إن دين الإسلام وتعاليمه هى الوصفة السحرية التي حولت العرب في أقل من ربع قرن، من ذل الخنوع وضيق العبودية إلى سمو الروح وعزة النفس، والتطلع لمحاسبة ولاة الأمر..
طبيعة الأنظمة السياسية في الجاهلية قبل الإسلام
يقول الأستاذ عباس محمود العقاد في معرض الحديث عن الأنظمة السياسية التي عرفتها العرب في الجاهلية قبل الإسلام:
«وأما الحكومات العربية التي قامت في الجزيرة العربية على نحو من نظام الإمارة والملك، فقد كانت شريعتها طغيانا مطلقا من جميع القيود. وكان بعض ملوكهم يتخذ من أهوائه ونزواته شعائر يدين بها الناس في مسائل الحياة والموت!.
ومن ذلك ما قام به “حجر بن الحارث” أحد ملوك كِندّة، عندما رفض بنو أسد دفع الأتاوة له، فاستباح أحياءهم، واعتقل رؤسائهم، وأقسم ليقتلنهم بالعصا هوانا بهم، فسموا من أجل ذلك بعبيد العصا!..
وأيضا ما كان من شأن “كليب بن وائل” الذي نصّب نفسه ملكا على العرب فكانوا يقولون «لا حُرّ بوادي عوف» لأن كليب كان من عزته يقهر كل من حلّ بواديه. فكلهم عنده كالعبيد!.
ورغم ما في الروايات من إضافات وخيال كغالبية روايات التاريخ القديم ولكننا نثبتها ونعول عليها لأن الفكرة هنا أبلغ من الخبر، وأصدق من وثائق الأوراق.. فلو لم تكن الفكرة الغالبة عن الحكم أنه عزة وخيلاء لا تَكمَلان لصحابهما بغير إذلال الأعزاء واحتيال الوسائل للعُتوِّ والاِيذاء، لمَا تواترت أنباء الملوك على تلك الوتيرة الغاشمة!1[١] ذو النورين عثمان بن عفان، عباس محمود العقاد، صـ٢٥، منشورات المكتبة العصرية، بيروت..
عبيد الأرض: صورة من الاستعباد وقتل الكرامة
وتلك الصور من الاستعباد وقتل الكرامة الإنسانية لم تكن مقصورة على المجتمعات العربية فقط بل كان الأسوأ موجودًا في بلاد العجم والروم وهو ما استمر حتى نهايات العصور الوسطى في أوروبا، حيث كان الفلاح الذي يعمل في الأرض عند السيد النبيل صاحب الإقطاع جزءًا لا يتجزأ من الأرض التي يستأجرها، ويملك السيّد قرار زواجه والتدخل في كل شئون حياته، حتى أنه ينتقل كسلعة مباعة إذا قرر صاحب الإقطاع بيع الأراضي التي يمتلكها، وهو ما يعرف تاريخيا باسم الأقنان أو عبيد الأرض، الذين هم أحرار في أصلهم ولكنهم يخضعون لأمر السيد الإقطاعي ما داموا يعيشون في أراضي إقطاعه!..2[٢] حضارة أوروبا في العصور الوسطى، د/ محمود عمران، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية ١٩٩٨م..
العقيدة الإسلامية والفتح الإسلامي
وقد كانت المسافة شاسعة وبعيدة بين هذه الفكرة عن الطغيان وبين محاسبة الخليفة على كل صغيرة وكبيرة وهذا هو الفتح العظيم الذي جاءت به العقيدة الإسلامية على أعقاب الجاهلية وعلى مشهد من حكم أكاسرة الفرس وقياصرة الروم، والتي جعلت رجلاً من دهماء العرب مثل “ربعي بن عامر” يقف بكل عزة وإباء أمام “رستم” أعظم قواد الإمبراطورية الفارسية قائلا له: «إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد»3[٣] البداية والنهاية، ابن كثير، جـ٩، صـ٦٢٢..
فكان دين الإسلام وتعاليمه هى الوصفة السحرية التي حولت العرب في أقل من ربع قرن، من ذل الخنوع وضيق العبودية إلى سمو الروح وعزة النفس، والتطلع لمحاسبة ولاة الأمر حتى وقف أحدهم يقول لعمر بن الخطاب لا سمع ولا طاعة حتى تخبرنا عن مصدر ثوبك الجديد، وخاطب آخر الخليفة معاوية بن أبي سفيان بقول: السلام عليكم أيها الأجير!.
ثم قال: يا معاوية لا تحسبن الخلافة جمع المال وتفرقه، ولكن الخلافة العمل بالحق والقول بالمعدلة وأخذ الناس في ذات الله عز وجلّ..4[٤] الأول قول “سلمان الفارسي” أورده العلامة ابن الجوزي في مناقب “عمر بن الخطاب”، والثاني قول “أبو مسلم الخولاني”..حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، الحافظ أبو نعيم الاصبهاني، الطبقة الأولى من التابعين...
الشريعة الإسلامية ومواثيق حقوق الإنسان
وهذه الشريعة الغراء التي جعلت رأس الدولة، أمير المؤمنين “علي بن أبي طالب” يأمر واليه “مالك بن الحارث الأشتر” عندما عهد إليه بولاية مصر، بهذه الرسالة التي ترتقي فوق أعظم الدساتير ومواثيق حقوق الإنسان في العالم المتمدن:
«اعلم يا مالك أني قد وجهتك إلى بلاد قد جرت عليها دولٌ قبلك من عدلٍ وجور. وإن الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك، ويقولون فيك ما كنت تقوله فيهم. وإنما يستدل على الصالحين بما يجري الله لهم على أَلْسُنِ عباده.
فَامْلِكْ هواك وشُحّ بنفسك عمَّا لا يحل لك..
وأَشْعِرْ قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعًا ضاريًا تغتنمُ أَكلَهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخٌ لك في الدين وإمّا نظيرٌ لك في الخَلْق.. فأعطِهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحبُّ أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنّك فوقهم، ووَالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولّاك..»5[٥] نهج البلاغة “علي بن أبي طالب”، جـ٣، صـ٨٤، شرح الإمام “محمد عبده”، العدد ١٢٩ كتاب الزخائر، طبعة ٢٠٠٤م....
من الإنكار على الخليفة إلى شرعنة الاستبداد
ثم كانت الطامة عندما تحولت الدولة الإسلامية إلى ميراث تتوارثه العائلة ويسطو عليها القويّ ورُفع شعار «أمير المؤمنين هذا، فمن أَبَى فليس له إلا السيّف»!.
ومع ذلك لم تعدم الأمة من يأْبَى، دفاعا عن كرامتها وخَيريتها، وسالت الدماء الذكية أنهارا ولم تتوقف منذ بدأها الحُسين سيّد شباب أهل الجنة وحتى يرث الله الأرض ومن عليها..
فلما كَثُرت الدماء وزاد الظلم والطغيان نشأ في الأمة فقه يساند الاِستبداد ويدعو للخنوع والاستكانة والطاعة لولي الأمر وإن ظهر فساده وبان ظلمه وفسقه، وكانت النتيجة أن دُجّنت الشعوب حتى خرج منها من يلتمس الأعذار لطغيان الحجاج الثقفي وأبي جعفر المنصور قديما ويرفع صور عبد الناصر وصدام حسين حديثًا!..
الحياة في ظل الأنظمة المستبدة القمعية
وانشغل الناس الذين يعيشون في ظل أسوأ الأنظمة المستبدة القمعية بالسعي وراء رزقهم الذي ضاق بطبيعة الحال بسبب الفساد وسوء الإدارة في حين تفرغت نخبتهم لخوض معارك تَرَفيّة من أجل المفاضلة بين الشورى والديمقراطية أو كنه الهوية دينية أم مدنية، ورغم موت الممارسات السياسية نجد من يدعو ويحارب من أجل فصل الدين عن السياسة؟!.
في حين غابت أو غُيّبت قضايا كرامة الإنسان وحريته التي تسلبها الدولة في أول اشتباك أو تصادم وربما مصادفة أوقعته فيها الحظ السيء، وهو ما يصبح خبرا يتداوله الناس قبل أن يطوي صاحبه النسيان وكأنه لم يكن شيئا مذكورا، حتى نستيقظ على خبر موته في سجنه، فنجلس لتدبيج مقالات نعيه!..
وهى القضايا التي أصبحت من الماضي في أوروبا والدول الديمقراطية بعد جني ثمار سنوات النضال والثورة على الاستبداد وحكم الملوك والأسر المتوارث. والتي من أجلها أيضا قامت ثورات الربيع العربي بحثاً عن الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية..
الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية في السعودية
وجدير بالذكر في هذا الصدد استحضار تلك الرسالة الموجعة التي تتحدث عن معاناة ٢٣٩ معتقلا سياسيا فى المملكة السعودية، مذكورين بالاسم وأسماء أهاليهم ٥١١ من الآباء والأمهات والبنات والأبناء ونشرها الأستاذ فهمي هويدي كاملة تحت عنوان: قمع مسكوت عليه ، ومما جاء فيها:
«ارتفعت أعداد المعتقلين كثيرا، حتى إنك قد لا ترى بيتا إلا فى أهله معتقل أو قريب له، فصار العدد قرابة الثلاثين ألفا، فمن يدخل السجن لا يدرى متى يخرج، لا محاكمة تجرى له ولا شرع يعرض عليه، وإن حوكم وانقضت محكوميته فلا يخرج، وهذا حال الأغلب من المعتقلين السياسيين. والأدهى والأمَرّ أن طريقة الاعتقال هى باختطاف الشخص بدون سابق إنذار له أو لأهله، فإذا اختفى إنسان صالح متدين في السعودية فالأصل أنه معتقل.
