بالفعل ذهب النظام المصري بخياناته وخطورته على البلاد وعلى الأمة؛ ذهب بملف مياه النيل ليسلمه للعدو القابع خلف البحار لينسق ويتحكم في مياه الشرب للمسلمين؛ فيعطي للعدو ويقتل أهل البلاد..!
الخبر
“قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه أجرى “محادثات مع مسؤولين في مصر وأثيوبيا والسودان بخصوص الخلاف الذي أثاره سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل”.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية “لا نعتبر هذه المباحثات مجالا للتفاوض الفني، لكننا نشارك فيها كما تفعل بقية الأطراف بهدف توضيح موقفنا” وأضاف: “هذه ليست مفاوضات، والولايات المتحدة ليست وسيطا، ولا يمكن أن تكون هذه هي اللهجة الصحيحة للحوار”.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه اجتمع، الأربعاء بممثلي مصر إثيوبيا والسودان للمساعدة في النزاع بين البلدان الثلاث حول سد النهضة الإثيوبي.
وكتب ترامب، في تغريدة له على تويتر، “لقد عقدت للتو اجتماعًا مع كبار ممثلي مصر وإثيوبيا والسودان للمساعدة في حل نزاعهم الطويل حول سد النهضة الإثيوبي الكبير..”
وجاءت مشاركة الرئيس الأمريكي في المفاوضات، بعدما أعلنت مصر، فشل مفاوضاتها المباشرة مع إثيوبيا والسودان، وعلى طلب من مصر”. (1موقع CNN العربية، 6/11/2019، على الرابط:
ترامب: اجتماعات سد النهضة سارت بشكل جيد والمناقشات مستمرة) (2موقع BBC عربي، 7/11/2019، على الرابط:
سد النهضة: اتفاق مصر وإثيوبيا والسودان على التوصل لحل للأزمة قبل منتصف يناير)
التعليق
ذهاب مفاوضات مياه النيل الى حضن الأمريكيين له دلالات مهمة وخطرة..
أولا: أنه جاء بناء على طلب “النظام المصري”، بعد إعلان فشل المفاوضات مع الإثيوبيين؛ تلك المفاوضات التي اتسمت بالتهاون الشديد، والهزل في موضع الجد، والكذب على الأمة، والتطمين في موضع التحفز.
والذي يطلب الوساطة هو صاحب موقف ضعيف، وهو بمثابة إعلان أنه لا يملك حيلة أخرى؛ ولهذا طلب وسيطا ثالثا؛ وإلا فلو استطاع حل مشاكله بنفسه لما فعل ذلك. وهذا الموقف فهمه الإثيوبيون تماما. وأخذوا يصرون بعد جولة المفاوضات في أمريكا أن هذه لقاءات تشاورية ولا رجوع عن استكمال السد وطريقة ملئه.
ثانيا: في الإقليم دول كبيرة وثقيلة، بها تتحدد ملامح المنطقة العربية. وكانت هذه الدول هي مصر والمملكة السعودية والعراق وسوريا، والجزائر بنسبة أقل. وفي الإقليم تبدو إيران وتركيا. سقط العراق بالغزو الأمريكي وسقطت سوريا بجرائم نظامها من معادلات القوة ـ بغض النظر عن طبيعة الحكم الطاغوتي الطائفي بها ـ وضعفت الجزائر مع المومياء الحاكمة لعشر سنوات “بو تفليقة”. وبرزت القوة الإقليمية الأخرى.
ولم يتبق غير مصر والسعودية. وهذان بدورهما ضعفا بل سقطا سقوطا ناعما؛ مصر بالانقلاب العسكري العلماني الصهيوني، بعدما كانت على مشارف تغيير المنطقة بمعادلاتها. وضعفت المملكة مؤخرا بالذَيْن جاءا بعد شؤم دعم قتل المسلمين وحرب الإسلام في مصر.
