يتكلم الكفار عن الإنسانية، وعن الأوطان، وعن السلم والاستقرار. وهم يعنون بهذا معاني أخرى. يوضحها تماما نبّاشو القبور من ليبيا الى سوريا..!

الخبر

“قامت قوات النظام السوري المدعومة من روسيا وإيران، بنبش وحرق مقابر المدنيين، في المناطق التي استولوا عليها مؤخرا بمحافظة إدلب، وتواصل قوات النظام السوري بدعم من سلاح الجو الروسي والميليشيات الإرهابية المدعومة إيرانياً، تقدمها في إدلب، بهدف عرقلة عودة اللاجئين إلى ديارهم.

وقام عناصر من قوات النظام السوري بتصوير ممارساتهم في المناطق التي سيطروا عليها بإدلب، ونشروا تلك المقاطع على حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي.

وتظهر المقاطع المصورة، عناصر تابعة لقوات بشار الأسد، ينبشون القبور في قرية خان السبل، التي سيطروا عليها بعد تهجير سكانها.

ويقول أحد “شبيحة” النظام وهو يعتدي على القبور: “انظروا لقد وعدتكم، قلت إنني سآتي إلى مقابرهم، وها قد أتيت ووفيت بوعدي وهدمت مقابرهم، والآن جاء الدور لعظامهم”.

كما يظهر في مقطع آخر دخول أحد الشبيحة إلى منزل أحد سكان القرية وإضرام النار فيه”. (1موقع “الأناضول”،9/2/2020 ، على الرابط:
قوات النظام السوري تهدم مقابر المدنيين في خان السبل بإدلب
موقع “العربي الجديد”،9/2/2020، على الرابط:
“شبيحة” ينبشون قبر قيادي بالمعارضة السورية بعد السيطرة على قريته… غضب واسع
)

التعليق

هكذا تجري الأمور.. وهكذا هي المخلوقات التي يواجهها المسلمون؛ هذه هي المخلوقات التي تهجّر الملايين وتنتهك الأعراض وتعذب الناس حتى الموت، وبعد الموت تعطيهم أرقاما وهم جثث ملقاة.. ثم في النهاية يطاردون من فاتهم تعذيبه أو قتله داخل القبور.

وهناك إخوانهم من شياطين المرتزق، مجرم الحرب، “حفتر” يسلكون السبيل نفسه والمنهج الهابط ذاته؛ فينبشون القبور في بنغازي في ليبيا الجريحة بل وقد سبقوهم في هذا..! (2انظر الرابط: قوات حفتر تنبش مجددا القبور في بنغازي، في 24/9/2017)

يجب النظر الى طبيعة هذه الحيوانات الشرسة، والتي لا تفهم لغة الموعظة فلِمثل هؤلاء شرع ربنا تعالى الجهاد؛ فالحجة تواجَه بالحجة، وأما القوة فبمثلها.. ويدفع الله تعالى الباطل بالحق، في الحجة وفي القوة؛ فيفتح للداعية والعلماء القلوب أو يَقهروا أصحاب الشبه فتدحض شبهتهم فلا تروغ على الخلق ولاتُضلهم. ويدفع الله قوة الباطل بالهزيمة فيذهب من مات منهم الى حُفر النيران، وينقمع من عاش منهم مكبوتا مقهورا، أو ينكسر قلبه فيهتدي لو أراد ربك تعالى.

سنن الله في النفوس

لا تزال كلمات ربك تعالى، كما تشير الى سنن الله في الكون وجريان الشمس والقمر وحركات النجوم والأفلاك وخروج النبات وانشقاق الأرض..الخ؛ فكذلك يذكر ربك تعالى حقيقة النفوس وأنواعها وطبيعة مسالك الكفر داخل القلوب ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾ (الحِجر:12) ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ…﴾ (التوبة: 10)؛ فيهبط المجرمون الى ذلك السفح الذي لم يصل اليه الكثير من الكفار؛ إلا أنه حقد كفر العلمانيين وحقد كفر طائفة النصيرية.

