لم يترك الشيخ “سفر الحوالي” حفظه الله، فرصة لأحد من العلماء أن يتدارأ في الحقيقة ويقذفها على غيره، ولا أن يختفي خلف هيئة، أو يُلقي بالمسؤولية على أوهام، أو يختار قضايا للدعوة والبيان دون قضايا؛ فكان من نصائحه هذه المختارات..

نداء لأهل العلم

كما أن من واجبات العلماء لا سيما علماء أهل السنة في الرياض ومكة والمدينة وبريدة واليمن والكويت وعامة الجزيرة، ولا سيما من تسميهم القرارات “هيئة كبار العلماء” ما يلي:

منع مبررات الضعف، والانطلاق بالدعوة

  • الاعتزال الفوري لأهل الدنيا بالتقاعد أو بأي وسيلة مناسبة، كما فعل الامام أحمد بن حنبل رحمه الله.
  • الزهد في أي جاه أو منصب.
  • الأمر بإزالة البدع والخرافة دون تأخير ولا يستشيرون في ذلك أحدا.
  • الاطلاع الواسع على الجاهلية الغربية المعاصرة.
  • بيان شمول الإسلام وأنه ليس فيه إسلام سياسي وآخر طقوسي.
  • زيارة الحجاج والمعتمرين والدعوات الإسلامية في كل مكان.
  • ترك الاشتغال بما غيره أولى منه وأهم، مثل بعض الفتاوى، وما ليس تحته عمل، والطعن في الجماعات الإسلامية دون ذكر إيجابياتها وهذا مجافاة للعدل الذي أمر الله به.
  • التحذير من الإرجاء ومناظرة أهل الغلوّ بكل حرية.

القضاء وأحوال الناس

  • إصلاح القضاء، وجعل الشريعة هي المرجع في كل شيء، وإحالة كل قضية إلى حكم الشرع فقط ، كما أفتى الشيخ “محمد بن إبراهيم” والشيخ “عبد العزيز بن باز” والشيخ “عبد الله بن حميد” والشيخ “محمد بن صالح بن عثيمين” رحمهم الله جميعا، وكل عالم أو داعية.
  • الاشراف المباشر على كليات الحقوق، أو أقسام الأنظمة أو الإدارات القانونية، وإلغاء كل ما يخالف الشرع منها، ولا تدرَّس القوانين إلا على سبيل بيان ما فيها من عوار؛ وبذلك أفتى الشيخ “عبدالعزيز بن باز” رحمه الله من قبل.
  • تغيير الأوضاع والأحوال لكي توافق عقيدة أهل السنة والجماعة حقا، ويكون ذلك فورا أو بالتدريج كما يقررونه هم.

مواجهة اليهود والدفاع عن الأقصى

  • رفض التطبيع مع العدو الصهيوني، والوقوف الكامل علنا مع المجاهدين في فلسطين، والاهتمام الدائم بالمسجد الأقصى، وبيان ما ورد بشأنه من الآيات والأحاديث وتوجيه الشباب لتحريره، بدلا من قتل المعصومين.
  • أن يكون لهم إعلامهم المستقل بكل وسائله، فهم ليسوا أقل من “أدمورات” اليهود لعنهم الله. (1)
  • فتح باب التبرع والعمل الخيري، وحظر مراقبة الحسابات.

تصحيح الانحرافات العامة

  • منع المحرمات، ومنها الربا والتبرج، وما هو أشد: كالتحالف مع الكفار، والمنع المطلق للحفلات الغنائية، وفتح دور للسينما وإن فتحها المتنفذون وجب على الجمهور مقاطعتها.
  • تقوية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعميم الإنكار وليس استجداء أحد أن تعود الهيئة كما كانت، فقد كانت ضعيفة، ويريدون إضعافها أكثر.
  • توعية الناس بما يجب عليهم وما يجب لهم.

الصدع بمواجهة انحراف الحكام

  • إصدار بيانات عن حق الرعية على الراعي، وبيان حكم الأمراء الذين “نعرف منهم وننكر”(2)، وما صح بشأنهم مثلما صدرت مؤلفات عن حق الراعي على رعيته.
  • بعض العلماء سكت سابقا وبعضهم أنكر سرا، وبعضهم أقرّ بأنه لا شأن للعلماء بكذا، وبعضهم قال: “أنا لا أتجاوز نظام هيئة كبار العلماء”.

حماية العقيدة

وقد آن لكم يا علماء التوحيد أن تنطقوا وتجهروا بالحق ولا تتجاوزوا الكتاب والسنة، لا سيما بعد جهر الملاحدة بأن علينا التخلي عن ابن تيمية، وقول بعضهم:

إن سبب الإرهاب هو التيمية والوهابية!

وسعى المفسدون لتغيير المناهج، وإحلال “اللاعبين” محل الصحابة والتابعين، وإحلال دولة الرفاهية محل دولة الإيمان، فماذا تنتظرون..؟

ويجب الرد على من قال:

إن مناهجنا التعليمية تعلم الإرهاب لأنها وهابية

ومن العجب أنهم أقالوا وزير الشؤون الدينية في تونس لما قال إن الفكر الوهابي هو مصدر التكفير والإرهاب، بينما قال ذلك بعض الصحفيين والكتاب في هذه البلاد، ولم أسمع أن أحدا منهم تعرض لشيء.

وقد طالب الرافضة ببناء مقامات لهم في البقيع وغيره، وذلك منشور في جريدة الحياة التي يمولها الأمير “خالد بن سلطان”، ويقول الإعلام هنا إنهم ـ أي الرافضة ـ “إخوة لنا في الوطن” ـ تبعا لمعالي وزير الخارجية! ـ و”إننا لسنا مذهبيين ولا طائفيين” مع استهداف الحوثي حسب الإعلام الرسمي والناطق الرسمي مكة واستهدفوا الرياض؛ فماذا بقي لكي تكون المعركة عقدية؟

وقد اقتضت السياسة غير الحكيمة السماح لدولة الامارات أن تبني كنيسة للنصارى وبيت نار للمجوس ولم تعترض على ذلك هيئة كبار العلماء، ولم تقطع السعودية العلاقات معها، ومن حق الإماراتي رسميا باعتباره مواطنا خليجيا التملك في أي مدينة سعودية؛ فلو أنه بنى كنيسة أو بيتا للنار لكان ذلك من حقه القانوني؟ ومَن الذي سوف يعترض عليه وقد أجاز ولي الأمر أن يتملك ويفعل في ملكه ما يشاء؟ فهو أخ شقيق خليجي كما يقال.

ونحن متبعون ولسنا مبتدعين، ومسبوقون بسير علماء الإسلام من السلف الصالح فلم لا نكون مثلهم؟.

………………………………………

المصدر:

  • “المسلمون والحضارة الغربية” للشيخ “سفر الحوالي” (صـ 2562 إلى صـ 2565).

هوامش:

  1. الأدمورات: الحاخامات.
  2. إشارة حديث حذيفة في صحيح البخاري، رقم الحديث: 6584، كتاب الفتن، باب “كيف الأمر إذا لم تكن جماعة”. تعريف مرحلة “خير وفيه دخَن”.

لتحميل البحث كاملا على الرابط التالي:

اقرأ أيضا:

  1. الأمة تفتقدكم .. فأين أنتم يا معشر العلماء
  2. “سفر الحوالي” .. الى كرامة السجن
  3. المسلمون والحضارة الغربية .. كتاب أم شهادة!
  4. لماذا الدعوة الى الله

التعليقات غير متاحة