في الغرب شعارات ومزاعم كثيرة حول الحقوق؛ حقوق الإنسان، وحقوق وحقوق المرأة على وجه الخصوص. فهل إحصائياتهم ودراساتهم تؤكد شعاراتهم أم تكذبها..؟
الخبر
“تشكل النساء الغالبية العظمى من ضحايا الاغتصاب والعنف في الاتحاد الأوروبي، وتشير المعلومات إلى ارتفاع أعداد حوادث العنف ضد المرأة والعنف الجسدي والجنسي في أوروبا.
وفق مكتب الإحصاء الأوروبي فإن فرنسا تأتي في مقدمة الدول التي شهدت جرائم عنف ضد المرأة عام (2017). وبلغ عدد ضحايا جرائم العنف ضد المرأة في فرنسا (601) امرأة، و(380) في ألمانيا، و(227) في إنجلترا.
في إنجلترا تعرضت (48) ألفا و(122) امرأة للاغتصاب، فيما تأتي فرنسا في المرتبة الثانية بـ (14) ألفا و(899) حالة اغتصاب، ثم ألمانيا بـ (7) آلاف و(831) حالة اغتصاب، فالسويد بـ (6 ) آلاف و(810) حالة.ووصل عدد النساء اللواتي تعرضن للتحرش في إنجلترا العام (2017) إلى (46) ألفا. وتم التبليغ عن مليون و(198) ألفا و(94) حالة عنف أسري في “إنجلترا” و”ويلز” خلال الفترة من مارس/ آذار (2017) إلى مارس (2018).
وأظهرت المعطيات تعرض واحدة من بين كل ثلاثة سيدات تتراوح أعمارهن بين 16 و59 عاما في إنجلترا للعنف الأسري.وفي السويد، ارتفعت أعداد النساء اللواتي تعرضن للتحرش والاغتصاب خلال النصف الأول من العام الجاري، بنسبة 20 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الجاري.
والعام الماضي، بلغ عدد من تعرضن للعنف في السويد (28) ألفا و (700) امرأة، بينما تعرضت 21 ألفا امرأة للتحرش.
ووفق معطيات وزارة الأسرة الألمانية، تعرضت (114) ألفا و(393) سيدة للعنف الجسدي عام (2018)، في حين قتلت (122) سيدة على يد أزواجهن أو أزواجهن السابقين. وتظهر الإحصاءات ارتكاب جريمة عنف ضد المرأة من قبل الأزواج أو الأزواج السابقين مرة كل ثلاثة أيام في فرنسا”. (1موقع “الأناضول” على الرابط:
العنف ضد المرأة.. فرنسا تتصدر الاتحاد الأوروبي)
التعليق
أولا: لا يفوتنا أن نشير الى أن للقوم اصطلاحاتهم الخاصة، وأن المراد من هذه المصطلحات ليس تجريم تعدي حرمات الله تعالى بالتواصل الجنسي غير الشرعي، ولكن جُلّ ما يدورون حوله هو ما كان بغير رضا المرأة وما كان عن قهر لها أو إكراهها على ما لا تريد، ولكن كل هذه الممارسات والتواصل إذا حدث برضاها فالأمر جائز مباح لا عيب فيه..!
ومن هنا يعيبون التحرش والاغتصاب والتعدي، ولا يجرمون أو يعيبون الزنا ومقدماته بل ويعتبرون “الزنا” حقا من حقوق المرأة..!!
وأما العنف ضد المرأة والعنف لأسري؛ فيُدخلون فيه ما هو معيب بحق، ويُدخلون فيه أيضا ما فيه من منع عن المحرم، والتأديب، وإلزامها العفة ومنعها من الاستهتار المحرم
ثانيا: كل من طلب مقصودا فيما حرم الله تعالى؛ أظهر الله كذبه وعامَلَه بنقيض مقصوده.
فقد طلب الأوربيون بحضارتهم ـ “جاهليتهم” ـ التي يفرضونها على العالَم، وخاصة العالم الإسلامي ـ وعندنا قوم يفتحون أفواههم دائما في حالة انبهار مَرَضية بهم ..! ـ زعموا في حضارتهم أنهم يطلبون حق المرأة ومساواتها بالرجل؛ بإطلاق وليس بحسب الوظائف الطبيعية والشرعية.