كفر النصيرية وخطر الباطنية

وأما كفر الباطنية الذي عاني منه المسلمون من قبل زمن التتار وزمن الصليبيين القدامى، والذي قتل العلماء والأمراء المخصلين والشخصيات الإصلاحية والجامعة.. لم يزل هو هو في زمن الحملات الصليبية الجارية مع الحقد العلماني مع حقد طوائف الكفر بأصنافهم من طوائف وأقليات وأهل الكتاب..

وهنا نذكر بكلام شيخ الإسلام رحمه الله عن كفر النصيرية وشدته فيقول أنه كفرهم  أشد من كفر اليهود والنصارى. (3راجع فتواه في مجموع الفتاوى، جـ 35 صـ 145)

كلما تأخر المسلمون في إدراك طبيعة المعركة كلما زادت آلامهم وفوجئوا بوحشية وقذارة المواجهة.

زيف الوطن..!

إن الأمر ليس أن “الوطن” يجمع الجميع بل الوطن هو الجائزة التي تفوز بها الطائفة الغالبة، وتحت مسمى “الوطن” وحمايته يأكل العسكر الوطن في مصر والجزائر وليبيا وغيرها، ويلتهم الملوكُ والأمراء “الوطن” كما في دول الخليج، ويغتصب النصيريون والرافضة “الوطن” في سوريا والشام والعراق..

إن الوطن ليس الإطار الجامع كما يروّجون بل لكلٍ انتماؤه السابق ثم الوطن هو الجائزة التي تُمنح للغالب ولم يفُز به في الفترات الأخيرة أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر ويقيم دين الله ويحكّم شريعته ويرفع هوية الإسلام. لم يفُز به إلا كافر أو فاجر، ملحد أو علماني، شيوعي أو منافق، إباحي أو طائفي.

إن تعاضد هؤلاء مع الغرب الصليبي وكيانه الصهيوني يجب أن يدفع المسلمين للجوء لراية واحدة للحق تواجه الباطل.

كما أن قذارة المواجهة والتدني الأخلاقي وشدة الحقد التي تحرق الأخضر واليابس وتهدم المنازل فتترك المدن والقرى ركاما خاويا، وتنشر القتل والدمار والحرائق، ثم تصل الى قبور الأموات.. ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ..﴾ (البقرة: 205). إن هذا الحقد الأسود المتتابع والمشتعل يرسل رسالة حاسمة للمسلمين توقظهم لتعرّفهم مَن يواجهون..؟ كما تخبرهم بخطورة القادم إن لم يستدركوا أمرهم.

فذلك الحقد لا بد من إيقافه وإلا اشتد شره مستطيرا يستكمل مسيرة الحرائق والخراب. لكن ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ (الفجر: 14)

خاتمة

ما بين نباشي القبور في ليبيا، الى نباشي القبور في سوريا، الى من يجهّزون لذبح “الإخوان” على سررهم في مصر؛ كما أحرقوهم أحياءا ومصابين وموتى، الى السخرية من ضحايا الكيماوي، الى إنكار البراميل المتفجرة التي ما زالت تفجر القرى والمدن في الشام.. لا بد من استيعاب معنى “شراسة المواجهة”.

فاللهم انصر عبادك المؤمنين، وبصّرهم بالحق، وأرشدهم اليه، واجمع كلمتهم، وهييء لهم من أمرهم رشدا، واحفظ عبادك المسلمين وأبطل كيد الفجار وأعوانهم.

……………………………..

هوامش:

  1. موقع “الأناضول”،9/2/2020 ، على الرابط:
    قوات النظام السوري تهدم مقابر المدنيين في خان السبل بإدلب
    موقع “العربي الجديد”،9/2/2020، على الرابط:
    “شبيحة” ينبشون قبر قيادي بالمعارضة السورية بعد السيطرة على قريته… غضب واسع
  2. انظر الرابط: قوات حفتر تنبش مجددا القبور في بنغازي، في 24/9/2017.
  3. راجع فتواه في مجموع الفتاوى، جـ 35 صـ 145.

اقرأ أيضا:

التعليقات غير متاحة