لرؤى التقدم شروط عامة، أهمها احترام الهوية وإقامة العدل وإيفاء الحقوق لأصحابها وتوفير الأمن، وبخصوص المسلمين إقامة الدين وسيادة شريعة الله، وإلا أخفقت المشاريع “الوهمية”

الخبر

جاء على موقع “الجزيرة نت” تحت عنوان “وول ستريت جورنال: الإصلاح الاقتصادي بالسعودية يؤدي لنتائج عكسية”

“أقر المسؤولون السعوديون بأن سياسات الإصلاح الاقتصادي تسبب “ألما اقتصاديا”، حيث أعلنت شركات تدني مستوى أرباحها، إضافة إلى الهجرة الجماعية للموظفين الأجانب بسبب فرض ضرائب عليهم، وانخفاض حجم الاستثمار الأجنبي.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد أثرت سمعة ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” دوليا ـ بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وحرب اليمن ـ في إقبال رأس المال الأجنبي من أجل الاستثمار داخل البلد.

وسلّطت الصحيفة الضوء على الإصلاحات الاقتصادية التي انتهجها “ابن سلمان”، واستطلعت بعض آراء الناس داخل المملكة حول نتائجها.

وفي هذا السياق، أوضح بعض السعوديين أنهم غير راضين عن البرنامج الاقتصادي الذي تنتهجه المملكة.

وقد رفع ولي العهد السعودي في العامين الماضيين أسعار البنزين والكهرباء، وفرض ضرائب جديدة ودفع العمال الأجانب إلى مغادرة البلاد لإفساح المجال أمام توظيف المواطنين.

ويعاني الاقتصاد أيضا من هجرة جماعية للعمال الأجانب، حيث غادر أكثر من مليون عامل البلاد منذ فرض رسوم جديدة على إقامة عائلاتهم وفرض ضرائب جديدة على الشركات التي توظفهم”.

أرباح مخيبة

“ويواجه الاقتصاد انخفاضا نسبيا في أسعار النفط وإحجام المستثمرين الأجانب عن الالتزام داخل المملكة. وقد بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر (2.4) مليار دولار خلال ثلاثة أرباع عام 2018، ورغم ارتفاع هذا الرقم عن حجم الاستثمار الأجنبي في 2017، حيث بلغ (1.4) مليار دولار، فإن هذا الرقم يعتبر أقل بكثير من المتوسطات التاريخية والرقم السنوي لعام 2016 البالغ (7.4) مليارات دولار.

من جانبها، أعلنت الشركات السعودية هذا الشهر أرباحا مخيبة للآمال لعام 2018، ويوجه بعضها اللوم للحكومة.

وأدرجت شركة (..) في تقريرها السنوي للمستثمرين العديد من تدابير الأمير الإصلاحية ـ بما في ذلك ضريبة القيمة المضافة الجديدة بنسبة 5% وارتفاع تكاليف الطاقة ـ باعتبارها “عوامل سلبية” تسببت في انخفاض أرباحها عام 2018 مقارنة بعام 2017.

وكشفت شركة (..)، وهي شركة سعودية للبيع بالتجزئة، أنها ستغلق أكثر من مئة متجر في عام 2018، قائلة إن صافي دخلها انخفض بنسبة 45% في الربع الأخير من عام 2018، دون توضيح أسباب هذا التراجع”. (1موقع “الجزيرة نت”، بتاريخ 34/3/2019، على الرابط:
وول ستريت جورنال: الإصلاح الاقتصادي بالسعودية يؤدي لنتائج عكسية
)

تعليق

لقد كان كل عاقل يعلم ـ كما أن كل مؤمن يعلم ـ أن الطريق المسلوك حول رؤية (2030) طريق يؤدي الى عكس ما ادّعاه مروجوه وأصحابه.

يعلم المؤمنون، ومعهم أولوا الألباب من العقلاء، والخبراء، أن الله تعالى لا يُصلح عمل المفسدين.

