تنتج الأنظمة حالةً جماهيرية تليق بمعتقداتها وثقافتها، وتليق بتوجهاتها وارتباطاتها. ومظاهر التزاحم على شراء الخمور في الأعياد يضع علامات ودلالات.

الخبر

“زحام على محل خمور في المنصورة ـ بمصر ـ فقبل أن تغيب شمس رمضان الأخيرة.. زحام لمواطنين بالمنصورة على محل لبيع الخمور استعدادًا للعيد رغم كورونا وتحذيرات الوقاية”. (1موقع “الجزيرة – مصر”، على الرابط:
زحام على محل خمور في المنصورة
)

التعليق

تزاحَم الشباب في منظر جماهيري..! يطلبون شراء الخمور علنا ليشربوها عقب شهر الصوم و(التعبد..!)؛ احتفالا بعيد الفطر..! بما يَشي بخلل آخر في قيامهم بالصوم وبالتعبد في هذا الزمن الشريف.

بينما شرع الله تعالى التكبير على التوفيق للقيام بشعيرة من شعائره وأحد فرائضه تعالى عقب إتمام فريضة الله ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾؛ يستقبل الناس في عصور سيطرة الطواغيت وتحت ظل القيادات الكافرة الفاجرة.

إن الحكام يوجهون الناس لما يعتقدونه ويريدونه، يوجهونهم الى مناهجهم التي يستهدفونها فيخرجون أفضل ما في الناس أو أسوأ ما فيهم. واليوم يرى الناس هوان الأعراض وشيوع المحرمات والمجاهرة بترك الفرائض، وبرفقة هذه النواتج رأوا الشقاق والتبباغض والتعادي وتقاطع الأرحام وانقلاب الموازين؛ فكان تمجيد السفهاء وتغييب الشرفاء والحيلولة بين العلماء الصادقين وبين الناس.. هذا الواقع تابع لما تعتقده وتدين به هؤلاء الحكام بما يفرضونه من واقع.

وعندما تزاحم الناس على أبواب محلات الخمور لم يكن هذا إقبالا على سلعة محرمة قانونا..! بل كان إقبالا على سلعة مرخصة بالقانون الوضعي، الذي تدعي المؤسسات الدينية ـ زورا وبهتانا ـ أنه مأخوذ من الشريعة الإسلامية ومستمد منها..!

تدفق الناس على محلات مرخَص لها بأن تمارس هذا النشاط، ومكتوب هذا في السجلات المدنية، وقدمت لهم “الدولة” خدمات المياه والكهرباء وغيرها، وتأخذ منهم الضرائب على أنه مال محترم ونشاط مشروع..! وتدافع عن حقوقهم وتمنع التعدي عليهم وتمنع أن يقف أحد حائلا بينها وبين الناس.. الى آخر حقوق التعامل مع السلع والخدمات التي يبيحها القانون.

وهذا الذي ذكرناه هو المقتضيات العملية لتحليل ما حرم الله، بواقع عملي، رفضا لشريعة الله وتبديلا لها.

وهذا بدوره يشيع المعاصي بين الجماهير التي قد تكون غافلة عن معنى “تحليل الحرام” وإنما تتعامل على وجه المعصية.. لكن في الوقت نفسه يقع من يقع في النفاق ممن يدرك معنى تحليل الحرام فيقبل هذا التحليل فيقع في النفاق الأكبر؛ بل بعضهم يبرره ويفسلفه، ويدافع عنه..!

خاتمة

إذا أدركنا هذا فيجب في المعالجة التي يقوم بها الدعاة والعلماء ألا يتناولوا حالة “المعصية” فقط بل يجب أن ينظروا الى الرافد الذي ينتجها، ويواجهوه مواجهة عقدية ببيان جريمة التبديل ومواجهتها وحشد الأمة لرفضها وبيان مناقضتها لعقيدة المسلم ولأصل الإيمان والإسلام. وأن أصل هذا الدين يقتضي قبول شرع الله، ورفض ما سواه.

هذا مع الموعظة للكف والزجر عن معاصي الله، لمن يتناول المحرمات على وجه المعصية لا الاستحلال..

وذلك الى أن يحين الوقت فيكون للحق قوته المضافة الى هذا فيزجر المستهترين بحدود الله والمتعدين عليها.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “الجزيرة – مصر”، على الرابط:
     زحام على محل خمور في المنصورة

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة