خذلان المسلم لأخيه وتسليمه للكافر لينفرد به ويستغل ضعفه، فيبيد ناحية من المسلمين أو ليقتطعها الكفار الوثنيون؛ جريمة عقدية تعددت وتكررت ويجب على الأمة التنبه لها وإيقافها؛ فالمسلمون جسد واحد وأمة واحدة.

الخبر

“بلاد الحرمين تحابي الهند.. فقد ذكر موقع «ميدل إيست مونيتور» أن السعودية توقف إمدادات النفط إلى باكستان وتطالبها برد القروض، بعد انتقاد الأخيرة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تقودها الرياض، جراء تهربها من نصرة المسلمين في مقاطعة كشمير”. (1موقع “رصد”: بسبب كشمير السعودية توقف إمداد باكستان بالنفط)

التعليق

خذلان المسلم وتسليمه لعدوه محرم؛ قال صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ..». الحديث (2رواه مسلم، برقم 2564) وفي رواية البخاري « المسلم أخو المسلم لا يَظلمه ولا يُسْلمه» (3أخرجه البخاري، كتاب المظالم والغصب، باب: لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه (3/ 128)، برقم: (2442))

وإسلام المسلم للكافر مترافق في زماننا مع موالاة الكافرين ومظاهرتهم.

وقد جعل الله تعالى علامات مرتبطة بالنفاق على وجه اللزوم، بحيث أن وجود النفاق يستلزم تلك العلامات، ووجودها في الظاهر لازم للنفاق في القلوب، فيكون صاحبها “منافقا ظاهرا” أو كما كان يقول أصحاب رسول الله، صلى الله عليه سولم “مغموص عليه النفاق”، حيث أنه مطعون عليه في دينه بتهمة النفاق؛ فيعلم نفاقَه الخاصُ والعامُ من الخلق، والقريب والبعيد منهم فيشتهر أمره به.

ومن أبرز مجالات العمل المتربطة بالنفاق المذكورة في القرآن الكريم:

  • مجال ترك الجهاد والتخذيل عنه والبخل فيه.
  • ومجال عدم التحاكم الى الشريعة.
  • ومجال موالاة الكافرين.

والقرآن مملوء بالآيات التي تربط ولاء الكافرين بالنفاق؛ وفي القرآن أيضا ارتباط خذلان المؤمنين في الجهاد بالنفاق كما جاء في البخاري حول تفسير آيات سورة النساء ﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا * وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً..﴾ (النساء: 88-89)

أنها نزلت فيمن انخذل مع “عبد الله بن أُبيّ بن سلول” يوم أُحُد، خاذلا للمسلمين تاركا لرسول الله وأصحابه قبل المعركة. فكانت إعلانا لنفاق من انخذل في هذا الموقف وخذل المسلمين.

لم يخذل السعوديون وحدهم باكستان وكشمير المسلمة، بل غالب الدول الإسلامية خذلتهم كذلك؛ في حالة التفتت الإسلامي والانخذال عن قضايا المسلمين وضعف التمسك بالراية.

وهي حالة عارضة حتى ينفض الأدعياء وتسقط الرايات الكاذبة، فتخلص الراية للمؤمنين، ويظهر الصادقون، ويستلم الرايةَ قوم آخرون.

إن سياق التساقط للمنافقين الطغاة وحربهم للإسلام هو عقد انفرط، وهو أمر متتابع؛ يحاربون دين الله في الدخل ويسجنون العلماء ويقتلونهم ويأسرونهم، ويخذلون المسلمين في المنطقة والعالم، ويمدون أيديهم للوثنيين والنصارى والصهاينة؛ في سياق خروج عن الملة تاركين لدينهم مفارقين لجماعة المسلمين.

وأخيرا

إن هذا النفط الذي يبخلون به على باكستان، هو ما يجودون به على نصارى العالم وصهاينته وعلى الأنظمة العلمانية حتى تتمكن في بلادها وهي تحارب دين الله؛ وهذا الاستعمال خطر عظيم على مستعمِله؛ فالله تعالى يقول: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ * وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ﴾ (إبراهيم: 28-30) فكفران النعم باستعمالها في إبطال دين المنعِم سبحانه إيذان بزوالها وحلول عقوبة الله تعالى فيها.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “رصد”: بسبب كشمير السعودية توقف إمداد باكستان بالنفط.
  2. رواه مسلم، برقم 2564.
  3. أخرجه البخاري، كتاب المظالم والغصب، باب: لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه (3/ 128)، برقم: (2442).

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة