قد تخدع مظاهر الملك البراقةُ المخادعةُ، بعضَ الناس، حينا. فإن فتشت فيهم وجدتهم أذلة صاغرين، أخبرك الله بهذا، ثم أظهره تعالى بما يجريه على أيدي العدو حين يهينهم على الملأ.

الخبر

“كشفت “نوعا لانداو” مراسلة الشؤون الدولية في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن “أعضاء الوفد البحريني القادمين للتوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل، يحاولون في الساعات الأخيرة أن يعرفوا من المندوبين الأمريكيين تفاصيل النسخة الفعلية التي سيوقعها وزير خارجيتهم في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو”.

وقال معلق إسرائيلي إنه “عندما يتعلق الأمر بمحتال مثل نتنياهو، أنصح البحرينيين بقراءة النسخة التي يتلقونها بعناية، وعدم إخراجها من أيديهم للحظة..!”.

معلق آخر قال: “هذا الموقف مع الوفد البحريني يعيد إلى الأذهان ما حصل مع الرئيس الصربي في البيت الأبيض، للتوقيع على وثيقة إنهاء الصراع مع كوسوفو، حينها لم يفهم ما كان من المفترض أن يوقع عليه، عندما تحدث ترامب عن نقل سفارة بلاده إلى القدس”. (1موقع “عربي 21″:
مفاجأة.. وفد البحرين لم يعلم على ماذا يوقع بالبيت الأبيض
)

التعليق

إنما سقنا لك هذا الخبر لتعلم أن الملوك ليسوا ملوكا؛ إنما هم عبيد أذلة. وأن الله تعالى كتب عليهم الذلة، وستعرف هذا من نظرة عدوك لهم وتعامله معهم، وهو يهينهم الى هذه الدرجة..

فـ “أصحاب الفخامة والجلالة والسموّ”، ليسوا إلا عبيدا قمأة صاغرين، بلا قيمة ولا وزن.

وأنهم لا يستحقون ملكا على بلاد المسلمين بل يستحقون ضرب النعال والإلقاء في المزابل. وأن من يبيع الدين والعرض والأرض والمقدسات، ويتنكر لقضايا المسلمين ويرتمي في حضن العدو، لا يمثل الأمة ولا ينجرّ خلفه إلا ساقط مثله. وأنهم قفزوا على ملك المسلمين لغفلة أو لعجز.

فقط غابت الأمة. وعندما غابت خرجت الجرذان من جحورها لتعبث وتُفسد، وخرج النفاق من أنفاقه ليستعلن، وخرج السفهاء التافهون ليتكلموا في أمر الأمة وقضاياها المصيرية.

إن الذين وقّعوا على اتفاقيات لم يُطلعهم العدو على نصوصها ليعلموا على أي شيء وقّعوا، لتعلم أنهم أُجراء. ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾ (مريم: 81-82) ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ﴾ (غافر: 56).

ولتعلم أن انتفاختهم على المسلمين فارغة، وأن تكبرهم وراءه خواء وضعف أبعد مما تتصور. فليهونوا عليك كما هانوا على الله فعصوه وعادوه، وهانوا على العدو فجعلهم في موضع ذلة تحت عين العالم وسمعه.

لا يملأ قلبك سوى هيبة الله العظيم وجلاله، ولا تُولِّ وجهك الا شطر قبلتك، لا تهبهم ولا تعظّمهم؛ اجعلهم تحت قدميك وامضِ. فبدينك أنت أعز، وبطاعتك أنت أشرف.

وعلى الأمة أن ترذلهم. وإن عجزت اليوم عن التخلص منهم فلتعلم أن الوقت الآني حالة شاذة من التاريخ وأوضاع مقلوبة من الحياة، وأن الأراذل في مكان لا يستحقونه.. ولا بد يوما أن تعتدل الحياة.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “عربي 21″:
    مفاجأة.. وفد البحرين لم يعلم على ماذا يوقع بالبيت الأبيض

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة