اتفق العسكر واليساريون في السودان على تقاسم السلطة، في اتفاق مرهون، تحته دماء تجري، ويجري الى غايةٍ هي استهداف الإسلاميين.

الخبر

“وقعت كل من قوى “إعلان الحرية والتغيير” والمجلس العسكري الانتقالي في السودان، السبت، بشكل نهائي على اتفاق لتقاسم السلطة خلال مرحلة انتقالية.

ووقع الطرفان على وثيقة “الإعلان الدستوري”، ضمن مراسم أُطلق عليها اسم “فرح السودان”، في “قاعة الصداقة” بالعاصمة الخرطوم، بحضور شخصيات سودانية وإقليمية ودولية.

ووقع على الوثيقة كل من نائب رئيس المجلس العسكري، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بينما وقع أحمد الربيع عن قوى التغيير، التي قادت الحراك الشعبي ضد حكم البشير ثم المجلس العسكري الحاكم. (1موقع الأناضول، 17/8/2019، على الرابط:
السودان.. توقيع اتفاق تقاسم السلطة خلال المرحلة الانتقالية
ووكالات الأنباء والمواقع الإخبارية
)

التعليق

1) تم الاتفاق بين عسكر السودان الذين تم تدجينهم غربيا وصهيونيا عبر الوكلاء الإقليميين من الطواغيت في مصر والسودان والإمارات، وبين القوى المدنية التي استأثر بها يساريون وشيوعيون؛ فقد تم تلقي الضوء الأخضر الأمريكي عن الشق المدني المشارك مع العسكر، وهو شق علماني يساري، رحب به الأمريكيون وأعطوا الموافقة على وجودهم في السلطة. وهذا لا يتم إلا عبر التأكد أمريكيا من اتجاهاتهم المتباعدة عن الدين والمتصالحة وغير المعادية للصهاينة، والمحققة للمصالح الاقتصادية الأمريكية.

يقوم اليساريون الممثلون للشق المدني في السلطة بـ “الإقصاء” المتعمد للإسلاميين والمستثني لوجودهم؛ بحجة علاقتهم مع النظام السابق؛ بينما النظام السابق نفسه خاصم الإسلام وأهلَه وقتل من الإسلاميين ما قتل، ثم تصالح مع أعداء الإسلام في سوريا وطاغوتها وفي الإمارات وطواغيتها حتى نال الرضا الغربي الصليبي، والإقليمي من الطواغيت “المجازين” من قبل الغرب..!

رغم أن الأوضاع المدنية أفضل للأمة عموما، وللإسلاميين خصوصا، من استبداد العسكر ولكن ثمة خطورة شديدة في هذا التحالف القائم بين العسكر ومن يدعمه من اليساريين؛ فتجربتهم في مصر تثبت أنهم نهِمون لدماء المسلمين بلا رادع من ضمير فضلا عن دين..!

2) وبرغم الشبهات التي تدور حول هؤلاء اليساريين، وفي أعطافهم شيوعيون صرحاء، فهو اتفاق به دخَن فهو اتفاق ترعاه أنظمة جاءت بانقلابات علمانية عسكرة مدعومة غربيا وصهيونيا، فهو مرهون بحكام مصر والحكام الإقليميين في الخليج وأجهزتهم الأمنية. ومن ثم فمن ظن استقرار الأوضاع لصالح المدنيين واستقرار التوجهات لصالح الشعب السوداني المسلم فهو واهِم؛ فالعمل المخابراتي والأمني المشبوه لدول الجوار سيستمر في العمل لضمان تبعية السودان وضمان ضعفه وتوالد أزماته، وهم لا يُعدمون حيلة في الشر..!

3) والنقطة الأخيرة أنه اتفاق تجري تحت أخاديده دماء؛ فقد ذاق العسكرُ طعم دم المعتصمين والمتظاهرين ونجوا بفعلتهم، وهو تذوق معروفٌ عاقبته؛ إذ يعقبه أنهار دماء تالية، حاصة أنه نجح في سفك الدماء والهروب من المسؤولية ووضع الجميع تحت مطارق الرضا رغم أنوفهم، وتفويت وهدر هذه الدماء. ومن ثم فالخطورة شديدة ففي أي لحظة سيثور بركان دماء جديد، والقرار في هذا ليس لثعالب العسكر السوداني وحده؛ فالثعالب والأفاعي تملأ دول الجوار..!

خاتمة

لا زالت دوَرات مطالبة الشعوب المسلمة تراوح مكانها، وتجاربها ضعيفة وهزيلة، فإما تقفز قيادات خائنة ملحدة؛ فيرضاها الغرب ويعطيها مساحة لتمثل حرية موهومة ومزخرفة للخداع؛ لتقوم هي بضرب آمال الأمة في إقامة الدين والعودة للهوية وتحقيق التحديث وامتلاك القوة واستقلال القرار..

وإما أن يتكالب الغرب والشرق والداخل والخارج لسحق القيادات المنتمية للأمة لو أفرزتها الأمة.

لا يزال الطريق طويلا. ولا طريق ولا منهج خير من طريق ومنهج الأنبياء ومنهج الرسل، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وقد جعل الله تعالى لكل شيء قدْرا؛ فهو المستعان وعليه التكلان وفيه الرجاء.

……………………….

هوامش:

  1. موقع الأناضول، 17/8/2019، على الرابط:
    السودان.. توقيع اتفاق تقاسم السلطة خلال المرحلة الانتقالية

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة