إن خطورة الانحلال وفساد الأخلاق والأعراض هي باب من أبواب التبعية للغرب الكافر، فإذا انحلت أخلاق الأمة سهل تغريبها، ومن ثم سهل غزوها، ذلك أن في ذهاب الأخلاق مدعاة للذّلة والمهانة، وعدم القدرة على المقاومة، والانحلال من أقوى الأسباب التي تُسَهل للعدو الغازي احتلال البلاد والعباد.

الغزو الإباحي والسلوكي وإثارة الشهوات

يتمثل أغلب وسائل هذا الغزو فيما يقوم به الإعلام المعاصر بشتى صوره وتقنياته المقروء منه والمسموع والمرئي في فتح باب الشهوات على مجتمعات المسلمين والتوصل بذلك إلى إفساد أخلاق المسلمين وأعراضهم وقيمهم، وبث الرذيلة والانحلال في أوساطهم، لاسيما أوساط الشباب والفتيات، ويتولى كبر ذلك القنوات الفضائية وشبكات (النت) التي دخلت بيوت المسلمين دون استئذان، ولم يكتف المفسدون بذلك، بل وصلت تقنياتهم الشيطانية إلى أن تكون هذه الفضائيات والشبكات ووسائل الإفساد في متناول أيدي الأطفال والشباب والنساء في أي مكان، وليس البيت وحده، وذلك بما أنتجوه من الحواسب والجوالات المسماة بالذكية، والإحصائيات والتقارير الآتية تثبت ذلك:

خارطة الإعلام الفضائي العربي

1- في دارسة تحليلية قامت بها مؤسسة ريادة بالتعاون مع الهيئة الإسلامية للإعلام بعنوان: (خارطة الإعلام الفضائي العربي)، ذكروا فيها جدول توزيع القنوات الفضائية العربية للمضمون المتخصص، يظهر لنا تصدر المضمون الفني (أغاني وموسیقی) على بقية المضامين الأخرى، كما يظهر أيضا كثرة المواقع الإباحية.

تبين القراءة التحليلية للدراسة ما يلي:

أ- تصدر المضمون الفني قائمة المضامين التي تخصصت القنوات الفضائية العربية في بثها للشعوب العربية؛ حيث بلغ عدد القنوات الفنية (146) قناة، منها: (72) قناة تخصصت في تقديم المضمون المتعلق بالأغاني والموسيقى، و(41) قناة تخصصت في تقديم المضمون الدرامي من أفلام ومسلسلات، و (32) قناة تقدم المنوعات؛ وذلك في مقابل قناة وحيدة فقط هي قناة «شدا» الفضائية التي تخصصت في تقديم الأناشيد الدينية الإسلامية.

والنتيجة السابقة تشير بجلاء إلى حالة التردي الأخلاقي التي يعاني منها الإعلام الفضائي الموجه إلى المجتمعات العربية، وإلى تعرض هذه المجتمعات لنوع من غسيل الدماغ.

ب- ثبت بالحصر وجود عدد كبير من القنوات الإباحية بين القنوات الفضائية العربية؛ حيث بلغ عددها (18) قناة، يبث غالبها عبر القمر الصناعي الأوروبي Hot Bird، كما أن تقديم هذه القنوات لمضمونها الهدام باللغة العربية من شأنه توسيع القاعدة الجماهيرية لها؛ مما يعطي مؤشر بأن هناك أيد خفية تخطط لاستدراج الشباب نحو الثقافات الهدامة؛ وذلك بنشر قيم الإباحية، والتهوين من شأن المحرمات، وتسويغ العلاقات المحرمة بين الجنسين التي من أهم آثارها: تفكك العلاقات والروابط الأسرية، انتشار الجرائم في المجتمع كالإغتصاب، القتل، تجارة المخدرات، وزرع قيم مغايرة عن تلك الذي نشأ الفرد المسلم في ظلها؛ مما يشعره في نهاية الأمر بالاغتراب عن محيطه الاجتماعي، ويفقده الشعور بالانتماء إلى هذا المجتمع مع مرور الوقت)1(1) انظر: خارطة الإعلام الفضائي العربي (مؤسسة ريادة) (ص43) وما بعدها..

کما قامت مؤسسة ريادة في نفس الدراسة بتقرير عن القنوات الموجهة بالإنجليزية والعربية معا للعالم العربي قالت فيه:

هناك مجموعة قنوات تغلب عليها اللغة الإنجليزية، إلا أنها تقدم بعض العروض بالعربية مثل قناة (نیکل) الفنية الإنجليزية، وقناة (ديزني الشرق الأوسط (أطفال)) التي تتبع لشركة ديزني الأمريكية العالمية، وقناة (جایتکس فوکس کیدز (أطفال) التي تتبع لشركة (ستار الهندية العالمية) كل هذه القنوات متخصصة في برامج الأفلام الخاصة بالأطفال.

ولا يخفى على أحد أن ما تقدمه هذه القنوات من نماذج وقدوة يعبر عن الثقافة النصرانية الأمريكية، والإنجليزية، وغيرها من الثقافات الغربية.

ومن خلال الكوميديا وأفلام ديزني تظهر شخصية التلميذ والطالب في المرحلة الإعدادية والثانوية التي تعد نموذجا للشاب المتحرر من كل شيء؛ فالفصول مختلطة، والعلاقات الجنسية مع الجنس الآخر مباحة، والصليب يظهر على الصدور في مشاهد ترمز إلى الرحمة والروحانية من وجهة نظرهم.

أما مجموعة قنوات المنوعات الفنية المختلفة من أفلام ومسلسلات وإعلانات؛ فإنها تعرض للنموذج الأمريكي، بقيمه ومبادئه، فهي تعرض الجنس بشكل فاضح، کما تعرض العلاقات الشاذة)2(2) المصدر نفسه ..

الفيديو كليب.. مفهومه وتاريخه

2- وفي دراسة قامت بها (مؤسسة ريادة) عن (الفيديو كليب.. مفهومه وتاريخه) قالت فيها:

(الفيديو كليب): هو فيلم قصير يقدم عمل فرقة موسيقية ويظهر بصريا قيمة الموسيقى التي تقدمها المجموعة، وتحتوي على رقص وهدفه هو الدعاية للفرقة الموسيقية أو لاسطواناتها بوسائل متعددة من بينها التلفزيون..

(والفيديو كليب) ظاهرة أثرت سلبا في الأذواق والأخلاق وحتى في طريقة اللبس، وقد تحول لسباق من العري وعرض الأجساد، حتی أطلق عليه البعض (البورنو كليب) أو غناء غرف النوم!!.. وقد أصبح (الفيديو كليب) خطر يجتاح عالمنا ويفرز آثاره السلبية التي تنعكس بسرعة غريبة على الشارع في الألفاظ والملابس، وأصبح كليب (غرف النوم) خطر يدق أبواب أكثر البيوت، فهو طوفان من العري والإباحية .

يقول د. عبدالوهاب المسيري: (فالفيديو كليب يؤكد جانبا واحدا من الأغاني، وهو الجانب الجنسي، فالراقصات لا يتركن أي مجال لخيال المشاهد، والصورة عادة أقوى من الكلمة خاصة إذا كانت صورة حسناء نصف أو ربع عارية.. والرقص يقدم في الفيديو كليب على أنه جزء من صميم حياتنا العادية اليومية.. إن القنوات الفضائية التي تذيع الفيديو كليبات تصل إلى منازلنا وأحلامنا، وتعيد صياغة رؤانا وصورتنا للآخرين وأنفسنا. ودافعها الوحيد هو الربح المادي، وليس الاستنارة أو تعميق إدراك الناس لما حولهم، فهي مشاريع رأسمالية طفيلية تبحث عن الربح)3(3) المصدر نفسه..

التلفزيون والطفل

3- وفي دراسة أخرى قامت بها (مؤسسة ريادة) عن (التلفزيون والطفل) تحت عنوان (الفضائيات العربية.. نعمة أم نقمة؟) تحقیق: ختام محمد قالت فيه:

نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي السريع الذي اجتاح العالم؛ شهدت السنوات الأخيرة من القرن العشرين ظهور القنوات الفضائية وانتشارها على نطاق واسع؛ مما أدى إلى تحول العالم إلى قرية كونية صغيرة تربطها شبكة اتصالات واحدة عبر الأقمار الصناعية، كما تنامت قوة الإعلام الفضائي، وازدادت المنافسة بين القنوات الفضائية على استقطاب المشاهدين، وذلك من خلال ما تبثه من برامج علمية، وثقافية، وترفيهية، وأيديولوجيات متعددة موجهة إلى المشاهدين باختلاف مراحلهم العمرية، إلا أنها بالتأكيد أكثر تأثيرا على الأطفال والمراهقين؛ نتيجة للاستعداد السيكولوجي والتغيرات البيولوجية المرافقة لهذه الشريحة.

فقد أكدت استبانة أجرتها «مجلة ولدي» أن 98% من الأبناء يتابعون الفيديو كليب  بشغف.

وقد أجريت استبانة مع 57 من الآباء والأمهات و 65 من الأبناء في كل من الكويت والسعودية والإمارات  وثبت أن:

– الأبناء من سن 3 أعوام إلى 18 عاما يشاهدون الفيديو كليب  .

– 92.3% من الأبناء يتابعونه باستمرار.

– 7.7% هم من لا يحرصون على متابعته من الأبناء.

– 39% من الأبناء تعجبهم كلمات الأغنية، و 31% يشاهدونها لجمال المغني أو المغنية (الراقص والراقصة).

– 26.5% منهم يجذبهم إخراج الأغنية وعلاقة المرأة بالرجل فيها.

– 25% يتابعونها لما تحتويه من إثارة وتشويق.

وكان من أهم الآثار التي تنعكس على الطفل نتيجة متابعته لما يعرض على الفضائيات:

– يحرم الطفل من التجربة الحياتية الفعلية التي تتطور من خلالها قدراته إذا شغل بمتابعة التلفزيون.

– يحرم الطفل من ممارسة اللعب الذي يعد ضروريا للنمو الجسمي والنفسي، فضلا عن حرمانه من المطالعة والحوار مع والديه.

– التلفزيون يعطل خيال الطفل؛ لأنه يستسلم للمناظر والأفكار التي تقدم له دون أن يشارك فيها، فيغيب حسه النقدي وقدراته على التفكير.

– تستنفد طاقات الأطفال الهائلة وقدراتهم على الحفظ في حفظ أغاني الإعلانات و تردید شعاراتها.

– يشبع التلفزيون في النشء حب المغامرة، كما ينمي المشاغبة والعدوانية ، ويزرع في نفوسهم التمرد على الكبار والتحرر من القيود الأخلاقية.

– إثارة الغرائز البهيمية مبكرا عند الأطفال، وإيقاد الدوافع الجنسية قبل النضوج الطبيعي؛ مما ينتج أضرار عقلية ونفسية وجسدية.

– يدعو الناشئين إلى الخمر والتدخين والإدمان، ويلقنهم فنون الغزل والعشق.

– إفساد اللغة العربية، لغة القرآن، وتدعيم العجمة وإشاعة اللحن.

– تغيير أنماط الحياة (الإفراط في السهر)،  كما يرسخ في الأذهان أن الراقصات والفنانات ونجوم الكرة أهم من العلماء والشيوخ والدعاة والمبتكرين)4(4) (القنوات الفضائية العربية نعمة أم نقمة) ختام محمد (شبكة النبأ المعلوماتية) نقلا عن مؤسسة الريادة (التلفزيون والطفل) ..

آثار التليفزيون وأفلام الفيديو على الأطفال

4- وفي دراسة أخرى عن آثار التليفزيون وأفلام الفيديو على الأطفال ولاسيما أفلام العنف والقتل.

ذكرت مؤسسة الريادة تحقيقا قامت به د. بارعة شقير عن تأثير الأفلام والمسلسلات الأمريكية على الأطفال قالت فيه:

(لم يعد التلفزيون أداة من أدوات التسلية فقط، بل أصبح من أهم العوامل التي تؤثر على تنشئة الطفل اجتماعيا في مختلف مراحل تطوره، فمشاهدة التلفزيون لا تتطلب معرفة القراءة والكتابة، وفي كثير من الأحيان يستطيع الطفل مشاهدة التلفزيون قبل أن يستطيع الكلام، هذا إضافة إلى الوقت الذي يقضيه الطفل في مشاهدة التلفزيون والذي يفوق في كثير من الأحيان الوقت المخصص للقراءة أو اللعب، وهذا ما دفع بعض الباحثين إلى القول: إن التلفزيون هو الوالد الثالث فهو يأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بالنسبة للطفل، وذلك بعد الأم والأب.

ولعل الخطورة الأكبر في الأفلام والمسلسلات الأجنبية تكمن في أنها مصنوعة في بلدان مختلفة في تركيبتها الاجتماعية والثقافية عن التركيبة الاجتماعية والثقافية لبلداننا العربية المسلمة، وكذلك تكمن الخطورة في المضمون الذي ركز عليه هذه الأفلام والمسلسلات، وبالتحديد الأمريكية منها، وقد وجد أحد الباحثين أن المائة ساعة التي عرضت فيها مضامین مخصصة للطفل قد تضمنت 12 جريمة قتل، 16 معركة بالمسدسات، 21 شخص يصابون بالرصاص أو الضرب، 21 عملا عنيفا، 37 منظر صراع وتضارب بالأيدي أو بأدوات مختلفة، محاولات للخنق وصراع تحت المياه وتقييد لليدين، 45 محاولة انتحار، 4 حوادث سقوط من مرتفعات عالية، حادثتين لسيارتين تسقطان من قمة جبل، محاولتين لدهس أشخاص بالسيارة عمدا، وصورا مختلفة لأعمال عنيفة منها: صراع في طائرة، وقاتل مأجور يتعقب ضحيته، وحادثة سرقة ونشل، وامرأة تسقط من قطار، ومنظر إعدام بالمقصلة.

وقد زادت نسبة العنف المقدمة في برامج الأطفال عاما بعد عام حتى وصلت هذه النسبة إلى 99.9% في برامج الأطفال الأمريكية، وفقا لإحصاءات عام 1993)5(5) تأثير الأفلام والمسلسلات الأمريكية على الأطفال (مجلة النبأ عدد 71) نقلا عن مؤسسة ريادة..

التربية التلفازية بين الإيجابيات والسلبيات

5- وفي دراسة قدمها د. خالد النجار عن (التربية التلفازية بين الإيجابيات والسلبيات) قال فيها:

(أحكم التلفزيون قبضته على الأسرة، واحتل صدر المجالس في البيوت بلا منازع ولا منافس، وتربع فيها بشموخ منقطع النظير، وتشير أحدث الإحصاءات إلى أنه فيما بين 600-700 ساعة على الأقل من عمر الإنسان تضيع سنويا في مشاهدة التلفزيون، ويشكل الأطفال الذين لم يبلغوا سن الدخول إلى المدرسة أوسع شريحة من مشاهدي التلفزيون؛ حيث تبلغ ساعات مشاهدتهم حوالي 22.9 ساعة في المتوسط أسبوعيا، بينما يمضي أطفال المجموعة العمرية من 6-11 سنة حوالي 20.4 ساعة مشاهدة أسبوعيا، بل إن دراسات مسحية أخرى بينت أن هناك أوقات مشاهدة أطول تصل إلى 24 ساعة أسبوعيا لأطفال لم يصلوا إلى السن المدرسية بعد.

وتتمثل الآثار السلبية للتلفاز على النشء الإسلامي والعربي في اتجاهين أساسيين:

الاتجاه الأول: يتعلق بهذه البرامج ودورها في نشر بعض المفاهيم التي تصطدم مع العقيدة الإسلامية الصحيحة والأسس الاجتماعية والأخلاقية لمجتمعاتنا العربية.

أما الاتجاه الثاني: فيتعلق بالتأثير السيء الذي تحدثه ساعات المشاهدة الطويلة في التكوين النفسي والسلوكي للمشاهد.

ففي الجانب العقائدي: نجد أن بعض الأفلام تفسر الكون تفسيرا وثنيا؛ فتارة تتحدث عن العقل المركزي، وتارة تصور الكون على أنه مخلوق بقوة شريرة وأخرى خيرة تتصارعان، کما نجد في بعضها الإيحاء بقدرة بعض الخلق على مضاهاة الله في الخلق والإحياء والإماتة.

أما في الجانب الاجتماعي والأخلاقي: فلقد أدى الإسراف في عرض الأفلام الغربية، وما سار على نهجها من أفلامنا المحلية إلى تسرب كثير من المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية الخاطئة إلى المجتمع الإسلامي، کشرب الخمر والمخدرات، وعقوق الآباء، والحرية الشخصية دون قيد ولا شرط، وحب الذات، والتفكك الأسري، والاختلاط المريب بين الرجال والنساء، والحب بين الشباب، وذهاب الغيرة المحمودة من استمرار النظر إلى مشاهد الاختلاط، وكشف الزوجة على الأجانب، وسفور النساء والتأثر بالفهم الخاطئ لتحرير المرأة، هذا فضلا عن تغير المعايير عن القدوة، حتى صارت تطلعات بعض الشباب ومنتهى آمالهم أن يكون ک  «مارادونا» أو «مایکل جاکسون».

کما لعبت أفلام العنف بعقول الصغار؛ مما أدى إلى ظهور بعض التصرفات العدوانية والشاذة بينهم)6(6) «التربية التلفازية بين الإيجابيات والسلبيات» د. خالد سعد النجار موقع (صيد الفوائد) نقلا عن مؤسسة ريادة ..

ألعاب الفيديو وآثارها السلبية الإفسادية

6- وهذه دراسة أخرى خطيرة قامت بها مؤسسة (ريادة) عن (ألعاب الفيديو وآثارها السلبية الإفسادية) قدمت لذلك مقدمة قالت فيها:

(بمرور الوقت صارت ألعاب الفيديو بمنزلة ثقافة قائمة بذاتها، فكما أن أغلب الأعمال الأدبية التي تنال شهرة واسعة تتحول إلى أفلام. صار کل فیلم ناجح يتحول إلى لعبة إلكترونية، تستلهم رواجها من رصيد شهرة الفيلم (مثل: هاري بوتر)، وأحيانا يحدث العكس، لعبة فيديو تلقى رواجا فتتحول إلى فيلم يلقى نفس الرواج والنجاح (مثل: لعبة الوهم الأخير، ولعبة غازية القبور).

بل إن الأمر أخطر من هذا؛ حيث إن تلك الألعاب لا تشكل – فقط – جزءا مهما من ثقافة الشباب المعاصر، بل صارت جزءا من عالمه ومحيطه، وأصبحت تؤثر بشكل مباشر في مكونات شخصيته، مما جعلها تشكل عنصرا مهما من عناصر توازنه النفسي، بل ربما تلهمه ببعض ردود الأفعال في بعض الحالات التي يواجهها في الواقع.

أهم الآثار السلبية لألعاب الفيديو على أبنائنا

ثم ذكرت الدراسة أهم الآثار السلبية لألعاب الفيديو أنقلها هنا باختصار:

أولا: الآثار على العقيدة:

هناك كثير من المخالفات العقدية في ألعاب الفيديو، وهي بلا شك تؤثر سلبا على معتقدات ممارسي هذه الألعاب، ومن ذلك:

1- اعتقاد أن في الكون قوى خارقة تستطيع فعل أي شيء:

2- نشر قيم محبة غير المسلمين، والميل إليهم، وتعظيم أعلامهم:

3- نشر فكرة التشبه بغير المسلمين

4- تعظیم شعائر النصارى وطقوسهم

5- التعدي على الغيبيات

6- الاعتقاد في الحظ والسحرة والأبراج:

7- تغيير خلق الله:

8- نشر عشق الموسيقى:

ثانيا: الآثار على العبادات والأخلاق

من الآثار السلبية لألعاب الفيديو على الجانب الديني والتعبدي ما يلي:

1- إضاعة الوقت

2- تضييع الصلوات:

3- عقوق الوالدين وقطع الأرحام:

4 – العري الفاضح والإباحية:

5- السب والشتم:

ثالثا: الآثار الثقافية

إن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة على مائدة النقاش حول الألعاب الإلكترونية.

هو: أهذه ألعاب يقتصر الغرض منها على الترفيه فقط أم أنها تعد أيضا وسائط ثقافية؟!

والجواب: أن الألعاب كانت قديما تتصف بأمرين:

الأول: أننا لم نكن ننفصل في ألعابنا عن ثقافتنا وقيمنا، فثقافتنا قبل اللعب، وفي أثنائه وبعده واحدة لم تتغير، فلم نكن نعيش قيما متناقضة، ولم نكن نعاني من صراع ثقافي تسببه تلك الألعاب، بل كانت تلك الألعاب تساهم في تنشئتنا تنشئة اجتماعية، كما يريدها البيت والمجتمع.