فالظلم وقهر الناس والاستبداد ومصادرة الأموال .. ليس طريقا للتنمية.

وسجن لعلماء وتعذيبهم ـ أو حبسهم ـ حتى الموت، والشروع في قتل آخرين ليس طريقا للخير؛ بل للشقاء؛ فالعلماء للمجتمعات كالجبال للأرض، تميد المجتمعات وتضطرب لو افتقدت ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم. (2انظر للمزيد من استشعار الخطر على أهل العلم:
نداء من رابطة علماء الحرمين .. “أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله”
)

للمزيد: [نداء من رابطة علماء الحرمين .. “أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله”]

وإشاعة الفواحش والإخلال بالأخلاق وقيم المجتمع وأحكام رب العالمين؛ ليست طريقا للتنمية أو الرخاء.

وتدمير هوية الأمة وعقد الصفقات مع العدو واسترضائه بمال المسلمين ومقدراتهم ليس طريقا للأمان الاقتصادي أو الاجتماعي؛ بل هو طريق للخراب.

وقد قدمنا هنا على الموقع دراسة لرؤية (2030) من جوانبها المختلفة العقدية والاجتماعية والاقتصادية وبعدها السياسي.. وقد استشرف الكاتب إذ ذاك بفشل الرؤية من بدايتها ببعد استعراضها من جميع محاورها.

للاطلاع على المزيد: [تعريف بدراسة “حقيقة رؤية (2030)”]

يعلم العاقل الدارس طريق التقدم وأنه يُبنى على هوية الأمة ليجمع الناس على مشروع واحد، وأن العدل والحريات شرط أساس فيه.. أدرك هذا الوثنيون في اليابان فنجحوا، ثم أدركه الكوريون الجنوبيون فكذلك، وأدركته أمم مختلفة لتحقيق هذا المطلب الدنيوي من ماليزيا الى تركيا الى دول أمريكا الجنوبية.

في ديننا لا ينفصل المطلب الدنيوي عن الآخرة ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ..﴾ (النساء: 134). والتقدم في الدنيا في سنة الله لهذه الأمة مشروط بطريقه تعالى، وطريقُه تعالى لا ينفصل عن مطلب الآخرة.

يجب أن يدرك أهلنا في سائر بلادنا المختلفة، وفي المملكة على وجه الخصوص أن “الترفيه” أو “الانحلال” ـ بالتعبير الحقيقي ـ لن يضمن لهم دنيا ولا دينا..

وأن “الاستبداد” و”الإقصاء” يعالَج من خلال هذا الدين بـ “الشورى” الملزمة، وأن “الإنغلاق” يعالَج بالاجتهاد الشرعي المنضبط، ويعالَج بالنظرة الشرعية المجردة من العادات والتقاليد بل بالممارسات النبوية والراشدة.

وأن الفساد يعالَج بعمل أهل الحل والعقد وبالاحتساب الشرعي على الحكام وبحضور الأمة وفرض وجودها وانتزاعها لدورها وقيامها بواجب “الأمر بالمعروف والمهي عن المنكر”.

وبشِّر الظالمين بالإخفاق وخسارة الدارين ما لم يرجعوا ويتوبوا الى ربهم.

ولتدرك الأمة وجوب امتناعها من الظلم وعدم مسايرته ولا التصفيق له؛ فإن من عجز عن “مواجهة” الظلم ونهي الظالمين عن المنكر فلا يصفق للباطل ولا يرضى به ولا يشايعه على باطله.

والأمة لو واجه كل منها فرادى عجزت أما لو تعاضد الناس لكانوا أقوى من كل طاغية وجبار.

…………………………

هوامش:

  1. موقع “الجزيرة نت”، بتاريخ 34/3/2019، على الرابط:
    وول ستريت جورنال: الإصلاح الاقتصادي بالسعودية يؤدي لنتائج عكسية
  2. انظر للمزيد من استشعار الخطر على أهل العلم:
    نداء من رابطة علماء الحرمين .. “أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله”

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة