صار تطور واستمرار الحفر تحت المسجد الأقصى خبرا معتادا؛ مما يؤذن بتبلدٍ في المشاعر ويهيئ لكوارث جمّة. ويجب تنبه الأمة لمنع الانهيار التدريجي لقضاياهم.
الخبر
“كشفت الأمطار الغزيرة التي هطلت في مدينة القدس على مدار يومين متتاليين؛ الآثار الخطيرة التي تسببت بها عمليات حفر الأنفاق في حي وادي حلوة ببلدة سلوان في القدس المحتلة.
ورصد مركز مقدسي، تشققات وانهيارات أرضية وتصدعات جديدة في حي وادي حلوة في سلوان القريبة من المسجد الأقصى المبارك، نتيجة الحفريات الإسرائيلية المتواصلة وما يرافقها من تفريغ أتربة من أسفل الحي، لاستكمال أعمال حفر شبكة الأنفاق الموصلة الى أسوار المسجد الأقصى وساحة البراق من الجهة الغربية.
وقال مركز معلومات وادي حلوة في بيان صحفي، إن انهيارات خطيرة وقعت الخميس في سور ملعب وموقف للمركبات في حي وادي حلوة، إضافة إلى هبوط أراض في المكان.
وكشف المركز عن انهيارات أخرى وقعت في أرض خاصة تابعة لكنيسة الروم الأرثوذكس، وهي ملاصقة لمسجد “عين سلوان”، وتستخدم كموقف لمركبات الأهالي القاطنين بالحي، لافتا إلى انهيارات مماثلة وقعت قبل عدة أشهر في المكان ذاته.
وحذر مركز المعلومات من خطورة استمرار أعمال الحفر وتفريغ الأتربة أسفل حي وادي حلوة، مشيرا إلى وجود أكثر 70 منزلا في الحي تضررت من الحفريات بنسب متفاوتة، إضافة إلى أضرار بالشوارع والأراضي القريبة.
وتنفذ مؤسسات تابعة الاحتلال عمليات حفر بآليات ثقيلة ويدوية تسمع على مدار الساعة في البلدة القديمة في القدس، وذلك في إطار بحثها عن أية آثار للهيكل المزعوم، إضافة إلى إحداث خلخلة تحت المسجد الأقصى بحيث يصبح آيلا للسقوط مع أية هزة، وبذلك يزول أهم معلم للمسلمين في القدس المحتلة”. (1عربي 21″ بتاريخ: 1/3/2019، على الرابط:
انهيارات أرضية جديدة قرب الأقصى بفعل أنفاق الاحتلال)
تعليق
ما نود أن نلفت اليه أنظار المسلمين هنا هو أن ثمة خلل في تعامل المسلمين مع قضاياهم؛ فقد يتجاوبون مع الأحداث الصاخبة الصادمة، بينما يغفلون عن تسلل “الفويسقة” تحت الديار.
وهذا أمر خطير وداء مطرد؛ فالمسلمون يتجاوبون مع مأساة حادة، لكن المأساة المتراكمة والتي تفضي الى حدوث الهزات العنيفة تاليا؛ لا يلتفت اليها الناس.
تتسلل “الفويسقة” بالحفريات تحت الأقصى لتساعد على تصفية القضية. كما يتسلل تجفيف منابع الدين في التعليم في المملكة السعودية، وفي مصر وغيرها من بلاد المسلمين، فينفذون “علمنة” المناهج. وكما يتسلل الانحرافات الأخلاقية وترسيخ الإباحية وتهئية المجتمع لها، وتبديل القيم؛ من خلال الإعلام والفن وأدواته.
كما تتسلل شرعية الطواغيت والمستبدين ليستكملوا دورهم المرسوم مما يمليه عليهم أسيادهم الصهاينة والصليبيون.
يجب أن تستيقظ الأمة نحو قضاياها وأن تتعامل معها بحسم جازم؛ تمنع الانهيار في مبدئه وتقطع الطريق على الهاوية.
كما ينبغي الالتفات الى ضعف الولاء عند بعض قطاعات المسلمين، والانصراف عن قضايا الأمة الذي تبديه بعض القطاعات.
ينبغي أن ينتبه المسلم الى خطورة الإغراق في قضاياه الفردية والانسحاب من القضايا العامة للمسلمين؛ فلا يتم لأحد أمن فردي ولا استقامة حال إلا إذا استقام الحال العام للمسلمين.
…………………………….
هوامش:
- عربي 21″ بتاريخ: 1/3/2019، على الرابط:
انهيارات أرضية جديدة قرب الأقصى بفعل أنفاق الاحتلال