تتميز مباديء الإسلام بانها الحقيقة البسيطة السهلة، الشامل والعميقة، والمتجاوبة مع حقائق الوجود وحقائق النفوس. ولكن الشأن في التعبير اليسير عنها.

عن الكتاب

المؤلف: أبو الأعلى المودودي

الناشر: مكتبة الشباب المسلم ـ دمشق

سنة النشر: الطبعة الثالثة 1381هـ ـ 1961م

عدد الأجزاء: 1

عدد الصفحات: 146

فصول الكتاب

عرَض المودودي في كتابه هذا، مبادئ الإسلام، بأسلوب رائع، فبقدْر ما عكَس هذا الكتاب عقلانيةً ومنهجيةً علميةً بقدْر ما احتوى في ثناياه معاني الإسلام العميقة التي تحسّ بها الأنفُس التي ليس بينها وبين فطرة الله التي فطر الناسَ عليها تراكمات وحجب. وقد جاءت مبادئ الإسلام التي شرحها المودودي ضمن فصول، تناول في الفصل الأول الإسلام وما يتعلق به: التسمية، المعنى، الحقيقة، مبيناً مِن ثَم الكفر حقيقته ومضارَّه وعواقبه، ليعرض بعد ذلك فوائد الإسلام. ثم ينتقل المودودي في الفصول اللاحقة لشرح كل من: الإيمان والطاعة في الفصل الثاني وفي الفصل الثالث النبوة وفي الفصل الرابع الإيمان مفصلاً، والعبادات في الفصل الخامس شارحاً في كل من الفصلين السادس والسابع: الدين والشريعة، وأحكام الشريعة..

الفصل الأول: الإسلام

يتحدث الكتاب عن الفلسفة وراء عقيدة الإسلام وشريعته بشكل مبسط ويسير، فجميع ما في الأرض من مختلف الديانات قد سُميت بأسمائها إما نسبة إلى اسم رجل خاص، أو أمة معينة ظهرت وترعرعت بين ظهرانيها، فالمسيحية، مثلاً، أخذت اسمها من المسيح عليه السلام، واليهودية ظهرت بين ظهراني قبيلة تعرف بيهوذا، فسُميت باليهودية؛ إلا الإسلام، فإنه لا ينتسب إلى رجل خاص، ولا إلى أمة بعينها، وإنما يدل اسمه على صفة خاصة يتضمنها معنى كلمة الإسلام.

ومما يظهر من هذا الاسم أنه ما عُني بإيجاد هذا الدين وتأسيسه رجلٌ من البشر، وليس خاصاً بأمة معينة دون سائر الأمم، وإنما غايته أن يحلى أهل الأرض جميعاً بصفة الإسلام، فكل من اتصف بهذه الصفة، من غابر الناس وحاضرهم هو مسلم، ويكون مسلماً كل من سيحكي بها في المستقبل.

وأما معنى هذه الكلمة “الإسلام” فهي في معاجم اللغة:

“الانقياد والامتثال لأمر الآمر ونهيه بلا اعتراض”

وقد سمي هذا الدين بالإسلام لأنه طاعة لله وانقياد لأمره بلا اعتراض. وأما مبادئه فقد شرحها الحكيم الخبير لتكون للمسلم منهجاً حياتياً متكاملاً يفوز من خلال تطبيقه بسعادتي الدنيا والآخرة.

ثم تحدث عن حقيقة الكفر وأنه الجهل الحقيقي؛ فأي جهل أكبر وأدهى مِن جهل مَن لا يعرف ربه..؟!

والكفر ظلم بل أعظم الظلم وأشنؤه، وهو البغي والعدوان والجحود والكنود، ثم تحدث عن مضاره وعواقبه السيئة. وختم الفصل بالحديث عن فوائد الإسلام في الدنيا؛ فمن المستحيل أن يعيش المسلم في الدنيا ذليلا مهانا مغلوبا على أمره، بل لا بد أن يكون عزيز الجانب رفيع الرأس، لأن الصفات التي يحلّيه بها الإسلام لا يمكن أن تغلبها قوة من قوى الدنيا أبدا.. أما في الآخرة، فسيتغمده الله برضوانه، ويُدخله جنات تجري من تحتها الأنهار، جزاءً على أدائه حق الأمانة، ونجاحه في امتحانه في الدنيا.

الفصل الثاني: الإيمان والطاعة

تحدث الشيخ في هذا الفصل عن حاجة الإنسان إلى العلم واليقين للطاعة..

فالإنسان لا يستطيع أن يطيع الله، ويتبع قانونه، ويسلك سبيله إلا إذا علم عدة أمور، وبلَغ علمه بها مبلغ اليقين..

منها العلم بصفات الله تعالى وأسمائه، ثم معرفة الطريق الصحيح لقضاء الحياة في هذه الدنيا، وفقا لمرضاة الله تعالى، فلا بد أن يكون على معرفة بقانون الله وموقنا بأنه من عند الله تعالى، وبأنه لن ينال رضى ربه حتى يكون متبعا هذا القانون اتباعا كاملا في حياته..

ثم على الإنسان أن يكون على علم من مآل أمره إذا اختار معصية الله تعالى على طاعته، ولم يسلك صراطه المستقيم، أو إذا واظب على طاعته واتبع قانونه في حياته. ولهذا الغرض لا بد أن يكون موقنا بالحياة الآخرة، وبقيامه بين يدي الرب تعالى يوم القيامة، ومجازاته على أعماله، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

معنى الإيمان

العلم والمعرفة واليقين هو الإيمان، فكل من عرف توحيد الله، وصفاته الحقيقية، وقانونه، ومجازاته لعباده على أعمالهم يوم القيامة، ثم كان موقنا بكل ذلك، هو المؤمن. ومن نتائج الإيمان أن يكون الإنسان مسلما، أي مطيعا لله ومتبعا لقانونه. (1بل من لوزامه. والإيمان يشمل اللازم والملزوم؛ فالإيمان ليس معرفة ويقينا علميا فقط بلا بد من التعظيم والانقياد)

وسيلة الحصول على العلم واليقين

إن آثار رحمة الله ومعالم بديع صنعه منبثة في كل ناحية من نواحي هذا الكون، وهي تشهد بلسان حالها، أنه لم يُعْن بإيجاد هذا الكون إلا إله واحد، وهو الذي يسيّره ويدبر شؤونه، وكذلك تتجلى لكل من ينظر في هذه الآثار صفات الله تعالى كلها، بأتم مظهرها.

الإيمان بالغيب

ومعناه أن ترجع في معرفة ما لا تعرفه إلى من يعرفه، ثم تصدقه في قوله.

إنك لا تعرف ذات الله تعالى ولا صفاته، ولا تعرف ما هو الطريق الصحيح لقضاء الحياة وفقا لمرضاته تعالى، ولا علم لك بالحياة الآخرة وما يحصل فيها للعباد، فجميع هذه الأمور وأمثالها إنما تُنال علمها عن رجل (2رسول الله، وبما يخبر عن الله) تعرفه حق المعرفة وتثق فيه وتطمئن إلى صدقه وعفافه وتقواه في جميع شؤون حياته، فتسلم بأنه لا يقول إلا الحق، فهذا هو إيمانك بالغيب.

الفصل الثالث النبوة

تحدث في هذا الفصل عن عدة أمور:

حقيقة النبوة ـ معرفة النبي ـ طاعة النبي ـ الحاجة إلى الإيمان بالنبي ـ موجز تاريخ النبوة ـ نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ـ ثبوت النبوة المحمدية ـ ختم النبوة ـ الدلائل على ختم النبوة.

إن طريق الإسلام المستقيم هو الذي يرشد إليه النبي بأمر ربه، والبشر جميعا محتاجون الى الإيمان بالنبي واتباعه وامتثال أمره، وأن الذي يخالف النبي ويُعرض عن طاعته، ويبتدع طريقا بنفسه هو الضال من غير شك.

لقد كان الأنبياء يأتون الى مختلف أمم الأرض في الزمن الماضي كل نبي إلى أمة محددة؛ فكان الإسلام اسما لذلك الدين. والإسلام وإن ظل على حقيقة واحدة في كل زمان وفي كل أمة. ولكن كان هناك بعض الاختلاف في شرائع مختلف الأمم، أي قوانينها وطرق عبادتها.

ولما بُعث محمد صلى الله عليه وسلم الى الأرض، أكمل الله به تعاليم الإسلام، الذي أنزله إلى الناس جميعا ليكون لهم شريعة واحدة بعينها. فلن يأتي للناس نبيٌ آخر ولا شريعة أخرى إلى يوم القيامة. وما الإسلام الآن إلا اتباع محمد صلى الله عليه وسلم والتزام شريعته.

الفصل الرابع: الإيمان مفصلاً

ويشتمل على عدة موضوعات:

الإيمان بالله ـ معنى لا إله إلا الله ـ حقيقة لا إله إلا الله ـ تأثير عقيدة التوحيد في حياة الإنسان ـ الإيمان بملائكة الله ـ الإيمان باليوم الآخر ـ الحاجة إلى عقيدة التوحيد ـ صدق عقيدة الآخرة ـ الكلمة الطيبة.

تحدث أن أول ما يجب الإيمان به هو “لا إله إلا الله”، فهي الكلمة التي يقوم عليها بناء الإسلام، وهي التي تُميز المسلم من الكافر والمشرك والملحد، ولا يأتي هذا الفرق العظيم بمجرد النطق بها، ولكن لا بد من الشعور بمعناها وأن تعرف ما أقررْتَ به وتتفطن إلى ما ألقيت على نفسك من المسؤولية العظمى بهذا الإقرار.

فمعناها أنه ليس في هذا الكون أحد جدير بأن يعبده الناس، ويسجدوا له بالطاعة والعبادة، إلا الله تعالى، فما لهذا الكون من مالك ولا حاكم إلا هو وحده، وكل شيء مفتقر إليه مضطر إلى استعانته.

الفصل الخامس: العبادات

واشتمل هذا الفصل على:

معنى العبادة ـ الصلاة ـ الصوم ـ الزكاة ـ الحج ـ حماية الإسلام.

إن المرء لا يستكمل إسلامه، إلا إذا أطاع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الأحكام والأوامر من عند الله تعالى.. فإن أقررت أن الله وحده هو إلهك، فمعنى ذلك أنه سيدك وأنت عبده، وأنه مالكك وآمرك وناهيك، وأنت المطيع لأمره ونهيه، والقائم عند حدوده.

ثم إن أقررت بأن القرآن كلام الله، فمعنى ذلك أنك اعترفت بأن كل ما جاء في هذا الكتاب هو الحق من عند الله؛ وذلك ما يوجب عليك أن تصدق به وتطيعه في كل أمر من أوامره ونهي من نواهيه.

ثم إن أقررت بأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله، فمعنى ذلك أنك أقررت بأن كل ما يأمر به النبي أو ينهى عنه، إنما هو من عند الله تعالى، وذلك ما يوجب عليك طاعته… لذا فلن تستكمل إسلامك إلا إذا جاء عملك وفقا لإيمانك.

ثم يتكلم عن أركان الإسلام وفرائضه، وانتهى بالحديث عن حماية الإسلام وبين أنه من فرائض الإسلام، فالغيرة على الإيمان وحب الدين، والنصح الصادق لإخوانك المسلمين، وأن يكون نفع الإسلام وخير المسلمين نصب عينيك، ولا يصدر عنك عمل مضر للإسلام مخالف لأحكامه ومقاصده، وكذلك يجب عليك أن تشارك بنفسك ومالك في كل عمل فيه خير للإسلام والمسلمين، وتبتعد عن كل عمل يضر الإسلام والمسلمين، ولا تعتبر عزتك إلا في عزة الإسلام والمسلمين، ولا تصبر على مذلة الإسلام والمسلمين كما لا تصبر على مذلة نفسك، ولا تعاون أعداء الإسلام والمسلمين، وتكون مستعدا لكل نوع من التضحية بنفسك ومالك دفاعا عن الإسلام وذودا عن كيان المسلمين..

ينبغي أن يكون كل من يقول: “أنا مسلم” متصفا بهذه الصفات، وإلا عُدَّ من المنافقين، وشهد عليه عمله بأنه كاذب في دعواه اللسانية.

الفصل السادس: الدين والشريعة

وتضمن هذا الفصل:

الفرق بين الدين والشريعة ـ وسائل معرفة أحكام الشريعة ـ الفقه ـ التصوف.

فالشريعة معناها طرق العبادة، ومبادىء المعيشة والاجتماع، وقوانين ما بين العباد من المعاملات والعلائق، والحدود بين الحلال والحرام.

ولمعرفة مبادئ الشريعة المحمدية وأحكامها وسيلتان: القرآن والسنة.

ثم تحدث عن الفقه وكونه القوانين المستنبَطة من أحكام القرآن والسنة، وأنه يعتني بالظاهر، هل قمتَ بما أمرت به على الوجه المطلوب أم لا..؟

ثم ختم الفصل بالحديث عن التصوف السني، وكيف أن المسلمين تعلموا كثيرا من الفلسفات غير الإسلامية من الأمم الضالة، وأدخلوها في الإسلام باسم التصوف، وأطلقوا على كثير من العقائد والطرق الأجنبية التي لا أصل لها في الكتاب والسنة اسم التصوف. ثم تدرج هؤلاء في تحرير أنفسهم عن قيود الإسلام، وقالوا أنه لا علاقة للتصوف بالشريعة، وما على الصوفي أن يقيد نفسه بالقانون وأحكام الشريعة.

الفصل السابع: أحكام الشريعة

ويشتمل الفصل الأخير على:

مبادئ الشريعة ـ الحقوق وأقسامها الأربعة ـ حقوق الله ـ حقوق النفس ـ حقوق العباد ـ حقوق سائر المخلوقات ـ الشريعة العالمية الدائمة.

الشريعة العالمية الدائمة

كل ما بيّنّاه آنفا إنما هو خلاصة موجزة لأحکام وقوانين تلك الشريعة البيضاء، التي أرسل بها نبيَّنا محمدا، صلى الله عليه وسلم، إلى العالمين الى أبد الآبدين. ولم يفرق بين الإنسان والإنسان في هذه الشريعة شيءٌ غير العقيدة والعمل.

والحق أن جميع الشرائع والديانات التي قد فُرق فيها بين الإنسان والإنسان، بناء على النسل أو الوطن أو اللون، لا يمكن أن تكون شرائع عالمية، فإنه من المستحيل طبعا أن يصبح فردٌ من هذا النسل فردا من ذلك النسل، كما لا يمكن لأهل الأرض أن ينكمشوا جميعا ويحددوا أنفسهم في أرض وطن خاص، كما لا يمكن أن يتغير سواد الحبشي أو صفرة الصيني أو بياض الإفرنجي عن فطرته؛ فالظاهر أن مثل هذه الديانات لا تنشأ ولا تعيش إلا في أمة خاصة من الأمم. وبإزائها جمعاء، جاء الإسلام بشريعة عالمية، يمكن لكل من آمن بعقيدتها «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، أن يدخل في الأمة المسلمة، ويتمتع فيها بنفس الحقوق التي يتمتع بها سائر المسلمين؛ فإنه لا عبرة في هذه الشريعة بالنسل أو اللغة أو الوطن أو اللون .

خاتمة

إن هذه الشريعة شريعة دائمة، ليست قوانينها بمبنية على أعراف أمة خاصة أو عوائد زمن محددة، بل هي مبنية على مبدأ الفطرة التي فطر عليها الإنسان. ولأن هذه الفطرة قائمة في كل زمان أو حال ينبغي أن تبقى هذه القوانين التي بنيت عليها قائمة في كل زمان أو حال كذلك.

…………………………..

هوامش:

  1. بل من لوزامه. والإيمان يشمل اللازم والملزوم؛ فالإيمان ليس معرفة ويقينا علميا فقط بللا بد من التعظيم والانقياد.
  2. رسول الله، وبما يخبر عن الله.

اقرأ أيضا:

لقراءة الكتاب كاملا:

التعليقات غير متاحة