاستدلال بقوله تعالى ﴿وإن جنحوا للسلم فاجنح لها﴾.

وردَّ الشبهة بتحقيقة مناط الاتفاقيات وبيان شروط السلم الشرعي.

الشبهة الثانية: الاستدلال بصلح الحديبية.

وردَها بأمور منها اختلاف الراية التي قاتل تحتها رسول الله والتي يقاتل تحتها الحكومات العلمانية المعاصرة، وتأقيت صلح الحديبية، وحالة القتال آنذاك بخلاف المعاصرين الذين لم يقاتلوا.

الشبهة الثالثة: الاستدلال بمصالحة الرسول صلى الله عليه وسلم لليهود في المدينة.

وردها باختلاف حالة اليهود الموجودين بالمدينة يومئذ قبل وصول رسول الله، ومجيء المغتصبين اليوم. وبحالة كونهم يهود المدئنة رعايا ويهود اليوم أصحاب دولة ونفوذ يكون المسلمون هم الرعايا تحتهم..!

الشبهة الرابعة: الاستدلال بقاعدة المصلحة

وردها بأمور منها تعريف المصلحة المعتبرة شرعا، وأنها ليست بأهواء الناس، وبالنظر في الصلح المزعوم “التطبيع” وأنه محتو على مفاسد لا مصالح.

الشبهة الخامسة: الاستدلال بجواز معاملة الحربيين

وردها بأن الجواز متعلق بالحربي غير المحارب وبما ليس فيه تقوية لهم على المسلمين.

الشبهة السادسة: الاستدلال بفتوى الشيخ “ابن باز” رحمه الله تعالى

وردها بأنها كانت قاصرة على الهدنة والصلح المشروع والمعهود، وليست على الطوام العقدية وتسليم بلاد المسلمين لهم، وأنه تم تحريف الفتوى عن مقصودها، ثم ساق عدة فتاوى للشيخ، رحمه الله، ضد اليهود ومعاونتهم، وحكم التحاكم لقوانين الأمم المتحدة، وحكم إزالة العداء مع اليهود، وحكم دعوات مقاربة الأديان، وحكم تمكين اليهود من جزيرة العرب، وحكم التطبيع الثقافي معهم، وحكم إقامة الدولة العلمانية.. وكلها فتاوى عليها نور وبيان.

المبحث الرابع: حتمية الصراع وانتصار المسلمين

وبعد هذا كله؛ فاعلم أن مساعي ما يسمى بـ “السلام” ستفشل، وأنّ تحقق ما يسمى بالأمن الدائم في ما يسمونه بالشرق الأوسط لن يحصل مطلقاً، ولو حصل فهو وقتي سيفشل سريعاً، وهذا الأمر دلت عليه الأدلة الشرعية؛ بل ويؤمن به اليهود والنصارى أيضاً.

ويذكر المؤلف الأدلة على استمرار الجهاد في سبيل الله وانتصار المسلمين، ثم يعقبه بذكر مختصر لعقيدة اليهود والنصارى في هذا الموضوع.

خاتمة

ثم يختم بالنصح بتحقيق التوحيد، والتمسك بالسنة، والاعتصام بالله عز وجل، وإياك وسماع الدعوات التي تقول إنه لا عداء بيننا وبين اليهود، أو غيرهم من الكفار، أو أننا لا نبغضهم من أجل دينهم؛ فإن أصل الأصول البراءة من الكفر وأهله، ومعاداتهم، وبغضهم.

…………………………..

اقرأ أيضا:

لقراءة الكتاب كاملا:

التعليقات غير متاحة