وهنا وجدنا أن مصر التي كان من المفترض أن تحل مشاكلها بنفسها؛ وتكون هي الوازنة والمشرفة لمعالجة قضايا المنطقة كقوة إقليمية محترمة؛ نجدها تسقط ضعيفة يتلاعب حكامها بها وبمقدراتها؛ ثم بمستقبل وجودها، ثم تعلن العجز والفشل، وتطلب المساعدة على إبقائها حية..!
هذا ما أوصلَنا اليه عملاء الغرب والصهاينة، العلمانيون والملاحدة الذين أقصى ما يفكرون فيه هو نشر الرذائل وفرك أيديهم فرحا بتنحية الشريعة وانتشار الإلحاد وخفوت صوت الإسلام وضعف أهله..! ولا ينامون إلا على صوت أنين أسرى المسلمين، ولا يحيَوْن إلا على جرعات دماء الشباب الطاهر فوق أعواد المشانق أو بالتصفيات الجسدية خارج القانون الذي وضعوه بأنفسهم..!
إننا نسجل هذا الضعف لأن له ما بعده، وعليه ترتبات سلبية على هذا الجزء من الأمة.
ثالثا: أن وجود الأمريكيين وتسلمهم لملف “الوساطة” ظاهرا، والإشراف على التقسيم “حقيقة”؛ يعني الوجود الصهيوني وإشرافه على العملية وحجز شروطه وحصته، ووضع مصر في خانة الإبتزاز باقتدار وتمكن صليبي صهيوني..!
والعجيب أن الأمر متسق من البداية الى اللحظة الحاضرة في طريقة الهيمنة على ملف المياه في مصر؛ فقد بدأه “بيريز” الرئيس الصهيني السابق عام (2014) بعد تسلم عميلهم الطاغية للبلاد؛ وقال:
“إننا اقترحنا على المصريين وأشرنا عليهم ألا يدخلوا في مواجهة مع إثيوبيا بل يتفاوضون وأننا مستعدون للمساعدة في ذلك”. (3راجع إن شئت هذا الرابط على اليوتيوب:
شيمون بيريز للسيسي:اتركوا اثيوبيا و نحن سنعوضكم)
وكانت هذه نقطة؛ ثم تبعها الآن مرحلة ممارسة هذا الدور برغبة مصرية..! وطلب رسمي..!!
وأخيرا
تتراوح معالجة هذه المسألة الحيوية لأهل مصر بين الإذلال والضعف لمصر، وبين الخبث والسرية من قادتها. وستبقى تتراوح بين هذين الخطين؛ إعلان ضعف ومذلة، وتنفيذ خبيث لمصلحة الصهاينة.
إن “مصر” كبلد مسلم له ثقله بين الأمة ودوره التاريخي والمنوط به، وبما يحمله من آمال لنهوض الأمة وإمكانيات هو خارج حسابات الطغاة؛ فالحسابات المعتبرة والفاعلة حاليا هي تنفيذ رغبات: الأمريكيين، والشركات المتعددة الجنسيات، والكيان الصهيوني، وطبقة العسكر ليسرقوا أموال الأمة، وتتبعهم فئات الفاسدين والأقباط.
أما البلاد كجزء من الأمة الإسلامية فيراد لها التركيع والموت، وهو ما تساق اليه تحت سمع وبصر أبنائها بين مدرك عاجز، وبين قادر لاهٍ؛ في قسمة يُرجى فيها من رب العالمين، لا من غيره؛ إنقاذ هذه البلاد.
………………………………..
هوامش:
- موقع CNN العربية، 6/11/2019، على الرابط:
ترامب: اجتماعات سد النهضة سارت بشكل جيد والمناقشات مستمرة - موقع BBC عربي، 7/11/2019، على الرابط:
سد النهضة: اتفاق مصر وإثيوبيا والسودان على التوصل لحل للأزمة قبل منتصف يناير - راجع إن شئت هذا الرابط على اليوتيوب:
شيمون بيريز للسيسي:اتركوا اثيوبيا و نحن سنعوضكم