يدفع الطواغيت ثمن البقاء في السلطة من مقدرات الأمة وثرواتها لا يأبهون. سوريا مثال، ومصر وبلاد الحرمين مثال. إنهم يعرفون طريق المذلة جيدا؛ إذ أعماهم الله عن طريق العزة.

الخبر

“الحرس الثوري” ليس جمعية خيرية..!

جاء على موقع “ساسة بوست”، تحت عنوان («الحرس الثوري ليس جمعية خيرية».. هكذا يسدد الأسد فاتورة حرب إيران لصالحه”)

“بنسبة كبيرة يعود صمود النظام المالي في سوريا وعدم الانهيار التام، إلى ما قدمته إيران من قروض منذ اندلاع الحرب، وحتى الآن، إذ تشير التقديرات إلى أن طهران قدمت أكثر من (7) مليارات دولار إلى سوريا.

بينما تشير تقديرات للأمم المتحدة، إلى أن متوسط إنفاق إيران في سوريا يعادل (6) مليارات دولار سنويًا، أي أنه في حال انتظام هذا الإنفاق قد تتجاوز التكلفة مستوى الـ40 مليار دولار منذ بداية الحرب وحتى الآن”. (1موقع “ساسة بوست” بتاريخ 6/6/2019، على الرابط:
«الحرس الثوري ليس جمعية خيرية».. هكذا يسدد الأسد فاتورة حرب إيران لصالحه
وراجع موقع “BBC عربي” بتاريخ 1/3/2018، على الرابط:
الحرب السورية: نزيف إيران المستمر
)

إلا أن بعض الباحثين في الشأن السوري:

“قدّر ما تحملته إيران خلال (2012) و (2013) بما بين (14) إلى (15) مليار دولار، بعد أن فقدت حكومة بشار الأسد جميع إيراداتها، هذا التقدير ذكر أنه مبني على الأدلة التي تؤكد دخول العديد من المجموعات الممولة من قبل الحرس الثوري الإيراني من بينها مجموعات من العراق وأفغانستان، لكنه يؤكد أن معرفة إنفاق إيران في سنوات ما بعد (2013) صعب جدًا”. (2المصدر السابق)

تغيير ديمغرافي له ما بعده

“عمدت إيران إلى امتلاك آلاف الهكتارات والعقارات وغيرها عن طريق إيرانيين تم تجنيسهم بالجنسية السورية أو سوريين تابعين لإيران، أعتقد أن هذا الأمر له بعد خطير في التغيير الديمغرافي ومحاولة لتثبيت نفوذها في سورية مهما حدث” (3المصدر نفسه)

 المواني والفوسفات والكهرباء.. وقطاعات الاتصال

“وبعيدًا عن الإنفاق الإيراني، فالسؤال الأهم الآن هو عما حصلت عليه إيران فعلا حتى الآن، ووفق ما هو معلن فإن العقود التي وقعتها إيران مع نظام الأسد حتى الآن، وصلت إلى معظم قطاعات الاقتصاد، بداية من قطاع الطاقة، مرورًا بالقطاع المالي، بالإضافة إلى القطاعات الصناعية والتجارية والعقارية والنقل، وصولاً إلى قطاع الاتصالات، ناهيك عن الاتفاق على إنشاء بنك مشترك بين البلدين مقرة دمشق، وهو ما يشير إلى علاقات مصرفية قوية”.

“إيران هي الشريك التجاري لسوريا، لكن هذا ليس جديدًا، الجديد هو العقد الذي أقره مجلس الشعب السوري، في يونيو (حزيران) 2018، والموقع بين الحكومة السورية وإيران بشأن الاستفادة والاستثمار في مناجم الفوسفات في تدمر، وقد أصبح قانونا بمدة عقد تبلغ (50) عامًا.

بينما تسعى إيران لإتمام خطتها بشأن خط سكك حديد يمتد من طهران حتى دمشق، وقد أعلنت خلال الأشهر القليلة الماضية أنها استأنفت خطتها لإنشاء خط سككٍ حديدية يمتد من طهران إلى دمشق، مرورًا بالعراق.

على الجانب الآخر، قررت الحكومة السورية تأجير ميناء ساحلها الغربي في اللاذقية، بدايةً من شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2019، استجابةً لطلب إيراني رسمي، بينما تشير توقعات إلى أن إيران تقترب من الحصول على حق إدارة ميناء بانياس السوري، وهو ما يعني سيطرة كبيرة لإيران وستتمكن من خلالها من إدارة اثنين من المواني على المتوسط من أصل ثلاثة مواني فقط في سوريا هي: ‏”اللاذقية”، “بانياس”، “طرطوس‎.”‎

“وقعت إيران عدة اتفاقيات تعاوُن خلال الأشهر القليلة الماضية، ومُنِح الإيرانيون بموجبها حق استخدام (50) كيلومترًا مربعًا من الأراضي الزراعية، وحق الانتفاع بمناجم الفوسفات في جنوب تدمر، وحق التحكم في تراخيص مشغلي الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى أن إيران خلال السنوات الماضية هي التي توفر أغلب احتياجات سوريا من الغاز والنفط، كل ما ذكرناه من هذه الاتفاقات تدر مليارات على إيران، ولكن هل يتوقف الأمر عند هذا الحد؟”. (4المصدر نفسه)

التعليق

إننا نذكّر بهذا الخبر ثمن الخزي وثمن بيع البلاد والمقدرات، هروبا من استحقاق واجب نحو الأمة وإعطائها حقوقها.

وثمنا للتعصب الطائفي المقيت، وثمنا لكراهة الحق وحرب الإسلام وأهله.

إذ بالعدو النصيري المجرم يوالي أرثوذكس الروس، وصفويي إيران، ويأتي بشذاذ الآفاق من رافضة أفغانستان وباكستان يشترون فقرهم وينتهزون انتماءهم ليحاربوا بهم أمةً طلبت حريتها.

واليوم يُظهرون أنهم اشتروا بأموالهم التي دفعوها سلفا مع الدماء الطاهرة للمسلمين الذي قُتلوا على أيديهم والذين هُجروا وشُردوا في منافي الأرض وبين شتات الأمم؛ أنهم اشتروا بها ثروات الأمة في سوريا، ومنافذ للسيطرة وموانيء للوصول الى البحر المتوسط، بل وللتغيير الديمغرافي في سوريا لتجنيس رافضة إيران ومُشركيها في أرض سوريا وإحلالهم بدلا من أهل البلاد الذين أُخرجوا منها. بل والتحكم الاجتماعي في شبكات الاتصال، وهو أمر خطير بالحصول على تفاصيل المعلومات الاجتماعية للشعب السوري.

والآن يدفع اللص القابع في سوريا ثروات أمتنا وكأنها أمواله التي ورثها وهو مطلق التصرف حر الدفع لمن يشاء..! وحقيقته أنه ذليل أجير يدفع رغم أنفه، يدفع ثروات أمة ليبقى كرسيه ويبقى فيه.

كما يفعل إخوانه من طواغيت بلادنا بما يدفعون من أموال لشراء الرضا الأمريكي، والرضا الأوروبي، والرضا الصهيوني.

فصار الطواغيت يدفعون إما لمشروع روسي صفوي، أو لمشروع صليبي صهيوني، والأمة عاجزة عن تقرير أمرها وامتلاك مقدراتها؛ إذ يحال بينها وبينه بالدم والتشريد وحرق البلاد بالبراميل المتفجرة في سوريا، أو الحرب الأهلية في ليبيا، أو الاستبداد العسكري في مصر، أو التغول والانهيار القيمي والعقدي في بلاد الحرمين ومصر..

أو في خطب الود الصهيوني كما في تونس حيث تتوالى زيارات الصهاينة (الإسرائيليين) الى هناك تحت وطأة الأزمة الإقتصادية والحقيقة أنه خطب لود الصهاينة ليكون منفذا لاسترضاء أوروبا وأمريكا لئلا تؤزم لهم أوضاع البلاد.. (5راجع: موقع “عربي 21” بتاريخ 8/6/2019، على الرابط:
القناة 12: لهذا ازدادت أعداد السياح الإسرائيليين في تونس
)

إن الطغاة “الأذلة” قد أعماهم الله تعالى ونفّرهم عن طريق العزة الذي لا يستحقونه، بينما يمتلكون حاسة نحو أسيادهم وتعرف بوصلةُ العبودية خاصتهم أين تتجه، وخزائن مقدرات الأمة بلا حارس ولا رادع ولا محاسب فهي مبذولة أمامهم لا يحول دونهم أحد.

يبقى غياب دور الأمة مأساة يجب علاجها، ويجب أن تبحث عن مخرج وأن تملك قوة ناصرة بعد الله تعالى، وتعرف طريقها وتنبذ هؤلاء الجاثمين على صدرها.

فاللهم اجعل لأمة محمد من لدنك وليا، واجعل لها من لدنك نصيرا، وصلى الله على محمد وآله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.

……………………………

هوامش:

  1. موقع “ساسة بوست” بتاريخ 6/6/2019، على الرابط:
    «الحرس الثوري ليس جمعية خيرية».. هكذا يسدد الأسد فاتورة حرب إيران لصالحه
    وراجع موقع “BBC عربي” بتاريخ 1/3/2018، على الرابط “الحرب السورية: نزيف إيران المستمر
  2. المصدر السابق.
  3. المصدر نفسه.
  4. المصدر نفسه.
  5. راجع: موقع “عربي 21” بتاريخ 8/6/2019، على الرابط:
    القناة 12: لهذا ازدادت أعداد السياح الإسرائيليين في تونس

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة