لا يشعر الطغاة بأنفسهم إلا وهم في خندق الموتى، هَلْكى بين حفر القبور، تبقى ذكراهم تستدر عليهم اللعنات، ويبقى ما تسببوا فيه من آلام يستدر عليهم السيئات.
الخبر
دساتيرٌ مخالفة لدين الله تعالى لا تلزم الناس بالاسلام ولا تعيد التشريع الى الله وحده، ولا تحترم هوية الاسلام، بل وتحذف نصوصا سابقة كانت تجرم التعدي على الذات الإلهية والأديان..! دساتير تؤسس لدولة علمانية على النمط الغربي في جانب البعد عن الاسلام دون الحقوق ودون التحديث..!
وبرغم ذلك فإنهم يتلاعبون بها تلاعب الأطفال استخفافا بأتباعهم وتلاعبا بشعوب غابت عن إرداتها وغُيّبت عنها.
نواب مستخدَمون، وأقزام منتفشة، تخفي وراءها حالة عبودية للطواغيت
جاء على موقع “الأناضول”، تحت عنوان “البرلمان المصري يقر نهائيا إمكانية بقاء السيسي في الحكم حتى 2030”:
“وافق البرلمان المصري، الثلاثاء (16/4/2019)، نهائيا على مادة انتقالية بتعديلات الدستور تسمح ببقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى عام 2030 .
ووفق ما نقلته صحيفة الأهرام المملوكة للدولة، وافق النواب بجلسة اليوم على المادة الانتقالية رقم (241 مكرر): “تنتهي مدة رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء ست سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيساً للجمهورية في 2018، ويجوز إعادة انتخابه لمرة تالية”.
وبشأن المادة الانتقالية، أكد رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال أن المادة الانتقالية 241 مكرر، ستطبق بأثر فوري مباشر”.
“ودستور 2014، كان يسمح بفترتين رئاسيتين فقط، كل منهما مدتها 4 سنوات، حيث تولى السيسي فترته الأولى من 2014 إلى 2018، ثم الثانية والأخيرة بدأت يونيو/ حزيران 2018.
ووفق دستور 2014، كانت تنتهي مدة ولاية السيسي في 2022، إلا أن التعديل الجديد يتيح البقاء حتى 2024 (الأثر الفوري)، مع إمكانية ترشحه لمدة جديدة 6 سنوات”. (1موقع الأناضول، بتاريخ: 16/4/2019، على الرابط:
البرلمان المصري يقر نهائيا إمكانية بقاء السيسي في الحكم حتى 2030) (2وراجع موقع (BBC عربي) بتاريخ 16/4/2019، على الرابط:
التعديلات الدستورية: البرلمان المصري يقر تعديلات تتيح للسيسي البقاء رئيسا حتى 2030)
وسارع العبيد في التنفيذ
جاء على موقع (CNN)” بالعربية” تحت عنوان”مصر.. تحديد موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية في الداخل والخارج”
“أعلنت هيئة الانتخابات في مصر، الأربعاء، عن موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي أقرها مجلس النواب الثلاثاء.
ودعت الهيئة المصريين في الخارج للمشاركة بالاستفتاء في 19 و20 و21 إبريل/نيسان الجاري، وفقا لما أعلنته الأربعاء.
أما بموعد الاستفتاء للمصريين في الداخل فسيجري على أيام 20 و21 و22 إبريل/نيسان الجاري”.(3موقع (CNN)” بالعربية”، بتاريخ 17/4/2019، على الرابط:
مصر.. تحديد موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية في الداخل والخارج)
ثم توافد المخدوعون
وجاء على موقع (CNN)” بالعربية”، تحت عنوان: “بدء تصويت المصريين بالخارج على تعديلات الدستور.. وجمعة يؤكد إبعاد المساجد عن السياسة“:
“بدأ المصريون المقيمون خارج البلاد، بالتصويت على التعديلات الدستورية التي أقرها البرلمان المصري، والتي تتضمن موادا أبرها تمديد الفترة الرئاسية للرئيس المصري الحالي، عبدالفتاح السيسي.
عملية التصويت للمصريين في الخارج تتم فى 140 مقرًا انتخابيًا في 124 دولة تتواجد بها البعثات المصرية في الخارج، حيث أنه وطبقًا للضوابط المنظمة لعملية التصويت، تستقبل البعثات المصرية المواطنين المصريين للتصويت في الاستفتاء خلال أيام 19 و20 و21 أبريل 2019”.
“وزير الأوقاف المصري، محمد جمعة، حث الشعب المصري للمشاركة “الإيجابية” في الاستفتاء على تعديل بعض بنود الدستور معتبرا ذلك “في إطار الواجب الوطني”..!! (4موقع (CNN)” بالعربية”، بتاريخ 19/4/2019، على الرابط:
بدء تصويت المصريين بالخارج على تعديلات الدستور.. وجمعة يؤكد إبعاد المساجد عن السياسة)
لكن الرماد يخفي تحته جمرا قد يأتي لهم بما لا يحتسبون
جاء على موقع “عربي 21″، تحت عنوان: “مؤشرات قد تقلب موازين النظام حول التعديلات الدستورية”
“في دراسة محلية مثيرة للجدل أصدرها مركز مصري لدراسات الرأي العام، حول الاستفتاء على التعديلات الدستورية المثيرة للجدل؛ كشفت مؤشراتها تراجع بين المصريين في تأييد خطوة النظام”.
” الدراسة الميدانية التي أعدها المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام ” تكامل مصر”، رصدت انخفاض نسبة المشاركة المتوقعة بالاستفتاء لـ (4.8) بالمئة من إجمالي من لهم حق التصويت”.
“وحول دلالات الدراسة، وكيف تكشف عن تغيرات حقيقية بالشارع المصري، قال مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية باسطنبول، د. ممدوح المنيّر:
“بكل تأكيد تعبر عن واقع الشعب الذي أصبحت غالبيته الساحقة ترفض السيسي، ونظامه بعد انكشاف حقيقته وكذب دعاويه عن الرخاء الاقتصادي”.
الأكاديمي المصري، أكد لـ”عربي21″، أنه “حتى مؤيدي السيسي، من العامة أو الأقباط؛ انقلب معظمهم عليه بعد الواقع المر الذي جاء به حكمه العسكري”، مشيرا إلى أن “الأقباط كانوا حصان طروادة في استقرار نظام السيسي، وإعطائه المشروعية الشعبية عبر حشودهم التي كان يروج أنها تمثل المصريين جميعا”.
” وفي قراءته لمؤشرات الدراسة أكد الإعلامي حازم غراب، أنها “ترجمة بالغة الدقة والدلالة على حال المصريين في ظل هذا الظرف السياسي والواقع المعاش”. (5موقع “عربي 21″، بتاريخ 18/4/2019، على الرابط:
مؤشرات قد تقلب موازين النظام حول التعديلات الدستورية)
دلالات الخبر
شهوات مُنسية
شهوات رُكِّبت في الإنسان، ولو اندفع معها فقد لا يدري بنفسه، ولا يدري بعمره، ولا يدري بما يليق مع أنه “إنسان مؤقت الوجود على ظهر الأرض” وليس خالدا؛ فإذا به يطلب من الدنيا ما لا يكون، أو ما يشك فيه، أو ما لا يتناسب مع العمر والرحيل العاجل..
ولهذا ذكر تعالى عن الكفار قوله فيهم ﴿أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ﴾ (إبراهيم: 44)
وعلى أحد أوجه التفسير أنهم بلسان حالهم وما يبنون ويطلبون من النعيم وتقلّبهم فيه؛ كأنهم يقسمون أنهم ما لهم من زوال ولا موت ولا انتقال من الدنيا.
وأمام هذه الشهوات فقد يعصرون آلافا من الناس، ويحطمون آلافا من الأُسر، ويسرقون مستقبل الملايين من الناس ويتسببون في ضياع دين الخلق ودنياهم.
والجميع ينسون الموت، وكأنه حديث بعيد ﴿ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ (ق: 19) ﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ (فصلت: 44).
