لحرب الغرب على الإسلام محاور عدة، وقد كشفتهم وثائقهم واعترافاتهم. حروبهم العسكرية على المسلمين أحد المحاور، وآثار حروبهم منتشرة في جسد الأمة الجريح.

مقدمة

حربٌ نرى آثارها، ومشروع مدمر؛ كالإعصار لم يهدأ، عبر أجيال مضت، الى هذه اللحظة الحاضرة. ويأمل أن يغير العقائد والقيم، وأصبح يطمع في التغيير الوجودي والديمغرافي..

الصهاينة والصفويون والروس أذرع لأخطبوط حاقد، ولا بد من معرفة أبعاد مشروعه وحقيقة أهدافه وما يخلّفه من كوارث، للحذر والتيقظ.. والله غالب على أمره..

محاور الحرب الأمريكية المشبوبة على أهل السنة

ينطلق المشروع الأمريكي ـ ومن سار في ركابه ـ في حربه العالمية على أهل التوحيد والسنة، من خمسة محاور، أسوقها مجملة، ثم أفصلها بعد ذلك إن شاء الله تعالى:

  • المحور الأول: الحرب العسكرية.
  • المحور الثاني: الحرب الفكرية العقدية.
  • المحور الثالث: الحرب الاقتصادية.
  • المحور الرابع: الحرب الاجتماعية والسلوكية.
  • المحور الخامس: الحرب السياسية ذات الوجهين.

وقد سخّرت الإعلام بقنواته كلها المسموع والمرئي والمقروء في إذكاء هذه الحرب وتسويقها.

هذه محاور الحرب الإجرامية القذرة على الحق وأهله، والتي اجتمع فيها العالم كله بجميع أطيافه، وتناسوا خلافهم ووحّدوا حربهم على الموحدين من أهل الإسلام.

هذه الحرب التي لو وُجهت لأي عدو غير الإسلام لانتهى، وانمحى وجوده منذ زمن بعيد، ولكنه دين الله، عز وجل، الذى اختاره لعباده، والذي تكفل بحفظه، ونصره، وظهوره على الدين كله ولو كره المشركون، قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 32 – 33].

[اضغط لمعرفة المزيد من: سنن الإعداد والتدافع]

اعترافاتهم عن محاور حروبهم

وعن هذه الأنواع من الحرب الموجهة للإسلام السني، يقول المخذول زعيم المهزومين “بوش” في خطاب له بعد أحداث «11 سبتمبر»:

“نحن نحارب في جهات مختلفة؛ عسكرية، واقتصادية، وسياسية، وفكرية، ونحن واثقون بأننا سننتصر في كل جهة”.

ومثل هذا التصريح قال به وزير الحرب الأمريكي آنذاك في حديث أدلى به إلى صحيفة “الواشنطن بوست” في 27/3/2006 قال فيه:

“نخوض حرب أفكار مثلما نخوض حرباً عسكرية، ونؤمن إيماناً قوياً بأن أفكارنا لا مثيل لها”

وأردف قائلاً:

“إن تلك الحرب تستهدف تغيير المدارك، وإن من المحتّم الفوز فيها، وعدم الاعتماد على القوة العسكرية وحدها”

الحرب العسكرية

وهي تلك الحرب التي شنتها أمريكا وحلفاؤها، وتشنها على بلدان المسلمين بذريعة محاربة الإرهاب، فاحتلت بعض بلدان المسلمين، ثم سلّمتها لعملائها المنافقين من «علمانيين» و«رافضة»؛ كما حصل ذلك في حربها علي أفغانستان وإسقاطها لحكومة طالبان، وما حصل في العراق وإسقاطها لحكومة صدام، بذريعة الأسلحة ذات الدمار الشامل، وسلمتها لأعداء السنة من الرافضة الشيعة، ومكّنت لهم في البلاد..

وكما يحصل اليوم في بلاد الشام وفلسطين واليمن وليبيا – التي يراد منها قطع الطريق على أهل الجهاد والسنة، ومنعهم من إقامة دولة إسلامية – ومساندة العلمانيين والشيعة والباطنيين، وتمكينهم من إقامة دولة الرفض والنفاق، التي توالي الغرب الكافر، وتعادى أهل الإسلام الحق.

ولقد عانى المسلمون السنة من تلك الحروب المجرمة ـ في تلك الديار كلها ـ من الإبادة بمختلف الأسلحة الفتّاكة، رجالاً ونساءً وأطفالاً، وسُجن الكثير منهم، وشُّرد الملايين من ديارهم، وكل ذلك يجري تحت سمع العالم وبصره.

حجج متهافتة يُسقطها واقعهم

ويتحجج هؤلاء الغزاة ـ بلا خوف ولا حياء ـ بأنهم قد أتوا لنشر الحرية والكرامة والديموقراطية في تلك البلاد وتطهيرها من الفساد والإرهاب! ولهذا ابتهج المنافقون من رافضة وليبراليين بهذا الغزو، وبهذه الحروب على السنة وأهلها، وتعاونوا مع الغزاة في حربهم، ومكّنوا لهم من دخول الديار المسلمة.

وهذا شأن المنافقين في كل زمان ومكان، قال الله عز وجل: ﴿أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [الحشر: 11]، وقال سبحانه: ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ * أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ [النساء: 138- 139].

وأسوق فيما يلي بعض صور المعاناة والآلام التي عاناها ويعانيها المسلمون السنة من الغزاة الكفرة، وأوليائهم المنافقين، وذلك فيما يقومون به في تلك البلدان من عدوان صارخ على كرامة الإنسان وحقوقه، في نفسه وماله وعقله وعرضه، فأين الكرامة والحرية التي يتذرّع بها هؤلاء الكفرة الغزاة، في أنهم جاءوا لإحيائها ونشرها في بلدان المسلمين؟!

[لمعرفة المزيد من: العقلية الأمريكية وعلاقة أمريكا والمستقبل]

وثائق فاضحة

نشر موقع “Thawra on lin” تقريراً بعنوان: “عشرة أعوام على الغزو الأمريكي للعراق … عقد مملوء بالفوضى والموت والنزوح والفقر دفنت شعارات أمريكا الكاذبة”..

قال التقرير:

“أعطى القرار الأمريكي المشؤوم بغزو العراق متخطياً ـ بصلف ـ كل الشرائع السماوية والإنسانية، الضوء الأخضر، لمرحلة عارمة بالفوضى، والموت، والتشتت، والتمزيق في هذا البلد ـ الذي شكل على الدوام نقطة ثقل لحضارة المنطقة واستقرارها ـ في المراحل الأولى لعقد مضى على هذا الغزو”.

كما كشفت الوثائق التي حصل عليها الموقع، والتي تجاوز عددها (400 ألف) وثيقة، معلومات جديدة عن ضحايا لشركة “بلاك ووتر” من المدنيين، وعن تستر الجيش الأمريكي على التعذيب داخل السجون العراقية، بأمر من الإدارة الأمريكية.

وأكدت الوثائق السرية أن القوات الأمريكية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلى والجرحى العراقيين، برغم إنكارها علنياً لكل ذلك، حيث تم الكشف عن توثيق لـ (285) ألف ضحية عراقية، بينهم (109) آلاف قتيل على الأقل.

وتعني هذه الأرقام بوضوح أن نسبة القتلى بسبب الحرب الأمريكية على العراق، يصل إلى أربعة أضعاف تلك التي سجلتها الحرب الأمريكية في أفغانستان، وأن بقية الخسائر تصل إلى ستة أضعاف، في سياق المقارنة نفسها.

وأظهرت الوثائق أن قرابة (63%) من القتلى هم من المدنيين، أي أنهم يشكلون ثلثي مجموع القتلى، وكشفت تحليلات الوثائق ارتفاع معدلات القتلى في العراق شهراً بعد شهر منذ اليوم الأول للغزو الأمريكي.