إذا دخل الشخص في غياهب السجون، فإن أخباره تنقطع ويجهل حاله لأشهر تمتد في بعضها لما فوق السنة، ويبدأون في تعذيبه لأجل الاعتراف بما لم يقترف، فالتعذيب موجود وحاصل، وذلك بالضرب بالعصى، والتعليق، وبالشتم والقذف في الأعراض، وبالتهديد بالعرض أيضا، وبالتجويع والتسهير، وغيرها من طرقهم الخبيثة، وهذا الشخص الأسير سواء اعترف أو لم يعترف حوكم أم لم يحاكم فإنه لا يكون بين الأحياء ولا بين الأموات، في زنزانة بعيدة كل البعد عن الجو الخارجي، فلا يعلم أهو في ليل أو نهار، صيف أم شتاء»!.أ.هـ
التوسع في اعتقالات علماء الأمة ودُعاتها
والمفارقة هنا أن الرسالة نشرت بتاريخ ٢ أغسطس ٢٠١٢م، في الوقت الذي لم يكن يتواجد فيه معتقل واحد في السجون المصرية، في ظل تنسم أجواء الحرية في غالبية البلدان العربية نتيجة أجواء الربيع العربي، مما شجع هؤلاء الثكلى على الشكاية وطلب الاستغاثة لعلها تصدف من يتضامن معهم ويحس بآلامهم!.
وإذا كان هذا هو حال المملكة قبل عشر سنين، فما بالنا بما جد عليها في ظل التوسع هناك في الاعتقالات لعلماء الأمة ودُعاتها المعروفين، وغيرهم المئات من الشباب الذين لم تنشر الصحف أسماءهم التي كتبت بحروف من نور في صحف السماء!.
وذلك في ظل غلق الصحف والتضييق الكبير على قنوات الإعلام، وتجفيفه من أصحاب الأقلام المحترمة الداعمة لحقوق الإنسان والقضايا العربية دائما مثل الأستاذ فهمي هويدي الذي قصف قلمه في منتصف العام ٢٠١٧م، بعد مقالات داعمة لغزة في مواجهة الحلف الصهيو-عربي، مع رفضه الحصار المضروب على قطر، فضلا عن النقد الدائم للممارسات السياسية المصرية، والسخرية من رئيس البلاد في مقال مواهب الزعيم!.
وإذا كان الكاتب لم يشهد حملة اعتقال الدعاة في الخليج مع مجيء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلا أنه كتب العديد قبل منعه من الكتابة عن المعاناة الشديدة لآلاف المعتقلين في السجون المصرية عقب انقلاب الأوضاع وفتح المعتقلات على إثر أحداث ٣٠ يونيو المشؤومة!..
حول التعذيب في مصر
فكتب بتاريخ ٢٨ أبريل ٢٠١٥م، مقالا أسبوعيا تحت عنوان: مصارحة واجبة_حول التعذيب في مصر !.
استهله بعبارة «ما عاد ممكنا السكوت على استمرار التعذيب في مصر، وما عاد مقبولا إعفاء القيادة السياسية من المسئولية عن استمراره»!.
أما مقاله الأكثر إيلاما فكان في ذكرى ثورة يناير من العام ٢٠١٦م، عندما كتب: « في أي مجتمع لا يزال يحتفظ بإنسانيته، حين تُعلن على الملأ قائمة بأسماء ١٩ مواطنا على شفا الموت في أحد السجون. فالحد الأدنى أن تتحرى الأمر منظمات حقوق الإنسان. بحيث يتوجه وفد يمثلها إلى السجن مصحوبا بآخرين يمثلون نقابة الأطباء للتثبت من صحة الادعاء، واتخاذ ما يلزم لإنقاذ حياتهم مع محاسبة الذين سمحوا بتدهور أوضاعهم أو الذين أوصلوهم إلى تلك الحالة البائسة. أتحدث عن قائمة الأسماء التى جرى تداولها أمس (٢٠١٦/١/٢٠م) على مواقع التواصل الاجتماعى نقلا عن رابطة أسر معتقلي سجن العقرب. إذ أوردت نماذج لحالات مواطنين منهم من فقد بصره ومنهم من أصيب بالشلل النصفي أو الكلي، ومنهم من أصيب بكسور أو يعاني من النزيف الحاد أو يتقيأ دما.. وهؤلاء جميعا ذكرت أسماؤهم ويحتاجون إلى علاج سريع ينقذهم من الموت الذي باتوا جميعا على بعد خطوات قليلة منه.
وإذا وضعنا في الاعتبار أن التقدير المتواتر لحجم المعتقلين يعتبرهم في حدود ٤٠ ألف شخص في حين أن مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان جمال عيد يؤكد بأن مصادرهم في وزارة الداخلية ترتفع بالرقم إلى ٦٠ ألفًا، فلنا أن نتصور أصداء ممارسات التعذيب والتنكيل في أوساط ذلك المحيط الكبير من البشر!.
والرسالة هنا موجهة إلى الحقوقيين ونقابة الأطباء. وتمنيت أن تصل إلى مسامع أُولي الأمر فى الدولة بعامة وفي وزارة الداخلية بوجه أخص. ذلك أنهم مسئولون أمام القانون والتاريخ وأمام الله عن مصائر هؤلاء وأمثالهم ممن يساقون إلى الموت تحت أعين الجميع وبعلمهم!.».أ.هـ
سجون العرب سيئة السمعة
فإذا كان كل هذا من مسؤولية أولي الأمر، فهل لنا أن نذكر هؤلاء الآلاف في كل أنحاء العالم العربي بالدعاء في هذه الأيام المباركة، والدعوة لخروجهم قبل فوات الوقت، خاصة وقد طَبَّقَتْ شُهْرَتُنا الآفَاقَ في تعذيب المعتقلين والتنكيل بهم حتى أن الإدارة الأمريكية كانت ترسل لمصر والسعودية من تعجز عن استنطاقهم في معتقلها سيئ السمعة “جوانتانامو”..
ولنتأمل جيدًا هذه المقولة المُخزية للكاتب ستيفن جراي صاحب الكتاب الشهير أسياد الجاسوسية الجدد ، نقلًا عن “روبرت باير” مسئول السي آي إيه الذي قال له: «إذا سلّمت معتقلا للأردن تحصل على استجواب أفضل، أما إذا أرسلته إلى مصر على سبيل المثال فالأرجح إنك لن تشاهده مرة أخرى»!.
وفي النهاية هل يمكن للمرء أن يطمح في أكثر من الدعاء في ظل كسر عزم الأهالي وسيادة دولة الخوف والتدين الزائف التي يحارب فيها علماء السوء، فقه الأئمة الراسخين وأقوالهم الهادية مثل مقولة الإمام “ابن حزم” التي تحدد الموقف من حكام المسلمين بوضوح، حيث يقرر أنه: «على المسلمين إذا وقع شيء من الجور، ولو قلّ، أن يُكلموا الإمام في ذلك ويمنعوه منه، فإن اقتنع وراجع الحق فلا سبيل إلى خلعه… وإن امتنع وجب خلعه وإقامة غيره»؟!..6[٦] الإسلام وأوضاعنا السياسية، عبد القادر عودة، صـ١٢٣، والإسلام والديمقراطية، فهمي هويدي،صـ١٩١، نقلا عن الفصل في الملل والنحل لابن حزم جـ٤، صـ١٧١..
الهوامش
[١] ذو النورين عثمان بن عفان، عباس محمود العقاد، صـ٢٥، منشورات المكتبة العصرية، بيروت.
[٢] حضارة أوروبا في العصور الوسطى، د/ محمود عمران، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية ١٩٩٨م.
[٣] البداية والنهاية، ابن كثير، جـ٩، صـ٦٢٢.
[٤] الأول قول “سلمان الفارسي” أورده العلامة ابن الجوزي في مناقب “عمر بن الخطاب”، والثاني قول “أبو مسلم الخولاني”..حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، الحافظ أبو نعيم الاصبهاني، الطبقة الأولى من التابعين.
[٥] نهج البلاغة “علي بن أبي طالب”، جـ٣، صـ٨٤، شرح الإمام “محمد عبده”، العدد ١٢٩ كتاب الزخائر، طبعة ٢٠٠٤م..
[٦] الإسلام وأوضاعنا السياسية، عبد القادر عودة، صـ١٢٣، والإسلام والديمقراطية، فهمي هويدي،صـ١٩١، نقلا عن الفصل في الملل والنحل لابن حزم جـ٤، صـ١٧١.
المصدر
صفحة الأستاذ أحمد الشريف..
اقرأ أيضا
الإسلام وأمن البشرية.. (1) رسالة وطريق