يطالبونها بالإباحية، والتنكر للفطرة والشريعة ولدور المرأة الذي دلّت عليه الفطرة وسمَت به الشريعة.
يطلبون هذا الدور بتفكيك الأسرة، ونشر الرذائل ووضع الحرية الجنسية كأحد الحقوق للمرأة، وإلغاء تسمية الفاحشة باسمها، وتزيينها وزخرفتها.
يمنعون توزيع الأدوار وقسمتها كما قسمها الله وتقبلتها الفطرة وأكدتها الشرائع.
ثم يقولون أن هذا من التقدم والتطور والسموّ الحضاري وطلب حقوق المرأة؛ فإذ بما خالف الفطرة والشرائع ينقلب عليهم، وإذ بهم ينكشف زيف ادعاءاتهم وخواء شعاراتهم الثقافية والحضارية والإجتماعية..
فكما هم كذابون في تحقيق السلام الدولي فهم أعظم محرش وقاتل بالملايين، لا يسترهم سوى الكذب والدجل وقلب الحقائق والتكتم الإعلامي الذي يتحكمون في مصادره وروافده..
وكما هم كاذبون في تحقيق المساعدات الاقتصادية للأمم بأنهم أعظم متسبب في المجاعات والفقر وإيقاع الدول في التبيعة الاقتصادية واستخدام سياسية الإقراض والديون في تفليس الأمم ونهب ثرواتها..
هم كذلك كاذبون في شعارات الحرية والحفاظ على حقوق المرأة؛ فهم أعظم من يعتدي عليها جسديا وروحيا وقيميا وتعذيبا واغتصابا.
لم يكن الرجل الغربي ساذجا وهو يخرج المرأة بمزاعم الحرية والحصول على الحقوق؛ لقد كان خبيثا ليخرجها ويستمتع بها في نواديه وعمله وطرقاته؛ فتكون جارية لا في بيته؛ بل لكل طالب وناظر.
وفي حين يستبشعون أن يؤدب المسلم زوجه ـ إن احتاج لذلك، وهو قليل ـ بالطرق والمراحل والحدود التي أمر الله؛ لا مانع لديه هو أن يغتصب ويقتل بمعدل كل دقيقة أو أقل، في كل مجتمع غربي بحسب تفاوت النسب فيه.
سقط ادعاء الرقة والرحمة ليقعد بجانب ادعاء أن الحرية الجنسية تمنع من الكبت الجنسي فإذا بمجتمعات الإباحية هي أعلى معدلات اغتصاب..!
خاتمة
الحقيقة البارزة أن المجتمع المسلم النظيف الخُلق الرباني المأخذ، متلقِي الشرائع من ربه؛ هو مجتمع سالم مع نفسه ومع بعضه، متراحم متعاون. ولم تدخل علينا نحن كمسلمين تغيرات حادة إلا بتأثير ثقافة ـ والأصح جاهلية ـ هؤلاء المجرمين والمنع بعنف لينابيع الدين والخير أن تصل الى الناس؛ فعالِم قتيل وآخر سجين وداعية مضطهد وآخر ممنوع من التواصل، ووسائل إعلام تضلل وتطبل وتفْجُر وتعلم الناس كيف يَفْجُرون..!!
فإذا مُنع هذا من مجتمعاتنا تَركنا لحضارات السوء ومجتمعات المباءة أن تنهار وحدها دون أن تزعجنا..! أو تؤوب لربها وتسمع نداءه وتأخذ من المسلمين ذلك المنهج الررباني وتحترم عقولها وفطرتها، وتحترم عندئذ المرأة التي ظلموها طويلا. ظلموها قبل التحرر الفاضح وبعده..!
……………………..
هوامش:
- موقع “الأناضول” على الرابط:
العنف ضد المرأة.. فرنسا تتصدر الاتحاد الأوروبي
اقرأ أيضا:
- أهذا ما يدعونا الغرب اليه..؟
- تقنين التعري .. عندما يصبح الهزل جدا..!!
- الفُسّاق .. أدوات الغرب وطمع الملحدين
- يوم المرأة العالمي.. وموظَّفات الأمم المتحدة