وبحسب موقع إحصاء الضحايا العراقيين، فإن عدد القتلى من المدنيين وصل إلى (110) آلاف قتيل، منذ بداية الغزو الأمريكي للعراق.

ولكن مع نشر وثائق “ويكيليكس” بات يتعين على المواقع رفع أرقامها بنسبة (50%) إذ أن العدد الحقيقي وصل إلى (150) ألف مدني، دفعوا حياتهم جراء الغزو الأمريكي، حيث شكل المدنيون العراقيون فريسة سهلة على الدوام لكل مصادر النيران الأمريكية.

علماً بأن الإدارة الأمريكية لم تكلف نفسها عناء الإحصاء الممنهج للقتلى الذين سقطوا بنيران قواتها.

مضمون الوثائق والتقارير

وفضحت الوثائق كذب الرواية الأمريكية المعلنة على صعيد الحواجز، ونقاط التفتيش، حيث تظهر عدداً كبيراً من العراقيين قضوا عند هذه النقاط، أو بهجمات جوية أمريكية مباشرة، حيث اعتادت الطائرات الأمريكية استهداف ما تسميهم “مشتبهاً فيهم” على أنهم مقاتلون مناوئون لها.

وكثيراً ما كانت النتائج مدمرة، ففي الفلوجة في التاسع من أيلول عام (2005م) أكدت تقارير عدة:

أن الولايات المتحدة أسقطت كميات ضخمة من الفسفور الأبيض على مدينة الفلوجة، خلال العدوان على المدينة في تشرين الثاني عام (2004م)، الأمر الذي أسفر عن مقتل عدد كبير من أهالي الفلوجة، مع إصابتهم بحروق هائلة، كاشفةً أن هذه الهجمات تسببت بتدمير نحو ستين إلى سبعين بالمائة من المنازل والمباني بشكل كامل، وأسفرت عن سقوط الكثير من الضحايا..

بينما أكدت إحصاءات طبية ارتفاع نسبة التشوهات الخلْقية لدى الأطفال المولودين حديثاً بنسبة (60%) منذ عام (2003م) مع توقعات بتزايد هذه الظاهرة وتفاقمها.

وبلغ عدد النازحين أكثر من (2,8) مليون عراقي ما زالوا مهجرين من ديارهم، ويعيشون في ظروف بائسة، هائمين على وجوههم في مشارق الأرض ومغاربها، متأبّطين البؤس والمذلة والعوَز على أعتاب سفارات أمم الدنيا، بينما عُلقت قصص المئات والآلاف من العراقيات اللواتي دفعهن الفقر والعوز للإنزلاق في المحظور على مناشير الإعلام الأصفر، وصرن عامل جذب لآلاف المتابعين والمتطفلين العابثين.

وفي (11/3/1424هـ) الموافق (2/5/2004 م) عرضت القنوات الإخبارية صوراً منقولة عن قناة (CBC) الأمريكية يظهر فيها تعذيب الأسرى العراقيين في سجن «أبو غريب» قرب بغداد، بلغت الغاية في الوحشية، والهمجية، والظلم، وامتهان الكرامة الإنسانية، والتعذيب الذي يؤدي إلى القتل، فظهر في الصورة جندي أمريكي يضع قدمه على المواطن العراقي السجين.

وفي صورة أخرى يتبول الجندي الأمريكي على السجين، وسط استهزاء الجنود، وإظهار الاحتقار.

وفي صورة ثالثة ظهر المعتقلون عراة، والمجندات يتحسسن بعض المواضع من أجسادهم، ويتندرون بهم، مما دعا الهيئات العالمية إلى استنكارها وشجبها وإظهار الاشمئزاز. (1انظر: القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب، د/ محمد السلوم)

هذه هي الكرامة والحرية ومحاربة الإرهاب التي تدعيها أمريكا وحلفاؤها وأولياؤها من الحكومات العلمانية، والليبراليين المنافقين من بني جلدتنا، كهدف لها في غزوها للعراق وبلدان المسلمين!

