ليس الوقوع في المخالفة هو ما يتجرأ عليه حكام الخليج؛ بل يريدون تغيير ثوابت العقل المسلم وعقيدته، وتغيير تصورات المسلمين عن دينهم ليسمح لهم بعلاقات الولاء المحرم مع الكافرين، بجميع أنواعه.
الخبر
” نشر بن زايد على تويتر مقالة في مجلة (The Spectator) البريطانية، تحت عنوان: “إصلاح الإسلام.. تحالف عربي إسرائيلي يتشكل في الشرق الأوسط“. فأعاد نتنياهو نشر التغريدة معلقاً عليها بالقول “أرحب بالتقارب الذي يحدث بين إسرائيل والكثير من الدول العربية. لقد آن الأوان لتحقيق التطبيع والسلام”.
وقال المقال الذي كتبه المحلل السياسي البريطاني “إد حسين”: “خارطة جديدة ترسم للعقل المسلم بشأن إسرائيل، حيث إنّ الكراهية تجاهها في حالة تبدد”، مشيرا إلى أن “تحالفا عربيا إسرائيليا يتشكل في الشرق الأوسط”.
وقال نتنياهو: “نمضي قدما نحو آفاق جديدة من الأمل والسلام مع جيراننا العرب”. ونوه نتنياهو إلى أن هذا التقارب يأتي كنتيجة للسياسات التي اتبعتها حكومته وحولت إسرائيل إلى “قوة صاعدة في المنطقة والعالم”. وأضاف الصهيوني قائلا: “ليس بإمكاني الإفصاح لكم عن تفاصيل جميع الخطوات التي قدتها مع رفاقي على مر السنين. أستطيع فقط أن أقول إن هذا التصريح هو نتيجة نضج اتصالات وجهود كثيرة تستأهل الصمت حاليا، وأشدد على الكلمة “حاليا”. وأضاف قائلا “إنه من الأفضل التكتم في مثل هذه المواقف”. (1موقع “CNN العربية، 22/12/2019، على الرابط:
تعليق جديد من نتنياهو على تغريدة وزير الخارجية الإماراتي.. فماذا قال عن “تدفئة” العلاقات؟
وموقع “الجزيرة”، 22/12/2019، على الرابط:
قال إنه من الأفضل التكتم في مثل هذه المواقف.. نتنياهو: تصريحات وزير خارجية الإمارات عن التحالف الجديد هي نتيجة عملنا)
وموقع “الميادين”، 21/12/2019، على الرابط:
وزير الخارجية الإماراتي يروّج للتطبيع ونتنياهو يرحّب)
التعليق
يحول الإسلام دون شهوات الملوك المحرمة بل والمجرمة من قبول الكيان الصهيوني وقبول تموضعه في المنطقة، وغرسه في جسد الأمة، ليقوم بدور “بؤرة الصديد المتقرحة” والتي تُمرض الجسد المسلم وتفرق كيانه وتنهش مقدساته وتُخضعه لمؤامرات الغرب وتصبح جلادا متقدما لتأديب حكومات وشعوب المنطقة إن أرادت الاستقلال أو التنمية أو امتلاك القوة، ناهيك عن إقامة الدين.
والكيان الصهوني هو قاعدة عسكرية غربية متقدمة؛ هذا دوره، وهو محروس بجيوش الغرب وسياسييه وقوانينه وقراراته ومجلس غدره الملعون.
ولكن يحول دون تمكين هذا الكيان وسيطرتِه “رفضُ” الشعوب المسلمة و”وعيُها” وعقائد ودين عظيم، هو “الإسلام“؛ ومن ثم كانت الإجراءات المتتالية التي لا يقوم بها الغرب بنفسه بل عملاؤه ومجرموه، أولئك الطواغيت الذين يمثلون أدنى عدو ليواجهوا “رفض” الشعوب وإرادتها، ويغيبوا “وعيها”، ويواجهوا “الإسلام” القائد لها.
فأما (رفض الشعوب) فقد تم تطويعه بالهزائم المتتالية وفرض الضعف والتخلف على المسلمين، والتصميم على عدم خروجهم من التبعية وإغراقهم في حالة متتالية من “الاحتياج” تؤدي الى “التبعية”؛ يؤديان بدورهما الى “الفساد”، ومن ثم يرسّخ الفسادُ الاحتياجَ ثم يؤديان الى التبعية.. في حلقة خبيثة متشابكة يحرص عليها الغرب بدراساته وإشرافه لئلا تحدث حركات تحرر إسلامي بخاصة.
وأما (الوعي) فيتم التلاعب به باستمرار؛ إذ تتم في السنوات الأخيرة حملة منظمة في تشويه المسلمين والتيار الإسلامي في المنطقة بأسرها، وتشويه المسلمين في فلسطين بخاصة، والمجاهدين من أهلها على وجه الخصوص؛ حتى أوصلوا الى شعوب المسلمين أنه لا خطر قادم من الكيان الصهيوني وأنجاسه..! وإنما الخطر قابع في “حماس” و”غزة” وكل شريف وطاهر، ومن كل داعية ومجاهد.. وهكذا في انقلاب للفطرة والعقول، وانتكاسة للرؤوس..!! ولله المشتكى.
وبقي للمجرمين أن (الإسلام) ذاته هو الحصن الحصين إذ هو باق بعقائده ووحيه وأحكامه يرفض الدنية ويأمر أهله بالجهاد والخروج من أوضاع المذلة؛ ومن هنا التفت المجرمون الى التلاعب بدين الله والتعدي على ثوابته وتغيير عقول وعقائد أبنائه لإنشاء كيانات وتحالفات يكون الصهاينة جزءا منها.
ومن هنا يفخر “نتنياهو” بجهده في هذا المجال. والحقيقة أنه ليس ثمة جهد كبير قام به بقدْر ما قام به طواغيت العرب بمنع صوت العلماء والدعاة والمجاهدين، وتعريض الأمة للفتن المتتالية؛ إذ إن خطة الطغاة أن يلقوا للشعوب شهوات تلمع فتخطف أبصار عموم الناس وضعاف البصائر؛ حتى ينشغلوا بها فيفرغ الطريق للطغاة من المقاومة والرفض ومن الوعي والإرادة الشعبية.
لا قوة للشر؛ بل إنه ينتفش ويشق طريقه المشؤوم عندما يغيب أهل الحق أو يُغَيَّبون قسرا وقهرا. ولهذا تبقى مشكلة الأمة واضطراب المنطقة نابعا من حالة “الفراغ” التي تشهدها الأمة؛ الفراغ من دور الأمة وعلمائها ودعاتها والقيادات فيها.
لكن غفل المجرمون ـ على أصنافهم ومللهم آمالهم ـ أن هذا الدين دين رباني، وأن الله تعالى ولي المؤمنين، وأنه لو بدا للمجرمين أنه لا يحول دون المؤمنين حائل وأن هذه أمة مستباحة؛ فهم واهمون؛ فالله تعالى يدفع أهل الباطل بأهل الحق وبأقداره وبتدبيره للمؤمنين، وأن هذا “الغزل” بين شياطين العرب وشياطين اليهود والذي يتفاخر به ذووه لن يلبث أن يكون تهمة وعارا وأن تسقطهم الأمة وتهينهم كما يستحقون.
قال صلى الله عليه وسلم: «تُقَاتِلُكُمُ اليَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ يَقُولُ الحَجَرُ : يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، فَاقْتُلْهُ» (2رواه البخاري (3593)، ومسلم (2921))
……………………………….
هوامش:
- موقع “CNN العربية، 22/12/2019، على الرابط:
تعليق جديد من نتنياهو على تغريدة وزير الخارجية الإماراتي.. فماذا قال عن “تدفئة” العلاقات؟
وموقع “الجزيرة”، 22/12/2019، على الرابط:
قال إنه من الأفضل التكتم في مثل هذه المواقف.. نتنياهو: تصريحات وزير خارجية الإمارات عن التحالف الجديد هي نتيجة عملنا
وموقع “الميادين”، 21/12/2019، على الرابط:
وزير الخارجية الإماراتي يروّج للتطبيع ونتنياهو يرحّب - رواه البخاري (3593)، ومسلم (2921).