وعندما ينسى الإنسان لقاء الله؛ إذ به يطغى ولهذا يذكّره الله به ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾ (العلق: 6 – 8)..
عندما يغيب الإيمان بلقاء الله يعوجّ المنهج وينحرف السبيل ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ﴾ (إبراهيم: 3)
أقزام الجاهلية
كم يتقزم الناس في الجاهليات، وكم تصغر قيمتهم حتى يُصبحوا “أنفارا” وأعدادا، لا أكثر؛ لخدمة قِلة من الناس معدودة أو في خدمة أحلام شخص ضعيف هزيل لكنه منتفش..!
في مصر الآن يتسابق المنافقون المتسلقون لمجاملة الطاغية وأعوانه، المنافق قد يكون سياسيا أو إعلاميا أو رجل أعمال رأسمالي، أو داعية..! أو عالما برتبة “مخبِر”..! يلهث هذا وذاك من أجل فتات هزيل قد حذّر الله تعالى منه ﴿وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ (المائدة: 44).
تساقط الأكاذيب
كم تتساقط شعارات الطغاة التي يختبئون خلفها لرد دين الله وإضلال العبيد؛ من مثل شعارات “الوطنية” الزائفة وحب البلاد ـ الكاذب ـ والخوف على تبديل طريق الحياة ﴿إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾ (غافر: 26) تتساقط مع فشلهم في إصلاح حياة الناس واستقامتها، حتى تراجعت قناعة المنخدعين بهم.. كما مر معنا عن واقع الشعب الذي انخفضت استطلاعات الرأي (4.8) في المائة والذي:
“أصبحت غالبيته الساحقة ترفض السيسي، ونظامه بعد انكشاف حقيقته وكذب دعاويه عن الرخاء الاقتصادي”.
“حتى مؤيدي السيسي، من العامة أو الأقباط؛ انقلب معظمهم عليه بعد الواقع المر الذي جاء به حكمه العسكري”.
وأن هذه النسبة “ترجمة بالغة الدقة والدلالة على حال المصريين في ظل هذا الظرف السياسي والواقع المعاش”. (6المصدر السابق)
خاتمة
إن ما ينتظر هؤلاء الطغاة المتآمرين القتلة؛ هو فشل ذريع وخسر وبوار. فالله تعالى لا يصلح عمل المفسدين، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله. ومن عمل في الدنيا بمأخذ الخلود فيها فلا عقل ولا دين، وهو أشبه بالبناء على أمواج البحور..
وعلى المسلم أن يتمسك بدينه في هذه الفتن، وألا ينساق خلف موجات الطغاة؛ فلا يستجيب لزخرفهم فهو كاذب ولا حقيقة تحته، وهو الى زوال.
ولا يستجيب لتخويفهم فهم يرتعدون من هذه الأمة لو استفاقت، وإنما يتعاملون مع أسد فاقد للوعي، لو عاد لوعيه ورُشْده لما أبقى فيهم جرذا يفسد في الأرض.
إنما هي موجة وستنكشف؛ كشف الله تعالى الغمة عن المسلمين.
…………………………………………..
هوامش:
- (موقع الأناضول، بتاريخ: 16/4/2019، على الرابط:
البرلمان المصري يقر نهائيا إمكانية بقاء السيسي في الحكم حتى 2030) - (وراجع موقع (BBC عربي) بتاريخ 16/4/2019، على الرابط:
التعديلات الدستورية: البرلمان المصري يقر تعديلات تتيح للسيسي البقاء رئيسا حتى 2030) - موقع (CNN)” بالعربية”، بتاريخ 17/4/2019، على الرابط:
مصر.. تحديد موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية في الداخل والخارج - موقع (CNN)” بالعربية”، بتاريخ 19/4/2019، على الرابط:
بدء تصويت المصريين بالخارج على تعديلات الدستور.. وجمعة يؤكد إبعاد المساجد عن السياسة) - موقع “عربي 21″، بتاريخ 18/4/2019، على الرابط:
مؤشرات قد تقلب موازين النظام حول التعديلات الدستورية - المصدر السابق.