جراحات المسلمين

العراق وجراحه

وها هي أمريكا اليوم تصول وتجول في سماء العراق، يساعدها التحالف الدولي، تضرب مناطق أهل السنة وأهلها، وتمهد الغطاء الجوي للحشود الشعبية «الرافضة»؛ لتستولي على أماكن وبلدان «أهل السنة»، كل ذلك بحجة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، فها هي الرمادي، والفلوجة، وتكريت، والقرمة، والموصل، وغيرها من أماكن تواجد أهل السنة، دُمّرت وأُبيدت..

فبم يفسر هذا من حملة الصليب وحلفائهم؟ إنه لا تفسير لذلك إلا أنها حرب صليبية باطنية، يقصد منها القضاء على أهل السنة، والتمكين للرافضة الجبناء الخونة، الذين أثبتوا عمالتهم لليهود والنصارى وخيانتهم لأمتهم.

أفغانستان الجريحة

وأما ما فعلته أمريكا ـ وتفعله الآن ـ بمعاونة حلفائها الكفرة في بلاد الأفغان، فلا يقلّ عما حصل في العراق من قتل وتدمير، وزادت عليه ما تقوم به منذ عدة سنوات من قتلٍ للمسلمين، بطائراتها المقاتلة دون طيار.

ويرى الصحفي البريطاني “روبرت فيسك” تحت عنوان: «إرهاب الحرب ضد الإرهاب» أن الغرب بحضارته أصبح مجرم حرب، منذ قرار حرب أفغانستان، وتجييش الجيوش والتحالفات لها، قبل إعلان الأدلة والوثائق المدنية لهؤلاء أو هؤلاء.

وهذا ما عبر عن معناه وزير العدل الأمريكي السابق “رمزي كلارك” في مقالة مع قناة الجزيرة القطرية، حيث وصف عمليات القصف الأمريكي على أفغانستان بأنها جرائم حرب بالتأكيد، وجرائم ضد الإنسانية وضد السلام. (2المصدر السابق

ولا يخفى ما مارسته وتمارسه في سجون “جوانتنامو” من تعذيب، وإهدار لكرامة الإنسان وحقوقه.

فسبحان الله العليم الحكيم العزيز الرحيم الحليم.

واقع الشام وآلامه

وأخيراً: ها هم الروس والباطنيون الرافضة في إيران والعراق ولبنان، بمشاركة ومباركة من أمريكا وأوليائها، يتحالفون الآن في حرب شرسة على أهل السنة المسلمين في سوريا، وبلاد الشام، لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمة، يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ، ويقاتلون رموز الجهاد والسنة.

والغرب والشرق يؤيدهم علناً أو سراً، فسبحان الله العظيم، ما أحلمه وأحكمه وأرحمه.

وهل بعد ذلك من شك في أنها حرب عالمية على أهل السنة؟

[اضغط للاطلاع على: مهزلة الضربة الأمريكية لمواقع النظام السوري]

فلسطين .. وحصار غزة

ونقلةٌ إلى عدوان اليهود الفجرة على إخواننا السنة في فلسطين، بمساعدة ومباركة أمريكا الطاغية، ولاسيما ما يحصل في غزة، من حصار ظالم، وتدمير للبيوت على أهلها، وقتلٍ للنساء والأطفال، ترينا حقد الكفرة على أهل السنة، وحرصهم على إبادتهم، وإفساد أديانهم وأموالهم وأعراضهم.

المؤامرة في اليمن وليبيا

أما إذا جئنا إلى ما يدور في اليمن وليبيا، فسنجد نفس المخطط والأهداف الأمريكية، في حرب السنة وأهلها بارزة في أحداث هذين البلدين، حيث تستميت أمريكا الطاغية في أن لا ينتصر أهل السنة، وأن لا يُهزم الحوثيون الرافضة، ولا العلمانيون الموالون لها في ليبيا؛ لأنه بهزيمتهم يتمكن أهل السنة ـ أعداؤها ـ من حكم البلاد بشريعة الإسلام.

ولذلك فهي تسعى بطائراتها المسيرة في اغتيال رموز أهل السنة، وبتكليف بعض حكومات الخليج ـ كالإمارات ـ بتتبع رموز أهل السنة ودعاتها في اليمن، وتصفيتهم جسدياً بالاغتيالات، أو سجنهم وتغييبهم عن الساحة اليمنية وقيادتها.

مصر منذ (2013)

وقُل مثل ذلك في دعم أمريكا للسيسي المجرم في مصر، وتأييدها لانقلابه على الإخوان المنتخبين، وتناست تبجحها بالديموقراطية واحترام حرية الشعوب في اختيار من يحكمها، ودعّمت وباركت أفعاله الإجرامية في قتله للمسالمين في «رابعة العدوية» و«النهضة»، وامتلاء السجون بخيرة رجالات مصر من الشباب والعلماء والقادة المخلصين، وأحكام الإعدامات الفظيعة.

ألا ما أقذرهم من أمة، وما أحطّها من دولة، وما أعظم نفاقها وإجرامها.

إنها ـ والله ـ حرب عالمية لم يُشهد مثلها في تاريخ المسلمين؛ اجتمعت فيها ملل الكفر بقيادة دولة الكفر والطغيان: أمريكا، وذلك سعياً منها لتنفيذ مشروعها الإجرامي القذر في حربها للإسلام السني، وصدّها عن سبيل الله عز وجل، ولكن ﴿وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة: 32].

[اضغط لمعرفة: وجوب عدم الاختلاف في الموقف من أمريكا]

أهداف الحملة العسكرية الأمريكية

ويبقى في الحديث عن المحور العسكري في حرب أهل السنة: أن نتعرف على أهم الأهداف الخبيثة لهذه الحملة البائسة:

الهدف الأول: الاحتلال والإفساد

احتلال بلدان المسلمين، والتمكن من أدوات التوجيه في البلدان المحتلة، واستخدامها في إفساد عقائد وأخلاق المسلمين وأعراضهم، ونشر الرذيلة بينهم وبث الشقاق بينهم.

الهدف الثاني: المساومة على الدين

مساومة أهل السنة من الدعاة والمجاهدين، ومحاولة احتوائهم تحت ضغوط حرب الإبادة، التي يشنونها ليحصلوا على تنازلات منهم في أمر دينهم.

الهدف الثالث: الانفراد بتغريب المجتمعات

اضطهاد المسلمين السنة في البلدان التي احتلوها، بقتلهم وسجنهم وتشريدهم، واغتيال رموزهم ومرجعياتهم من الدعاة والعلماء، وإضعاف التيار السني، وذلك لينفردوا بتغريب مجتمعات المسلمين، والقضاء على روح الجهاد لديهم، وإسقاط جدار الولاء والبراء، الذي يرفعه أهل السنة في وجوه الكفار، والذي طالما أزعجهم.

الهدف الرابع: نهب مقدرات المسلمين

الاستيلاء على خيرات المسلمين والتحكم في مقدراتهم واقتصادهم وثرواتهم.

الهدف الخامس: توسيع النفوذ

استخدام البلدان التي احتلوها في أن تكون مقراً لقواعدهم العسكرية والاستخباراتية لتوسيع نفوذهم.

الهدف السادس: تمكين عملائهم

التمكين لأوليائهم في تلك البلدان من المنافقين والعملاء من ليبراليين ورافضة وصوفية ـ من بني جلدتنا ـ وتسليمهم مقاليد الأمور في بلدانهم، ليتولوا حرب أهل السنة بأنفسهم، والسعي إلى تشويه عقيدتهم وتغيرها.

خاتمة

تلك أهدافهم؛ ولكن لله تعالى في السماء قضاءٌ مختلف. وليجرين الله قدَره بنصر هذا الدين وتمكين أهله وإيصال نوره الى العالمين.. إن شاء الله.

الهوامش

  1. انظر: القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب، د/ محمد السلوم.
  2. المصدر السابق.

لتحميل البحث كاملا على الرابط التالي:

اقرأ أيضا

التعليقات غير متاحة