حدثنا القرآن عن النفاق والمنافقين، وأوصافهم وأخلاقهم، ومكائدهم ودسائسهم، فما رأيناها تغيرت عبر الأزمان، ولا اختلفت باختلاف الأوطان؛ فما اختلف وصفُهم في الحاضر عن وصفهم في الماضي، ولا تطورت أخلاق المعاصرين منهم عن أخلاق سابقيهم إلا أنها ازدادت خسة ومكرًا وضغينة على الإسلام وأهله.
من أخلاق وصفات المنافقين في واقعنا
أجمل الإمام ابن القيم رحمه الله في -المقال السابق [أوصاف المنافقين وخصالهم (1-2)]-أهم صفاتهم في كلام نفيس خبير بالقوم، ويضم إلى ما ذكره رحمه الله في وصف المنافقين الصفات التالية:
27- قلة ذكرهم الله عز وجل وتكاسلهم عن الصلاة، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 142]، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله وهو يعدد فوائد الذكر: (إن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق، فإن المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل، قال الله عز وجل في المنافقين: ﴿وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ ، وقال كعب: من أكثر ذكر الله عز وجل برئ من النفاق. ولهذا -والله أعلم- ختم الله تعالى سورة المنافقين بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9]، فإن في ذلك تحذيرا من فتنة المنافقين، الذين غفلوا عن ذكر الله، فوقعوا في النفاق، وسئل بعض الصحابة رضي الله عنهم ، عن الخوارج: منافقون هم؟ قال: لا، المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا. فهذا من علامة النفاق قلة ذكر الله عز وجل، وكثرة ذكره أمان من النفاق، والله عز وجل أكرم من أن يبتلي قلبا ذاكرا بالنفاق، وإنما ذلك لقلوب غفلت عن ذكر الله عز وجل)1(1) الوابل الصيب ص 110..
28- الاستهزاء بآيات الله عز وجل والجلوس مع المستهزئين بها، قال الله عز وجل: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ [ النساء: 140].
29- الإفساد في الأرض وتسميتهم ذلك إصلاحا، قال الله عز وجل عنهم: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: 11 – 12].
30- التستر بالدين وببعض الأعمال المشروعة للإضرار بالمؤمنين والتفريق بينهم، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [التوبة: 107].
31- رمي المصلحين بالفساد والإفساد والسفه. وهي سنة فرعونية قالها فرعون لموسى عليه السلام، حيث وصف نفسه بقوله: ﴿وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [غافر: 29]، وقال عن موسی عليه السلام: ﴿إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾ [ غافر: 26]. وها هم المنافقون يقول الله عز وجل عنهم: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 13].
32- مرجفون: فليس لهم من هَم عند المحن والشدائد إلا الإرجاف، والتخويف، وتثبيط العزائم، وإرهاق الهمم.. إنهم السوس الذي ينخر في صفوف المؤمنين، محاولين تحقيق ما لم يستطع العدو تحقيقه في الأمة، فيشقون الصفوف، ويثيرون الفتنة، ويحاولون زعزعة أي تماسك للمؤمنين: ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾ [الأحزاب: 12].
33- يتولون الكافرين ويتنكرون للمؤمنين: زاعمين أن العزة عند الكافرين، فيسعون لها عندهم، لكنهم لن يجدوها إلا عند الله العزيز الجبار: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ [النساء: 139]. فهم أسرع الناس توافقا مع اليهود والنصاري في شدائد الأمة، قال تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾ [المائدة: 52].
34- البذاء والبيان: عن أبي أمامة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق»2(2) أخرجه الترمذي (2027 )، وأحمد (22366 )، والروياني في (المسند) (1263).. قال الترمذي: «والعي قلة الكلام، والبذاء هو الفحش في الكلام، والبيان هو كثرة الكلام، مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون فيوسعون في الكلام، ويتفصحون فيه، من مدح الناس فيما لا يرضي الله عز وجل».
35- يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا: قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [ النور: 19]. كما أن في قلوبهم مرض الشهوة، قال الله عز وجل: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ [الأحزاب: 32].
36- النكول عن الجهاد وتسميته بالفتنة : قال الله تعالى: ﴿وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ [التوبة: 49]. قال ابن كثير: (يقول الله تعالى: «ومن المنافقين من يقول لك يا محمد: ﴿ائْذَن لِّي﴾ [التوبة: 49]، في القعود ﴿وَلَا تَفْتِنِّي﴾ [التوبة: 49]، بالخروج معك بسبب الجواري من نساء الروم، قال الله تعالى: ﴿أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا﴾ [التوبة: 49]، أي: قد سقطوا في الفتنة بقولهم هذا)3(3) تفسير ابن كثير4/ 161.. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من شعب النفاق»4(4) رواه مسلم..
37- لا ينفعهم القرآن بل يزيدهم رجسا إلى رجسهم: قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ [التوبة: 124 – 125].
38- مظاهرة الكافرين ومعاونتهم على المؤمنين: وهذه من أخص صفات المنافقين، فهم في الظاهر مع المؤمنين، لكنهم في الحقيقة مع الكفار: عيونا وأعوانا لهم، يكشفون لهم عورات المسلمين وأسرارهم، ويتربصون بالمؤمنين الدوائر . قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [المائدة:51 – 52].
قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية بعدما ذكر الخلاف في المعني بهذه الآية: (والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا أن يتخذوا اليهود والنصاری أنصارا وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله، وأخبر أنه من اتخذهم نصيرا وحليفا ووليا من دون الله ورسوله والمؤمنين، فإنه منهم في التحزب على الله وعلى رسوله والمؤمنين)5(5) تفسير الطبري 10/ 398 ت أحمد شاكر.. ومن علامة ذلك ظهور رحمة المنافقين في قضايا الكفار ومصائبهم والفتور وعدم الاكتراث عن قضايا المسلمين.
39- الرضا بأسافل المواضع خوفا وجبنا. قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ﴾ [التوبة: 86] قال ابن كثير: «يقول تعالى منكرا وذاما للمتخلفين عن الجهاد الناكلين عنه مع القدرة عليه ووجود السعة والطول، واستأذنوا الرسول في القعود، وقالوا: ﴿ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ﴾ [ التوبة: 86]، ورضوا لأنفسهم بالعار والقعود في البلد مع النساء وهن الخوالف، بعد خروج الجيش ، فإذا وقع الحرب كانوا أجبن الناس، وإذا كان أمن كانوا أكثر الناس كلاما، كما قال تعالى عنهم في الآية الأخرى: ﴿فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ﴾ [الأحزاب: 19]6(6) تفسير ابن كثير 4/ 194 ط. دار طيبة..
40- يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا. قال الله تعالى: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران: 188]. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه ، وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾7(7) البخاري (4567) مسلم (2777)..
41- يعيبون العمل الصالح ويرضون ويسخطون لحظوظ أنفسهم: قال الله تعالى: ﴿وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾ [التوبة: 58].
42- بخلهم وقبض أيديهم عن الإنفاق في سبيل الله عز وجل. قال الله عز وجل: ﴿وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ [التوبة: 54]، وقال عنهم: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ﴾ [التوبة: 67]، ويضمون إلى هذا البخل تضييقهم على المؤمنين في أرزاقهم، وينفرون الناس عن الإنفاق عليهم قال تعالى: ﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا﴾ [المنافقون: 7].
43- اشمئزازهم وكراهيتهم بالاحتجاج بالقرآن قال الله عز وجل: ﴿وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا﴾ [الحج: 72]، ويقول الله عز وجل: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ [الزمر: 45].
44- الاهتمام بالمظاهر وإهمال المخابر والسرائر، قال الله تعالى عنهم: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ﴾ [المنافقون:4].
45- من خصال المنافقين مسايرة الناس وإرضائهم ولو سخط الله عز وجل قال تعالى: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [التوبة: 62].
46- المنافقون أشد الناس خوفا من النقد، لأنهم يبطنون ما لا يظهرون فيخشوا انکشافه، قال الله عز وجل عنهم: ﴿يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: 64]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُوا ۚ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ [التوبة: 127]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ﴾ [المنافقون: 4]8(8) انظر: تغريدات الشيخ عبدالعزيز الطريفي..
47- ذنوب الخلوات كثيرة عند المنافقين، لأنهم كما وصفهم الله سبحانه وتعالى: ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ﴾ [النساء: 108]9(9) انظر: المصدر نفسه ..
48- يختلف المنافقون والمنافقات على دنياهم، ولكنهم يجتمعون على كره الحسبة وأهلها، وذكر النساء المنافقات مع الذكور في حرب وكره أهل الحسبة، لأن الشهوات واحدة ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ﴾ [التوبة: 67]10(10) انظر: المصدر نفسه ..
49- من صفات المنافقين في القرآن حرب الحق بواسطة حرب أهله ورموزه، لأن لكل فکر حاملا، فإذا سقط الحامل سقط المحمول11(11) انظر: المصدر نفسه ..
50- المنافق يمدح من أعطاه ولو كان على باطل، ويذم من منعه ولو كان على حق، قال تعالى: ﴿فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾ [التوبة: 58]12(12) انظر: المصدر نفسه..
51- الصحابة رضي الله عنهم يرون أن من صفات المنافقين المجادلة عن المنافقين ومن علامات النفاق بغض الصحابة رضي الله عنهم، كما جاء في الحديث الصحيح: «آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار» .
52- سوء الظن بالله عز وجل، وتسخطهم لأقدار الله . يقول الله عز وجل عنهم يوم أحد: ﴿وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ﴾ [آل عمران: 154]، وقال عنهم سبحانه وتعالى: ﴿بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا﴾ [الفتح: 12].
53- مصابون في قلوبهم بأمراض الشبهات والشهوات. في قلوبهم زيغ يتبعون المتشابه، ويعرضون عن المحكم. قال الله عز وجل: ﴿لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ﴾ [الحج: 53].
الهوامش
(1) الوابل الصيب ص 110.
(2) أخرجه الترمذي (2027 )، وأحمد (22366 )، والروياني في (المسند) (1263).
(3) تفسير ابن كثير4/ 161.
(4) رواه مسلم.
(5) تفسير الطبري 10/ 398 ت أحمد شاكر.
(6) تفسير ابن كثير 4/ 194 ط. دار طيبة.
(7) البخاري (4567) مسلم (2777).
(8) انظر: تغريدات الشيخ عبدالعزيز الطريفي.
(9) انظر: المصدر نفسه .
(10) انظر: المصدر نفسه .
(11) انظر: المصدر نفسه .
(12) انظر: المصدر نفسه.
اقرأ أيضا
فتنة المنافقين وأثرها على المجتمع .. (1-2)
فتنة المنافقين وأثرها على المجتمع .. (2-2)