الثاني: كانت ألعابنا جماعية، فلم نكن ننفصل عمن حولنا، وكانت قيمة اللعب ولذته تزداد كلما كثر اللاعبون، ولا أستحضر الآن لعبة فردية من شروطها أن ينعزل فيها اللاعب عمن حوله.

وحتى الألعاب التي وفدت إلينا كلعبة كرة القدم أوالكرة الطائرة أوتنس الطاولة وغيرها، كلها تتسم بهاتين السمتين.

ولكن ومع ظهور الألعاب الإلكترونية مثل (البوكيمون)، و (البلاي ستيشن)، و (الأتاري)، وغيرها تغير الأمر؛ حيث أصبح الطفل حينما يلعب ينتقل إلى ثقافة أخرى، إذ أصبح يتعامل معها وفقا لقيمها، ويستمتع باللعب وحده، فينفصل عمن حوله، ومن ثم فهي ليست مجرد ألعاب، ولكنها وسائط ثقافية تهيمن من خلالها الثقافة الغربية على أطفالنا، ولأنها في الحقيقة وسائط ثقافية فهي تعمل على إعادة صياغة شخصية الطفل وفقا لثقافة أخرى غير ثقافته الإسلامية، وهذه الصياغة تشمل مشاعره، وطريقة تفكيره، وقيمه، ومفهومه لذاته، مما ينعكس سلبا على سلوكه وعلاقته بنفسه وبغيره.

رابعا: الآثار النفسية

هناك بعض الآثار السلبية النفسية التي تظهر على مدمني ممارسة ألعاب الفيديو أبرزها:

1- اضطراب الأعصاب وتوترها دائما؛ بسبب الإثارة المستمرة التي يعيشها اللاعب.

2- تنامي عقدة الخوف والفزع؛ فهناك كثير من المناظر المخيفة التي تؤذي اللاعب نفسيا.

3- تؤدي هذه الألعاب في بعض الأحيان إلى تنامي روح العزلة لدى الأطفال.

4- في مسح أكاديمي للاعبي الألعاب على شبكة (الإنترنت) وجد الدكتور (ستيفن كلاين) من جامعة (سایمون فریزر) الكندية أن من كل 10 لاعبين يعترفون بأنهم يلعبون هذه الألعاب عوضا عن القيام بنشاطات ضرورية أو أكثر أهمية.

5- تؤدي هذه الألعاب إلى زرع العديد من الصفات الذميمة والقبيحة.

خامسا: الآثار السلوكية

1- ظاهرة ازدياد العنف لدى الأطفال

2- التخريب والإفساد والخروج عن الأنظمة.

3- الإصابة بجنون السرعة .

سادسا: الآثار الصحية

لا شك أن الجلوس أمام شاشات الألعاب الإلكترونية لأوقات طويلة يؤدي إلى آثار سلبية على صحة الفرد مثل: ضعف الإبصار، نتيجة الإشعاعات الضارة التي تتوجه إلى حدقة العين، واستنفاد طاقات

الأطفال والمراهقين، بحيث لا تكون لديهم قدرة على مزاولة عمل نافع، والإصابة بانحناء في الظهر، وتقوس العمود الفقري.

سابعا: الآثار الاقتصادية

ويتمثل هذا في إهدار الأموال على شراء تلك الأجهزة، وشراء البرامج والألعاب، ثم في صيانتها.. وهناك من لا يكتفي بجهاز واحد أو بعض الألعاب، بل يعمل على اقتناء كل جديد، وقد يتعمد إتلاف ما عنده ليشتري الجديد)7(7) انظر : (ألعاب الفيديو) إعداد مؤسسة ريادة الإعلامية (ص28-13) باختصار يسير، ولمعرفة مراجع هذه الدراسة ينظر إلى الدراسة التي أجرتها المؤسسة عن هذا المبحث..

مفاسد أخرى للغزو السلوكي

بالإضافة إلى ما سبق ذكره مما ينشره الإعلام بوسائله المختلفة من إفساد للأخلاق والأعراض، أذكر هنا سردا مجملا لأخلاق وسلوكيات أخرى فاسدة، يقوم بها أعداء الإسلام من كفرة ومنافقين في غزوهم  لبلدان المسلمين سلوكيا وأخلاقيا، ومنها:

1- الإغراق في الترف والدعة والركون إلى الدنيا وزينتها والإسراف في التمتع بها، وتكثيف الدعاية لذلك في وسائل الإعلام المختلفة، حتى أصبح التنافس في التوسع في المطاعم والمساكن والملابس والكماليات المختلفة وأنواع الزينة للمرأة سائدة بين أكثر الناس، فصارت أكبر همهم، ومبلغ علمهم.

2- شيوع الحسد والمظالم والتناجش والتقاطع والتباغض بين كثير من المسلمين والقرابات بسبب التنافس على الدنيا وتجارتها، وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: «ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم»8(8) البخاري (2988)، مسلم (2961).. هذا إذا كان حلالا، فكيف إذا كان أكثر کسب الدنيا بطرق محرمة كما هو شائع الآن.

3- تضخيم حقوق المرأة وكأنها مهضومة الحق، وتحريضها على التمرد على زيها وزوجها وأسرتها، واستهانتها بحجابها ولباسها و تجرئتها على الاختلاط بالرجال، فكثرت المشكلات الزوجية، وكثرت حالات الطلاق و فساد الأعراض، وضعفت الغيرة عند كثير من الرجال على مولايتهم.

4 – السعي في تغريب مجتمعات المسلمين بتغيير أنماط الحياة الإسلامية فيها والتصورات، وتحويلها إلى أنماط الحياة الغربية المنبتة عن العقيدة والأخلاق النبيلة والسلوك النظيف، وتسخير جميع الوسائل الإعلامية والدعائية والأسفار والسياحة، واستخدام المخدوعين من أبناء المسلمين بالغرب وسلوكياته وأفكاره في نشر التغريب والدعاية له، واستخدام أصحاب القرار في حكومات المسلمين في تنفيذ ذلك، وإصدار القوانين والأنظمة التي تسهل العملية التغريبية في مجتمعات المسلمين.

5- السعي في نشر المنكرات المختلفة في المجتمعات الإسلامية ومحاولة تطبيعها وفرضها بقوة السلطان، وعدم الاكتراث بإنكار المنكرين

حتى يتحول المنكر مع الوقت إلى أمر مألوف غير مستنكر. ومن مکرهم في هذا الشأن اعتمادهم على بعض الأقوال الشاذة والمهجورة  لبعض أهل العلم في القديم والحديث في إضفاء الشرعية على مثل هذه المنكرات.

6- نشر الفرقة بين المسلمين وإذكائها، ولاسيما في أوساط الدعاة العاملين

للإسلام، حتى لا يكونوا يدا واحدة في مواجهة الفساد والمفسدين، واستخدام بعض المنتسبين إلى العلم في تغطية هذا الخلاف بغطاء شرعي، يزعمون فيه الغيرة على الدين والوقوف في وجه أهل الغلو والبدع.

الهوامش

(1)  انظر: خارطة الإعلام الفضائي العربي (مؤسسة ريادة) (ص43) وما بعدها.

(2) المصدر نفسه .

(3) المصدر نفسه.

(4) (القنوات الفضائية العربية نعمة أم نقمة) ختام محمد (شبكة النبأ المعلوماتية) نقلا عن مؤسسة الريادة (التلفزيون والطفل) .

(5) تأثير الأفلام والمسلسلات الأمريكية على الأطفال (مجلة النبأ عدد 71) نقلا عن مؤسسة ريادة.

(6) «التربية التلفازية بين الإيجابيات والسلبيات» د. خالد سعد النجار موقع (صيد الفوائد) نقلا عن مؤسسة ريادة .

(7) انظر : (ألعاب الفيديو) إعداد مؤسسة ريادة الإعلامية (ص28-13) باختصار يسير، ولمعرفة مراجع هذه الدراسة ينظر إلى الدراسة التي أجرتها المؤسسة عن هذا المبحث.

(8) البخاري (2988)، مسلم (2961).

اقرأ أيضا

الأخلاق وصلتها بالعقيدة .. (1-2)

الفُسّاق .. أدوات الغرب وطمع الملحدين

تحريم الفواحش غُصّة في حلوق العلمانيين

عندما أشاعوا الفواحش فقد أضروك..!

 

التعليقات غير متاحة