يدعم العلمانيون الطغاةَ، ظنا أن سيكون لهم من الكعكة نصيب؛ فإذا توهموا دور المعارضة وإيقاف تمدد الاستبداد سحَقهم ولم تفرق أنياب الطغيان بين معارض وآخر..!

الخبر

“قرر البرلمان المصري إحالة النائب أحمد الطنطاوي إلى لجنة القيم بعدما طرح مبادرة للإصلاح اقترح فيها إلغاء التعديلات الدستورية الأخيرة المثيرة للجدل والقاضية بتمديد بقاء طاغية الانقلاب العسكري.

وجاء ذلك في أعقاب مقطع فيديو مطول بثه على صفحته على فيسبوك، اقترح فيه عددا من النقاط لما وصفه بالعبور بمصر من المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها”. (1موقع BBC عربي، 6/11/2019، على الرابط:
أحمد الطنطاوي: النائب المصري الذي أحيل إلى لجنة القيم بعد طرحه “مبادرة للإصلاح”
)

التعليق

لقد جاء الكثير من السفهاء والفاسدين والمتآمرين، بهذا الطاغية ونظامه، وأعادوا البلاد لتسقط في حضن العسكر وحِجر الطغاة. جاؤوا به عن بينة ونفور، يحدوهم بغضٌ أو شهوة أو نفرة من الدين؛ بنظر قاصر.

واتّسم طواغيت العسكر بالكذب والفجور، والعنف والقسود، والفساد والتآمر، وموالاة الكفار في الخارج والأقليات الكافرة في الداخل. وسعوا الى خداع الشعب واسترضاء الغرب.

وقد ظن بعض قاصري النظر ـ الداعمين للطغاة عن فكر وعقيدة ـ أن العسكر سيعطون حرية للعلمانيين أو الليبراليين أو غيرهم؛ ولهذا جدّوا في سعيهم لذبح المسلمين بقسوة ووحشية مفْرطة ومقززة وبدون مراعا حرمة ولا عرض، وبرروا هذا الإجرام وباركوه ودافعوا عنه وحاولوا إقناع أنفسهم والأمة والعالَم بمشروعيته، وأنهم يواجهون خطرا يسمونه بما يشاؤون من تطرف وإرهاب و…الخ؛ فهم لا يُعدمون افتراءًا.

النتيجة التي سقنا الخبر لإبرازها بوضوح أن الطغاة لن يفرقوا بين اتجاه دعّمهم وآخر واجههم إذا حاول أحد أن يجعل لهم حدّا أو أجلا. إنما يعيشون في كنف الكفار من العلمانيين وأذنابهم والملاحدة والإباحيين لأنهم يبلبلون لهم عقيدة الأمة فلا يجتمع الناس على مواجهتهم، ويُخضعون الناس ويلهونهم بالشهوات فينصرفون عن مواجهتهم، ويتقدمون بوجودهم الى الغرب الصيبي أنهم يدعمون الاتجاهات الكافرة ضد لمسلمين فيحصل الطغاة على شهادة “حسن يسير وسلوك”..! هذا دور وجود “المفكرين” و”النخبة” وأشباه هذه الألفاظ الفارغة المحتوى. لكن خط الاستبداد مستمر.

تلْمح هذه المعادلة في مصر؛ وفي بلاد الحرمين. وكذلك مع كل طاغية في سوريا أو في سير الطغاة مثل “بورقيبة” في تونس وغيرها.

وهي صورة تعطي تناقضا موهوما عند الناظر للأمور بباديء الرأي فيتعجب من نشر الإباحية في بلاد المسلمين على النمط الغربي مع تفردها باسبتداد داخلي يناقض المفاهيم الغربية نفسها..! فإذا تحقق في الأمور وجد المعادلة بتناقضاتها هي السائرة والمقصودة، تتلخص المعادلة أن تخدم “النخبة..!” خلخلة العقائد وزحزحة القيم واستصدار شهادة رضا من سيدهم الكافر في أوروبا النصرانية. مع شرط ألا يحققوا صورة تداول السلطة في الغرب ولا تحقيق كرامة للشعوب ولا حقوقا، ولا إعطاء حريات لأحد لأن هذه شعوب مسلمة وحريتها تمثل خطرا على الغرب..!

فإذا فوجيء مِثل هذا النائب وأضرابه، والمسجونون حديثا من مؤيدي الانقلاب الليبراليين الملاحدة بذيئي العداء للإسلام وأهله..! فينبغي أن يتهموا عقولهم بالحمق والغباء ونفوسهم بالاعوجاج. وأنهم تحت سياط الطواغيت وإن حملوهم هم على الأعناق. وذلك من عدل الله كعقوبة معجلة.. والساعة أدهى وأمرّ.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع BBC عربي، 6/11/2019، على الرابط:
    أحمد الطنطاوي: النائب المصري الذي أحيل إلى لجنة القيم بعد طرحه “مبادرة للإصلاح”

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة